أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
. .

... .. ..


آخر 10 مشاركات ‏- رسائل من حرير.!       بمناسبة الذكرى الخامسة مدائن البوح تحتفي بروّاد القبس       دبلة العروس       سجل تواجدك بجمال الاستغفار       سجل تواجدك في مدائن البوح بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم       دفتر الحضور اليومي للأعضاء       ياعيني على الازرق       ازياء انيقة وراقيه       إن الله على كل شيء قدير       التهادي      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > رسائل أدبية وثنائيات من نور

رسائل أدبية وثنائيات من نور

ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً

( يمنع المنقول )



منفى الحالمين

ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-26-2021, 05:25 AM   #61


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 27,943 [ + ]
 التقييم :  126278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



صباحك ورد وطيور سلامٍ وأملٍ وحبٍّ ترفرف في قلبك تعرف بأنّها في مكان ينافس اتساع السماء ولا تنوي أن تبرح منه.. صباحٌ يتكئ قلبي على الموسيقى، وعيني على منفى الحالمين.

دعني أخبركَ يا محمد أنني أحبُّ الشعور الأول. وهذا ما يجعلني أكتب الآن وأبداً كالمصاب بالحمى،
منذ صباح البارحة وبعد قراءتي الصباحية لكَ في المنفى وأنا أسأل نفسي بم تفكرين الآن ؟
قضيتُ وقتاً طويلاً، أعود لأقرأ، أكرر نفس السؤال، أذكر أني نمتُ وذات الصوت يردد بما تفكرين الآن- شعور غريب يسيطر عليّ أحياناً أنام وأفكّر-
أُفكّر بوجه الدهشة الأحمر، وببرودته الآن، وبقفزةِ القلبِ الطفولية، وبعرجتهِ الآن، وبضحكةِ الروح المشاغبة، وبندوبها الآن.. أفكّرُ وأنا أقرأ حديثك عن بيتك القديم وإصرارك على الحفاظ عليه رغم كل هذه السنوات بأوراق الشوكولاة التي خبّأتها يوماً في دُرجي، لا أحبّ إلقاء مغلّفات الأشياء في المهملات، لديّ عقدة الذكريات، -قد يبدو الأمر مضحكاً أنت تتحدث عن بيت وأنا عن ورق شوكولاة-، أحبّ الاحتفاظ بالسيرة الأولى للأشياء التي أحبّها، أنظرُ إلى تلك المغلّفات القديمة وأنا أتساءل كيف أن تلك الأوراق المعبّقة برائحة الشوكولاة أغلى من سيرة الأشخاص الذين منحناهم إياها، أفكّر كيف أنّ ورقة شوكولاة مهملة تُصبحُ في لحظةٍ ما أغلى من شخص، لأنّها تُذكّرك بأنّك كنتَ إنساناً فائقاً، يقدّسُ حتّى العبق التائه في المكان، الوقت، الابتسامة، أوراق المسوّدات، الرسومات الذابلة، الإهداءات الأولى، وعلب البسكويت الفارغة، نعم لستُ حزينةً لأنني كنتُ في لحظةٍ ما تلك الطفلة المجّنحة، لكنني أحزنُ على أصابع الدهشة التي أصبحت باردةً جداً كثلج، وعلى صندوق الذكريات الذي أصبح ثقيلاً كجبل، ولم يعد فراشةً تداعبُ الروح بين الوقت والآخر

أفكّرُ في الأشخاص الذين يعيشون معنا كممثلين، أفكّر في هذه المسرحية والتي لا يكتبها سينارست، لا يتخيّل أحداثها، إنّها تُكْتَبُ وفقاً لنزواتِ من ابتكروها، لإسقاطاتهم النفسية، لعصبيتهم البائسة، لصراخهم البشع، لكنني أتساءل وهم يفعلون ذلك، ويخدشون النصَّ المسرحيّ، إذ كان بإمكانهم أن يكتبوه بشكلٍ أجمل، أتساءل: لماذا احتاجوا مسرحيةً أصلاً، ما أبشعَ أن تقف فطرتكَ الجامحة وشغفكَ المحلّق وطفولتكَ الجميلة أمام ممثّلٍ بلا إنسانية، وأن تُفرَض على ذلك النصّ، فهو لن يكتملَ بدون بؤسكَ.
وأفكّر كيف لأولئكَ الأشخاصِ أنْ يعيشوا حياةً لطيفةً مُحلّقةً وهم يسحقون الوّردَ مزهوين بنشوةِ النّصر، يخطفونَ روحكَ الحلوة متباهين بأصواتهم الجارحة.
أفكّر ُجدّاً بأننّي لا يجب أن أكون جزءاً من إكمال ذلكَ النصّ المهترئ، أفكّرُ بأنّ احتمال أنْ أُدخِلَ يدي إليه لأكتب عليه، كمن يُدخلُ موسيقى لفيروز أو سلوى قطريب وسط ضجيج عالٍ لأبواقِ سيارات متزاحمة على مفترق طرق، لن يسمعكَ أحد! أفكّر بأنّه من الرائع أنني لم أزل أستطيع سماع ذلك الجمال رغماً عن كل هذا القبح في ظلّ العالم القاسي بكلِّ أزمانه وحروبه وحصاراته.

