أشهق الطهر وأزفر ذنوب الغرام

أشهق الطهر وأزفر ذنوب الغرام

قال لي أبي حين رآني أحمل
الكثير من الكلمات في عيني
دون كتابتها
ياابنتي .. القليل من رائحة الجوري
وماء تغسلين به عينيكِ
كفيل بإزاحة ثقل القصيدة
لتجعلي العالم أجمل وأجمل
أصعدي نحو القمر
كي يعلن أن لا يسكنه سواكِ
فعلت ما قال لي
فطارت حمائم حرفي تغازل السماء
وزرقتها والغيم والمطر والموسيقى
علمني أبي .. أن أجعل قصيدتي داخل صدري
تتوسد قمري وتتغطى بشراشف الصدق
وتتخذ من الليل مهبط لأسرارها
أنا وطفولتي وعطري
وعدنا قصيدتي أن نكون لها غيمة حُبلى بالمطر
مهما دمعت عيني
وغص الحرف داخل حنجرتي
واشتعلت الآه بضراوة الهزيمة
فتراني
أشهق الطهر وأزفز ذنوب الغرام
علمني أبي .. أن أعلق راية النصر في كل مكان
مهما طال الليل واختلفت
أوقات الفصول
وبدأ الكلام والوصل بالتباعد
علمني أبي .. أن لا أقدم روحي
قربان للقهر والظلم
فالمسافة إن لم ترغب أنت بالتقدم لن تقصر أبداً
فأنا
أجاهد بحرفي نثراً لأعبر أنفاسي المتلاحقة
لأعبر مدنك بأقل الخسائر
مرة يكون حرفي لا جيء ومرة مفقود
ومرة غريب ومرات كثيرة
حبيب وصاحب
أجدت الكتابة على جدران الفصول
كتبت على جدار الشتاء باحثة عن الدفء
وعلى جدار الصيف باحثة عن صوت فيروز
وقهوة الشرفات وعيني التي تقرأ خطوطها كعرّافة
كتبت على جدار الخريف لتتساقط الأقنعة
ويمتد ظل موت المشاعر
كتبت على جدار الربيع فكان حرفي كفراشات بين حقولك
علمني أبي ..
حين يسألني الغريب من أنتِ ؟
أحكي له عن قلبي الملقى على قارعة الحب
أحكي له أن هذا القلب لن يسكنه غريب أبداَ
وأخبره أن يبتعد كي لا تموت أحلامه
وأن صوتي المبحوح لم ولن يكون ملك
الاّ لي
وأغادره قبل أن يرتد طرف الوقت ..
ايمااان حمد
أنثى القمر

للمزيد من مواضيعي