آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
أواخـــرٌ ديسمبـــر (4) ... أحمد عدوان .
إنه شعور صعب أن تكتب رسالة مدججة بالحزن والهواجس الكثيرة ، ثم لا تجد أحدًا ترسلها إليه . شعور مميت أن تفتقد أحدًا كان يملأ كل الأماكن ، ويملأ كل الأزمنة لديك ثم لا تجد سبيلا موصلا إليه ، .. لقد وجدت كلّ الطرق مقطوعة بالجفاء ، أتدرك حجم تلك الكارثة التي ألمت بي ؟ أن أستيقظ ذات صباح فلا أجد سوى الفراغات الواسعة التي عليّ أن أتعايش معها . أن أجلس وحيدًا على طاولة بالمقهى أحدّثُك بصمتي عن أرق الليلة الماضية ولا أسمع غير الصدى ، ويرمقني رواد المقهى بالكثير من الدهشة والارتياب . أن أجوب الطرقات وحدي ، أجلس تحت الأشجار وحدي ، أتبلل بقطرات المطر وحدي ، وأذرف الدموع وحدي . ديسمبر هذا العام جاء موحشًا كأن لم يكن أبدًا ، كان باردُا ، حتى طبقة الثلج الخفيفة التي تساقطت كأنما كانت تحمل القسوة أكثر من النماء والحياة ، كأنما قد أخذت من طباعك بعضا منها ، ثم فرشتها بكل الأماكن التي أتوجه نحوها ، أنت لم تفارقني أبدًا ، لكنك أيضا لم تكن معي ، لم تكن بجانبي ، لقد ظللت مثل الظل الذي يلازمني ، معي ولا أستطيع إمساكه أو لمسه . شاشة الهاتف التي توقفت أن تضيء باسمك ، رسائلك التي توقفت أن تأتي ، ضحكاتك التي اختفت ، أخبارك التي تلاشت ، والكثير الكثير من التفاصيل الصغيرة التي تصحو مثل منبه لا يتوقف عن الرنين بداخلي . هي أشياؤك لا أشيائي ، فلماذا ظلّت بجانبي ؟ لماذا ظلت معي ؟ لماذا لم ترحل برفقتك ؟ لماذا اختارت ان تقتطع من العمر كل العمر لتسكن فيه وتقتات منه . إنه الحادي والعشرون من ديسمبر ، يسمونه الإنقلاب الشتوي ، وأسميه الانبعاث الحزني ، بمثل هذا الوقت من كل عام ، يتجاسر الافتقاد على الفتك بي ، يهاجمني من كل جانب ، يستحضر لي تفاصيلك ، يمنحني فرصة التوهم ، ويأخذ مني قدرة التصبر ، ويمنع عني نعمة النسيان . إنها أطول ليالي العام ، هكذا يقولون ، ولا يعلمون أن لياليَّ طويلة جدا مذ فقدتك ، أعاشر فيها الأرق وأستضيفه ، أقاسمه سرير السهر وأحدثه عنك ، عن عينيك الساحرتين ، عن حزنهما ، أحدثه عن ذلك الانتظار المرير الذي يغذيه طول الأمل ، وفي الصباح نفترق على وعد باللقاء . كما كل عام ، أكتب لك رسالتي هذه والعالم يستعد لتوديع سنة أخرى ، سنة حافلة بكل شيء عدا أخبارك ورسائلك ، لقد غابت تماما ، أدرك تماما أنّك تتعمّد ذلك قاصدا ، تمنح التناسي حقه كاملا في الاستيطان بقلبك ، وأدركُ تماما أنه يفشل بذلك ، وأنك تعيدين المحاولة في كلّ مرة . قلبُك الذي أعرف لا يمكنه أن يفعل ، هو فقط يخوض حربه الأخيرة من أجل الظفر بحقه كاملا في المعاناة بصمت . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل أحمد عدوان يوم
12-22-2023 في 04:20 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحليل الأديب أبو حامد لزوايا الغربة ( شغي ريشة للكاتب نبيل محمد ) | أبو حامد | "بقعة ضوء" | 7 | 11-14-2023 08:59 PM |
دراسة تاريخية .. بندر جازان 5 | الغيث | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 4 | 06-07-2022 06:06 PM |
دراسة تاريخية .. بندر جازان 4 | الغيث | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 6 | 06-05-2022 11:10 PM |