لسنوات، ظلّت فكرة الحبّ تلحّ عليّ، تستجدي مني جوابًا لكلّ الأسئلة الّتي علّقت إجابتها عليها، حول "اختر الحبّ، الحبّ، فمن دون حياة الحبّ العذبة تصبح الحياة عبئًا ثقيلًا كما ترى"، مرّت عندي المقولة للرومي في بداية بحثي حول الجدوى من الصمود، حول العدم، وبداية بحثي حول الأجوبة، ولم تقنعني كثيراً فكرة تمحور العالم حول الحبّ فحسب، "كأنّه يدور حوله"، كذا قالت لي امرأة توفي زوجها بعد سنواتٍ من المحبّة، لم يرزقوا خلالها بالأطفال، ولم أفهم في الحقيقة، رغم محاولاتي التّمسك بالحبّ ومبدأ عدم التّرك حتى في الظّروف الصّعبة، كيف يصير شيئًا كهذا، وكيف تتمحور الحياة في النّهاية حوله، ليس حبّ الحبيب فحسب، حبّ الأهل والأبناء والأصدقاء، وكلّ منا يبحث عن إجاباته بحسب قيمة محبوبه.
لاحقًا أدركتُ أنّ أموراً أخرى تحدثُ، أدركتها حين رأيت خالتي تسلِّم قلبها في اللّحظة الأولى دون تفكير في العواقب، حين عشتُ مع صديقتي تجربتها حين لم تُشعرها الحدود بالخوف والوجل، ولم تخف البندقيّة المعلّقة على خصر جندي إن عرف، ولا من الطّائرات الّتي تمرّ فوق سماء المدينة إنْ قصفت، وكأنهنّ امتلكن فجأةً أجنحة، وأدركت أنّ الحبّ يجعل الإنسان أياً كان عمره وجنسه وبلده يطير حيث يسير الحبّ ويخطّ طريقًا أمامه، ودون مجهودٍ كبيرٍ منه.
بعد اللّقاء الأوّل، يشعر فعلًا بالأجنحة، أو لأكن دقيقة أكثر، كنت ُ أسعر وهن يتحدثن بأنه يجعلكَ تسير فوق غيمة، مثل فلّة في كرتون الأقزام السبعة، حبن كانت تقفز من الغيمة البيضاء إلى ألوان قوس قزح، وأدركتُ لاحقًا بأنْ علينا فور شعورنا بالحبِّ البحث عن التّفاحة المسمومة وإبعادها عن طريقنا، أقصد صار طريقنا. لم تكن التّفاحة سوى حواجز مادية وأمكنة ربما!!

الحبُّ ماذا ؟
أنْ نُسَرّبَ للغرفةِ المغلقةْ
كركرةَ المطرِ العاليةْ
أن نذوبَ سريعاً
وفي جفننا شمعةٌ باقيةْ
أن نجّربَ رقصةَ ريحٍ
بأحداقنا الباليةْ
أنْ نعيدَ التوازنَ للقمحِ
في السككِ النائيةْ
أن نموتَ ونعرف
أنّ قصائدنا
جانيةْ
أنْ نُكَسّرَ أقفالنا باندهاشٍ
وأن نتحولَ
كالساقيةْ
أن نمرَّ بصَخب البساتينْ
وفي الطرق الخاليةْ
أنْ نؤخّرَ دمعاتنا لو قليلاً
مع الصورِ الداميةْ
أن نقولَ لصبّارةٍ في الطريقِ
ألأ فلتكوني بنا حانيةْ !


ورغم كل ما كتبته سابقاً يا محمد، أجدني فجأة أفكرُ في شيءٍ آخر، أني سئمتُ من التّعلق، من كوني أفتح قلبي لأي أحد.. للمساكين الذين يريدون نسيان أحبتهم السّابقين، أو للذين ماتوا من الوحدة والكسل أو مَن يجعلونني بديلة لا أكثر. وأنا أدخل حياتهم بكامل إرادتي، فلا ذنب لأحدٍ إن كنتُ فتاة حزينة
لم تعرف في حياتها غير التّعب، تبحثُ عن كلمة حلوة في منتصف النّهار أو عن وردة بعد القيام بأعمالٍ شاقّة، مثل البكاء الصّامت، وفي الليل بعد البكاء أيضاً. مَن المسكين في هذه القصة؟
أنا الطفلة التي تركض وراء أي شيء يكسرني أم الذين يعرفون بمصيبتي؟



