قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دمعتان أحر من الأسيد
ما بين فوضى الخيارات وفوضوية الاختيار مسافة نحياها
أو فترة نبقاها .. نجهل فيها نهايتها أو ينهينا جهلنا بها وقد يحمد لنا خلالها حرصنا واجتهادنا وتوالي نجاحاتنا حتى يحسبنا المراقب - في منظومة أنا وأنت ولآخر - أننا فرسان طموحنا فالشاب الطموح ماجد خير مثال للمبادرة والمثابرة والتميز بل ومحفزاً ومعززاً لنجاحات الآخرين بشعار ( لا شيء يعين على النجاح مثل النجاح ) فيتميز عنهم بحسن الإتقان وروعة الإبداع في عمله التدريسي ومواصلته الدراسات العليا ودعم (ليلاه) في إكمال دراستها الجامعية . (يكفي لقد كنت نفس المعلم منذ عشرين عاما ) عبارة حسم بها ماجد قرار تقاعده المبكر والانتقال مع زوجته لمقر عملها في منطقة أخرى. وكعادته ماجد زاد توهجاً (يملأ الحياة حياة) بمزاولة أعمال تجارية ومشاركات اجتماعية ولطائف ثقافية .. ولكنها فتحت عليه مناكفات الأخرين وخلافات زوجية يحاول جاهداً إقناعهم بوجهة نظره فانشغل عن القيادة . تعافت ليلى بعد شهر وبقي زوجها ماجد في غيبوبته ما بين آفاق الطموح وإفهام الأخرين . ومع كل زيارة لزوجها يؤكد لها الأطباء أن غيبوبته قد تطول ، وواصل أهلها إقناعها بأن تحيا حياتها وبعد عام تزوجت لحاجتها إلى معين في مقر عملها الجديد. لا حظت الممرضة على شاشة جهاز المراقبة لحالة ماجد أن الأرقام بدأت تتصاعد حتى صارت مثالية بشكل لم تبلغه منذ مراقبتها له قبل سنوات ، فهرعت إلى الغرفة ألقت التحية على ماجد الذي وجدته جالسا .. فأفزعها بنظرات الدهشة التي ينبثق منها كخيوط الشمس ألف سؤال فهرولت إلى كبير الأطباء مرددة ماجد ماجد !!! التفت بهدوء وقال: رحمة الله عليه . فهزته قائلة: بل عادت .. حتى هو الدكتور متفاجئ بالحياة ! نهض الطبيب ينتهب الخطى مدركا أن ماجد الآن أحوج من مولود إلى الرعاية ..يهنيه ويلاطفه ويواسيه. وفي أحد الأيام سأل ماجد الدكتور أثناء زيارته الدورية كيف وضعي يا دكتور؟ رمقه الدكتور بنظرة إشفاق - لن نمل صحبتك- فمشاكلك الصحية وحالة الشلل لديك مستديمة . أخلفك الله خيرا في أولادكم . انكسر قلب ماجد ولكن بقي في فمه سؤال لاحظه الدكتور: تقصد ليلى ؟!! لقد انقطعت زيارتها لك منذ أن تزوجت. هنالك أظلمت الدنيا على ماجد وجحظت عيناه وبدأت أرقام الجهاز تنخفض مع تدني وظائف جسمه . ليلى لم تحيا الحياة منذ فارقته .... واليوم ترى أن نعشها يرافقه قائلة لمن حولها ما عرفته إلا ماجداً .. أنا القاتلة .. قتلته مرتين .. وتحدرت على نحرها دمعتان أحر من الأسيد وأفتك من نصل الحديد تمزق روحها أشلاء في كيس الجسد الذي سرعان ما بدأ يتلاشى رويدا .. رويدا .. رويدا للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل أبو حامد يوم
06-08-2023 في 10:17 PM.
|
06-08-2023, 11:04 PM | #2 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
.
