سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
رهينة السماء
قفي أيتها الغيمة هناك فقد أتاني خراجك منذ الصمت الأول، والصدق الأول، ومنذ العهد الأول. لم أعهد قبلك هبوط غيمة إلى الأرض على طبيعتها وشاكلتها.. إنك أول غيمةٍ تهبط على هيئتها إلى الأرض.. وما عداك فكل الذي عرفته –حتى الآن- من علوم الطبيعة أنّ الغيوم لا تحط على الأرض إلا على هيئة زخات من المطر. فكيف لغيمة مثلك أن تحُفّني وتحيطني بكل هذا السِتر؟ كيف لبياض أن يمحو ما بداخلنا من عوالق سواد الليل، "ودكنته" الدامسة؟!. إنّ أحلام طفولتنا مُحققة.. مهما تعاقب عليها الزمن؛ لأنها أصدق لوحاتنا البريئة. *** كنت ألهو صغيرًا إلى جوار طفلةٍ من حيّنا ولكنني لم أنتبه إلى أنّ تلك الصورة الصغيرة ستكبر معي. لم أتخيل يومًا أنها ستغدو فتاةً ذات منصبٍ وجمالْ. إن الأطفال إذا دخلوا قلوبنا أصلحوها. ولأن الطفولة قرية ذكرياتي الكبيرة، وأحلامي المتصالحة معي، ومرسم بوحي الكبير، وحصاد عمري القديم بقيت أنقّب فيها، وأسعى دائمًا إلى الوصول إلى ملامحي كيف كانت أيامها. لا أحد ينجو من حفريات الزمن فوق جبهته، ولا معاول الحنين على خديّه، ولا جفاف صحراء شفتيه من فنّ التقبيل. كانت الحياة مرفّهة فيما أنا لم أكن على الإطلاق مُرفهًا. كنت أنقش بأناملي على الهواء كلماتي التي أتعلمها.. ونسيت أن للرياح ممحاة أكبر من أبجديتي. أتذكر اليوم ما كنت أكتبه وأمحوه قبل حضور تلك الرياح.. وليتني أتذكر ما كتبته قبل محوه!. ما أوسع تلك الطفولة، ما أجمل جهلي فيها، وما ألذ كل شيء أردته ولم يردن، وحققته غصبًا عنه وعني. ليس كل شيء يمكنه البقاء معنا للأبد. إنها أحلام صغيرة تكبر معنا، يتحقق بعضها والباقي يتسرب من دفاتر الإرادة والصمود، من كتيبات الحنين والوله، ورسائل الغرام الشهمة، تلك التي نكتبها في حالة من الصدق الأبيض، والشعور الأبيض، واليقين الأبيض .. وما عداها فكل السواد في المشاعر يمكن اكتشافه؛ لأنه بقعة، والبقع لا تُمحى، ولا تُزال.. وحتى حين نكتشفه يمكننا تجاهله، أو يمكننا إصلاحه متى ما رغبنا بإبقائه في حياتنا. المشاعر لا تكذب حتى لو أجبرناها على ذلك. كنت دائمًا أرى ذلك في حروفي التي أسعى -باستمرار- لكتابتها بتركيز عالٍ حتى تتناسب مع ما أراد الأبطال قوله، لا ما أردت قوله أنا، أو إجبارهم على قوله. كنت أعلم جيدًا أني حين أكتب ما بداخلي –إنما- أريد له البقاء كرهينةٍ عند من يصله؛ علّه إن لم يصدقه اليوم سيصدقه غدًا ولو في غيابه عنّا أو غيابنا عنه. الغياب الطويل أو المتقطع غالبًا ما يؤكد لنا معلومات خاطئة، أو مغلوطة، ومكذوبة .. نكتشفها نحن أو يكتشفها الآخرون عنّا.. "الآخرون" ليسوا هم الجحيم أبدًا، إنهم غيومنا الكبرى التي إذا ما تحولت إلى سوداء فهي ستحيينا وتفرحنا لا تحزننا أو تؤذينا أو تدخلنا في ظلام دامس.. إن الغيم وحده يكون أسودًا ليمنحنا حبًا أبيضًا وما عداه إنما هو للحزن أو الظلام. *** حينما كبرت أكثر من اللازم ظللت أفتش في الحياة عن كلماتي المتقاطعة التي سطت عليها الرياح، وحملتها معها إلى حيث لا أعلم. وعن لحظات اللعب مع تلك الطفلة التي صارت -لاحقاً- أمًا مميزةً في حياتها العائلية، وناجحةً في كثير من الأمور الموكلة إليها إداريًا وعمليًا.