حسناً حسناً ..
هكذا فجأة أعودُ ثانية إلى منتصف الحياة، لستُ براضِيَة عنها، ولا بمحتجّة عليها. وهذا ليس بأمرٍ سيّء.. فلَم يكن ذنب الطّفولة أنّني كبرت بسرعة، تغيّرت وجهتي، ووجهي، وأصبح أكثر شحوباً وأقلّ ابتسامة، ولكنّه ذنب الجُغرافيا، هذه البقعة المنسيّة تماماً. بقدرِ ما تجمعنا سماء واحدة، كانت قد فرّقتنا هذه الأرض طويلًا.
وكلما سألتُ الحياة مرّة أخرى، لِمَ لا تعود إليّ بلحظةٍ هانئة؟ لَم أُجِب، ولَم أُحصي الأجوبة ولَم أسترسلها، لطالما كانت الأجوبة كثيرة وأطوَل من الحياة ذاتها. فنسيتُ الأمر كلّه.. وهذه اللحظة تماماً، شعرتُ بأنّني متجمِّدة داخل لَوحة غارقة في الغبار، أنتظر الشّمس لتشرق من جديد وأحلم بالقصيد فأراني في المرآة ..


ps

" عندما أخبرتهُ أن قلبي من طين سَخِرَ مني لأن قلبه من حديد.
قريباً ستُمطر سيُزهر قلبي، وسيصدأ قلبه. "

- شمس التبريزي


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 10-26-2021 الساعة 05:44 AM

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2021, 05:45 AM   #62
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 10-30-2024 (01:23 PM)
 المشاركات : 56,121 [ + ]
 التقييم :  795642
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: منفى الحالمين



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم مشاهدة المشاركة


كنتُ أتمنى لو يكتب أي أحدٍ عني قصيدة
اعتدتُ دائماً على الكتابة من طرفٍ واحد.
أحياناً،
كنتُ أخترعُ أشخاصاً هم يكتبون لي
وأنا أعاقبهم.. لا أكتب لهم في نهاية الأمر
تخلّوا عني !
أرسلتُ لهم تهديدات
بمسحهم من مخيلتي
ويبقون في الهواء
بلا عمل
بلا مسرح الأحلام
بلا امرأة حقيقية
إنّهم بحاجتي
طوال عمري وأنا أحتاج
الآن أنا المحكمة
لكنهم تخلّصوا مني
فضّلوا البقاء بلا حياة
على العيش معي.
لكنني أكتب لمريم
ومريم تكتب لي
وإن تأخرت أحياناً في الرسائل
أُنصفُها وتُنصِفني ..
مريم يامريم

هل تذكرين فيلم الندَّاهة؟



الفيلم مأخوذ عن رواية يوسف إدريس بنفس الإسم ( النَّدَّاهَة )
حين كانوا يصفون من يقع بالغواية أن قد ندهته النداهة
كل من يقع في ذنب أو يرتكب حماقة ما كجريمة قتل او سرقة أو عمل يتعلق بالشرف
يقولون قد نادته النداهة
بطلة الفيلم التي قاومت كل الإغراءات حتى جاء البواب حامد ويتزوجها ثم يذهب بها للقاهرة حيث مقر عمله كحارس لإحدى العمارات الراقية
ثم يحدث أن تأخذ الأضواء فتحية وتقع بالخطيئة وكأنها قد ندهتها النداهة كما يقولون في القرية
لسنوات كثيرة لم أفهم محتوى الفيلم بكل صراحة
حتى وقعت الرواية الأصل ليوسف إدريس حين كنا بأحد معارض القاهرة الدولي للكتاب أيام الجامعة وكنت أحد المتطوعين للتوريج لإحدى دور النشر بالمعرض
عرفت عندها كيف تكون النداهة ولما كُتب وصُنعت هذه الرواية وكيف لاقت رواجاً كبيراً بين الجمهور
في هذا الوقت كنت ومازلت أمارس حق الإختلاف مع الطبيعة والبشر
أحياناً يكون الإيمان والإعتقاد بالخرافة جزء من ثقافة المجتمع
كلما كنا أكثر جهلاً كنا أكثر عرضة لسماع وشوشة النداهة
والنداهة هنا كانت رمز لشيء ما اختار المؤلف وكاتب السيناريو والمخرج ألا يفصحون به
بل تركوا حرية التفسير للمشاهد والقارئ كلاهما على حد سواء
وهنا يكون جمال الرمزية كما في فن البانتومايم
تعبير صامت وشخصيات فلكلورية من داخل المجتمع
وتشخيص يحمل حس الفكاهة أو حس التراجيديا
كل هذه المشاهدات أعتقد كان لها ولو قليل من الأثر عندي
وكان لها فضل بتصحيح بعض المسارات ولو بشكل ضعيف
فشكراً لكل صاحب فكر كان له أثر في حياتي ولو بصورة سلبية
وشكراً ملايين لك مريم فقد كان لك فضل كبير وجداً في حثِّي على الكتابة كما أنا

