| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
أيام الأوفياء .. أيام الموتى
- إنها حالة القلب الوفي حين يكون محاط بسياج وأسوار كالمقابر .. حتى القبور لا تمنع الوفاء. ... أخرجتهما الحياة من المقبرة ، من روائح الحنوط ، من كفنٍ ظل طوال عمره أبيضًا حتى التحاده في مساحةٍ ستعلو عن رجلٍ بينهما قيد شبر. وما انتهى عُمر الحِداد ، وشهور فِطامها من الحُزن حتى جلس يحسبُ مقاسات الحياة تجاه مقاسات الموت، ثم قصور الموتى التي تركوها خلفهم لأحياء هم أموات ولو بعد حين ، ثم قصور الأحياء التي لا تموت!. ثم صنع لنفسه حلقة دينية وراح يشرح فيها آداب العزاء ، وموجبات العدّة على المرأة .. وراح يتحول لطالب علمٍ في مجلسٍ شيخٍ ميّت لم تبق من بعده غير رائحة طيبه ، وبقايا بخور ضيوفه ، وأنهار من حسنات مُصفّاة .. راح يومها ينسى نفسه ، أو بالأصح –يتناساها- لأجلها ، ولأجل العُمر القادم الذي ستقضيه حبيبته في عِدتها الطويلة .. ويبحث عن مخرج يمنحه صلاحية إسلامية عادلة في أن يسمع صوتها المُحرّم، أو يتحدث إليها بغير الكتابة التي أودت بأنامله إلى التهابٍ غير مؤدّب .. يومها فقط لم يجد لها أو له غير أن يعلن خطبتها حتى لا تذهب لغيره .. ولكنه تراجع عن اتخاذ قرارٍ غير حاسمٍ كهذا؛ لم يُرد أن يجرح داخلها رجلٌ أحبّها وعشقها حدّ النخاع ، ولم يشأ أن يعلّمها النُكران حتى لا تنساه مع تقادم السنوات كما فعل هو في حياتها وأراد تعليمها النسيان –لو أنه بالفعل اتخذ سبيل قراره ذلك في قلبها عجبا- لكنه في جلسته الدينية تلك لخص الحلول النهائية وأبلغها في بريدها الخاص عن خرائط أيامهما القادمة معًا. كتب إليها كلامًا طويلًا ، طويلٌ جدًا -أتذكره اليوم فأتخيله وهو يلقيّ عليَّ بكلماته، ومشاعره الصادقة التي دفقها ببطء شديد لتصلها حرارتها وتدفء ما علق على وجنتيها من دموع –يعلمُ أنها أسهل شيء يمكنه مسحها عن ذلك الوجه السماوي -على حد وصفه لها– كتب لها أهم عبارات مكثفة في الحياة إذ قال في رسالته تلك: "أنا على وشك أن أحبك منذ اللقاء الأول. على وشك أن أتحول إلى رجلك القادم الذي يعنيك وتعنينه . على وشك أن أنقذك من براثن الألم وأقف في وجهه عثرةً ، وأطرده شرّ طردة. آه لو تعلمين أنني لم أعد أستطيع الدخول إلى المقابر ؛ لكثرة من فقدت في حياتي حتى الآن؛ ففي كل قطعة تراب من الأرض كان لي فيها دفين: قريب وبعيد. فاحتملي فراق رجلٍ واحدٍ سيعوضك الله عنه بي؛ وأعدك أن أجعلك تحتفظين بأجمل ما صنعه لك في حياتك حين أسعى لتقليده في كل ما أسعدك به حتى تنسيني وتتخيلينه على ملامحي بأفعاله وكأنه لم يمُت .. في أعظم عملية استنساخ رجولية في تاريخ الإنسان. لا أدّعي رجولتي بمقدار ما أؤمن جيدًا أن كل امرأة قادرة على النسيان إلا من وجدت في رجُل أحلامها ما لو اجتمع كل الرجال لما ساووه في ربع كِفّته." وحدها كانت تحتاج هذه العبارات لتخرج من حزنها الكثيف، ودمعها الحارق الذي بثته له في ثلاثة سطور: " مات الإنسان الوحيد الذي علّمني كيف نضحي بالقبيلة لأجل امرأة أحببناها. مات وهو الذي وعدني أن يعيش لأجلي. لا أعلم كيف