. سأفتح قوسين يا أبا حامد وأكتب فيهما ( أنتَ روائي بامتياز ) للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
06-08-2023, 11:18 PM | #3 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
.
. ماجد الإنسان الماجد .. أسير طموحه وشغفه في الحياة ليلاه الوفيّة إلى حدّ ما .. لكنّها لم تقاوم ضغط أهلها ..فتركته في مأزق قدره دون حراك .. ما أصعب أن يتحول الإنسان لشخص آخر في لحظة انتقال ما بين حال وآخر . الوفاء مطلوب في كل الأحوال .. يمدّ احتياجنا بجرعات من القوة والمضيّ نحو الحياة حتى لو اقترب منا الموت واليأس عبارات قويّة جدا جسّدت الموقف وعبرت بشكل جميل .. هنا استهلال رائع ما بين فوضى الخيارات وفوضوية الاختيار مسافة نحياها أو فترة نبقاها .. نجهل فيها نهايتها أو ينهينا جهلنا بها الأحداث متنامية وفي تصاعد جميل وصولا للحبكة .. من الانتقال .. في المكان .. وطبيعة الأعمال التي أنشغل فيها ماجد إلى الغيبوبة التي أصابته نتيجة الحادث .. صراع الزوجة ..وزواجها ( التخلي عن ماجد ) استفاقة ماجد من الغيبوبة .. وانتكاسة الحالة مرة أخرى ..بتأثير الصدمة .. إلى موته .. الندم الذي سكن ليلاه .. القصة كنتَ فيها بارعاً في الانتقال ما بين حدث وآخر أسلوب القاصّ المتمكن .. والذي يثبتُ في كل نصّ جديد أنّك سيّدٌ كبير في لغتك رائع وكثيراً .. مندهشة جدا !! |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
06-08-2023, 11:53 PM | #4 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
إطلاق الوعود
في بداية الحياة الزوجية سلاح ذو حدين قدم ماجد كل أبواب الوفاء وترك رسالته من أجل دعم شريكة حياته ... كانت الأقدار مؤلمة وتجربة الوفاء قاسية لم تستطع ليلى النجاح في الاختبار ... واختارت أن تكمل حياتها وترمي كل التضحيات في سلة المهملات ... الأديب القدير / أبو حامد القصة أحد الفنون النثرية والتي تميز فيها قلمك من خلال ثلاث قصص نوعية وجميعها من واقع الحياة وهذا سر قوتها وتماسكها وصف وتصوير عميق لحدث أو أحداث حصلت في حياة شخص معين بطريقة لافتة ومشوقة أشكرك على جمال الطرح وقوته |
|
06-09-2023, 01:06 AM | #5 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
نحنُ في مجتمع
ينسف كل الجهود وينسى ويتناسى الفضل بين الناس ... لم تكن النهاية خضراء لماجد كما كان يبني ويخطط لها لم تكن ليلى وفية بما فيه الكفاية فلا تكفي دمعتين في أخر الطريق أو ترشي ضميرها ببعض الحزن الوفاء عملة نادرة ... أبو حامد أعشق هكذا صياغة، فهي صياغة تجمع ما بين الواقع والوصف المكثف والسردية والصور البديعة |
|
06-09-2023, 01:27 AM | #6 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
مكاني هنا لعودة تليق بسموك
وياهلا وغلا بالأديب جميل الكلمة أبو حامد |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
06-09-2023, 09:17 AM | #7 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
ما شاء الله الاسلوب روعة في السرد
القاص ابو حامد من اين نأتي بكلمات تصف هذا الإبداع الأدبي كاتب كبير والمدائن تحييك |
اللهم بلغنا رمضان
|
06-09-2023, 11:57 AM | #10 |
|
رد: دمعتان أحر من الأسيد
