ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
التفاوضية الثقافية
بسم الله الرحمن الرحيم
تأتي نظرية التفاوضية لإعادة نظام التفكير حول المفاهيم الكبرى التي تدير علاقات البشر فيما بينهم ذاتياً ومجتمعياً، وأهمها مفاهيم «العدالة والحرية والمساواة». وحسب جون راولز، فالحرية والمساواة هما ركنا العدالة ولا تقوم العدالة إلا بهما، غير أن تعريف راولز سيصدم بمقولات أفلاطون بأن الحرية والمساواة شر أكيد لأنها تساوي بين العبد والسيد، ولو احتكمنا للواقع البشري فسنجد أن مقولات أفلاطون هي التي تصف حال السلوك البشري ليس في أثينا، حيث نبتت هذه الأفكار فحسب، بل أيضاً إن هذا ما تشهد عليه حال أفضل الديمقراطيات العصرية، حيث شاهد العالم كله شاشات الفضائيات وهي تبث جملة «حياة السود مهمة/ Black Lives Matter»، وهذه جملة ثقافية تكشف حال العدالة بين الحرية والمساواة، فتؤكد حقيقة مقولة أفلاطون بأن الحرية والمساواة لطبقة من دون طبقات حتى يومنا هذا. ورغم أن في أميركا دستوراً مقرراً ومعتمداً يعزز مفاهيم الحرية والمساواة بين المواطنين والمواطنات، إلا أن الواقع يكشف عن تمييزات تعلي من مقام المواطنين بأعلى من المواطنات، كما تعلي من مقام البيض بأعلى من مقام السود، وهنا ينشأ المأزق المفاهيمي الذي صاغة أفلاطون بوضوح يبلغ حد البجاحة، وتصوغه سلوكيات البشر والثقافة بوضوح حاد لدرجة قيام مظاهرات في أهم ديموقراطية شهدها التاريخ البشري لكي تصرخ المظاهرات بأن الحياة مهمة ليس لفئة من دون فئة بل للجميع، وهذا مطلب لما يزل معلقاً في فضاء النظريات وفي فضاء الأمنيات. ولن تُحل العقدة المفاهيمية/ السلوكية إلا باعتماد مقولة «التعددية الثقافية» التي هي الركن الأهم في نظرية التفاوضية الثقافية، كما طرحتها في كتابي «مآلات الفلسفة»، أي أن العدالة والحرية والمساواة ستظل كلها قابلةً للانحياز وللتوظيف الذي سماه أفلاطون بالقوي، فتجعل الحرية للأقوى والعدالة للأقوى ولا مفر من ذلك ما لم تتعزز نظرية التعددية الثقافية، ومن تعززها تنشأ المساواة بين المختلفين لوناً أو جنساً أوديناً أو لغة بما أن هذه تعددية بشرية وواقعية، وإذا تم الانطلاق من مقولة التعددية الثقافية، فسيلزم حينها أن ينتفي مفهوم القوي الذي هو مستبد بإغراء قوته لدرجة أن يترجم المعاني لتكون في خدمته وخدمة ثنائية «السيد/ العبد»، وهي الثنائية التي لا تقف عند أفلاطون، بل نجدها عند هيجل بمثل ما نراها في واقع الحياة البشرية، حيث تتكشف عن تمييزات قد لا تقول بثنائية السيد العبد صراحةً، ولكنها تمارسها عملياً في السلوك وفي الخطاب وفي الميول والتفضيلات، وهنا لن تقوم التفاوضية الثقافية إلا بشرط الأركان الأربعة مجتمعةً ومبتدئة أولاً وقطعاً من التعددية الثقافية، ومن ثم تنبني عليها مفاهيم الحرية والمساواة لتنتهي بعدالة تشمل الكل، ومن دون ذلك ستظل الحرية والمساواة والعدالة للأقوى الذي لا يصنع القوانين فحسب، بل هو من يفسرها ومن ثم يحكم بها ويطبقها، وفي هذه العمليات يجري دفعها للأقوى وتأتي مظاهرات في مطلع القرن الحادي والعشرين لتطالب بإعادة الاعتبار للمهمشين وهم الأكثرية العددية، وكل ذنبهم هو اختلافهم عن طبقة السادة، مما يلغي حقوق التعددية الثقافية ومن ثم يحرف المعاني لتكون لمصلحة فئة متنفذة من دون فئات ستظل في الهامش المعنوي باستمرار. عبدالله الغذامي للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
06-11-2022, 09:49 AM | #3 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
هلابك إلهام
هذا كله موجود في الإسلام, فالله سبحانه وتعالي لا نسأله العدالة بل الرحمة منه وبالتالي التراحم فيما بيننا, يبقى التطبيق مسئولية المسلم مع نفسه أولاً ثم يعم فيكون سهل التطبيق, |
التعديل الأخير تم بواسطة الفيصل ; 06-11-2022 الساعة 09:51 AM
|
06-11-2022, 09:57 AM | #4 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
.
. لا أحب الطرق الملتفة في المفاهيم .. التفاوض هنا على أمور بهديهية ومعمول بها في إسلامنا .. العدالة والمساواة وإن كان بينهما اختلاف .. لكنها موجودة في مجتمعاتنا .. قد يكون تطبيقها في تفاوت .. مسار الحوار الفلسفي على هذه الأمور لن ينتهي .. عودا لإسلامنا وكفى شكرا أيها الأنيق وصباحك ود |
|
06-11-2022, 10:03 AM | #5 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
هلابك بُشرى
عبدالله الغذامي متخصص في الأدب بالتالي بثقافة الإنسان وما يمر به من تغيرات, فهو يشرح تطوّر فكرة التفاوضية الثقافية, والقصد ب "التفاوضية الثقافية" أي مراحل تطورها بين الشد والجذب والقبول والرفض والتطبيق من عدمه, وما تصل اليه وأين تنتهي, |
|
06-13-2022, 02:43 PM | #6 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
العدالة نسأل عنها
بين البشر أما الله فنسأله الرحمة والمغفرة فهو العدل الرحيم الغفور بارك الله فيك فيصل |
|
06-13-2022, 04:22 PM | #7 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
صحيح حبيبنا هادي
إضافة ومفهوم رائع شكرًا لك, وتبقى العدالة بدون رحمة ناقصة, فروح العدالة في الرحمة بين البشر, كقياس: كبير السن له حق الرحمة في المعاملة قبل العدالة, |
التعديل الأخير تم بواسطة الفيصل ; 06-13-2022 الساعة 04:26 PM
|
06-13-2022, 08:11 PM | #8 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
الحرية والمساواة والعدالة والتعددية الثقافية ما يمكن أن تتسلح به النضالية الثقافية في مرحلة هي من مراحل الانتكاس الفيصل دائما تشرق بكل ما هو جديد خالص التقدير |
|
06-19-2022, 11:54 AM | #10 |
|
رد: التفاوضية الثقافية
نقل موفق وغن تخللته الفلسفة
وأنا بعيدة عنها للفائدة عظيمة منك المفكر الكبير الفيصل شهادتي بفكرك مجروحة تحياتي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|