مريم يامريم

وقالت أذكرني عند موتك
قلت كيف لا وعندها سنلتقي

صباحك بزرقة البحر وبياض الياسمين



سأعود


 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين





رد مع اقتباس
قديم 10-26-2021, 06:03 AM   #63


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 27,943 [ + ]
 التقييم :  126278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



تشابهت الطرق علينا يا محمد حتى ظننا أن التقاطع سرّ الحياة ما بين السفليّ والعلويّ ! وتشابهت الظنون فاعتبرنا اليقين ضوءه الذي لا يطلع إلّا حين غفوتنا.
ونحن الغافلون عن وجه السماء، الهائمون في أحلامنا نحن.
نغضّ الطرف عن مغزى الحكاية، نواري سوأة المعنى مثل جهّال صغار.. نضحك نضحك على ما تبدّى من عورة الذكرى على أرصفة المنفى !
شكراً كثيراً يا محمد، أنتَ من تستحق الشكر حيثُ جعلتَ لفكرةِ الضوءِ في كل صباحٍ معنى..
أسعد الله صباحك بالرضا


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





رد مع اقتباس
قديم 10-26-2021, 07:16 AM   #64
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 10-30-2024 (01:23 PM)
 المشاركات : 56,121 [ + ]
 التقييم :  795642
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: منفى الحالمين



مريم يامريم
حين يكون الجمال كلمة يكون تلقي السلام أو رده أجمل موسيقى قبل وبعد الكتابة

هل أكون أكثر صراحة لو قلت أن اللقاء هنا أصبح عندي ذا شأن كبير
لأول مرة منذ أعوام أخوض حوار ونقاش مفتوح دون خجل او كبرياء
وحيث أنني شخص يبلغ من الصراحة ما قد يصفني البعض بالمتعجرف والمتكبر
ويعلم الله بانها ليست كبر أو عنجهية لكنه شيء لن ولن يدركه من اعتاد الكذب والخيلاء
الطواويس ليست طيورا فقط ولكنها قد تكون أنثى أو رجل
الطواويس لا تخوض المعارك من اجل أنثاها بل تكتفي بفرد ريشها والمشي بغرور وخيلاء
حدثتك عن بيتي القديم يامريم وهناك ماهو أكثر لم أذكره حتى لا يتصور أحد أنني أبالغ او أبادلك حديث بحديث فما خرج من القلب مستقره القلب والقلوب دائماً تعرف الصادق من الكاذب
البحث عن الحب يامريم مستحيل لأنه لم يُخترع أداة للحصول عليه حتى يومنا هذا
هو لا يتواجد بمحاولات البحث او قراءة القصص أو سماع لحكايا العاشقين
وكم من عاشق مات دون أن يدرك عشقه
وكم من محبوبة سفحت دموعها دون ان يدري عنها الحبيب
لذلك حين نعشق من حقنا أن نقول وان نصرخ بأننا في العشق غارقون
ومن بعدها ليحدث ما يحدث وعن نفسي لا أكترث ولا اهتم بالعواقب
فما يُدريني لعل الطرف الآخر لا يعلم شيئاً عن هواي
وقد يكون هو الآخر غارق لحد بعيد في عشق شخص آخر
فلماذا أظلمه وأظلم نفسي
نحن نخطئ ونخطئ ثم حين نعلم أننا خاطئون تأتِ مرحلة التصويب
وهنا نتعلم كيف نختار الصديق والحبيب
الصديق يوماً ما من الجائز والوارد أن يتحول غلى حبيب
ولكن الحبيب لن يكون صديقاً يوماً من الأيام ولو خدعنا انفسنا ورددناه كثيراً
مريم
أن تفتحي قلبك للجميع هذه من آثار الترفع والتسامي
حسناً ليدخل من أراد وليخرج من لا يرغب بالمكوث
فقلوبنا ليست فراش ممهد بسهولة لكل من يطرق الأبواب
قلوبنا حصن منيع وحراسه خبرات تعلمناها من تجارب السابقين
وكما يقولون لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين
الحيطة والحذر واجب
لكن الحالمين لا ثوابت عندهم ولا قانون لتنظيم العشق
ليس الجميع بقادر على استلهام موسيقى المرأة
فهي لحن مختلف ينوتة سماوية لم يشدوها مطرب في أي زمان من السابقين
وهنا أستعير قول الشاعر ـــ أحمد بخيت ( الليالي الأربع )

أنا الصوفيُّ والشَّهوانُ
عَشَّاقًاومعشُوقا
أسيرُبقلبِ قِدِّيسٍ
وإن حسِبُوهُ زنديقا
وحين أحبُّ سيدةً
أحوِّلها لموسيقى

***
هل جربت أن تكتبين عن رجل كما الموسيقى؟
لا أحب الإقتباس كثيراً ولا أفضله بكل صراحة لكن وجدت ما قاله بخيت يشبه لحد كبير ما أفهمه الآن
ذات يوم كتبت قصيدة ( لماذا تُشبهيني ؟ )