ولما كبرت أكثر فأكثر من اللازم بقليل -أيضًا- رحت أرسم كلمات جديدة على سماء جديدة، وغيوم جديدة لعمرٍ جديد فما وجدت غير ماءٍ بروح ذات زرع كريم، عند روحي الخاوية إلا من التفاؤلات. ثمة أرواح لا يمكننا تجاهلها، أو نسيانها في عمرنا.. وتحديدًا أولئك الذين وهبونا أمانهم، وأعطونا منهم ما عجزت الحياة عن بذله لنا. إن تضحياتهم –تلك- هي مهر لمشاعرنا التي ستظل تذكرهم للأبد. كثيرًا ما نسعى لمكافأة أولئك الذين أسندونا وساندونا ولكن غيابهم، أو ذهابهم عنّا جعلنا في موقع الانتظار والمقاومة بين ما الذي تراه سنقوله لهم؟ وكيف سيصلهم أو نوصله لهم وقد أوصدوا كل الأبواب في وجوه شوقنا إليهم وقلقنا الدائم عليهم؟ وهل سيقبلون كلماتنا، وأمنياتنا الحقيقية –لهم- بالسكينة والسرور الدائمين؛ لقاء ما بذلوه لأجلنا؟. *** في الحياة إن لم نستطع قراءة مواقف النبلاء والأوفياء معنا في حينها فيمكننا قراءتها في وقتٍ آخر؛ لأن حياتهم معنا كالكتاب الذي لا تتغير صفحاته، أو تنقلب معانيه ما دامت مكتوبة بشكلٍ صادق.. فالغياب لا يمحو ما كتبه الحضور، والحضور لا ينسى ما كتبه الغياب. كثيرًا ما كنت أترك لمشاعري المساحة في تنمية الشعور الأكبر، والعاطفة الكبرى حتى تنضج من تلقاء نفسها دون ضغطٍ مني، ولا سقايةٍ تقتل بذرة المشاعر داخلي، ودائمًا ما أسعى لأن يظل شعوري ناضجًا مكتملًا لا إيذاء فيه ولا أذية. أن نخبئ شعورنا ليس معناه أن نقتله.. إنها فترة نمو علينا الانتظار لأجلها، والبقاء إلى جوارها، والعناية بها؛ لتستمر معنا للأبد؛ فالمشاعر المرتبكة والمستعجلة والمطلوبة ليست هي الأبقى، إنما الأبقى هو كل ما نعطيه بكامل الصدق، أو نأخذه بكامل الصدق والتضحيات. *** إياك إياك وأن تنسى يومًا من صنع لك جسرًا لانتصاراتك، أو كتفًا لصعودك، أو حضنًا لسكينتك. لا تنسى من أخفى عنك حُبًا جميلًا كي لا يخسرك؛ لأنه حينها لن ينسى حبك مهما ظننت أن هروبك منه هو الحل. أنت تحب بصمت يعني أنك تحب. أنت تحمل إنسانًا في منطقةٍ آمنةٍ حتى ولو كان الحُب حاضرًا فيها يعني أنك تُحب. أنت تسعى دائمًا للاطمئنان على إنسانٍ صار جزءًا مهمًا من سيرتك الحياتية ومصيرك الأبدي فأنت تفي لشعورٍ كبيرٍ داخلك هو أعظم من لحُب نفسه. *** المشاعر ليست علبة ألوان لتلوين ما رسمناه فقط بل لتلوين كل ما ترسمه لنا الحياة، وتلوين الأشخاص الذين بقوا معنا، والذين غابوا عنّا، والذين مضوا لظروفهم أو بإرادتهم. كلهم يرحلون أو يبقون.. ولكن ليسوا كلهم يبقون أو يرحلون.. فإن استمر أحدهم في البقاء طويلًا فاعلم أنك باقٍ معه أطول. *** في السماء غيوم محبوسة، وأخرى متروكة لنا لنرسم فوقها دعاءنا وصلاتنا لمخلصة.. في هذا الوقت من عبادتك الخاصة اعلم أنك على موعدٍ دائم ومستمرٍ مع الذين رهنوك أو رهنتهم أنت في السماء. ثمة قلوب تودع لنا في حسابات الغيب باستمرار دون أن نعلم ذلك. كثيرون في حياتنا لا نستطيع مكافأتهم بغير الصلاة والدعاء.. الدعاء ذلك الرصيد المجانيّ الأثمن من المناجم. إن الحُب الأبقى والأقوى والأوفى ليس ما نعترف به أو نكتبه أو نعبر عنه في أوانه بل هو ما نفعله. الحب رهان مقبوضة.. مقبوضة ولو بعد حين... للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
