بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
لم يغمض له جفنٌ من الحنين الذي طما طوفانه ، وجافى مَضْجِعَهُ جنباه –كأنه على شجر القتاد يتقلبُ- فاتجه إلى باحة المنزل ، وأطال النظر إلى النجوم والبدر المكتمل ، وعند تباشير الفجر الأولى مضى إلى القرية ، وجال في أنحائها مستعيدًا أيام طفولته ، فعند هذا المنزل الطيني كان يرقب المارة بخوف وخشيةٍ ، ويسلِّمُ على من يمرُّ به وقدمٌ داخل المنزل وقدمٌ في الشارع -ليسهل عليه الفرار إلى الداخل إن اقترب منه أحد- ، وهنا كان يجلس على المطصبة مع أترابه ليتجاذبوا أطراف الحديث ، وتحت الشجرة الضخمة كان يتذرع التفيُّؤَ تحتها من هجير الشمس ، لينظر إلى الصبية التي تلعب أمام منزلها ، وهذا حانوتُ تاجر الحلوى ، الذي يشتري منه مثلجاتٍ ، ويختلسُ –على غفلةٍ منه- قطعة حلوى ، أو لبانٍ ، أو... ، وهذا ، وهذا ... عندما تعالى الضحى مضى إلى الأثلة في طرف القرية ، وطاف حولها قليلًا ، وجال في مغاني صباه ، مستعيدًا ذكراها ، ثم مضى إلى البيت الطيني المقفر من أهله وروَّاده ، ودلف إلى باحته ، وأجال ناظره فيه ، ثم قال : أيها الطللُ العزيزُ : هأنذا أعوجُ عليكَ وحيدًا ، بعدما أوهن المتلونان قوتي ، وأخذا شبابي ، وألانا قناتي ، وأثقلا كاهلي ، ومضيا بأجمل عهد ، وأنقى قلبٍ ، وأرق نسمتين ! ثم اتجه إلى نافذة الغرفة المطلة على الباحة ، ووقف أمامها مليًّا ، يتذكر حينما كان يتحدثُ أسفلها مع سارة ، ويمضيان خلف أخيلتهما وأمانيهما ، وحين يعدو خلفها ، فتهبط من النافذة ، وتتجه إلى الغرفة من جديد لتهبط من النافذة مرة أخرى –ويتبادلان الأدوار إن ضرب ظهرها بكفه- ، ثم قال : هل يبزغ علينا قمر اللقاء ، وتشرق شمس الوصل ، وينجاب ليل النأي ، ويضيء صبح الحب علينا تحت سقفٍ واحدٍ سعيدين أبد الآباد ؟! ثم جلس تحتها ومد يده فوصلت درفتها ، وكان فيما مضى يشعر أنه يهبط من شامخ حين يهبط منها ، ثم نهض ومضى إلى الدرج المؤدي إلى السطح وصعدها ، وأجال ناظره في السطح الصغير الذي كان فيما مضى يشعر بالتعب قبل أن يصل نهايته . اتجه إلى حائطه القصير ، وأطل منه على الأزقة الضيقة ، والبيوت المتلاصقة ، والمزارع المهجورة ، ثم نزل واتجه إلى حوض النخلة الذي كاد يندرس رسمه ، والذي كان يلعب عنده مع سارة ، فيأخذان خوصتين ، أو بسرتين صغيرتين مما سقط من العذوق ويقذفانها في ماء الحوض ، ويحركان الماء بأيديهما لينظرا أيهما تسبق الأخرى ، وأخذ عودًا ، ونكتَ به الأرضَ ، ثم قال : لاتنتظريني على شاطئ البحر كما التقينا بعدما شببنا ، ولا تأتي إلى الأثلة عند النبع في مغنى الصبا ، ولا تنتظري أن تهمي غيوم الحب على حقولنا القاحلة ، ولا تنتظري نورس الوصل أن يرفرف فوقنا مؤذنًا باللقاء ، فما عاد لنا في هذه الفانية لقاء ، ولعل الرحمن الرحيم ادخر لنا اللقاء الأعظم ، والوصل الذي لا يعقبه فراق ، في جنةٍ عرضها السموات والأرض ، أما في هذه الفانية ، فقد مضت أجمل العهود ، وأحلى الليالي ، وأرق نسمتين ، وأمسى قلبي مسرحًا لأظعان الفراق ، وأطلالًا لغربان البين ، ومسرىً لأعاصير النأي ، ولم يبق من الشمس إلا أشعة أصيلها التي لن تلبث حتى تُؤْذِنَ بالأفول ، فإذا أفلت حياتي مع أشعة شمس الغروب ، وأدرج اسمي في سجل الراحلين ، فارقبي الأكف وهي تنزلني إلى جدثي ، وتحثو التراب ، ثم ارفعي أكفَّ الإخلاص ، واسألي اللهَ لي الرحمة والغفران ، فهذا غايةُ ما أرجوهُ ، وآملهُ منكِ ! ثم نهض واتجه إلى الباب ، وهو يقول : الشَّبَابُ جَنَّةُ العُمْرِ ، والصِّبَا فِرْدَوْسُهُ ! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
آخر تعديل عبدالعزيز يوم
04-25-2021 في 03:12 AM.
