» يومٌ من عمري « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-14-2024, 09:13 AM | #41 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الإلفة
معنى الأُلْفَة لغةً واصطلاحًا معنى الأُلْفَة لغةً: (الإِلْفُ بالكسر: الأَلِيفُ، وجمع الأَلِيف: أَلَائِفُ، كتَبِيعٍ وتَبَائِع، والأُلَّافُ: جمع آلِفٍ، وفلانٌ قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إِلْفًا -بالكسر أيضًا-، وآلَفَهُ إيَّاه غيره، ويُقَالُ –أيضًا-: آلَفْتُ الموضع أُولِفُهُ إِيلَافًا، وآلَفْتُ الموضع أُؤَالِفُهُ مُؤَالَفَة) . وقال أبو عُبَيْدٍ: (أَلِفْتُ الشَّيء وآلَفْتُه -بمعنًى واحدٍ-: لَزِمْتُهُ، فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ ... وقال أَبو زيدٍ: أَلِفْتُ الشَّيء وأَلِفْتُ فُلَانًا إِذَا أَنِسْتَ بِهِ، وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفًا إذا جَمَعْتَ بَيْنَهُمْ بعد تَفَرُّقٍ) . معنى الأُلْفَة اصطلاحًا: الأُلْفَة: اتِّفاق الآراء في المعاونة على تدبير المعاش . وقال الرَّاغب: (الإلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة) التَّرغيب والحثُّ على الأُلْفَة مِن القرآن الكريم: - قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ[آل عمران: 103]. قال الرَّاغب الأصفهاني: (قوله: (وَلَا تَفَرَّقُوا) حثٌ على الأُلْفَة والاجتماع، الذي هو نظام الإيمان واستقامة أمور العالم، وقد فضَّل المحبَّة والأُلْفَة على الإِنصاف والعدالة، لأنَّه يحُتاج إلى الإِنصاف حيث تفقد المحبَّة. ولصدق محبَّة الأب للابن صار مؤتمنًا على ماله، والأُلْفَة أحد ما شرَّف الله به الشَّريعة سيَّما شريعة الإِسلام) . - وقال تعالى: وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[آل عمران: 103]. قال الزَّمخشريُّ: (كانوا في الجاهليَّة بينهم الإحَن والعداوات والحروب المتواصلة، فألَّف الله بين قلوبهم بالإسلام، وقذف فيها المحبَّة، فتحابوا وتوافقوا وصاروا إخوانًا متراحمين متناصحين مجتمعين على أمرٍ واحد، قد نظم بينهم وأزال الاختلاف، وهو الأخوَّة في الله) . وقال السُّيوطي: (إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالإسلام فآخى به بينكم وألف به بينكم، أما والله الذي لا إله إلَّا هو إنَّ الأُلْفَة لرحمة وإنَّ الفُرْقَة لعذاب) . - وقال سبحانه: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[الأنفال: 62-63]. قوله:وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ (فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوَّتهم بسبب اجتماعهم، ولم يكن هذا بسعي أحد، ولا بقوَّة غير قوَّة الله، فلو أنفقت ما في الأرض جميعًا مِن ذهب وفضَّة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النُّفرة والفُرقة الشَّديدة، مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لأنَّه لا يقدر على تقليب القلوب إلَّا الله تعالى ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ومِن عزَّته أن ألَّف بين قلوبهم، وجمعها بعد الفرقة) . وقال القرطبي: في قوله تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج. وكان تألُّف القلوب مع العصبيَّة الشَّديدة في العرب مِن آيات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأنَّ أحدهم كان يُلْطَم اللَّطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها. وكانوا أشدَّ خَلْق الله حميَّة، فألَّف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرَّجل أباه وأخاه بسبب الدِّين. وقيل: أراد التَّأليف بين المهاجرين والأنصار. والمعنى متقارب) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-14-2024, 09:19 AM | #42 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الألفة
