ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
خطرات ساكنة
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المسافات وإن طالت فلن نقطعها بسكين.. وبعض الخطرات تذهب بك لتنظر إلى كل التفاصيل حولك حتى وإن طالت المسيرة وتكاثفت الزوايا. أحيانا تجد ذاتك البخيلة في زمن من السخاء، ونفسك الكريمة في واقع من الشح فتواصل الرحيل بعيدا لتجمع شتات خطراتك.. وفي ذهن السماء خطوط أفكار مترسبة تخط تجاعيد الخيال ليشيخ النظر بعدها.. وترى الفراغ كتلة من الوجوم تتربص بك لتملأك بالحنين لأولئك الزائل. الجهات أطراف تتصادق مع بعضها لتحوم فوق رأسك بعض الخيالات، فالزمن أخرس في توقيت الضجيج.. وخيارات تطوف وتطفو، تفرض وترفض، ترغب وتغرب، تغطي وتطغي وهؤلاء البشر يجولون في حارات الاختيار.. هذر أسئلة تعصف بخاطر ساكن، وبعض إجابات تسكّن ريح الفكر.. تتناول بعض اللغة على مائدة من المعاني، وتغص في أحرف اللذة، وتشرب شيئا من ثمالة الفكرة فيبدأ العناء والغناء فتقول: أحيانا قد تقهرك بعض الخيارات بأطرافها.. وتهزمك بعض الأطراف بخياراتها فتضحى كزمن ضاع بين الساعات، ووقت تاه بين التواريخ.. أو تكون كلغة بلا كلمات نطقت.. أحيانا يكون ما يروي عطشك من الماء سبب في غرقك.. أحيانا تصعب بعض الخيارات أمامنا وتضعف قدرتنا على الاختيار والقرار.. بين أطراف يجمعها التفرق ويفرقها الاجتماع تجد نفسك نقطة ضوء بين الشمس والظل فحتما تكون في أحرج حالاتك.. بعض المشاعر تعبث بداخلنا فنفقد توازننا في لحظات نعتقد أننا ثابتون.. ونثبت في وقفات نظن أننا حينها مهزوزون ذلك جزء من الإحساس بالتلاشي وأجزاء من تلاشي الإحساس.. كم هو مؤلم أن تحتضر عاطفتك في وقت نشاطها.. وأن تنشط في وقت احتضارها.. وكم هو مزعج أن تتألم وأنت تتأمل.. وتتأمل وأنت تتألم.. ما أثقل هذا التفكير الذي يضعنا في خفة أنفسنا.. وما أخف ذلك الهاجس الذي يعتصرنا في ثقل ذواتنا.. لم أظن أن الحب يقسمنا إلى اثنين، كلاهما ملتصق.. ولم أزعم أن قلبي يستطيع المسير في محطات التوقف.. أو يتوقف في دروب المسير.. كل شيء يأتي بأشياء ويرحل بأشياء.. المهم بماذا سيأتي وبماذا سيرحل!!؟ نعم قبل أن تختار لا بد أن تحتار.. ولكن أن تحتار بعد الاختيار فذاك يتعبنا.. وأن تبكي لا بد أن تقرر.. وقد تقرر ثم تبكي فتشعر حينها أنك محبوس في زجاجة ويد الحزن تمسح ظاهرك.. وتحس أحيانا أنك طليق في قيود.. ومقيد في حرية.. نعم فالانتقاء بين الخيارات فكرة غبية في عقل ذكي.. أو عقل مغفل بفكرة مضيئة.. وهي حقيقة غائبة قد تحضر .. وخيال حاضر قد يغيب.. بين تلك الأطراف وثقل الخيارات تكون المسافة بين أصواتنا وأحاسيسنا بعيدة جدا.. وتمسي نبضاتنا قريبة من الخذلان.. ويضحى السكوت حاكما لأفواهنا.. وتصبح الدموع تاريخا في ذاكرة شيخوختنا.. ويبقى القول: لا تتعودوا أن تكونوا خيارات بين طرفين أو أن تكونوا أطرافا بين خيارات.. ولا تجعلوا قلوبكم بين حالتين من الحب فالقلوب لا تقسم إلى نصفين. ** عبدالعزيز اليوسف للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
06-15-2022, 09:09 AM | #2 |
|
رد: خطرات ساكنة
"لو يهبني الله حياة أخرى فسوف أستثمرها بكل ما أوتيت من قوة" مقال رائع، كما يُقال صنع يومي شكراً فيصل |
|
06-15-2022, 09:22 AM | #3 |
|
رد: خطرات ساكنة
.
. لا نقبل القسمة في كل أشيائنا .. مقال ..تصدر في جماله هذا الصباح .. سلمت يا نور |
|
06-15-2022, 09:49 AM | #4 |
|
رد: خطرات ساكنة
إلهام
الله يعطيك طولة العمر بالصحة والسلامة وتسثمرين كُل ما فيه شكرًا لكِ على هذا المداخلة البديعة, |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطرات (2) | محمد ’ | قبس من نور | 23 | 06-29-2022 12:50 AM |
قراءة الغيث لنص صوت العقل للكاتبة مشاعر ساكنة | مشاعر ساكنه | "بقعة ضوء" | 3 | 06-09-2022 01:47 PM |
خطرات (1) | محمد ’ | قبس من نور | 13 | 05-21-2022 03:24 AM |
يا ساكنة الروح .. | علي المعشي | سحرُ المدائن | 21 | 09-22-2021 05:29 PM |
رسالة الى ساكنة البحر// ق ق ج | بدرية العجمي | قناديـلُ الحكايــــا | 28 | 08-26-2021 02:42 PM |