قراءتي (لانعكاسات من عمق الدواخل) أ. منتصر عبد الله

قراءتي (لانعكاسات من عمق الدواخل) أ. منتصر عبد الله

الموضوع الأساسي على هذا الرابط
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=16278
في الحكاية الخرافية "بياض الثلج والأقزام السبعة" تتطلع الملكة الشريرة إلى مرآتها السحرية وتخاطبها: يا مرآتي من أجمل امرأة في المملكة؟ وترد عليها المرآة دوما بصدق. وبغض النظر عن الضرر الذي تسبب به جوابها لبطلة الحكاية، فقد كانت تؤدي مهمتها بأمانة وتجرد كاملين. إذ أن المرايا لا تعرف الكذب ولا تتقن فن التملق والخداع.
وفي رواية "يعقوب وأبناؤه" لإبراهيم الكوني يأمر الباشا علي القرمانلي حاكم طرابلس، بإزالة جميع المرايا، أو تطهير القصر منها حسب تعبير الكاتب، كي لا تطالعه صورة وجهه، فتفضح قبح جسده وتظهر ضعفه.
فقد يتقبل الإنسان أن يبوح طوعا ببعض أفكاره الداخلية أو يهمس بقليل من أسراره الخاصة، لكنه لا يقبل أن ترصد الأنظار بواطن نفسه المتوارية. أو تتجلى واضحة كل مواطن وهنه وخفايا أحزانه. كما عبر عنها محمود درويش في قوله:
أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضِفافي
فقد تبصر القلب حافي
لذلك فمناداة المرآة الكاشفة باستخدام ياء الملكية، وأنسنتها ومعاتبتها، لأن الحزن سوأة يجب سترها، والإقرار بالعري الجسدي والمعنوي أمامها، هي مخاطبة للذات أيضا ( عورتنا) ولكل ما يضع الإنسان في مواجهة خفايا نفسه السحيقة، وخصوصا الأسى لأنه يُشعر بالبؤس والعجز.
وفي كلمة انعكاساتها الواردة بصيغة الجمع دلالة على تعدد ما بداخل الإنسان من عواطف وذكريات مختلطة ومترسبة في أعماقه، لذلك فإن ما تعكسه المرآة قد يتغير ويتبدل، لكنه هو نفسه حقيقة الشخص أو حقائقه التي تبرز وتختفي حسب الأحوال والظروف المختلفة.
وفي الإعذار ومطالبة المرآة بالسماح ورفع اللوم، اعتراف بكرهها، أو بمشقته في تحملها، وكره الشيء مقته وبغضه ويأتي بمعنى المشقة أيضا كما في قوله تعالى في سورة الأحقاف:{ حملته أمه كرها ووضعته كرها} وذكر الممحاة معها، وما تحمله من معاني النسيان ومرور الزمن والتجاهل… لعجزها عن محو الحزن الذي التصق بنفسه، أو لأنه يحرص على بقائه ويرفض إزاحته، لكنه لا يحبذ ظهوره علانية.
وقد يعد الأديب أيضا صفحة مخطوطته مرآة يصب على سطحها أحزانه ولواعج قلبه بالقلم والحروف، لذا فهو يحبها ويكرهها في نفس الوقت لأن الكتابة الأدبية تعكس مشاعره الداخلية رغما عنه، ويمقت الممحاة لأنها تترك له خيار إزالة أو تغيير إبداعه المعبر عن حقيقته الصادقة.

