قطاف السنابل لهادي علي

قطاف السنابل لهادي علي

هذا النص لا ينسى
بالنسبة لي على الأقل
فقد مر على ذاكرتي
ذات شتاء سخي
ولم يخرج منذ ذلك الوقت
ولستُ أدري لماذا كل نصوصك
مقرونة بالفقد ، والحنين
وكما تزدحم مدينة برايتون بالسائحين
ازدحمت حروفكِ بمشاعر الحنين الموجعة
إنها الأيام العصية علينا
وكيف ننسى وكل الزوايا يسكنها عطرٌ أنفاسه
وكل الحواس تبكيه في الجهر والخفاء
وكل الفضاء يختنق بدونه
نحتاجه كله لبعض منه
نحتاج أن نكف عن ابتلاع الأحزان في كل مساء ....

القديرة يمام
الحروف اتعبتني
فهي تبدوا أمامي أصغر من المقام
في حضوركم يا وفيّه تصغر الحروف
في حضوركم يصبح الحرف كبيراً بكم فقط
شكراً لأنكِ في مدائن البوح
ليت شكراً تكفي

للمزيد من مواضيعي

 

حين تمطرنا سحابة الذكرى
للأرواح الطيبة
تقفُ خطانا
ويبللنا الوجع
لمن كانوا جزء من ابتسامة الزمن
لم يغادروا فقط
بل كانت روحنا تحلق معهم في السماء
وليتهم يدركون إن أجسادنا
تفتقدُ أرواحاً بها تحيا
ذكراهم العطرة لن تذبل يا جابر
الوفاء يبقى عطره ، ولا يفني أثره
وإن استوطنت الروح الروح فإنها لا تغادر
وأن نحيا مع ذكراهم
تلك هي قمّة الوفاء لهم
كبير دائماً يا جابر

ومن شر النفاثات في العقد
هذا هو الحب وهذه هي أحكامه
يجعلنا نسعى إليه حثيثا
ونجري لذلك المغتسل البارد
نجتاز القنطرة تلو القنطرة
ومهما كُتمت الأنفاس
وحُجبت الرؤيا في بعض المحطات
لا نفقد الأمل ونتأمل القادم
ونرجوه بحفنة فرح
نبوءة حب
تحيكين ثوب اللغة
بحرفية عالية
نص يهبنا قطرة من الاطمئنان
ويعيد الروح التائهة إلى وطنها

ملاذ
ليست مجرد زوبعة
الحنين
والخوف
والشوق
والفراق
أشياء
تعلّمنا و قد تهذبنا ...
و تعيد صياغة مفاهيمنا
و ربما ... تغيّر نظرتنا للأشخاص و الحياة
حرفكِ ياملاذ يرقص بكامل أناقته
على وتر مدائن البوح
وصرختكِ الأولى قالت كل شيء
أعصبي على قلبكِ
وأرفعي النظارة السوداء
ربما تشاهدين الربيع من الجهة المقابلة
سلمتِ وسلم القلم
نص يسجل بماء الذهب

سلامٌ على قلب هذا الحرف
ونسافر حيثٌ نسافر
العابرون في حياتك ظِل
ووحدها هي انتماء واحتواء
كلهم أنصاف وأشباه
وروحك بها تكتمل
وكلك بها فرحاً رغم أنف الدروب
وحده زائرُ القلب لا تحصى دقائقه
كفانا هنا عصي الدمع
حرفه يضرب الصحراء لتورق
ويغرس فيها بعضاً من حياة
أرهقني إنصافك ، وكل النصوص بك تكتمل

جابر محمد مدخلي
شخنا على عتبات حرفك
وكما يخيم السكون صباح يوم الجمعة العظيم
خيم السكون والطمأنينة على قلبي
من النصوص الفاخرة لك
والتي تكلمت عن الرجل العربي
فوضعته في حلة العيد
التي تليق به ، ويليق بها
ولو حاولوا تغير الحقائق
رفاق ما جدولين ، وروميو وجولييت
فريد عطرك يا صديقي
وبك المقام يزدان في كل أحوالك
نص برتبة جنرال
يكفي العالم العربي ليستيقظ
رصاصة وانطلقت من قلمك
فكان صوتها مدهشاً
ماطرة بك المدائن

تعودنا أن نجمع مشاكلنا
ونحشرها في كبسولة واحدة
ونرميها دفعة واحدة
في لحظة اليأس والانفجار
الطبيعة البشرية
تريد من يسمعها دوماً
ويشعرها إنها على صواب
لتطمئن نفسها
القديرة عطاف
المجتمع أصبح أكثر انكماشاً على نفسه
والكثير منهم لا يجد من يسمعه
البعض لا يريد حلاً يريد من يشاركه فقط
اتفق معكِ أن بعض مشاكلنا نابعة من داخلنا
لكن الأقوياء فقط من يعالجوا جراحهم بأنفسهم
طرح مميز راقي جداً
تكتفي المساءات أن تثمل هذا العبق
اهتزت مدائن البوح وربت

