آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
....
الصعود إلى أسفل القديرة منى أهلاً وسهلاً ألفاً بأول هطول .. وياله من هطول بسم الله أبدأ العنوان (الصعود إلى أسفل ) ، والذي يحمل بين المزدوجين .. الغرض الفني / هدف النص يعكس هذا العنوان عند القارىء صورة مرتبطة بهذا التعبير،، ويقودني عقلي إلى سوء التقدير للعواقب. كانت عتبة القصة جميلة أ. منى ، وتهيىء القارىء للقادم من السرد ،، وجاءت جملة الافتتاح بعبارة قوية المفردة، بليغة الوصف وتصوير مشهد الافتتاح ، في ما يسمى ( نهايات تسبق البدايات ) وهي تقنية رائعة لمن يتقنها .. وقد فعلتِ بكل اقتدار .. هنا أنا المصلوب تحت شمس الحزن، الآن مقيد بخيبتي وانهياري الذي يكاد يكون نهائيا وأهمس مع الدمع المنهمر: - " سامحني يا أبي" . جملة القول في الافتتاح جاءت على شكل مونولوج داخلي للشخصية الرئيسة، وحملت معها حقيقة انهيار، واستفهام ( لماذا ) يطل برأسه بعد عبارة " سامحني يا أبي " بعد جملة الافتتاح وما حملته، قفزة زمنية من خلال فلاش باك إلى بداية ما يسمى بالحدث .. هنا الآن عرفت لماذا نبهني أبي إلى ذلك الطفل عندما كنت صغيرا، كنت برفقته ونحن في طريقنا إلى العاصمة، فحين توقفت الحافلة في المحطة للاستراحة، شاهد أبي طفلا عمره مثل عمري تقريبا، رث الثياب، ضعيف البنية، وينظف ساحة محطة الحافلات من الأوراق والأوساخ، قال لي : - انظر إلى ذلك الطفل! لم أتكلم واكتفيت بالنظر بصمت إلى ذلك الطفل الذي رأيت البؤس ينقط منه، بقيت أنظر إلى أن سارت الحافلة واختفى من أمام عيني. في الجزئية السابقة .. تقودنا الساردة إلى بداية الحدث .. وذلك الطفل التعيس الذي علق في الذاكرة، واستحضرته الشخصية في بداية السرد هذا الطفل الذي وصته الساردة بدقة ليرى القارىء المنظر، وانعكاسه على الشخصية في الوقت ذاته. فهل كانت هذه الذكرى عابرة ..؟ وتبدأ الجزئية التالية لتجيب .. هنا والبدااية كانت بـ كلما والتي تعني .. تكرار المشهد هنا .. كلما أتذكر تلك الأيام، أيام الطفولة والصبا أنسج آهاتي وحسراتي ثوبا للأيام القادمة، ويغمرني ألم لا أفق له، ألم الروح والجسد الضاوي. في كل لحظة أتقهقر أمام حسرة الروح والجسد، أبكي بصمت وأتساءل : - " ماذا فعلت بنفسي؟ كيف حفرت بيديَّ طريق بؤسي وشقائي؟! لماذا كنت أستجيب لهما ، بل لماذا اخترتهما صديقين ورفيقين لي أصلا؟! في الجزئية السابقة كان الحوار الداخلي متقناً لا مكان للحشو فيه، وحمل معه حجم الغضب الداخلي للشخصية من خلال تركار الأسئلة، ولوم الذات.. هذا من جهة ومن جهة أخرى .. حمل معه ظهور شخصيتان رئيسان ( الصديقان ) وحمل طرف خيطٍ لارتباط البؤس والشقاء بالأصدقاء من أجمل الجزئيات حقيقة من زاويتي لتأتي القفزة الزمنية بعدها .. هنا وتطوير الحدث من رؤية طفل في الاستراحة إلى اسقاط الحدث على الشخصية الرئيسة ( ضمير المتكلم ) هذا التطوير حمل معه بداية تسلسل الحدث الرئيس، والمراحل الدراسية .. والصديقان هنا .. حدث ذلك منذ زمن بعيد، كنت وقتها في المرحلة المتوسطة، وهما أيضا كانا طالبين في المرحلة المتوسطة، ورغم أنهما لم يكونا في مدرستي ، بل في مدرسة أخرى لا تبعد كثيرا عن مدرستي، إلا أننا كنا نلتقي دائما، وصدق من قال: الطيور على أشكالها تقع. بعد الحصة الدراسية الثانية وأحيانا الثالثة، كانا يخترعان ألف حجة وحجة ويأتيان إلى مدرستي، يدخلان الصف بأدب مصطنع، ويتكلم واحد منهما مع معلمي ويرسم على وجهه علامات الحزن، فيطلب مني معلم الصف الذهاب إلى البيت، ترى من الذي كان مخطئا أكثر ، هما أم أنا أم المعلم؟ المشهد كان يتكرر كل يومين أو ثلاثة ،مرة أبي مريض ويريد رؤيتي ومرة أمي تريدني لأمر هام، ومرة بحجة أنني سأسافر إلى المدينة مع أبي ومرة .. ومرة.. كنا نرى الدراسة ليست أكثر من مضيعة للوقت، وعالم المعرفة ليس إلا أكذوبة ابتدعها مهرج ماهر يتقن اللعب بالكلام، وهذا المهرج لم يكن إلا معلمي، نحن الثلاثة أطلقنا عليه هذه التسمية ، كنا نحلق كطيور سعيدة في فضاءات رسمناها لأنفسنا، ونقول لها بسعادة غامرة ونحن نضحك : - " خذينا بعيدًا جدا عن أجواء المدرسة، اتركينا نرتاح من الدروس والواجبات المدرسية، وابعدينا كثيرا عن معلمينا ومدرائنا وموجهينا الذين لا يتحدثون إلا عن العلم. كان كل همنا أن نبني عالما آخر، ليس فيه غير الحرية، ماهي الحرية التي ننشدها؟ هي التسكع في الشوارع، تدخين السجائر، الجلوس في الحدائق، وملاحقة الفتيات، وفعل أشياء فاضحة في الشوارع والأسواق. عند انتهاء دوام المدارس، كنا نمضي مع الطلبة إلى بيوتنا ونقول لبعضنا البعض: في الجزئية السابقة .. كانت الحبكة اجتماعية متصلة، وحملت معها بداية الاختيار الخاطىء الذي يدركه الآن بطلنا تنوع المشاهد لإظهار الفكرة كان موفقاً جداً أ. منى والسرد كان محكماً تفاعل الشخصيات وتأثرهم وتأثيرهم جعل منهم شخوص رئيسة، شكلت ما بينها بداية العقدة، والتي طورتها الساردة عبر التنقل في الأزمان، وتطور التدهور والسقوط ..ونكمل القراءة - " متى سنترك المدرسة ونرتاح؟ وفي البيت كنا نرمي حقائبنا في أي مكان ونتصنع التعب أو المرض، وحين كان أبي يجبرني على كتابة وظائفي وواجباتي، كنت أحمل القلم وأكتب رغما عني، كنت أكتب الكلمات دون نقط، وحين الانتهاء من ملء الصفحة، كنت أغمض عيني وأضع النقاط على الحروف كيفما اتفق، ولا أعرف حتى هذه اللحظة لماذا كنت أفعل ذلك؟! في الجزئية السابقة بدأت الساردة بسؤال داخلي للشخصية البطل، الهدف المنشود لهذه الشخصية، وحصاد رفقة السوء سؤال يحمل معه رغبة ملحة للصعود إلى نشوة النصر .. بالنسبة للشخصية لتأتي الجزئية التالية .. وتحمل معها أجوبة كثيرة هنا لم نذق طعم النجاح نحن الثلاثة ، ثلاث سنوات ونحن نرسب وفي السنة الرابعة، وبعد أن أتعبت أبي كثيرا، أخرجني من المدرسة ، فبدوت مثل من يمتلك كنوز الأرض ، ثم لحق صديقي " أسعد" وترك المدرسة ، وتبعه بعد أيام صديقي الثاني" ماجد" . بعد ان تحقق هدف الشخصية، ولسنوات أربعة .. حصدت الشخصية ( مثل من يمتلك كنوز الأرض ) اسماء الشخصيات شعرت بأنه يمكن الاستغناء عنهما .. زاوية قراءة هذه النقطة هي لحظة التنوير حصاد تحقق الهدف هنا عملت مع أبي في دكانه الصغير ، أما أسعد وماجد فقد ذهبا في طريق أسوأ من طريقي. مرت الأيام