كانت له …

كانت له …

ً
ً


كَانَتْ لَهُ كُلِّ اَلْأَلْقِ
كَانَتْ إِحْسَاسًا مِنْ شَفَقَ

كَانَتْ إِثَارَةٌ كَانَتْ شَغَف
وَتَبَخَّرَتْ تِلْكَ اَلَّتِي كَانَتْ
وَتَوَارَتْ فِي غِيَابِ اَلرَّغْبَةِ

وَتَمَاثَلَ اَلْفَقْدُ لِلشِّفَاءِ
وَانْتَعَشَتْ نَشْوَةُ اَلْبُعْدِ

وَتَمَزَّقَتْ كُلَّ أَوْرَاقِ اَلتَّوَقُّعِ
وَانْطَوَى تَارِيخُ عِشْقٍ وَأَمَلَ
وَانْكَسَرَ قَوْسُ إِحْسَاسِ اَلثِّقَةِ

وَخَابَتْ اَلِانْتِصَارَاتُ
وَانْهَزَمَ اَلصُّمُودُ
أَمَامَ رِيَاحِ اَلْكَذِبِ

لَمْ يَكُنْ كَبْشُ فِدَاءِ اَلتَّرَقُّبِ
وَلَمْ يَكُنْ ضَحِيَّةَ أَنْفَاسِ اَللَّهْفَةِ

إِنَّمَا كَانَتْ رِوَايَةٌ مِنْ سَرَابِ
وَالْبَطَل فِيهَا عَلَى أُهْبَةِ اَلرَّحِيلِ
وَأَرْتَحِلُ . . . وَانْتَهَتْ كُلَّ اَلْمَشَاهِدِ

وَتَسَرّب اَلصَّمْت فِي عُرُوقِ اَلتَّوَارِي
وَظَنَّتْ اَلسَّمَاءُ بِمَطَرِ اَلْعَوْدَةِ

وَأُصيبَ اَلْوَرْدُ ببِرَدِّ اَلْقَسْوَةِ
وَالْبَحْر مَاجَ وَهَّاج بِلَا أَمْوَاجِ
وَالنُّور وُلِدَ مِنْ غَيْرِ اِنْبِلَاجِ

قِصَّةٌ نَشَأَتْ مُشَوَّهَةً اَلْمَلَامِحِ
فَلَا إِحْسَاس سَاعَدَهَا عَلَى اَلتَّعَافِي
وَلَا أَشْوَاقَ زَفَّتِهَا نَحْوَ اَلتَّلَاقِي

كَانَتْ اَلْأَمَاكَنُ هَامِدَةً
كَانَتْ اَلشُّرُفَاتُ شَارِدَةً

كَانَ كُلُّ شَيْءٍ بَاهِت غَارِب
وَانْتَهَى عَصْرُ اَلتَّقَارُبِ

لَمْ يَكُنْ لِلْحَظِّ حَظًّا وَافِرًا
لَمْ يَكُنْ لِلْحُبِّ قَدْر كَافٍ

كُلُّ اَلَّذِي كَانَ . . . كَانَ
وَالْغُرُور كَانَ سَيِّدُ اَلْمَوَاقِفِ
وَالِانْتِظَار يَتِيم مُتَوَارٍ خَائِفٍ

ضَاعَتْ اَلْأُمْنِيَاتُ فِي بَحْرِ اَلتَّعَالِي
وَمَاتَتْ اَلْكَلِمَاتُ فِي مَعَانِيّ اَلْحَدَث

وَانْتَهَى عُمَرْ اَلْحِكَايَةِ
قَبْلَ مِيلَاد اَلْأَمَل
قَبْلَ تَغْرِيدِ اَلْبِشَارَةِ
قَبْلَ تَحْرِيرِ اَلْغُمُوضِ

وَهَلَّتْ اَلْحَسْرَةُ دَمَعَات اَلنَّدَم
وَتَمَنَّتْ اَلذِّكْرَيَات مُعَاوَدَةَ اَلْحُلْم

لَكِنْ هَيْهَاتَ . . . هَيْهَاتَ
فَمَا فَاتَ اِنْقَضَى وَمَاتَ
وَاشْتَعَلَ صَدَرَ اَلْعَذَاب بِالْآهَاتِ
وَتَعَالَى صَوَّتَ اَلْأَلَم . . . بِالْأَلَمِ



حرف مسافر


منعطف :
من اراد نقلها مسموح
بشرط حفظ الحقوق


ِ

للمزيد من مواضيعي