وكم من المناجل
حصدت الورد كم اكتمال نموها
حكاية وردة عمرها أقصر
من اكتمال دورة القمر
القديرة البنفسج
قطرات الندى تبلل حبل أفكارك
فتأتي المفردة عذبة نقية
ك نقاء البنفسج حين قطافه
هوني عليكِ يا رفيقة الحرف
فو الله الذي أسكن الصفاء في قلمك
وجعلك للحروف تخطين بنهم
ستنمو زهورك سبع سنابل
في كل سنبلة مئة وردة بنفسج
لروحك الزيزفون وطوق
من البنفسج البسه عُنق خاطرتك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصي الدمع

ليتها تعلم
أني اعتكفت في دهشتي
وأن تعجبها الذي غرزته
بصدري ما زال ينزف !
وصمت يديها الباردتين
عالق بحزني .
ومازال الذهول يلف تفاصيلي
واكذب ظني وتشطرني الحقيقة .
ليتها تعلم
أنه اتسع فضاءً ، وأمتد
أرضاً وسماء ..
يستوعب صمتها وصخبها وتناقضاتها
والصدمات تتعاقب على نبضه
يرسمها قصيدة وينشدها للغيم ..
ولها ما يفوق الخيال .
ليتها تعلم
ما فعل الغياب به والفقد
يلازمه صمتا وبوحا والغيم
يمارسه وجدا وشوقا ..
فتكون له خيال ممتد
ونبض يتنفس ورائحة
تنبت من جسده .
ليتها تعلم
ما ورثته من وجع لقلبه
فصمتها ناطق ، وبوحها عاشق
وأحبني كما تفعل ورائحة العطر
وأشواق اكتضت في وريدي
تنازع صبري .
وأنا اغفو وافيق على جسد
يتبخر وكبرياء مكسور.
أوجعته حضورا وقتلته غيابا ..
وكلاهما كان له ذلك الموت ..
يتنفس الصبح بصدري لكن لا رائحة له.
هادي مدخلي
حرفك يرفع سقف الخيال لما لانهاية .
عبق يمتد وينتشر في أرواحنا فيجعلنا
نتنفس الحياة..
كان هنا ومضى

الأديب الكبير عصي الدمع
أستاذي الذي لايمكنني التفوق عليه
ليتك تعلم
حجم الأماني
التي تغرد في قلبي لك
أنت وحدك من علمنا
كيف نجعل حبنا وطن
نقاتل من أجله
نعيش من أجله
نبكي من أجله
ترفرف دوماً فوق حروفنا
تحتوينا برفق
تجبر الكسر دون أن نشعر
ويبقى العصي أنقى
وأجمل الصباحات
تملكنا حبه
دون علم ولاتخطيط
فهو من علمنا
معنى الإنصهار شوقاً لمن نحب
علمنا كيف نسرق الوقت من أنفسنا
ونجري في الطرقات المظلمة
تحت زخات المطر
لنهدي من نحب الشمعة الأخيرة في منزلنا
علمنا أن الحب حكاية لاتنتهي
وأن الوفاء دستور مقدس
لايتغير مع الزمن
ولايتحول مع الفصول ...
وليتك تعلم ياعصي
ما بالقلب أكبر من الحب والله
وحده يعلم خافيات الصدور
وتمتمات الدعاء هي ما أملك
لتصل من يحيط علمه بكل شيء
أن يجعل قلبك بستان فرح
وأيامك كلها أعياد

القطن يمتص أوجاعنا
أكثر من البشر
ما هذا يا رجل
استوقفتني هذه العبارة طويلاً
القطن يمتص الأوجاع الخارجية فقط يا صديقي
هناك جروح لا تداويها إلا صدور الأحبة والأوفياء
جابر الذي أحبه
حرفك ديدنه الجمال أينما حط واينما رحل
قصة حُب وكأنها صفحة قٌطعت
من صفحة ما جدولين عندما فقدت الأمل
في عودة ستيفين كتبت
إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم
غير أشقياء . يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء
أما أنا فشقية لأني لا أعرف لي داء فأعالجه .
ولا يوم شفاء فأرجوه ....
تماماً كانت وسادتها الخالية
وصفك الدقيق يا جابر
يزيل نمش الحزن من القلب
حُب كريم صافي
إحساس مفعم بالجمال والدهشة
دمت بهذا البهاء وهذه المشاعر السامية
ودام نبض قلمك الذهبي يثري الذائقة