11-29-2023, 02:17 PM | #2 |
|
رد: رهينة السماء
الله الله
كم هي سعادتي بعودة هذا القلم العظيم للختم والتنبيه ومكافأة المنتدى ولي عودة تليق بك ياصديقي |
|
11-29-2023, 05:55 PM | #3 |
|
رد: رهينة السماء
تلك الرهان المقبوضة بالحب
سيأتي قطافها لو بعد حين الحب يصيب قلوبنا بلا سابق إنذار ولا مواعيد مجدولة وسنقبله بفرح حتى لو كانت اروحنا مرهقة. ومشاعرنا ذابلة لأن الحب وحده من يخرجنا من سكينة الفراغ إلى ضوضاء المشاعر المتقدة وعربدة الأشواق الثابتة أصولها في العيون الأديب والروائي جابر محمد مدخلي غيابك مؤلم للحرف واللغة وغودتك أكثر إشراق تنسينا كثرة العتاب وقررت الاعتكاف أمام سحرك الذي لا ينفك شكرا والله على هذه السقيا المباركة |
الحمد لله رب العالمين
|
11-29-2023, 06:18 PM | #4 |
|
رد: رهينة السماء
الطفولة المغموسة بالحب
هي أطهر أيامنا وكلما يكبر ذلك الحب نكتشف أنفسنا من جديد التربية ياجابر ليس على يد الأباء والأمهات فقط بل على يد الحب واصدقك القول لقد غصت بنا اليوم في بئرك السحيق يقلون ان الكتابة موقف وهي بين يديك روح تتنفس وشهقة وأهة وعربدة صدر تهشم على رصيف الأحلام سأخبرك بسر أنت عاشق من زمن النبلاء فلا تخبر نفسك بهذا السر حتى لا تشعر بوخزة الحزن مذهل نصك وله أسبابه الخاصة |
|
11-29-2023, 06:29 PM | #5 |
|
رد: رهينة السماء
المشاعر ليست علبة ألوان لتلوين ما رسمناه فقط بل لتلوين كل ما ترسمه لنا الحياة، وتلوين الأشخاص الذين بقوا معنا، والذين غابوا عنّا، والذين مضوا لظروفهم أو بإرادتهم.
كلهم يرحلون أو يبقون.. ولكن ليسوا كلهم يبقون أو يرحلون.. فإن استمر أحدهم في البقاء طويلًا فاعلم أنك باقٍ معه أطول. الله الله من بوح هنا رهينة السماء وغيمة الماطر سحابة بيضاء تسر النظر الروائي الكبير المتألق جابر مدخلي حياك الله في مكان الأدب وعودة بهذا الحرف الذي زلزل الوجدان شوقًا واوصلنا الى عنان السماء تحدثت عن بوح أوجد للشعور معنى وتركت لنا حارة التفكير والتأمل في غيمة السحاب البيضاء لدرجة الخيال معك وبكل سطر أنت عطره ورياح حركت ماسكن وسيكون العنوان سحر وصف ووصف سحر ولن يكون غير المطر طهراً ليكون بريداً لنا وهو عندما يكون بريداً لن يكون المستقبل إلا وارفاً بالحب والمودة الخالصة الخاصة أراك هنا تفتح بوابة روحك للمارة وتنثر ما بداخلك من ألق على مرأى الحواس كلها ومراودة الماء قمة الطهر والمشاعر دوار وارتعاشه وخفقان وهذيان وسؤال متلعثم رهينة السماء هل نحن في الأض أو في السماء على اليابسة أو في البحر قف قليلا بنا لنعرف أين نحن؟ وهذا ما فاض وناض به النص القريب من الأرواح ليكن قريباً من السماء والأقرب للغيم كن بجوار تلك الغيمة مهما تخللت الألم وبعدها لا تتحسس نفسك من بلل لإنك لحظتها ستتكثف غيمة المطر شرفة الروح هنا باسقة حد السماء فيها تتأمل الألم فلا يلتئم بل يتألّم وحديث من القلب لا يتجه إلا إلى قلبٍ آخر ليس بالضرورة كل حديث إن لم يغلف بلغةٍ فائقة المطر و شهقة العطر كما كتبت الروائي الكبير جابر مدخلي فيض من السماء وحروف سقطت كزخات مطر يختنق أفقها بالعبرات والعبارات يااااااه على أي أرض هويت وكنت هنا لتحيي هذا النبض همسة لك…….. لم يلتيقني إلا الحب والمطر والطيبة وتقاسيم الدهشة فكان الأثر بلل وأحياناً غرق ربما خلق الله من الأماكن أجمل منها لكني لازلت اؤمن بحياة الأحياء والطرقات بأحيائها وأهلها تحضر بهم حتى تصبح قطعة من الجنة كاوجودك هنا وقراءة الأرواح والسماع لهم بها أورق المكان واصبح فيض المشاعر أبدعت ياجابر وكان اليوم ليلة عيد من غيمة السماء. شكرًا لروحك الجميلة هنا…. |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
11-29-2023, 08:05 PM | #6 |
|
رد: رهينة السماء
لم أجد في كتاب
كاتبا يروي لنا فصول الحب الأربعة كما كتبت بهذه الشفافية المترفة المغموسة حتى الجبين ويبدوا ان لون الطفولة ثابت في ملامحك و بحرك مكللٌ بغيمات القلق أيها الجابر ومنك نتعلم العمل الصالح في الصبر قلم يشفي لوثة العقل ويعدل كفة الجنون وقليل في الحب دائم خير من كثير منقطع |
|
11-29-2023, 10:35 PM | #7 |
|
رد: رهينة السماء
لو كانت هناك
محطة نكتفي فيها من الحب لذبلت كل قصائدنا وغزى الشيب وقارنا الحب هو الآيفون للحياة لا يفرق بين طفولة ومراهقة وشباب وشيخوخة صدقني يا جابر لا أرى هذا نصا واحدا بل قوافل متتابعة وفراشات تحلق بعضها فوق بعض أنت حقل من حقول الإبداع الأدبي الذي يطول شرحه |
|
11-30-2023, 01:08 AM | #8 |
ماهر الحربي
|
رد: رهينة السماء
أهلاً بمن إشتاقت له المدائن و إنتظرته كثيراً حتى عاد
القدير جابر محمد مدخلي عودة حميدة لك نتمناها .. فجمهورك و معجبيك لن يسألوا عن غيابك وقد حضرت بهذه الرائعه سطور فرّقت بينها التأملات في صور و مشاهد جعلتنا نراها و نتابعها وكأننا نسمع صوتاً يحكيها و يجسّد شخصياتها... مدرسة مهمه من مدارس الأدب و أحد سادات الحرف أنت.. سررت بعودتك و سأسرّ برؤيتك دوماً و قلمك الذي يفيض جمالاً و عذوبة حفظك الله و رعاك |
ورثت الصبر ميراث طفلٍ سقاه الدهر دمعاً فكفاه فباغتته السنين في عجلٍ وكأن ما كان بالأمس رآه 🌹أوراق كادح🌹 |
11-30-2023, 01:11 AM | #9 |
|
رد: رهينة السماء
نص كبير أسخى من غيمة وأكبر من سماء
إنصات لصوت السطر لا يغيب عنه الشغف ثم عودة باركك الله وحفظك |
|
11-30-2023, 01:39 AM | #10 |
|
رد: رهينة السماء
كان نفس عميق أبعدني عن مسالك الحياة الضيقة ومشقات الدروب
نفس بنقاء الطهر وطهارة أفئدتنا غيمة حول قلبي اهدتني الهدوء عندما تشبعت انفاسي العميقة من زخاتها لتعكس جمال الحياة في عيني لأتمتع بقراءة ذاتي وأعلم كيف تكون المشاعر مشاعر بهجة وامتنان قبل أن تكون مشاعر حزن وأسى وكره هذا أنا سأجعل من الأمور السلبيه والمواقف الصعبة دافع اتطلع به إلى سلامي الداخلي وحياة اهداني هي خالقي لأعيشها بجمالها وكمالها في داخلي ومن حولي ما أجمل هذا الإبداع أستاذ جابر مدخلي وكأن الحروف ماسات تسطع في قلائد اللغة دام الحرف وسلم البيان |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
في أرض السلام ...!! | كريم محمود | سحرُ المدائن | 8 | 05-28-2022 01:42 PM |