سأجد بذرة رجلٍ –تشبهه- بذرته التي ظللت أسقيها طوال خمسة أعوامٍ بماء قلبي ، وطينتي اللازبة" ذهب يومها يستعيد ذاكرته –أمامي- ويستحثها قبل أن يخرج من حلقته الدينية تلك وقد راجع كل عباراتها عبر مستودعٍ مليء بالكثير منها وعنها حتى تينك اللحظة .. وما تلاها. كان القرار أن يتريث أمام حزن امرأةٍ في العِدّة. أو أمام امرأةٍ لم تغير ألوان ثيابها بعد، ولم تظهر خصلات شعرها، ولم تتطيب بعد موت الرجل الأهم في حياتها!. نسخ رسالته تلك: وأحالها إلى نسخةٍ مؤجلةٍ لتالي العُمر؛ ربما عادت إليه لتسقيه فينبتُّ نيابةً عمن فقدته قبل لقاءهما لأول صدفة. ثم كتب لها رسالةً أخرى أكثر تكثيفًا مما سبق هذا نصها: " سأنتظرك حتى ولو كنتٍ ميّتة ..." ثم راح يصرفُ الشهر تلو الآخر من دكان تقويمه اليابس على مكتب مكتبته والذي منذ بداية العام لم يلتفت إليه .. حتى عرفها!. أيام الحُزن تجعلنا نقلّب كل الأوراق، كل التواريخ ، كل الأحلام، والأماني الكبيرة والمستحيلة. وكل يومٍ يمضي كما لو أنه ينزِع من صدره لغمٌ يتفجر داخله ولا يُحطّم غير محطاته، وقطاراته، وأرصفته.. أما هو وصدره فيخرجان من كل انفجار بخير .. ليفيان-على حد وصفه- بوعد الانتظار لامرأةٍ غائبةٍ بسبب غيابٍ مؤبدٍ لرجلٍ صنع في حياتها ما عجز عنه رجال الأرض –كما قالت-. أثقل الأيام في حياتنا تلك التي نحملها معنا من مقبرةٍ إلى أخرى، ومن ليلٍ إلى آخر. أربعة أشهر وعشرة أيام مرّت كحُقنةٍ حزنٍ لا تداوي الفراغ، ولا تزيل العناء. وبعدها شهر مضى والتقويم نزع كامل أسنانه حتى شاخ، فاستبدله بآخرٍ من مدينةٍ أخرى .. ولكنها لم ترجع له إلا بعد انقضاء عدّتين كاملتين وكأنها احتسبته زوجًا لها بعد وفاة زوجها لا مجرد رجلٍ آمنت بصدقه، وعطفه، ومناديل قلبه الطاهرة. في الليلة الأولى أبلغها أنه سعيد بعودتها. لم يفتح لها بابًا للأمس. كانت مهمته –كما رسمها في أيام انتظاره لها- أن يُدخل ماضيها بأكمله في معاركه المنتصرة معها، وفعل ذلك حقًا. وفي آخر ليلةٍ قررا فيها أن يتحدثان كتابيًا بعد طول غياب لها ولصوتها .. قررا فيها –كذلك- أن يظلّان معًا لآخر العُمر .. ولكن العُمر ليس له آخر؛ لهذا يجد نفسه اليوم عائد إلى تلك القطارات ، والمطارات ، والأرصفة التي فجّرتها ألغام صدره؛ ليرممها من جديد ويحتمي بها ما تبقى له من عُمر وحياة... للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...
آخر تعديل جابر محمد مدخلي يوم
12-28-2021 في 12:54 AM.
|
12-28-2021, 12:45 AM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: أيام الأوفياء .. أيام الموتى
وهل بقي مثل هذا الحُب مثل هذا الجنون في العشق أي جفاف أستعمر قلبه وكيف أستطاع أن يتحمل كل هذه الصدمات وعدة تتلوها عدة كيف أرتضى لنفسه أن يكون صورة لرجل أخر هذه هو الاستعمار في الحب سامحك الله يا جابر أقضيت مضجعي
|
|
أتعبتني العصافير المنهمرة من عيني .. كلّما حلمت بالقمح، تقتسم حلمي بمناقيرها وتغني .. الحلم وليمة الفقراء !
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 12-28-2021 الساعة 11:56 AM
|