سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
سقطت .. ولم تزل شريفة
سقطت .. ولم تزل شريفة كانت امرأة بسيطة ثلاثينية العمر تحمل جمالاً ريفياً طبيعياً ذات وجهٍ متناصف أنصف بعضه بعضا ذو تقاسيم أبدعها الله في ملكوته وجهٌ لم تلوثه المساحيق بل هو من صنع الرحمن الذي كساها ثوب الجمال الطبيعي كانت تجلس في الشارع الذي أسكن فيه تبيع مناديل الكلينكس وتضع بضاعتها على صندوقٍ خشبي تبيع للمارة وأصحاب السيارات تقدم لهم بضاعتها بابتسامة ساحرة من عيون ذات جمال وسحر وكنت أمر من هذا الشارع يومياً في طريقي إلى العمل وكنت أشتري منها علبة المناديل رغم عدم احتياجي لها فقط حتى أحظى بنظرة ساحرة من هاتين العينين .. وأشعر أن يومي سيكون سعيدا عندما أحظى بكلمة " صباحك ورد يا أستاذ " فابتسم لها وأمضي إلى عملي ولكن صورتها ونضارة وجهها الصبوح لم تغادر فكري ومخيلتي ووسوس لي شيطاني أن أراودها عن نفسها بحيلة ابليسية وأدعوها لتنظيف الشقة الخاصة بي وتنظيم محتوياتها ، وأغريتها بالمال الكثير فوافقت على الفور وقالت : اعطني المفتاح وعند عودتك من العمل مساءً ستجد كل شيء على ما يرام وعاد شيطاني ينزغ في نفسي ويبث سمومه في جسدي كي أغزو تلك المسكينة الجميلة في أغلى ما تملك الأنثى ودار داخلي صراع مع هذا الابليس لكنه انتصر عليّ وضعفت إرادتي أمامه وأخذتُ قراري بالعودة إلى البيت وعدم الذهاب للعمل حتى أحظى بذلك الجمال الريفي وهذا الجسد الممشوق والصدر البض حيث شباب امرأة مازال الزمن لم ينل من جسدها ولكنه نال من معاناتها وارهقتها متاعب الحياة 2 أسرعت عائداً إلى البيت وفتحت باب الشقة بمفتاح آخر كان معي وما أن شاهدتني حتى فزعت وتراجعت إلى الوراء وقد تملكتها الدهشة في عودتي واتسعت عيونها في خوف وفغرت فاهاً في ذهول وتقدمتُ نحوها أداعبها وأجذبها نحو صدري كي أضمها برقةٍ وحنان ولكنها تراجعت للوراء واستعدت للدفاع عن نفسها ، ودفعتني عنها وقالت : لأ يا بيه بلاش كدا ، اتركني بالله عليك قلت لها : انها فرصتي اليوم ولن أدعها تفلت من يدي ، وضممتها نحوي في عناقٍ طويل وأنا أرتشف رضابها المعسول عُنوة وقد ضعفت مقاومتها وحين هممت بها جاءتني بحيلة وقالت : سأعطيك ما تريد وستقطف من زهراتي ما يطيب لك ولكن بشرط واحد أن تكون ليلتك عندي في بيتي ، وذهبت معها في سيارتي حيث تسكن هي في بيتٍ متهالك من دورين وصعدت معها السلم وفتحتْ باب شقتها المتواضعة وتتكون من حجرتين وجلست في الصالة قالت : اجلس هنا وانتظرني حتى أتجمّل وأغير ثيابي ، وأعد لك نفسي ثم خرجت في زينتها كملكةٍ متوَّجة ذات أنوثة طاغية تبعث في النفس ما خمد من الغريزة يسيل لها لعاب أعتى الرجال ولما همَمت بها قالت : أنسيت ذلك الشرط الذي حدثتك عنه حتى أكون خالصة لك قالت : تعال معي وأمسكت يدي واتجهت نحو حجرة صغيرة وفتحت الباب : فإذا بثلاثة أطفال يفترشون سجادة قديمة بدون غطاء يغطون في نوم ٍ عميق وقالت : لو تريد أن أطعمك جسدي مقابل إطعام هؤلاء اليتامى فتعال خذ منيّ ما تشاء انفطر قلبي لرؤية هؤلاء الأطفال وانكسرت نفسي ولم يعد لي قدرة على النطق وأطبق الصمت على لساني وتسللت دمعة من عيني ثم أخرجت حافظة نقودي وأودعتها بين يديها وأفرغت جيوبي مما احتوته من مال ومتاع وأقسمتُ أن أعاقب نفسي لما سوّلت لي وأن أركل شيطاني بقوة وقررت العودة إلى المنزل سيراً على الأقدام وكانت المسافة بعيدة عن بيتي لعل ذلك يكون كفارة لما كسبت يميني من ذنب كبير وهكذا سقطت .. ولم تزل شريفة د / حسن أمير اللغة للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
01-01-2021, 06:46 PM | #2 |
|
رد: سقطت .. ولم تزل شريفة
هكذا سقطعت منك اطماع الحياة
وكان السقوط للأعلى غافلت الشيطان ودخلت في معطف الروح وكانت كفارة بما اعطيت امير اللغة فكر راقي وقلم جميل يستحق دمت بروعتك |
|
01-01-2021, 08:20 PM | #3 |
|
رد: سقطت .. ولم تزل شريفة
قصة وعبرة
تنفض غبار السقوط أمير اللغة ولنا مع حرفك دائماً موعد مع الإبداع سلم الفكر والبيان كل التقدير سيدي . / |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|