|
04-28-2021, 11:56 PM | #2 |
مبتدئ . |
العُجْمَةُ والعِيُّ :
ما لهؤلاء النَّوْكَى عديمو الثقافة والمعرفة ، من اغْتِيْلَتِ اللغَةُ على أيديهم ، وسُفِحَ دَمُهَا على أعتاب جهلهم وغرورهم ، يرومون مالا يستطيعون ، ويرنون إلى ما تَقْصُرُ عَنْهُ الأَنْظَارُ وتَنْدَقُّ الأَعْنَاقُ ! وايم الله ، وايم الله ، وايم الله ، أن الجهل أمطر علينا وابله ، والعجمة كستنا أوسع وأفخر أرديتها ، ووحل العِيِّ أغرقنا إلى سابع أرض ، فخلنا أنفسنا أفصح من نطق بالحروف ، وأبلغ من أمسك بالقلم ، فليت أهل الصناعة قطعوا عنا الورق والمداد ، كي لا نزيد الويل ، ونظهر عجمتنا ، ونفضح جهلنا ! انحدرنا إلى قعر سخف التعبير ، فالقلم والبلاغة والبيان منزهةٌ عن سخفنا وضحالة معرفتنا ، فالبعض يدير قداح فكره ليأتي بالبديع ، ثم يعجمُ ولا يفصحُ ، ولا يزيد على ثرثرة طفل ، وكأنه يقول : صل الكلمات ببعضها لتحصل على جملة مفيدة ، أو اختر ما بين الأقواس ! أيها الأعاجم : لن أقول احتذوا بما جاء في الشعر والنثر الجاهلي ، وصدر الإسلام فذاك كلامٌ علويٌّ منزَّهٌ عن ركاكتنا ، وضعفنا ، وعجمتنا ، ولكن حينما نستطيع الإتيان بربع ما أتى به أحمد شوقي ، وأبو القاسم الشابي ، وبشارة الخوري ، وإبراهيم ناجي ، وجبران خليل ، وفاروق جويدة ، والأخطل الصغير ، ومصطفى المنفلوطي ، وعلي الطنطاوي ، وعلي القرني ، و... في تلك الساعة يحقُّ لنا أن نَفْخَرَ ، ونَتَبَاهَى ، ونَتَّخِذَ لنا مَقَاعِدَ في الثُّرَيَّا ! • أقسمُ بالله أيمانًا غلاظًا ، لا أحنثُ فيها ، أن وقعَ خفِّ ناقةٍ على ظهرها أبو الحارث ، أو أبو أمامة ، أو أبو عمرو ، ألذُّ للسمع ، وأبلغُ مما نتشدَّقُ به ، ونخالُ البلاغة أقرَّتْ له ، وسجدَ البيانُ ! |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
04-29-2021, 12:18 AM | #3 |
مبتدئ . |
عجبًا !