أنا السجينُ بينما روحك معلقة بأسواري وزنازيني
أمرُّ بخاطري بين نجوم السماء
الهواُ ذاتُ الهواء
والفضاء ذاتُ الفضاء
تختلف اللغات وتتوافق كل الأشياء
فلماذا في بلدك وبلدي تتشابه الأشياء؟
وكما الحالُ في بلادك
يتشابه الحالُ في بلادي
فلماذا نتشابه؟
ولماذا تُشبهيني؟


مريم يامريم
في كل حديث معك أفق يمتد إلى حيث لا أدري
ومع كل شروق للشمس دفء مختلف
كان قرار صائب أن جئت للمدائن
فشكراً لمن دلك على هذا الطريق

ولهذا الهامش الجميل لديك

كما الحروف نتبعثر
فمن يلملم شوق الذاكرين
ومن يُخبر الحسناء عن ضعفي
ومن يُنشدُ الشعر أطيافاً
ليس كما أنا
بل كما الشوق حين كان



سأعود


 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين




التعديل الأخير تم بواسطة محمد حجر ; 10-26-2021 الساعة 07:22 AM

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2021, 03:04 PM   #65


الصورة الرمزية النقاء
النقاء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (11:45 PM)
 المشاركات : 3,106,235 [ + ]
 التقييم :  753059
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: منفى الحالمين



علقت حلمي في سحابه من خيال
وهب الهوى با أطرافها وآقفى بها
لحظة
مازالت الذاكرة
متعبة مجهدة
سيطول علاجها ليكون هو شبق وقت اللحظة""


 
 توقيع : النقاء



هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم 10-27-2021, 06:09 AM   #66
مُجَرَّدْ إنْسَانْ


الصورة الرمزية محمد حجر
محمد حجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 222
 تاريخ التسجيل :  Nov 2020
 أخر زيارة : 10-30-2024 (01:23 PM)
 المشاركات : 56,121 [ + ]
 التقييم :  795642
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لايهم العالم إن كنت تبكي أو تبتسم
ابتسم أفضل لك
لوني المفضل : Lightslategray


افتراضي رد: منفى الحالمين



حين ينظر لك أو لقلمك وربما لشخصيتك المستترة خلف الكيبورد الأسود خاصتك شخصٌ ما
ثم نتيجة لحدث ما أو تواتر الأحاديث المشتركة والمتبادلة تشعر بأنه صديق أو رفيق
فأنت أمام نقطة إتزان
هنا لا يختلف الوضع بحسب تقديري وقناعاتي سواء كان من خلف الكيبورد رجل أو إمرأة
صحيحٌ جداً أن تماثل النوع رجل ورجل أو أنثى مع أنثى يكون له عامل محفز على تسريع عملية التفاهم والتعارف
لكن عندي الأمر ربما يختلف ، فعندما أتحدث من خلف كيبور مع أحد ما بالنهاية لا أراه
لا أعرف جنسه أو جنسيته أو حتى لهجته الأصلية
لذلك أنا على قناعة بأنني في هذا الموقف أتعامل مع فكر وليس مع شخص بعينه
ربما يكون كاذباً لبعض الوقت ولكن الأصل عندي هو الصدق
ربما يكون له أو لها سقطات أو نقاط ضعف لا يحب أو لا تحب اظهارها من خلف الكيبورد
وهذا حق مكفول بدستور الحرية الشخصية بين الجميع
لذلك أجد نفسي دائماً أسأل سؤالي المعتاد ـــ من أنت؟
لكل شخص يتقرب أو بالأحرى عندي الرغبة في التقرب منه
ولو بدافع اكتشاف الاخر على الأقل وفي حدود المسموح
بكل صدق كثيرون فشلوا في الإجابة البسيطة على هذا السؤال البسيط
وكم مر بي أُناس لبعض الوقت كنت أتمنى أن ينجحوا بالإجابة ولو بمساعدات خارجية
عن طريق الإيحاء مثلاً أو بنميمة مفتعلة من احد الأصدقاء ، وهنا أقبل بكل طريق يؤدي إلى اكتشاف الآخر
بالأمس جاءتني رسالة على حسابي بتويتر
فتحت أيقونة الرسائل على الهاتف
وبعد عشر دقائق لم أجد هاتفي كما كان منذ دقائق قليلة
تغيير رهيب بالهاتف وبرامج لا أستخدمها بالأساس
ثم ضياع وحظر حسابي بالفيس بوك وتغيير جذري بحسابي على تويتر
حتى أنني سألت نفسي ـــ يا أنا لماذا لست أنا؟
ولثلاث ساعات متواصلة ألهث خلف حساباتي وهاتفي حتى أمسكت بالمجرم
ولولا أني أخاف الله لفعلت به وبها الأفاعيل ، وقلت لعله اختبار يامحمد
أحياناً نحن مبتلون وممتحنون دون أن ندري
هم من الف جدار يخترقون ومن وراء ملايين الجدران سيعبرون
لا أعلم ما الذي أخذوه من عندي ولا على ماذا تم السطو عليه
ربما بعد أيام أو أسابيع قليلة تتبلور الحقائق
لكنني حين تمكنت منهم وكانوا في قبضة يدي تركت واحتسبت
لم أسالهم من أنتم ؟ بل تركت لهم مالا يجعلهم يفعلون بي ذلك مستقبلاً