للمزيد من مواضيعي

 

الله الله
كم يسعدني هذا الحراك
الكبير والمبهج للصدر
من الكبيرة الياسمين
فقد أوقدت كل الأقلام
وأعطت الجميع مساحة من وقتها
وأظهرت النصوص في حلة جديدة
ثمة أشياء كثيرة مشتركة
بين ومضة المنتصر العميقة
والنور الذي جاءت به الياسمين
يستحق المنتصر
وأنتِ تمنحين العطر والورد للجميع
ولا تنظرين المقابل في هذا القسم العظيم
شكري الكبير مع النشر والمكافأة

منتصر عبد الله ,بُشْرَى ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

.
.
قراءة جميلة ياسمين
الإتيان بشواهد وعبارات تدعم توظيف مفردات أتى بها الكاتب لشيء جميل
فيها الجهد الثمين
نص المنتصر عبد الله ..
جاء حالة استثنائية من حوار النفس

جاء وعرّش على قمّة الأدب
شكرا للسخاء
طبتِ بكل تقدير

منتصر عبد الله ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

جميلة جدا هذا القراءة
الفاضلة / الياسمين
كل الشكر والتقدير
على هذا المجهود الراقي

الْياسَمِينْ ,منتصر عبد الله معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ

الموضوع الأساسي على هذا الرابط
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=16278
في الحكاية الخرافية "بياض الثلج والأقزام السبعة" تتطلع الملكة الشريرة إلى مرآتها السحرية وتخاطبها: يا مرآتي من أجمل امرأة في المملكة؟ وترد عليها المرآة دوما بصدق. وبغض النظر عن الضرر الذي تسبب به جوابها لبطلة الحكاية، فقد كانت تؤدي مهمتها بأمانة وتجرد كاملين. إذ أن المرايا لا تعرف الكذب ولا تتقن فن التملق والخداع.
وفي رواية "يعقوب وأبناؤه" لإبراهيم الكوني يأمر الباشا علي القرمانلي حاكم طرابلس، بإزالة جميع المرايا، أو تطهير القصر منها حسب تعبير الكاتب، كي لا تطالعه صورة وجهه، فتفضح قبح جسده وتظهر ضعفه.
فقد يتقبل الإنسان أن يبوح طوعا ببعض أفكاره الداخلية أو يهمس بقليل من أسراره الخاصة، لكنه لا يقبل أن ترصد الأنظار بواطن نفسه المتوارية. أو تتجلى واضحة كل مواطن وهنه وخفايا أحزانه. كما عبر عنها محمود درويش في قوله:
أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضِفافي
فقد تبصر القلب حافي
لذلك فمناداة المرآة الكاشفة باستخدام ياء الملكية، وأنسنتها ومعاتبتها، لأن الحزن سوأة يجب سترها، والإقرار بالعري الجسدي والمعنوي أمامها، هي مخاطبة للذات أيضا ( عورتنا) ولكل ما يضع الإنسان في مواجهة خفايا نفسه السحيقة، وخصوصا الأسى لأنه يُشعر بالبؤس والعجز.
وفي كلمة انعكاساتها الواردة بصيغة الجمع دلالة على تعدد ما بداخل الإنسان من عواطف وذكريات مختلطة ومترسبة في أعماقه، لذلك فإن ما تعكسه المرآة قد يتغير ويتبدل، لكنه هو نفسه حقيقة الشخص أو حقائقه التي تبرز وتختفي حسب الأحوال والظروف المختلفة.
وفي الإعذار ومطالبة المرآة بالسماح ورفع اللوم، اعتراف بكرهها، أو بمشقته في تحملها، وكره الشيء مقته وبغضه ويأتي بمعنى المشقة أيضا كما في قوله تعالى في سورة الأحقاف:{ حملته أمه كرها ووضعته كرها} وذكر الممحاة معها، وما تحمله من معاني النسيان ومرور الزمن والتجاهل… لعجزها عن محو الحزن الذي التصق بنفسه، أو لأنه يحرص على بقائه ويرفض إزاحته، لكنه لا يحبذ ظهوره علانية.
وقد يعد الأديب أيضا صفحة مخطوطته مرآة يصب على سطحها أحزانه ولواعج قلبه بالقلم والحروف، لذا فهو يحبها ويكرهها في نفس الوقت لأن الكتابة الأدبية تعكس مشاعره الداخلية رغما عنه، ويمقت الممحاة لأنها تترك له خيار إزالة أو تغيير إبداعه المعبر عن حقيقته الصادقة.