التَّرغيب والحثُّ على الأُلْفَة مِن السُّنَّة النَّبويَّة: إنَّ الدِّين الإسلامي دين الأُلْفَة والتَّوادد والتَّعارف، يحثُّ أتباعه على الأُلْفَة والمحبَّة، قال صلى الله عليه وسلم: - ((إنَّ أحبكم إليَّ أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويُؤلفون، وإنَّ أبغضكم إليَّ المشَّاءون بالنَّمِيمَة، المفرِّقون بين الأحبَّة، الملتمسون للبرآء العنت، العيب)). - وعن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: ((لمَّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في النَّاس في المؤلَّفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنَّهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب النَّاس، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضُلَّالًّا فهداكم الله بي وكنتم متفرِّقين فألَّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَن. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: كلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَن. قال: لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب النَّاس بالشَّاة والبعير، وتذهبون بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرءًا مِن الأنصار ولو سلك النَّاس واديَّا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والنَّاس دثار، إنَّكم ستَلْقَون بعدي أَثَرَة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)). وهذا مِن أكبر نعم الله في بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ألَّف به بين قوم قويت بينهم العصبيَّات، وينبغي أن يكون شأن المسلم هكذا: يؤلِّف بين المتفرِّقين ويأتلف حوله المحبون . - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف، وخير النَّاس أنفعهم للنَّاس . قال المناوي في شرح قوله: ((المؤمن يأْلَف)) قال: (لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه. وفي رواية: (إلْفٌ مَأْلُوفٌ)، والإلْف: اللَّازم للشَّيء، فالمؤمن يأْلَف الخير، وأهله ويألفونه بمناسبة الإيمان، قال الطَّيبي: وقوله: (المؤمن إلْفٌ) يحتمل كونه مصدرًا على سبيل المبالغة، كرجل عدل، أو اسم كان، أي: يكون مكان الأُلْفَة ومنتهاها، ومنه إنشاؤها وإليه مرجعها، ((ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف)) لضعف إيمانه، وعُسْر أخلاقه، وسوء طباعه. والأُلْفَة سببٌ للاعتصام بالله وبحبله، وبه يحصل الإجماع بين المسلمين وبضِدِّه تحصل النُّفْرة بينهم، وإنَّما تحصل الأُلْفَة بتوفيقٍ إلهي ... ومِن التَّآلف: ترك المداعاة والاعتذار عند توهُّم شيء في النَّفس وتَرْك الجدال والمراء وكثرة المزاح) . قال الماورديُّ: (بيَّن به أن الإنسان لا يُصْلِح حاله إلَّا الأُلْفَة الجامعة؛ فإنَّه مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة، فإذا لم يكن ألفًا مألوفًا تختطفه أيدي حاسديه، وتحكَّم فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة ولم تَصْفُ له مدَّة، وإذا كان ألفًا مألوفًا انتصر بالأُلْف على أعاديه، وامتنع بهم مِن حسَّاده فسلمت نعمته منهم، وصفت مودَّته بينهم، وإن كان صفو الزَّمان كدرًا ويُسْرُه عسرًا وسلمه خطر) . قال الرَّاغب الأصفهاني: (ولذلك حثَّنا على الاجتماعات في الجماعات والجمعات، لكون ذلك سببًا للأُلْفَة، بل لذلك عظَّم الله تعالى المنَّة على المؤمنين بإيقاع الأُلْفَة بين المؤمنين ... وليس ذلك في الإنسان فقط، بل لولا أنَّ الله تعالى ألَّف بين الأركان المتضادة، لما استقام العالم، ولذلك قال عليه -السَّلام-: ((بالعدل قامت السَّماوات والأرض)) الألفة الإسلام . ، ومتى تصوَّر هذه الجملة، عَلِم أنَّ الآية في نهاية الذَّم) . - وعن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيار أئمتكم: الذين تحبُّونهم