وأعود من حالة الهاكر التي عشتها بالأمس
لأسألك السؤال الأصعب من وجهة نظري
من أنت يامريم؟
إذ ربما لم يسنح لي ولكثيرين غيري هنا التعرف عليك عن قرب
بالمناسبة قبل أن تجيبي
كان عندي برنامج بعنوان - قهوة عربية مع محمد حجر
لو كانت لديك الرغبة في الإستضافة
ستكونين أولى الضيوف طبعاً بالتنسيق مع صديقي العزيز / السيد هادي مدخلي
البرنامج متنوع ولا يقتصر فيه الحديث على نمط معين.

ثم هامش عندي مختلف


في سماءٍ أخرى ياليلى
تمنيت لو كان لي فيك ألف ميلاد
ثم من بعد البعث عشق ليس كما الذي يسطرون
وكأنك أنت ليلٌ
وكانك أنت صبحٌ
وكأنك أنت فجرٌ
وكأنك أنت شروقٌ من بعد غروب
وأنت ليلى كما ماء الطهور
قبل كل صلاة أذوب في ماء عينيك
كما الباحث فيك عن سفر التائبين


صباحك فيروزي يامريمُ

سأعود


 
 توقيع : محمد حجر

تبَّت يدايَ إن خططتُ مثله لكم
في جِيدِ حرفٍ لم يُطلِق بارودَهُ بذي وطنٍ مختلف
وأنا و ذو العرش على خلافٍ مستمر
لا أجلس فيه وصحبةً من حولي ينظرون
فلا تقربوه ببهتان مبين




التعديل الأخير تم بواسطة محمد حجر ; 10-27-2021 الساعة 06:11 AM

رد مع اقتباس
قديم 10-27-2021, 12:01 PM   #67


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 27,943 [ + ]
 التقييم :  126278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



كلما قرأتُ مريم يا مريم شعرتُ بأنّ أحدهم يقول لي: شكراً لوجودك في هذه الحياة البائسة يا مريم، أنتِ لست بشبح.

أرى أنَّ الأسرار أنواع:
ثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا نحن. وثمّة أسرار يعرفها الجميع عنا إلا الشّخص المطلوب. وثمّة أسرار نحن من نتحكم بمن يريد أن يعرفها. وثمّة أسرار تموت معنا ونحنا ما زلنا نتنفس.. الأشياء المدفونة داخلك، هل ستبقى على هيئة حب؟ هل تحبُّ المغامرة في الكتابة، ذلك النّوع الخطير، الذي قد يعرض حياتك للموت؟!
أتعرف؟ كنت أحلم بأن أكون روائية، روائية ناجحة ومشهورة. أن يكون لي مخطوطة وحيدة، أهرب بها إلى بلاد الغرب، أو كما يدّعون بلاد الحريات، ثمّ أموت بطلقة رصاص من عنصري، أو بالبحر، أو في حادثة سرقة، أو بالانتحار، أي شيء يخطر على بالك. وتضيعُ تلك المخطوطة، بعد زمنٍ يُعثر عليها في الطرقات الخاوية. أريد الضحك من هذا السيناريو البشع والمدهش. لا أريد الآن شيئاً يا محمد، لا أن أصبح روائية أو كاتبة عادية رديئة، أريد فقط أن أكتب وأموت مثل أي إنسانٍ عادي. يكفيني أن يتوفر الحبر والقهوة في هذا العالم، وأن تتوقف هذه الحرب .
بعض الوقت نشعر أننا بحاجة إلى هدنة من المشوار الطويل الذي نقطعه على السطور.. الأمر قد يبدو بسيطاً أن ننبش في قبورنا لنستخرج ندبة أو جرح قديم.. نتهرب من فعل ذلك، ليس دائماً.

الآن هاجمتني رغبة في تذوق الحبر، كنا صغاراً حين نهانا آباءنا عن وضع القلم في الفم وعضعضته كي لا يسيل الحبر بداخله ويلوث لساننا أو أسناننا أو نصاب بالتسمم إذا ما بلعناه، لكننا بإصرار كنا نفعل دون أن نخشى من العواقب. تفاجئتُ من تراجعي عن تذوقه وفي نفس الوقت ما زلتُ أتذكر كيف هو مذاقه على اللسان.
هل فعلتَها من قبل ؟!
في أوقاتٍ مثل هذه أكتب عن أي شيء قد يكون غير مهماً بالمرة أو تافهاً بلا أدنى معنى إلا أن كتابة مثل هذه الأشياء مريحة للنفس.