صاحبة القلم الرشيق ، صاحبة المشكاة التي تشرق فيها الريشة
من أفق المحبرة ، المُخبرة عن ألق وعن فلق ..
صاحبة الفكر المُتقد ، التي تجيد الحديث عن "روحانية" الحروف
وشعور الكاتب ، بأدوات مغرية وبترصيع مشهد متألقاً لغة على الورق ..
( الياسمين )
تمتلكين من الحس الديناميكي السردي والعديد من الإحداثيات
التي تتوغل في مشاعرنا ونحن نقرأ أنفسنا لكن تحت استعمالكِ الشخصي ..
قبل التوغل في شكركِ سأحدثكِ بحديثٍ أجمل :
تلك القراءات المُثمرة مطلوبة جداً ، رغم انها مجهدة إلا أنها ترفع كثيراً من قيمة النص ، كونه من جهة يوصل الفكرة بشكلٍ جيد ،
و من جهةٍ أخرى يفتح ذهن القارئ/ة على أكثر من احتمال وتأويل ويقتل أي بادرة سأم ، بعيداً عن علل الرمزية والغموض ،
وبعيداً عن تقريرية المباشرة والوضوح السافر المعيب أحياناً .
وبراعة التحليل الأدبي تكمن في الإتيان بصورٍ وتشبيهات تخدم الفكرة
المراد إيصالها للمتلقي ، وأحياناً تصل إلى جلد المعاني والتحقيق معها ،
وأنا هنا لا أتحدث عن نصي تحديداً بل بمفهوم عام ، فلا مناص من ارتكاب
لذة قراءاتكِ المتتالية والممهورة بحرفية عالية .
ثم أعود لصلب الموضوع وما دون أعلاه ..
لن نستطيع أن ننكر بأن الرمل أحياناً يُتلف نفسه انصهاراً ،
ليكون لنا بلّور صورٍ اعتلت مسرحاً ونحن الجمهور .
أعجبتني سيريالية تصويرك في اقتباسات تلك الروايات كتدعيم وصلة ربط ، كانت موفقة جداً .
وأنا كنت هنا أبوح للرغبة في سأم التفاصيل ، فركام الأعماق تصرفه الأوراق .
وأنا سعيد كوني حظيت وظفرت بإحدى قراءاتكِ الممتعة
والمترفة التعاطي ، فشكراً لبقعة هذا الضوء ووقعكِ المدوي فيه .
تحياتي .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي علي مدخلي

الله الله
كم يسعدني هذا الحراك
الكبير والمبهج للصدر
من الكبيرة الياسمين
فقد أوقدت كل الأقلام
وأعطت الجميع مساحة من وقتها
وأظهرت النصوص في حلة جديدة
ثمة أشياء كثيرة مشتركة
بين ومضة المنتصر العميقة
والنور الذي جاءت به الياسمين
يستحق المنتصر
وأنتِ تمنحين العطر والورد للجميع
ولا تنظرين المقابل في هذا القسم العظيم
شكري الكبير مع النشر والمكافأة

وكم يسعدني أن تكون أول العابرين والقارئين
المؤسس الراقي لمدائننا الجميلة..
أ. هادي علي مدخلي
شكري لك عبارة عن غابات ورد
على قراءتك القيمة ورأيك الذي أعتز به
احترامي وتقديري

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.
قراءة جميلة ياسمين
الإتيان بشواهد وعبارات تدعم توظيف مفردات أتى بها الكاتب لشيء جميل
فيها الجهد الثمين
نص المنتصر عبد الله ..
جاء حالة استثنائية من حوار النفس

جاء وعرّش على قمّة الأدب
شكرا للسخاء
طبتِ بكل تقدير

الأخت الغالية بشرى
سكبت كلّ الجمال في عبورك وقراءتك الواعية
بلغتِ بها قمة الأماني في تعقيبك
على قراءتي المتواضعة..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شتاء.!