ويحبُّونكم، ويصلُّون عليكم وتصلُّون عليهم، وشرار أئمتكم: الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)) . إنَّ خيار النَّاس في نظر الشَّرع هم الذين يأْلَفون ويُؤْلَفون، وخاصَّة حين يكونون في منصب أو مسؤوليَّة، إذ قد ينزلقون إلى صورٍ مِن الغلظة والجفوة حين يكونون مطلوبين لا طالبين . - وقال صلى الله عليه وسلم: ((النَّاس معادن كمعادن الفضَّة والذَّهب، خيارهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)) . قال القاري: (التَّعارف جريان المعرفة بين اثنين والتَّناكر ضِدُّه، أي: فما تعرَّف بعضها مِن بعض قبل حلولها في الأبدان ((ائتلف))... أي: حصل بينهما الأُلْفَة والرَّأفة حال اجتماعهما بالأجساد في الدُّنْيا، ((وما تناكر منها)) أي: في عالم الأرواح ((اختلف)) أي: في عالم الأشباح، والإفراد والتَّذكير في الفعلين باعتبار لفظ ما، والمراد منه بطريق الإجمال -والله أعلم بحقيقة الحال- أنَّ الأرواح البشريَّة التي هي النُّفوس النَّاطقة مجبولة على مراتب مختلفة وشواكل متباينة، وكلُّ ما شاكل منها في عالم الأمر في شاكلته تعارفت في عالم الخَلْق وائتلفت واجتمعت، وكلُّ ما كان على غير ذلك في عالم الأمر تناكرت في عالم الخَلْق فاختلفت وافترقت، فالمراد بالتَّعارف ما بينهما مِن التَّناسب والتَّشابه، وبالتَّناكر ما بينهما مِن التَّنافر والتَّباين، فتارة على وجه الكمال وتارة على وجه النُّقصان، إذ قد يوجد كلٌّ مِن التَّعارف والتَّناكر بأدنى مشاكلة بينهما، إمَّا ظاهرًا وإمَّا باطنًا، وبحقيقة يطول وتخاف مِن إعراض الملول واعتراض الفضول) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-14-2024, 09:20 AM | #43 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الإلفة
أقوال السَّلف والعلماء في الأُلْفَة - عن مجاهد قال: رأى ابن عبَّاس رجلًا فقال: (إنَّ هذا ليحبُّني. قالوا: وما علمك؟ قال: إنِّي لأحبُّه، والأرواح جنودٌ مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) . - وعن الأوزاعيِّ قال: كتب إليَّ قتادة: إن يكن الدَّهر فرَّق بيننا فإنَّ أُلْفَة الله الَّذي ألَّف بين المسلمين قريب . - وعنه -أيضًا- قال: (سمعت بلال بن سعد بن تميم، يقول: أخٌ لك كلَّما لقيك ذكَّرك بحظِّك مِن الله، خيرٌ لك مِن أخٍ كلَّما لقيك وضع في كفِّك دينارًا) . - وقال يونس الصَّدفي: (ما رأيت أعقل مِن الشَّافعي، ناظرته يومًا في مسألة، ثمَّ افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثمَّ قال: يا أبا موسى، ألَا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتَّفق في مسألة) . - وقال السُّلمي: (وأصل التَّآلف هو بغض الدُّنْيا والإعراض عنها، فهي التي توقع المخالفة بين الإخوان) . - وقال الماورديُّ: (الإنسان مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة. فإذا لم يكن آلفًا مألوفًا تخطَّفته أيدي حاسديه، وتحكَّمت فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة، ولم تَصْفُ له مُدَّة. فإذا كان آلفًا مألوفًا انتصر بالأُلْفَة على أعاديه، وامتنع مِن حاسديه، فسَلِمت نعمته منهم، وصَفَت مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفو الزَّمان عُسْرًا، وسِلمُه خَطَرًا) . - وقال الْغَزالِي (الأُلْفَة ثَمَرَة حُسْن الخُلُق والتَّفرق ثَمَرَة سوء الخُلُق، فَحُسْن الخُلُق يُوجب التَّحبُّب والتَّآلف والتَّوافق وسُوء الخُلُق يُثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّناكر) . - وقال أبو حاتم: (سبب ائتلاف النَّاس وافتراقهم بعد القضاء السَّابق هو: تعارف الرُّوحين وتناكر الرُّوحين فإذا تعارف الرُّوحان وُجِدَت الأُلْفَة بين نفسيهما، وإذا تناكر الرُّوحان وُجِدَت الفُرْقَة بين جسميهما) . - وقال أيضًا: (إنَّ مِن النَّاس مَن إذا رآه