والآن فعلاً.. تسألني من أنتِ يا مريم؟

أنا مريم وأشباحها -معاً- يا محمد هكذا نعتني صديق الحبر والحرب الأول في المدائن، أودُّ أن أظلَّ هكذا عالقة بين الحبر والحرب والخبز حين أجوع أكتب إليكم.. أنا أيضاً أفعلها وأطلق لقب صديق على من تجمعني بهم لحظات نزف، لا أهتم بمعرفة أسمائكم ولا أسماء أصدقائكم ولا أرقام هواتفكم أو حتى من أي بلد تنتمون. أصلاً الذين يعرفون العناوين والأرقام لا يعرفون كيف نحن ( هاتفي مثلاً لا يرن ) أنا نسيت نغمة المكالمات الواردة. حتى أني أكون في حالة إحباط واكتئاب إذا غاب صديقي -هنا- ولأني لا أجد وسيلة أخرى للتواصل أضل أنتظر رجوعه سالماً من جديد.. كلٌّ يراني كما يريد أن يراني، قد ينصدم الكثير بهذا الخبر: أنا أحبُّ التواصل بالكتابة فقط! نكتب لبعضنا كثيراً، نؤمن بالصّمت والصّدق، لا نهتم بالتفاصيل التي يعرفها الجميع عنا، نحن نعرفُ عن بعضنا أشياء أعمق بكثير؛ لذلك اختارنا القدر لنكتب لبعضنا! هذا كل ما أشعر به اتجاه مَنْ أكتب معه أو إليه ..
الشيء الوحيد الذي سأتركه لهذا العالم: "تلك السطور". لا رغبة لي محوها أو تعديل رغبتي، فيها قصة حياتي على هيئة كلمات وكلُّ ما لا يمكن أن يقال في فمي؛ نزفتهُ هنا وهناك، ورسائلي معكم، التّفاعل الإلكتروني من الذين أحبهم وهجروني أو هجرتهم. ربما ترون أنها في يوم ما قد تصل إلى نهاية الطّريق، حين يخنقنا التّعب، ويقتاتنا اليأس الشديد، حين تموت الثّمار.

وطني منفى، سمائي سوداء، الحزن والحرب تواظب على زيارة حيّنا حتى في الأعياد، عائلتي حزينة وكل أوجاع الدنيا فيها، سقف غرفتي سيسقط فوقي في أي لحظة بزمجرة طائرةٍ ما! عفواً .. لا أثق بالمواساة. أبحث عن أصدقاء يكفيني -شرط- أن يكون صديق حساس وجيّد فالذي يكتب بصدقٍ حقيقي؛ يكون صديقاً جيداً في الواقع وإن كان -هو نفسه- لا يعرف.. أحتاجُ الكتابة إليه في كل وقت، كصديق كتابة، أو قلب، لا يهم. بقرأ لي بطريقة مختلفة، ليس هو من يقرأ بالتأكيد، بل قلبه ويده..