بلغ العجبُ بي مبلغَهُ من بعض كتابات الأدباء (مصطفى الرافعي ، عباس العقاد ، إبراهيم المازني ، الـ ...) مما ضمنوه نقدهم لبعض الأدباء من سخريةٍ لا تليقُ ، ووضعٍ من قامة المنقود الأدبية ، والتلفظ بألفاظٍ أصدق وصف لها : (سوقية لا يتلفظ بها إلا الرعاع) ! سمي الأدبُ أدبًا لارتقاء ألفاظه ، وسمو معانيه ، وإن المطلع على بعض ما كتبه أولئك ، لا يجدُ فرقًا بينها وبين شجار العامة وسخريتهم بين الأزقة وأمام الحوانيت ! |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
04-30-2021, 12:00 AM | #4 |
مبتدئ . |
أفصحُ النَّاطقين بالضَّادِ :
يَحْفظُ شَطْرَ بيتٍ وينطقهُ مُخْتَلَّ الوزن مَلْحُوناً ، ويَحْفظُ جُزْءاً من حديثٍ لا يَفقهُ معناه ، ويعرفُ كلمةً من غريب اللغة فيخالُ نفْسَه أفصحَ النَّاطقين بالضاد ، وأشدَّهم عارضة ، وأسرعَهم بديهة ، وهو لا يُفرِّقُ بين قول أبي الشمقمق : هــلِّـــليـــنــه هــلِّـــليـــنــه طَــعْــــنُ قِثَّــــــاةٍ لِــتـيـنـة إنَّ بــــشـــارَ بــن بــــردٍ تيسٌ أَعْمَى في سَفينة وقول أبي أمامة في أبي قابوس : فـإنَّـكَ كاللَّيلِ الذي هُــوَ مُدْركي وإن خلْتُ أن الـمُنْتَأَى عنْكَ واسعُ خَطَاطيْفُ حُجْن في حبَالٍ مَتيْنَةٍ تُـــمَــــدُّ بــهـا أَيْـدٍ إلــيــكَ نَــوَازعُ أيها الثرثار المُتشدِّق : شغفتُ بأدب الأطفال في الثامنة من العمر -قبل أكثر من ثلاثين عاماً- وقرأتُ في السِّيرِ والتاريخ وأنا في العاشرة ، وفي الرابعة عشرة شُغفْتُ بالأدب شغفاً عظيماً ، وكنتُ أُمْضي في القراءة قرابة الثلاث عشرة ساعة ، ثم يأتيكَ أحدهم –يرى نفسه أحاطَ علماًَ بكلِّ شيءٍ-فيُعَرِّضُ بي ، وقد دلفتُ إلى بستان الأدب الفسيح ، قبل أن يَنْكحَ أبوه أمَّهُ ، أو وهو لا همَّ له إلا اللعب والحلوى ! إذا رَأَيْتَ نُيُوبَ الَّلَيْثِ بَارزَةً فلا تَظُنَّنَّ أنَّ الَّلَيثَ يَبْتَسمُ سَيَشُلُّ أرْكَانَكَ زئيره ، وتَخْلَعُ قلبَكَ نَظْرَتُهُ ، ويُذيْقَكَ الموتَ قبل أوانه خطوه الوئيدُ نحوكَ ! أيها المُتحذْلقُ : صحيحٌ أني لم أزلْ في أسْفَلِ السَّفْحِ ، ولم أهتدِ بعد إلى الدَّرْبِ المُؤَدِّي إلى قمَّةِ الطَّودِ الأشَمِّ ، لكنِّي لا أخوضُ فيما ليس لي به علمٌ ، ولا أتشدَّقُ بما لا يَسْتَوْعبُهُ عقلي ، ولا يُدْركُهُ فهمي ! ومع هذا -فوايم الله-لا أنتَ ، ولا من هم على شاكلتكَ يبلغون كعب قدمي ، فلا تشرئبوا بأعناقكم كي لا تَنْدَقَّ ، ولن تَبْلُغَ أنظاركم قمة الجبل الأشم ! أخيراً : أيها المزهوُّ بما ليس فيه : ما كان للنَّسْرِ أن يَهْبطَ من عَلْيَائه من أجْلِ جُعَل ، أو للْهَزبْرِ أن يأبه لبضْعِ خُزَزٍ ولَجْنَ غيله ! |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-11-2021, 09:59 PM | #5 |
مبتدئ . |
لا تنادونا !