المرء يُعْجَب به فإذا ازداد به علمًا ازداد به عجبًا ومنهم مَن يبغضه حين يراه، ثمَّ لا يزداد به علمًا إلَّا ازداد له مقتًا فاتِّفاقهما يكون باتِّفاق الرُّوحين قديمًا) . - وقال ابن تيمية: (إنَّ السَّلف كانوا يختلفون في المسائل الفرعيَّة، مع بقاء الأُلْفَة والعصمة وصلاح ذات البين) . - وقال الأبشيهي: (التَّآلف سبب القوَّة، والقوَّة سبب التَّقوى، والتَّقوى حصنٌ منيع وركن شديد بها يُمْنَع الضَّيم، وتُنَال الرَّغائب وتنجع المقاصد) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-14-2024, 09:24 AM | #44 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الإلفة
فوائد الأُلْفَة 1- قيام الأُلْفَة بين المؤمنين مِن أسباب النَّصر والتَّمكين. 2- أنَّ الأُلْفَة تجمع شمل الأمَّة وتمنع ذلَّهم. 3- الأُلْفَة سببٌ للاعتصام بالله وبحبله. 4- بسبب الأُلْفَة يحصل الإجماع بين المسلمين. 5- (ألفة الصَّالحين بشارة. 6- تحقق الاجتماع على الخير. 7- دليل البراءة مِن النِّفاق. 8- دليل وجود الخير فيمن يأْلَف ويُؤْلَف. 9- محبَّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. 10- تحقُّق التَّماسك الاجتماعي، وتُشيع روح المودَّة بين المسلمين. 11- داعية إلى التَّناصر وسلامة المجتمع المسلم. 12- توفِّر جوًا اجتماعيًا سليمًا لنمو الإنسان المسلم نموًّا سليمًا في إطار مبادئ الإسلام. 13- داعية إلى التَّوحد الاجتماعي ونبذ أسباب الفُرْقة والمعاداة. 14- تُشيع التَّعاون بين المسلمين، وفي ذلك مدعاة لرضا الله تعالى ثمَّ رضا النَّاس) أسباب الأُلْفَة هناك أسبابٌ كثيرةٌ تؤدِّي إلى الأُلْفَة والمحبَّة، منها مواقف جادَّة وأفعال تثبت وتقوِّي الأُلْفَة في المجتمع المسلم فمنها: 1- التَّعارف ومعاشرة النَّاس: قال صلى الله عليه وسلم: ((الأرواح جنودٌ مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)). 2- التَّواضع: إنَّ (خفض الجنَاح ولين الكَلِمَة وتَرْك الإغلاظ مِن أَسبَاب الأُلْفَة واجتماع الكَلِمَة وانتظام الأَمر ولهذا قيل: مَن لانت كلمته وجبت محبَّته وحَسُنَت أُحدُوثته، وظمئت الْقُلُوب إلى لقائه وتنافست في مودته) . قال ابن عثيمين: (وظيفة المسلم مع إخوانه، أن يكون هيِّنًا ليِّنًا بالقول وبالفعل؛ لأنَّ هذا ممَّا يوجب المودَّة والأُلْفَة بين النَّاس، وهذه الأُلْفَة والمودَّة أمرٌ مطلوبٌ للشَّرع، ولهذا نهى النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- عن كلِّ ما يوجب العداوة والبغضاء) . 3- إفشاء السَّلام: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام)). (قال الإمام الرَّازي: الحكمة في طلب السَّلام عند التَّلاقي والمكاتبة دون غيرهما: أنَّ تحيَّة السَّلام طُلِبت عند ما ذكر لأنَّها أوَّل أسباب الأُلْفَة والسَّلامة التي تضمنها السَّلام هي أقصى الأماني فتنبسط النَّفس -عند الاطلاع عليه- أيَّ بسطٍ وتتفاءلٍ به أحسن فأل) . قال ابن عثيمين: (فهذه الحقوق التي بيَّنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّها إذا قام بها النَّاس بعضهم مع بعض، حَصُل بذلك الأُلْفَة والمودَّة، وزال ما في القلوب والنُّفوس مِن الضَّغائن والأحقاد) . 4- الكلام اللَّين: فالكلام اللَّين والطَّيب مِن الأسباب التي تؤلِّف بين القلوب، قال تعالى: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيطان يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيطان كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا[الإسراء: 53]. 5- التَّعفُّف عن سؤال النَّاس: قال صلى الله عليه وسلم: ((وازهد فيما في أيدي النَّاس يحبُّك النَّاس)). (السَّعي في مصالح النَّاس وقضاء حاجاتهم: قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن حفر ماءً لم تشرب منه كبد حرَّى مِن جنٍّ ولا إنسٍ ولا طائرٍ إلَّا آجره الله يوم القيامة)). 