» يومٌ من عمري « | ||||||
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الإسلام هل يمرض ولا يموت؟
قال تعالى: ▬ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً _ [المائدة: 3].
إنَّ هذه العبارة وهي القولُ بأن الإسلام يمرض ولا يموت، والتي تداولها البعض وسمعها الكثير، أعتقد أنها لا تصح وليست من الصواب في شيء، إِلا إن قيلت من أهل العلم المعتبرين واستقبلها سامعٌ مدركٌ من أهل الدين فأدرك من خلالها أنَّ المقصود هنا ليس الإسلام بنفسه كدين، أو كشرعةِ رب العالمين، بل فهمَ الأمر من وجهين، الأول: إنَّ ما قد يَصْدُرُ عن بعضٍ ممن ينتسبون للإسلام اسماً وأحوالهم بأعمالهم وأقوالهم تخالف ذلك الانتساب فتعطي الصورة الضعيفة والهيئة المَرَضية والتشخيص الخاطئ عن الإسلام، وحالهم تلك وجرأتهم إنما تكونُ مما أُدرك عن الوجه الثاني لِلْفهم وهو تغييب التطبيق للشريعة والعملُ بها على الوجه الأتم والدور الأكمل، فيرى المسلم ضعفاً في الأخذ بالشريعة كمقياس للعمل في بعض الجوانب التي يداولها بما زُرِعَ أو استحدث في بعض المجتمعات الإسلامية ممن كان له القدرة الدنيوية على ذلك، وهناك أيضاً تلك الأيدي العابثة على قُدراتٍ أكبر والتي تتجرأ على ثوابت الدين تشويهاً وتعطيلاً، وبما تُحدث من نزاعاتٍ وشُبهات تتحصل منها بواسطة من هم الأقل قدرة والأكثر تبعية لها على تحقيق ذلك، وإننا لنرى في زماننا هذا كم أصاب الإسلام من ضربات وازديادٍ في عدد الهجمات، فقد تكالبت علينا الأمم كما يتكالب الأكلة إلى قصعتهم. إذاً فلابد أن نؤمن وندرك عقلاً وقلباً أنَّ الإسلام هو دين رب العالمين وشرعته التي ارتضاها لنا، ولا يمكن عقلاً ولا يُقبل إيماناً أن نقول إن الإسلام يمرض بما يُفْهَمُ منه انه اختل في نفسه، أو ضَعُفَ في حُكم أو عَجزَ في أمره، فهذا لا يصدر عن إنسانٍ دخل من باب الإيمان أو عرف معنى الإسلام، وهذا إنما يكون عن جاهل لا يعرف عن الإسلام شيئاً أو جاحدٍ معادٍ للإسلام أصلاً، فالله الله في ديننا فهو عِزُنا وأمر ربنا وهو طوق النجاة وتحقيق السعادة في الدنيا وحين نلقاه، كاملٌ من كمال مُوْجده، شامل من رَحمة مبدعه، لا يقبل التعديل ولا ينابهُ تعطيل، ولا تصيبه العدوى، ولم ولن يحدث له تغيير، وهو كسبيكة ذهب فهل يصح القول انه فَقدَ جزءاً من قيمته بما قد عُمِلَ على إِخفاء بريقه أو فيمن رآه ولم يعرف تقييمه. وان الحالة التي عليها المسلمين الآن وهي ليست في كل مكان لأمر مؤقت وعارِضٌ مغادر وما ذلك إلا لاشتداد حرارة العداء، والقبول بما كان أمره فناء، فالرجوع بتحكيم الدين في قلوبنا وفي كل مجالات حياتنا بما يرضي ربنا فهنا ستكون العزة ويتحقق التمكين، فنحن على حق وديننا الحق وإن أصابنا كأفراد مرض عارض لتقصير منا أو تعطيل من غيرنا فالعلاج والاستشفاء موجود وهو العودة للأصل بالالتزام والامتثال والتطبيق، وسبحان من قال ▬ إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم _ [الرعد: 11]. فالحمد لله أن خلقنا لعبادته وأعاننا على ذلك، فله الحمد كله والشكر كله وحقَ له ذلك وهو أعظم من ذلك... *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خلوة وحرف | عقل ال عياش | رسائل أدبية وثنائيات من نور | 219 | 11-04-2024 10:32 AM |
منتحر ...نسي أن يموت ... | الرجل الغريب | قناديـلُ الحكايــــا | 19 | 08-11-2024 03:22 PM |
خلوة الروح | نبيل محمد | شغب ريشة وفكر منتج | 4 | 02-06-2023 07:17 PM |
كي لا يموت من يحبّك معك | عبدالحليم الطيطي | قبس من نور | 5 | 09-01-2021 11:43 AM |
متى يموت قلبك .. | بُشْرَى | ظِلال وارفة | 12 | 06-25-2021 08:34 PM |