جميلة جدا هذا القراءة
الفاضلة / الياسمين
كل الشكر والتقدير
على هذا المجهود الراقي

أخي الكاتب الجميل شتاء
يسعدني حرفك ورأيك المزدان بحضورك
ألف شكر لك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر عبد الله

صاحبة القلم الرشيق ، صاحبة المشكاة التي تشرق فيها الريشة
من أفق المحبرة ، المُخبرة عن ألق وعن فلق ..
صاحبة الفكر المُتقد ، التي تجيد الحديث عن "روحانية" الحروف
وشعور الكاتب ، بأدوات مغرية وبترصيع مشهد متألقاً لغة على الورق ..
( الياسمين )
تمتلكين من الحس الديناميكي السردي والعديد من الإحداثيات
التي تتوغل في مشاعرنا ونحن نقرأ أنفسنا لكن تحت استعمالكِ الشخصي ..
قبل التوغل في شكركِ سأحدثكِ بحديثٍ أجمل :
تلك القراءات المُثمرة مطلوبة جداً ، رغم انها مجهدة إلا أنها ترفع كثيراً من قيمة النص ، كونه من جهة يوصل الفكرة بشكلٍ جيد ،
و من جهةٍ أخرى يفتح ذهن القارئ/ة على أكثر من احتمال وتأويل ويقتل أي بادرة سأم ، بعيداً عن علل الرمزية والغموض ،
وبعيداً عن تقريرية المباشرة والوضوح السافر المعيب أحياناً .
وبراعة التحليل الأدبي تكمن في الإتيان بصورٍ وتشبيهات تخدم الفكرة
المراد إيصالها للمتلقي ، وأحياناً تصل إلى جلد المعاني والتحقيق معها ،
وأنا هنا لا أتحدث عن نصي تحديداً بل بمفهوم عام ، فلا مناص من ارتكاب
لذة قراءاتكِ المتتالية والممهورة بحرفية عالية .
ثم أعود لصلب الموضوع وما دون أعلاه ..
لن نستطيع أن ننكر بأن الرمل أحياناً يُتلف نفسه انصهاراً ،
ليكون لنا بلّور صورٍ اعتلت مسرحاً ونحن الجمهور .
أعجبتني سيريالية تصويرك في اقتباسات تلك الروايات كتدعيم وصلة ربط ، كانت موفقة جداً .
وأنا كنت هنا أبوح للرغبة في سأم التفاصيل ، فركام الأعماق تصرفه الأوراق .
وأنا سعيد كوني حظيت وظفرت بإحدى قراءاتكِ الممتعة
والمترفة التعاطي ، فشكراً لبقعة هذا الضوء ووقعكِ المدوي فيه .
تحياتي .

أخي الرائع منتصر عبد الله
أولا أهوى الأدب وأقرأ كثيرًا وأكثر مما تتخيل
لذلك ستجدني دوما شغوفة بالقراءة والكتابة..
قبل أن تظهر القراءة للقراء
أكون قد قرأت النص على الأقل مرتين
وأتركه على جنب..
طوال اليوم أي فكرة تتعلق بالنص
تأتيني أدونها كدليل سواء آية قرآنية أو مقولة أو قصيدة..
غير ذلك أستحضر الكثير من المعلومات الراسخة في ذهني
نتيجة قراءاتي للكثيرين من الأدباء والشعراء والروائيين…
حبي للأدب هواية وليست دراسة ربما وراثة لأنني متذوقة للنحو
والشعر والسرد بالسليقة مثل سائر العائلة..
ثانيا وهذا هو الأهم ..
‎كنت متمكنا أخي من فن القصة
‎استوفيت عناصر حضورها
‎‎سرد آسر المضامين باذخ التراكيب
متموسق الإيحاء حازم السبك بالغ باقتدار مهيب..

ألف شكر لرأيك العميق..

منتصر عبد الله معجب بهذا

/*

قراءة وافية أبدعت فيها
الياسمين
شموس تتفتح في حدائق الحرف
إعجابي بقلمك الفاتن

منتصر عبد الله معجب بهذا