ما بين فوضى الخيارات وفوضوية الاختيار مسافة نحياها
أو فترة نبقاها .. نجهل فيها نهايتها أو ينهينا جهلنا بها الأديب الكاتب المتألق أبو حامد فخورة ان هذا الفكر النير بيننا بمدائن البوح نجد أن للروح غذاء كما البدن كما العقل وغذاءها التقرب إلى من اوجدها والإخلاص في الإيمان يقوي عندما نجيد المرونه في التعامل مع محيطنا ندرك حينها أننا بالفعل قد وصلنا الى اعلى مراتب النضج نحن فعلًا نعيش حالة فوضي وصراع داخلي بين ماقد نشاهده وبين مايحدث لكين نغير منه باي طريقه كانت شعارنا والاغلب قلة الصبر وعدم التحلى به في اتفه الموقف وفي أشدها كذلك والندم يأتي بالنهاية كأننا نجهل قيمة الصبر وحلاوته هكذا الانسان خلق عجولا سريع القرارات على نفسه وغيره ويأتي الندم الذي لايفك حل ولا يربط حق مايحدث فالشاب الطموح ماجد خير مثال للمبادرة والمثابرة والتميز بل ومحفزاً ومعززاً لنجاحات الآخرين بشعار ( لا شيء يعين على النجاح مثل النجاح ) فيتميز عنهم بحسن الإتقان وروعة الإبداع في عمله التدريسي ومواصلته الدراسات العليا ودعم (ليلاه) في إكمال دراستها الجامعية . هنا طموح ماجد كان عاليًا ولم يسعى لتوفيره وتحقيق طموحه قله الصبر وممل الحياة ومشقاتها استحوذت عليه حتى قضى على عدم الصعود عاليًا وطموحات كانت مميته فالإنسان هنا عليه آن يبذر قصار جهده للسعى الى ماشقى لأجله ويكد ويتحمل اذا كان له هدف معين بالحياة ولكن هنا لم يكتمل ماحب الوصول اليه قد يكون نصيبه للحياة وقد يكون ملل من تعب الدراسه وما اليه ذلك ونقطة مهمه حيث التشجيع المستمر مهم لمن هم حوله والدعاء كذلك بتحقيق الفوز هنالك أظلمت الدنيا على ماجد وجحظت عيناه وبدأت أرقام الجهاز تنخفض مع تدني وظائف جسمه . ليلى لم تحيا الحياة منذ فارقته .... واليوم ترى أن نعشها يرافقه قائلة لمن حولها ما عرفته إلا ماجداً .. سبحان الله احي العظام وهي رميم عادة حياته ولكن اين زوجته ومن كانوا حوله هذا هو الموت الذي عاد له مره اخرى فما فعلته زوجته بتركه وتفرغها لحياة اخرى قتل ماجد بالرغم قد يتغير كل شيء لديه ويسعد في بقية حياته ولكن نحن هكذا نفقد قيمة الصبر والآمل أنا القاتلة .. قتلته مرتين .. وتحدرت على نحرها دمعتان أحر من الأسيد وأفتك من نصل الحديد تمزق روحها أشلاء في كيس الجسد الذي سرعان ما بدأ يتلاشى رويدا .. رويدا .. رويدا لاينفع الندم وقد فات وانتهى فالحياة وقتها قصير اذا انكسر الشخص بمن حوله وطويله العيش بالسعادة لمن بدرك معنا السعادة ويكون لديه روح الأمل وطول الصبر واسعاد من حوله تسعد الأنفس ونعيش ببساطة كاتب الرقي والجمال لحرفك سحره الخاص و لقلمك حضوره في حضرة فكرك نقرأ بتمعن لنصل إلى ماوراء الحروف جميل جداً أنت بصمتك هنا ترك لي مجالًا واسع للحديث أحب سردك وفكرك ووجودك دومًا سعدت بهذا الفكر النير وتمنياتي لك بالسعادة دومًا شكرا تتكاثر لروحك الجميلة هنا…. |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دراسة تاريخية .. بندر جازان 5 | الغيث | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 4 | 06-07-2022 06:06 PM |
دراسة تاريخية .. بندر جازان 4 | الغيث | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 6 | 06-05-2022 11:10 PM |