كم تمنيت لو نفد الحبر وانتهى الورق واحترقت آلات التصوير وأصيب المؤرخون بالفتور كي لا يصوَّر ذلنا ولا يؤرَّخ ضعفنا وعجزنا وهواننا على الأمم وإخلادنا للراحة وصممنا عن تلبية نداء إخوتنا وأخواتنا الذين بحت أصواتهم بالنداء والاستغاثة .
يا للأسف بل يا للخجل فنحن ما زلنا نندب ماضينا ونبكي أمجادنا على أطلال القادسية واليرموك وحطين ولم نفعل شيئاً فلا تنادوا يا إخوة الدين خالداً وأبا حفص وحمزة وسعداً والقعقاع بل نادوا سعاداً وميرا وريما فتلك الأسماء ولى زمانها مع أولئك الأشاوس وعقمت أرحام النساء عن إنجاب أمثالهم وماتت النخوة والحمية في قلوبنا وحشي إهاب الكثير منا جبناً وهلعاً ونسينا قول الحق تبارك وتعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) . (النصر قادم لا محالة والعزة للإسلام والمسلمين) هذا ما نعلل به أنفسنا فأخلدنا للراحة وصممنا آذاننا عن نداءات استغاثة إخوتنا وأخواتنا في أصقاع المعمورة فلم تعد قلوبنا تتألم لمناظر المآسي فنطعم ونشرب وشاشات التلفاز تعرض ما يتعرضون له من قتل وتشريد فتزيد عندنا الشهية للطعام والمتعة واللذة في مذاقه فلا تنادونا يا إخوة العقيدة فعبراتكم ودماؤكم تذكرنا بألوان المشارب فنسارع إليها وأصوات الرصاص التي تخترق أجسادكم تجعلنا نشتاق للمزامير فنشنف سمعنا بها وصور الأعداء الذين ينكّلون بكم تذهب بخيالنا إلى طبيعة بلادهم الخلابة فنحجز للسفر إليها باذلين في ذلك المال الذي يزيد به أساكم وألمكم فشكراً لمآسيكم على ما ذكرتنا به من متع وملذات . اللهم يا حي يا قيوم يا ذا العزة والجبروت أقر عيوننا واشف بلابل قلوبنا بنصر عاجل للإسلام والمسلمين في كل مكان . اللهم إنا نسألك أن ترينا بأعدائك وأعدائنا يوماً كيوم القيامة يشيب فيه الولدان وتذهل الأمهات عن أولادهن اللهم اشدد عليهم وطأتك وأنزل عليهم نقمتك وارفع عنهم رحمتك وعافيتك . اللهم إنا نسألك متعة لعيوننا برؤيتهم وهم يتراكضون يمنة ويسرة بعيون زائغة وأدمع واكفة وقلوب بلغت الحناجر من الرعب الشديد وطرباً لآذاننا بعويل ونواح نسائهم على أزواجهن وبكاء أطفالهم على آبائهم وأنين جرحاهم من الألم وتضوُّر مشرديهم من الجوع والعطش وبهجةً لقلوبنا بمناظر أشلاء قتلاهم الذين حل بهم بأسك وغضبك الذي لا يرد عن القوم المجرمين . |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
05-20-2021, 01:49 PM | #6 |
مبتدئ . |
رد: تـــبــاريـــح :
تذاكرت مع أختي الكبرى ليلة البارحة أخي أبا خالد رحمه الله فهاض خاطري بهذه الكلمات : سبحان الله خمس سنين مرت وقبلها تسعاً لم أذق للسعادة طعماً وكم من مرة خرجت من المنزل فرفعت أكف الذل والضراعة والعبودية لله وقد ترقرق الدمع بعيني أسأل الذي أمره بين الكاف والنون أن لا يردني إلى المنزل إلا محمولاً فوق الأكف . أخي أبا خالد لو سألت النجم لعرفني من بين ملايين البشر من كثرة ما راعيته ولو سألت القمر لعرّفك حزني بدل نطقي من كثرة ما رآني سارياً في البيداء وحدي في ظلمة الليل أندبك بالأشعار وأرثيك ولو نطق الشعر لأخبرك أني أفنيت قوافيه في رثائك ولو استنبأت النثر لأنبأك كم استنفدت عباراته في تأبينك فهل ترأف بحالي بعد هذا وتعود . يا لسخفي أيعود للحياة من مات ؟ . أعلم أنه رحيل أبدي لا أوبة منه ولكن اعذروني فوربي إنه الشوق والحنين لأخي الذي قاسمني رحم أمي وشاطرني ماله ووقف معي وقفات لم يقفها غيره فرحمه الله وليتني كنت الفداء له وغودرت في ساحة الوغى بدلاً عنه . أيها الموت ها هي يداي ترفرفان شوقاً للقائك فهل ستعانقهما كما تعانق الأم الرؤوم طفلها عندما يرفرف عند مرآها . أخي لتهنأ روحك في قبرها فربما في القريب العاجل أحل ضيفاً على الرحمن الرحيم وأجاورك في قبرك وترتوي عيناي منك وتنطفيء جمرة الشوق فانتظرني فلعل الله استجاب لي الدعاء وملك الموت لبى النداء . يا بشراك يا أبا بسام عندما تغرغر روحك وترى أخاك ماداًّ ذراعيه مع صحبك الذين فارقتهم فتنادي من الفرحة والسعادة وأنت ترى رحمة الله تحل بساحتك (أهلاً بحبيبٍ أتى بعد طول غياب ويا مرحباً بمن يدنينا للأحبة) . |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
06-11-2021, 02:59 PM | #7 |
مبتدئ . |
رد: تـــبــاريـــح :
أقسمُ بالواحد الأحد ، أني أكادُ -لولا أنه محرمٌ- ، أن أترحمَ على امرئ القيس ، والنابغة ، وطرفة ، وزهير ، وأكثم ، وذي الإصبع ، و... ، وأنحرَ الأضاحي قربةً لله عنهم ! أتخمتمونا بسخف معانيكم ، وركاكة ألفاظكم ، اقرؤوا للعرب الأقحاح كي تزول عجمتكم ، وتعرفوا سنة العرب في أدبهم ! أعاجم يرومون الثريَّا ، وقد غرقوا مقدار فرسخ في وحل الركاكة والعجمة ! |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز ; 06-11-2021 الساعة 05:43 PM
|
09-29-2021, 01:48 PM | #8 |
مبتدئ . |
رد: تـــبــاريـــح :
كنتُ سأصبح في سمائكِ سحابة بيضاء تظلل بستانكِ من هجير السأم والأسى وتمطره بالمودة والرحمة لتورقَ أفانينه وتغردَ بلابله وتتفتحَ زهوره ولكن رياح الأقدار طوحت بها بعيداً عنها إلى سماء أخرى . |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
11-26-2021, 09:23 PM | #9 |
مبتدئ . |
الطغامُ الأقزامُ :
الويح والقيح والفيح لأولئك الطغام الأقزام عليهم لعائن الله تترى إلى يوم يبعثون ويوم يبعثون ! أيسخرون ممن موطئه في غزوة بدرٍ تعدلهم ، وتعدلُ من يرى رأيهم إلى قيام الساعة ! ويحهم ! إنه أبو حفص ! إنه الفاروق ! إنه الذي لا يخاف في الله لومة لائم ، الإمام العادل ، القانت الورع التقي رضي الله عنه وأرضاه ، وحشرنا معه في زمرة أفضل الخلق صلوات ربي وسلامه عليه ! عمر ما عمر ؟! عمر الذي يقول : لو مات جديٌ في طَفِّ الفرات (جانبه أو شطه) لخشيت أن يسألني الله عنه ! عمر الذي تعاهد العجوز ، بالطعام والشراب ، والكسوة ، وتنظيفها ، وتنظيف منزلها من القذر ! التقي النقي ، الطاهر العلم ، الذي لم يستبن الناس قراءته من بكائه ، عندما أخبرته المرأة أنها تريغ ابنها على الفطام (أي تريد من ابنها الأكل وترك الحليب) ، ليفرض له عمر ، فقال رضي الله عنه (بؤسًا لعمر ! كم قتل من أبناء المسلمين) ، وأمر من ينادي ، ألا لا تعجلوا أبناءكم على الفطام ، فإنا سنفرض لكل مولود . أبو حفصٍ الذي لم يمنعه ما هو فيه من النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (يابن أخي ارفع إزارك فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك) . إنه ملهمُ هذه الأمة الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكرٍ –رضي الله عنهما- بكمال الإيمان ، وهما غائبان ، عندما حدَّث بحديث الذئب الذي تكلم ، وقال : إني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر –وما هما ثمة- ! إنه أبو حفصٍ رضي الله عنه ، الذي قال ، عندما أثنى عليه القوم –قبل موته- : المغرور من غررتموه ! وددتُ –وايم الله- لو أني خرجتُ منها ، كما دخلتُ فيها ! ولوكان لي ما طلعتْ عليه الشمس وما غربتْ لافتديتُ به من هول المطلع . عمر الذي تُسَوَّدُ الصَّحائفُ ، وتَفْنَى الأَمِدَّةُ ، ولم تنقضِ فضائله ، وخشيته وورعه ! أواه ! أواه من هذه القلوب المريضة ، والبصائر العمياء ، والأبصار الحولاء ، والألسنة الناطقة بما يغضب الرحمن ويرضي الشيطان (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) ! ألا يعلمون أن أفضل هذه الأمة قاطبةً سيد البشر أول من تفتح له الجنة صلى الله عليه وسلم ، ثم أبو بكرٍ ، ثم عمرَ ، ثم عثمانَ ، ثم عليٍّ رضي الله عنهم جميعًا ! ألا يفقهون أنه عندما ارتج الجبل ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (اسكن أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) ، وهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم (ثم يأتيكَ هؤلاء الطغام المؤجرة عقولهم للشيطان ، فينتقصوا ، بل ويشتموا) ! ألم يطرق أسماعهم سكها الله ، أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في حائط فاستفتح أحدهم فقال : افتح له وبشره في الجنة ، فكان أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان (على بلوى تصيبه) . والله إن علي بن أبي طالب سيحشر في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر وعثمان ! ألم يقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي حفص -رضي الله عنه- بعد استشهاده –على يد الهالك أبي لؤلؤة المجوسي-، وقال ، والله ما على وجه الأرض رجل أحب أن ألقى الله بصحيفته ، من هذا المسجى (يقصد عمر رضي الله عنهما) . كيف يقابلون أفضل الخليقة ، وقد سبوا أصحابه وانتقصوهم ، وكفروهم ، ورموا زوجه الطاهرة المطهرة من فوق سبع سمواتٍ بقرآن يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، بما هي منه براء ، وزعموا زورًا وبهتانًا وحقدًا لا يخبو لظاه ، أنها سممته ، وأن عمر رضي الله كسر ضلع فاطمة –وعلي رضي الله عنه طأطأ رأسه ولم ينبس ببنتِ شفة- ، ألا ساء ما يزرون ! فبوؤا بها إثمًا في الدنيا ، وحسابًا ، وعذابًا في الآخرة ، وأختم بمقولة أم المؤمنين ، وزوج سيد المرسلين في الدنيا والآخرة(عائشة) –وهي ليست لهم بأم ، رضي الله عنها- ، عندما تناهى إلى سمعها أن هناك من ينتقصُ شيخا كهول أهل الجنة -رضي الله عنهما- : (شاء الله ألا ينقطع عملهما بموتهما) . كتب على عجالة ، فالمعذرة على ما فيه من ضعف وركاكة . |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
11-28-2021, 10:00 AM | #10 |
مبتدئ . |
ملتقى العهد الأول :
أحبها وشنأته واجتوته ، أدناها وأقصته ، وصلها وهجرته ، ورغم كل هذا كان كل أصيلٍ يذهب إلى منزلها الذي أقفر منها فيناجي رسمه الدارس ويبثه ما يكابده من ومقٍ وحنينٍ إليها !
لم يُخلفْ عادته هذه ، وفي صباحٍ باكرٍ من أحد أيام الشتاء عاج عليه وأطال مناجاته ، وعندما آن موعد انصرافه ، قال : عندما أراكِ سأحملكِ بين ذراعي كما يحمل الأب الشفيق ابنته ، وسأقبلكِ كما يقبِّل الحبيب الواله حبيبته ، وسأعانقكِ عناق المتيَّم التقى من تيَّمته بعد طول نأيٍ حتى ينبض قلبكِ يمين صدري وينبض قلبي يمين صدركِ ! ثم مضى مُوْدِعًا قلبه في تلك المرابع العزيزة عليه ! |
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|