6- السَّعي للإصلاح بين النَّاس: قال تعالى: فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ[الأنفال: 1]. 7- الاهتمام بأمور المسلمين والإحساس بقضاياهم: قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر)). 8- زيارة المسلم وعيادته إذا مرض: فزيارة المسلم لأخيه المسلم تبعث على الحبِّ والإخاء، ولا سيَّما عند المرض، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوَّأت مِن الجنَّة منزلًا)). 9- التَّهادي: لا شك أن تقديم الهديَّة يزيد مِن الأُلْفَة والمحبَّة والتَّقارب بين المهدي والمُهْدَى إليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((تهادوا تحابُّوا)). وقد حسر الماورديُّ أسباب الأُلْفَة على خمسة أسباب رئيسية: وهي: الدِّين والنَّسب والمصاهرة والمودَّة والبرُّ، قال: 1- (فأمَّا الدِّين: وهو الأوَّل مِن أسباب الأُلْفَة؛ فلأنَّه يبعث على التَّناصر، ويمنع مَن التَّقاطع والتَّدابر. وبمثل ذلك وصَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فروى سفيان عن الزُّهري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا لا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)). وهذا وإن كان اجتماعهم في الدِّين يقتضيه فهو على وجه التَّحذير مِن تذكُّر تراث الجاهليَّة وإحَن الضَّلالة. فقد بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب أشدُّ تقاطعًا وتعاديًا، وأكثر اختلافًا وتماديًا، حتى إنَّ بني الأب الواحد يتفرَّقون أحزابًا فتثير بينهم بالتَّحزب والافتراق أحقاد الأعداء، وإحَن البعداء... 2- وأما النَّسب: وهو الثَّاني مِن أسباب الأُلْفَة؛ فلأن تعاطف الأرحام حميَّة القرابة يبعثان على التَّناصر والأُلْفَة، ويمنعان مِن التَّخاذل والفرقة، أنفة مِن استعلاء الأباعد على الأقارب، وتوقِّيًا مِن تسلُّط الغرباء الأجانب. وقد رُوِي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((إنَّ الرَّحم إذا تماسَّت تعاطفت)). ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-14-2024, 09:27 AM | #45 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الألفة
تابع – أسباب الإلفة 3- وأمَّا المصاهرة: وهي الثَّالث مِن أسباب الأُلْفَة، فلأنَّها استحداث مواصلة، وتمازج مناسبة، صدرا عن رغبةٍ واختيار، وانعقدا على خيرٍ وإيثار، فاجتمع فيها أسباب الأُلْفَة ومواد المظاهرة. قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً[الرُّوم: 21] يعني بالمودَّة المحبَّة، وبالرَّحمة الحنو والشَّفقة، وهما مِن أوكد أسباب الأُلْفَة... 4- وأمَّا المؤاخاة بالمودَّة، وهي الرَّابع مِن أسباب الأُلْفَة؛ لأنَّها تكسب بصادق الميل إخلاصًا ومصافاة، ويحدث بخلوص المصافاة وفاءً ومحاماةً. وهذا أعلى مراتب الأُلْفَة، ولذلك آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه؛ لتزيد ألفتهم، ويقوى تظافرهم وتناصرهم ... 5- وأمَّا البرُّ، وهو الخامس مِن أسباب الأُلْفَة فلأنَّه يوصِّل إلى القلوب ألطافًا، ويثنيها محبَّة وانعطافًا. ولذلك ندب الله تعالى إلى التَّعاون به وقرنه بالتَّقوى له، فقال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة: 2]. لأنَّ في التَّقوى رضى الله تعالى ، وفي البرِّ رضى النَّاس. ومَن جَمَع بين رضى الله تعالى ورضى النَّاس فقد تمَّت سعادته وعمَّت نعمته. وروى الأعمش عن خيثمة عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((جُبِلَت القلوب على حبِّ مَن أحسن إليها، وبغض مَن أساء إليها)) الأُلْفَة في واحة الشِّعر .. قال عليٌّ رضي الله عنه: عليك بإخوان الصفاء فإنَّهم عماد إذا استنجدتهم وظهور وإنَّ قليلًا ألف خلٍّ وصاحب وإنَّ عدوًا واحدًا لكثير الألفة الإسلام . قال أحمد بن محمَّد