النجاح النوعي

النجاح النوعي

النجاح النوعي

تروي الأخبار أنّه نظر أبو سفيان يومًا إلى معاوية وهو غلام، فقال لهندٍ:
إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه،
فقالت هند: قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.
هذا حديث دار بين طبقة النبلاء لا يرضيهم من السيادة والنجاح إلا ما كان فوق العادة.
إنّه النجاح النوعي .

أما ما يتداول اليوم بقولهم {المطلوب تجيب النجاح}
والملاحظ أن هذا النجاح أصبح شبه مكفول للجميع ولا يفقده إلا الغائب عن الأداء أو ذو التفريط الشديد
ولكن هذا النجاح وإن كان لا زال محتفظاً بنفس الاسم إلا أنه صار بمعنى الاجتياز.

وهذا النجاح (الاجتياز) صار عديم الجدوى حيال رؤية السعودية 2030م الطموحة لولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله-
وفي ظل التنافس على الفرص الوظيفية ومتطلبات سوق العمل والتخصصات النوعية لريادة أعمال المستقبل والتقدم الإلكتروني والثورة الصناعية.

وبنظرة عامة للنجاح النوعي فهو ليس مجرد أرقام عالية على شهادة ورقية
بل ممارسات حياتية واجتماعية ووطنية تجعل من الشخص متفرداً لا يسد أحد مكانه
كما في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
فيحسن بالطالب أن يستغل قدراته العقلية في تحقيق أعلى معدلات النجاح المؤهلة في الدراسة واختبارات القدرات والاختبار التحصيلي
وينمي مواهبه المهارية بالمشاركة في مسابقات المواهب اللغوية والعلمية
ويفكر خارج الصندوق بالمشاركة في مسابقات الإبداع والابتكار جلباً للجديد والمفيد
وذو جاهزية عالية بتحضير دروسه مسبقاً والاعتماد على نفسه في البحث عن المعلومة
والأخذ بالمشورة والسؤال مفتاح التعلم عند الحاجة
كما يساهم في دعم زملائه علمياً وعملياً فالحسود لا يسود.

عزيزي الموظف إنّ أداءك حسب متطلبات الوظيفة وقتاً وإنجازاً هو مجرد اجتياز لاستحقاق الأجر
وهذا يبقيك مجرد موظف غير مؤهل لمراكز قيادية وتبقى وتنسى كغيرك من الذاهبين
وليس كما يقول عبدالله بن رواحه (حَتّى يُقَالَ إذَا مَرّوا عَلَى جَدَثِي ***أَرْشَدَهُ اللّهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا)
فيحسن بك أن تتبنَّي مشروعاً يساهم في تطوير العمل التربوي أو المؤسسي
مع الأخذ في الاعتبار أن يكون لك بصمة في المؤسسة بحسن تعاملك ولين الجانب والصبر والإيثار
فتغدو نموذجاً يحتذى وصورة مشرقة وسفير يمثل تطور المؤسسة وتميز خدماتها.

أصحاب النجاح النوعي القاسم المشترك بينهم تحديد الأولويات
وتميز المبادرات والمساهمات التطوعية فمهاتير محمد رئيس ماليزيا كان بعد الانتهاء من عمله الرسمي طبيبا
يقضي ساعات في عيادة خارجية في علاج الفقراء مما ساهم في رفع شعبيته لرئاسة الحزب ثم رئاسة الدولة.

وأخيراً: عزيزي المسلم كن على قدر المسؤولية والخيرية قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ....)110آل عمران
فالآمال عليك معقودة من رسولك صلى الله عليه وسلم بقوله (بلغوا عني ولو آية)
ووطنك ينتظر وفاءك
وأسرتك يأملون برك
وكلهم يرجون منك ذلك في أعلى مستويات النجاح النوعي
يقول أدنيس (حتى الدجاجة وهي تقول قيط قيط تظن أنها ستبيض كوكباً سياراً).

للمزيد من مواضيعي