والسنوات طوت صفحاتها، وكبرنا، لكنا افترقنا، بل فرّق بيننا البؤس ومعه الحاجة. ولتأتي الخاتمة بعدها وتحقق فكرة العنوان هنا رحل أبي وصارت الأيام مظلمة في عينيّ، والآن كم أتألم وأتعذب لأنني لم أذهب إلى أبي مرة واحدة وأنا أحمل نجاحي، دائما كنت أذهب إليه وأنا محمل فشلي، ليتني بقيت عاريا وجائعا كل أيامي التي عشتها ولم أترك المدرسة، فأنا لم أكن أدري أن التاريخ والجغرافية سيتخلا عني وأن شموسي وأقماري ستظل مكسورة وأن الندم سينهمر مني. سوء التقدير والرفقة السيئة كانتا سبباً للعاقبة ( الصعود / الوهمي ) ( الوقوع / الحتمي ) نص رائع أ. منى ولغة مكينة، واتقان لعرض المشهد كل التحية النص على هذا الرابط الصعود للأسفل لــ منى https://www.boohalharf.com/vb/showth...318#post358318 للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
08-28-2024, 11:36 PM | #2 |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
.
. دائما تغدق علينا بالقراءات الثمينة والجماليات الأدبية في تناولك النص شكرا للبهاء المكسو بنفائس الدرر دامت الروح وما تجود المكافأة المستحقة |
|
08-28-2024, 11:54 PM | #3 |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
الله الله الله
المهندس ملك في التحليل ويعرف كيف يختار النصوص والقصص العظيمة ويأتي بها في أبهى حلة تستحق منى هذا الترحيب الكبير منك فهي مكسب كبير للمنتدى وأنت ثروة كبيرة في الأدب شكرا المهندس شكرا منى |
|
08-29-2024, 10:25 AM | #4 | |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
اقتباس:
شكراً لاختياركِ رؤيتي وزاوية القراءة الخاصة لهذا النص الجميل للقديرة منى .. وممتنٌ لكلماتكِ الطيبة لا حرمكِ الله البهاء كل التحية |
|
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
08-29-2024, 10:27 AM | #5 | |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
اقتباس:
أ. هادي مدخلي ممتنٌ لتواجدك، وكلماتك الطيبة أخي والنص كان رائعاً ومحكماً للقديرة منى كل التقدير والتحية لك |
|
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
08-29-2024, 03:09 PM | #6 |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
والله الإبداع حليفك
المهندس مهندس الكلمة ارتشاف الرقي هنا مفخرة ريحانة لقلبك وهذه |
|
08-31-2024, 12:19 PM | #7 |
|
رد: قراءة المهندس لنص الصعود للأسفل
|
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءة المهندس لنص المجهول للكاتبة الدانة | المهندس | "بقعة ضوء" | 8 | 09-14-2024 12:18 PM |
قراءة المهندس لــ احتفال ومضة حكائية ( لسُلاف ! ) | المهندس | "بقعة ضوء" | 6 | 09-02-2024 08:43 PM |
قراءة الكاتب المهندس لقصة ( البواب ) للكاتب صالح بحرق | المهندس | "بقعة ضوء" | 6 | 06-14-2024 06:18 PM |
قراءة الكاتبة عطاف المالكي للنص ااقصصي دمية للكاتب المهندس | عطاف المالكي | "بقعة ضوء" | 8 | 06-11-2024 11:39 PM |
قراءة الكاتب المهندس لنص خاطرة بعضُ جُنون ..! للدانة | المهندس | "بقعة ضوء" | 8 | 06-03-2024 07:20 PM |