محمد يا محمد
أنا امرأة الكهف، المرأة الوحيدة والعصريّة التي ليست بإنسٍ ولا جان، أنا شيءٌ لا يمكن تفسيره مثل تفاهة الحياة، سرقوا جلدي ذات نهار وأنا أعدّ الفطور، أبحثُ عن جلدٍ آخر لا يهمني إن كان مستعملاً.. يجب ألا يخافني أي أحد وألا أخاف مني أنا أيضاً. أنا تلك الفتاة البسيطة -يا محمد- تكتبُ السطور العادية، لا استعارات ولا بلاغة فيها، هناك من يظنّ بأنّ حياتها غامضة تخفي الكثير من الأسرار، وهناك من يراها واضحة مثل الشّمس، وكل التّخمينات صحيحة، حياتها حزينة ومتعبة، لا شيء فيها ليفكر أي أحدٍ بالتّقرب منها.. صادقة.. حساسة جداً.. ذكيّة في بعض الأحيان.. بائسة طوال الوقت، لم يكتشفها أي أحدٍ إلى الآن، أحلامها سخيفة للبعض كأن يقدّرها أي أحد. لا تحبّ المراسلات، وتخاف من التّعلق؛ لذلك قليلة التّواصل، تحبّ وحدتها وتكرهها على قدر بساطتها غرابتها وتناقضها.. إنّها حقاً بريئة، وإنْ كانت تقتل أبطالها وكل المحتالين الخاذلين في قصصها،
أعيش في حياتي على مبدأ: ألا أصدق عيني إذا رأت، ولا أذني إذا سمعت. فلو شاهدتُ امرأة الجيران في حضن صديق زوجها، لقلت: بالتأكيد، وقعت بالخطأ مثل ذبابة تسقط في فنجان الشّاي. ولو سمعتُ كلباً يعوي لقلت: بالتأكيد، هذه دجاجة. أنا لا أصدقُ شيئاً غير قلبي ويدي. في الصّباح، سأستيقظ من نومي وأنظرُ إلي، لقد كان حلماً جميلاً.. في البداية كنت أخشى القيام بهذا الأمر، أن أكون اليد الأولى التي تمتد ليس لتنتشل، لا، بل تلك التي تشد للأسفل. لا أطلق عليها اسم "مهنة" إنها أقرب من اللعنة.. أمارسها من أجل أن تلاحقني الكوابيس أو هكذا بدا لي. لم أخترها هي من فعلت كأن الأرض تناديني لأخلق لها فمًا وأحشوه بالأجساد إلا أنها أبداً لا تشبع، دائمًا ما تطلب المزيد، اعتدت على الأمر ولم تعد يداي ترتعش، قبل ذلك كانت يداي تعشق الماء، عملت غاسل للصحون، الآن غيرت دينها تركت الماء واتجهت نحو التراب - حفار قبور - يزّرق وجه البعض حين أخبرهم بما أفعله بل ويرفض بعضهم السلام باليد لأن يديّ تجلب الفأل السيء على حد زعمهم، يهربون رعباً مني يا محمد. لا يحزنني ذلك أبداً، ما يحزنني حقًا أن أزرع وردة فوق جسدٍ ميت. من ضمن كوابيسي أني رأيتُ أنَّ لا يد لي وحين سألت عن تفسير ذلك أخبروني بأن من رأى أنه ليس له يد فإنه عاشق ! وهل يعشق حفار القبور وإنْ حدث ذلك فمن هي المجنونة التي ستسلم روحها لمن سيحفر قبراً لها.


كلهم يهربون بعدما يعرفون حقيقتي
كلهم بلا استثناء، دائماً البداية سؤال
من أنتِ يا مريم ؟



على الهامش:
و بين الأغنية والقصيدة
هكذا نلتقي .
أنا، ومريم مع أشباحها، وأنتم


"صغيرتي أنا لم أقل شيئاً،
لم أقل وأبداً أبداً لن أقول
فحرصي عليكِ كحرص نفسى
على الحياة لكي تطول
فأنت في أعماق ذاتي، سر أسرار حياتي
فدعيهم يا حياتي، يا حياتي دعيهم
يفكرون، يتساءلون، يتخيلون
ولا تخافي واهدئي، واهدئي، يا صغيرتي
لا تبالي إنني، إنني يا حبيبتي
أُخفي هواكي عن العيون، فكيف مني يعرفون
حبيبتي أنا من تكون"







 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





رد مع اقتباس
قديم 10-27-2021, 01:26 PM   #68


الصورة الرمزية عقل ال عياش
عقل ال عياش غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 375
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 أخر زيارة : 01-07-2022 (02:35 PM)
 المشاركات : 6,141 [ + ]
 التقييم :  19830
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



سافرت بك , ياترى ما المسافات التي امامي وخلفي , متى اصل عينيك سأذرع اللانهاية


 

رد مع اقتباس
قديم 10-27-2021, 02:00 PM   #69


الصورة الرمزية زائرُ الفَجر
زائرُ الفَجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 06-24-2024 (11:22 AM)
 المشاركات : 25,969 [ + ]
 التقييم :  199959
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



منفيٌ هذا الرأس
لا يملكُ القدرة على البوح


 
 توقيع : زائرُ الفَجر



رد مع اقتباس
قديم 10-27-2021, 02:33 PM   #70


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 27,943 [ + ]
 التقييم :  126278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين



اعذروني يا أهل المدائن إن طال الحديث، وكثرت السطور، أتمنى أن تكون لديكم الجلادة على القراءة.
سأظل هنا مثل الكلمات الحارة والراعشة التي تسحر الروح، مثل الألحان المجهولة التي لم ينشدها أحد، الخفيفة كما الرّيح، والقديمة بقدم العالم.
أُقارِنُ بين لون عينيَّ الواسعتين المفتوحتين ولون الشجر الحزين والعميق، شعري المتموج تحت وهج الأضواء هو كالمرآة العاكسة لأشعة الشّمس، وجبهةُ كلماتي قُدّت من لوح جميل من مرمرِ صِدق، وحاجبيّ حروفي أشدّ سواداً من جناح الغراب يروي الحقيقة على لسان مريم وأوهاماً على لسان الأشباح، فقط .. كونوا لي مظلة !
قلب كبير وفراشات


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 0 والزوار 49)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منفى محمد علي هادي مدخلي قناديـلُ الحكايــــا 26 08-05-2021 12:52 PM
منفى الروح غرياف سحرُ المدائن 36 06-14-2021 03:03 AM

Bookmark and Share


الساعة الآن 06:43 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas