مقالات حائرة وقطوف فكرية 1

موج الخاطر

احببت ان اشارككم بعضاً من شذرات الفكر ورسم الخواطر وتعبير الكلمات من كتابنا موج الخطر 1
راجياً جميل رأيكم ورقيق تعبيركم وهادف نقلكم.........محمد الجبالي
.................................................. .................
بسم الله ربنا الكريم المنان، الرحيم الرحمن، والصلاة والسلام على النبي العدنان أمّا بعد:
هذه قبسات في وريقات قد جمَّعتُ فيها بعض ما ضَرب العقل من موج الخاطر لأني أحببت أن لا تذهب كسابقتها مما لم أُدوِّن، لذلك جمَّعت منها ما استطعت وسكبته على هذه الأوراق، وهي شذرات من الفِكر والخاطر راودت العقل أثناء إبحاره في محيط القراءة والتدبر، وفي ارتقاء التأمل، وفي حوادث ومعترك الحياة ودواماتها، وفي عواصف العلاقات بين البشر وعبراتها، والتي تُصيب الجميع ولا بد للجميع أن كان يوماً بمحيطها وأحس بتأثيرها ....
وهذه الموجات من الخواطر لم تأتِ عادةً مع سابق تحضير أو استعداد بل كان الكثير منها وليدَ اللحظة وجميلَ عِبره وتعبيراً لرؤية.
وإني أرى وأعتقد أنَّ من يقرأ كلماتي فإنه سيرى أنَّها تشترك في أمواج الخاطر لبحور الفكر عند الكثير،لأنَّ كلَّ من ملكَ روحاً بين جنبيه وعَرَفَ أُناساً ليَملِكُ إحساساً وأنَّه يتأثر ويؤثر على غيره، لذلك سيرى في طيات هذه الصفحات وفي بعض الكلمات تعبيراً قد مرَ عليهِ تأثيره أو راوده في تفكيرِه...


وخلاصة الجمال: إنَّ هذه أمواجُ خاطرٍ بريئة، لا يترتب عليها مخاطر، أحببت أن لا أقيِّدَها في ذاكرتي أو أن ينالها النسيان في مفكرتي، فنسجتها بالعبرات وخططتها بكلمات أرجو منها لي ولغيري أن تكون حافزاً لإنسان وطريقاً للخير وجمالاً في فِكر.....

للمزيد من مواضيعي

 

عندما تجول الخواطرُ أحياناً وتَتلاطم أمواجُ الذكريات في بحر الواقع، تشعر بذلك التوهان اللذيذ والنشوةَ العابرة التي لا تكون آثمة،ولكنها مزيج من التعب والأفكار وماضي الذكريات التي تضرب شواطئ العقل مراراً وتكراراً فينشأ عن ذلك ما قلنا، وهذا يصيب كلَ أَحد ولا يُنكر وجودها أحد،
وهي تأتي على درجات تحددها قوة الموجة وزخم الذكريات ...

***

غريبٌ ذلك الإنسان، يحمل أعلى درجات الرُقي والجمال وفي نفس الوقت غيرهُ من بني جنسه قد يكون عكس ذلك. وإنَّ الجمال والصفاء لملازم لنقاء الفطرة ولكون الموجِّه هو وازع الدين الحق، فهو هنا إحاطةٌ، وجاعل النفس في دائرة الاكتمال والجمال ودالها ودليلها إلى الخير، فإذا فُقِدَ ذلك الدافع أو تعطل فحينها يصبح الإنسان منقاداً لشهوته ولردود أفعاله بلا انضباطٍ مقبول ...

***
ليست القيمةُ كم من العدد جَمَعت، بل القيمة ماهِيَّةَ ما قد جَمَّعت، فقليلٌ من تميُز النقاء يغني عن كثيرٍ من لا شيء...

***

دعوة من قلبٍ مؤمن،بشفاءِ كل مهموم ومغموم ومن تكالبت عليه الأحداث حتى امتزجت لديه نفسُه مع مؤثراتها فلا يعرف إلى أين وصل. وليطمئن، فذلك كله مأجورٌ عليه من الله؛ فما من وصب ولا نصب يصيب المسلم إلا يكفر الله بها من خطاياه، وعسى أن يذهب ذلك عمن أصابه ذلك التعب وأن يُبَدلَهُ سعادةً وسرورا ...

***
الحياة كالبستان، أحياناً ترى فيها وروداً ورَياحين، وترى أُخرى معها أشواكاً ونباتات لا طعم لها ولا جمال رائحة يميزها.
لذلك فلتكن أنت ممن كان جميلٌ منظره وعطرةٌ سيرته ...

***

عندما يتقدم الإنسان لوظيفة
يَكتُبْ في سيرته
قُدراته المهنية وشهاداته العلمية،
ولم أرَ من يضيف قدرته على إسعاد الآخر
أو صِدق نفسه، فهل ذهب اعتبارها
أم لا يوجد لها ما يوثقها.
ولننظر من نافذة الجمال والكمال، ففي صحيفة الإنسان عندما تُكتب وتدون فيها الأعمال فسنرى فيها حتى البسمة وإدخال السرور على الآخرين، فأي الصحيفتين أولى بالتقديم والاهتمام...

لو عادت بنا الأيام
كثيراً ما يجول في خواطر الناس أن لو عادت بهم الأيام وكذلك أنا ولا أُنكر ذلك ولا أهرب من الاعتراف به ليس كذنب لكنه عند البعض قد يعتبر رجوع أو تقصير، والحقيقة أن الكمال في حياة البشر ليس موجوداً وهذه الأمنية الخيالية تراود الكثير لانَّ التجارب والإطلاع على النتائج بعد إبحار العمر في سنوات الحياة يُعطي تلك الخبرة والإدراك على معرفة حقيقة بعض الأمور فتتعدل معها تلقائياً تلك الأولوية لها أو حتى حجم التقدير والمكان الذي أخذت فيه حيزاً في أيام العمر وساعاته وفي انفعالات النفس وتأثرها، المهم الحقيقة المطلقة والثابت الإيماني أنَّ أقدار الله سبحانه واقعة وما قُدِّرَ أن يصيبنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأَنا لم يكن ليصيبنا، وإنَّما تلك الأمنية الطفولية تعبير عن البحث عن الأفضل وإعمار القلب بكل جميل وزراعة كل خير وجمال في بساتين المعرفة وحدائق الغير، فالإنسان الراقي ذو القلب السليم يود مشاركة الخيرية في كل تداول وَبَذل الجهد مع كل تناول، يَودُّ السليم إيماناً النقيُ فطرةً الأبيضُ قلباً لو قدَّم لمن أحبهم وفقدهم أكثر وأن يترك ذكريات تُشرقُ بالمحبة والرضا والإحسان أكثر.
ذلك هو الإنسان السوي الذي إن ندم فإنَّما يندم على التقصير في تحسين علاقته مع ربه وإصلاح نفسه والاستفادة والإفادة في كل نافع مع غيرِه، ينظر آمِلاً لتلك الأمنية لأنَّهُ عرف أنَّ الرحيلَ يوماً مؤكد وأن الحساب لا بُدَ واقع فخاف أن تلاحقهُ تبِعات ما فعل إن جانب فيها الصواب وهذا من الرجوع الآمن والتوبة والارتقاء للأفضل وما تلك النفس اللوامة هنا إلّا توهج للفطرة النقية وتحرك للخيرية وشوق للاستزادة من نور كل جميل، وكم منا من ذهب عنه رفيق أو عزيز وتمنى أن لو عادت به الأيام فَعبَّر له عن خالص المحبة وعلو الوفاء وهذه من صفات القلوب التقية والنفوس النقية، أمّا من كان داكن الداخل فلا مكان له على أوراقنا البيضاء ولا في أمنياتنا البريئة...... فتأمل.

هادي علي مدخلي ,الْياسَمِينْ ,النقاء معجبون بهذا

https://bookslibrary.com/view-1541222893

رابط النص الاخر

تم النقل لتكرار النص وعودته بعد 48 ساعة

هلا فيك أستاذ ابو اسلام
مقال ممتاز
يختم ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل آكثر وآكثر

وعودة تليق بسموك

هادي علي مدخلي ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

حوار مع القلم
طاف عقلي وسرحت أفكاري وناظرت قلمي طويلاً هذا اليوم، فقلت له وأنا أُحركه كأنَّني استجلب منه الإجابة: مالكَ أيُّها القلم قد توقفت عن الكتابة وملامسة الأوراق كما كنت أعهدك؟
هل أصابك الملل؟
أم تخاف مما قد يصيبك إن تكلمت عن هذا الواقع الذي نعاصره؟
ثم خاطبتهُ مجدداً -وأنا استغرب من نفسي كيف أُخاطب جماداً- فقال لي بلسان الحال وكأنني أسمعه بلا صوت وأقرأ ما يجول في أحباره بلا حروف سؤالك سيدي لا تسألني إياه بل وَجِههُ لنفسك فما أنا إلّا أداة تتحرك بين أصابعك وترسم ما يجول بخاطرك إن نَشَطتَ فِكراً أو عَقَلتَ أمراً تأمرني فأتحرك فأرسم لكَ صورة ما تريد على أوراقك، وكيف تسألني وتعتقد أنَ فيَّ شعوراً أو إدراكاً لما حولي ألستُ لسانَ تعبيرك ودواة أحاسيسك، ثم تسألني هل أصابني الملل؟
أي ملل هذا! ونحن نتحرك بمشاعر الغير ونقف عند توقفهم نحن لسنا سوى ناقلين لأفكار آسرينا ولو كنا نملك بعض الأحاسيس مثلما أودت بك مخيلتك لرُبَّما رأيت منا دموعاً بدلاً من قطرات الحبر التي نسكبها على أوراق التعبير ولرُبَّما أبينا أن نريق أحبارنا وهي عنوان حياتنا على ما لا يمثل حقيقة أو يكون صدقاً أو ما فيه نفعاً، فيا سيدي نحن أقلام نعود لمالكينا إن أحسنوا نُحسن وإن أساءوا نسيء لكن ليس علينا مثلكم حساب.
استيقظت من هذه المحادثة مع قلمي وفهمت كيف أن اليد أداةُ العقل للتعبير وأنَّ القلم وسيلة اليد للتحرير وإنَّ نشاط الإنسان يحرك القلم حتى إنَّ عند البعض تسبق الكلمات قدرة القلم على رسمها، وعلى العكس في الجهة المقابلة فإن أصاب الإنسان حالةٌ من الحيرة أو صَدَمَهُ الواقع أحياناً فجميع أقلام الدنيا وأحبارها لا تساعدهُ على خط كلمات ولا حتى بعضَ حروف.

ليت القارئ، وبينما يقرأ مقالاتك الحائرة
أن يتفهم رموزه ويلمح ما خفي بين سطوره
ويلتفت إلى باطن معانيه لا إلى ظاهر ألفاظه
ها أنا أتوقف وأتأمل الفكرة
هذا المتصفح لا يُقرأ على عجل
بل يُرشف على مهل..!
كخمرة للروح، أو كدواء للحروح
وأقول كما قال الشاعر جلال الدين الرومي:
" أنا لم آت لأُعطيك شيئًا جديدًا ،
لقد أتيت لأُخرج جمالًا لم تكن
تعرف أنه موجود فيك..!
لو عادت الأيام بي لما اخترت
عير مدائن البوح موقعًا رسميا لي
الكاتب القدير أبو إسلام
أحييك وأرحب بك وبمصافحتك الأولى
والتي تجعلنا نشتاق
لمصافحاتك القادمة بكل شغف

هادي علي مدخلي معجب بهذا

لا ترجو ممن تصحَّر قلبه أن يسقيك ماءً وقلبه عطشان
قد جـــادَ عن سُقيا نفسه فكـيـف تَطمـع منه بخير لآن

***

قطار الحياة لا ينتظر أحداً، ولا تعلم أيُّها الإنسان أيّ محطة يكون فيها نزولك فأعدَّ لذلك السفر حقيبةً من خِيار الأعمال وصدقات الأموال وحُسن الخلق فيما بينك وبين بقية الركاب فالجميع لا بد نازلون...
***

قد تتكلم العيون أحياناً قبل أن تتكلم الشفاه بالحروف، وهذا من أصدق التعبير إن صاحبه نقاءٌ في القلب وصفاءٌ في السريرة ...

***

الكتاب شعاعٌ من نور يُذهب عنك عتمة الجهل ويؤنسك في وحشةِ غُربة الحياة ويوسع لك آفاقاً وإدراكاً تستشعر بهِ جمالاً لأمور قد خفيت عنك، وهو بحق صديقٌ ناصح وخيرٌ راجح، وفيه تجارب من قبلك وخيرٌ لك ولمن بعدك، وبه ينتشي العقل وينضج الفكر.
لذلك كن حذرا وانظر من تصاحب واعتنِ بمن ترافق...
***

النقاء ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

قد رسمنا هذه الحروف والكلمات مما جال في الخاطر وحرك المشاعر وأما حيرتها فلأنك ترى في تعبير كثيرها ما يحرك المشاعر ويترك انطباع الحيرة عند ملامسة فهم الواقع وربط الوقائع

الْياسَمِينْ معجب بهذا