بن بكر الأبناوي: إنَّ القلوب لأجنادٌ مجنَّدة لله في الأرض بالأهواء تعترف فما تعارف منها فهو مؤتلف وما تناكر منها فهو مختلف الألفة الإسلام . وقال منصور بن محمَّد الكريزي: فما تبصر العينان والقلب آلف ولا القلب والعينان منطبقان ولكن هما روحان تعرض ذي لذى فيعرف هذا ذي فيلتقيان الألفة الإسلام . وقال: محمَّد بن إسحاق بن حبيب الواسطي: تعارف أرواح الرِّجال إذا التقوا فمنهم عدو يُتَّقى وخليل كذاك أمور النَّاس والنَّاس منهم خفيف إذا صاحبته وثقيل الألفة الإسلام . وقال المنتصر بن بلال الأنصاري: يزين الفتى في قومه ويشينه وفي غيرهم أخدانه ومداخله لكلِّ امرئ شكل مِن النَّاس مثله وكلُّ امرئ يهوى إلى مَن يشاكله الألفة الإسلام . وقال محمَّد بن عبد الله بن زنجي البغدادي: إن كنت حُلْتَ، وبي استبدلت مُطَّرحا وُدًّا فلم تأت مكروهًا ولا بدعا فكلُّ طير إلى الأشكال موقعها والفرع يجري إلى الأعراق منتزعا |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-14-2024, 09:44 AM | #46 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الاصلاح )
وسوف أتناول من خلاله المحاور التالية أوَّلًا: معنى الإصلاحِ لغةً واصطِلاحًا ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الإصلاحِ وغيرِه من الصفاتِ ثالثًا: التَّرغيبُ في الإصلاحِ رابعًا: فوائِدُ الإصلاحِ خامسًا: أقسامُ الإصلاحِ سادسًا: دَرجاتُ الإصلاحِ سابعًا: مظاهِرُ وصُورُ الإصلاحِ ثامنًا: موانِعُ الإصلاحِ تاسعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على الإصلاحِ عاشرًا: نماذِجُ مِن الإصلاحِ حادِيَ عشَرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ الإصلاحِ ثانِي عشَرَ: مسائِلُ مُتفرِّقةٌ ثالِثَ عشَرَ: الإصلاحُ في واحةِ الأدبِ |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-15-2024, 01:50 AM | #47 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
الإصلاح
الاختلاف بين الناس أمر واقع ومن سجايا البشر، وذلك لاختلاف أخلاقهم وطبائعهم، ولتنافسهم في حظوظ الدنيا من المال والشرف وغيرهما، قال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}(هود: 119:118)، قال ابن كثير: "أي: ولا يزال الخُلْفُ (الاختلاف) بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم". لكن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى التشاحن والتقاطع والخصومة. والكثير من الخلافات والمشكلات التي تقع بين المسلم وأخيه، والزوج وزوجته، والصاحب وصاحبه، ترجع إلى أمور وظنون يقذفها الشيطان في النفوس، وينساق الناس إليها، فتكون سبباً في وقوع العداوة والشقاق والخصومة بينهم، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: (إن الشيطان قد أيِس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم. قال الطيبي: "أي إيقاع الفتنة والعداوة والخصومة والقتل". وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمُهم فتنة، يجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئاً حتى يجيء أحدُهم فيقول: ما تركته حتى فرقتُ بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نِعمَ أنت) رواه مسلم. قال القاضي عياض: "نِعْم أنتَ": الذى جئت بالطامة والأمر العظيم. وقد يكون معناه: نِعْم أنتَ الذى أغنيت وفعلت رغبتى، أو أنت الحَظىِّ عندى، المقدم من رُسُلى.. أو أنت الشهم والجذل، ونحو هذا. وفيه تعظيم أمر الفراق والطلاق وكثير ضرره وفتنته، وعظيم الإثم فى السعى فيه، لما فيه من قطع ما أمر الله به أن يوصل، وشتات ما جعل الله فيه رحمة ومودة، وهدم بيت بُنى فى الإسلام، وتعريضٌ بالمتخاصمين". والسيرة النبوية فيها الكثير من المواقف والأحاديث الدالة على نهي وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الخصومة، وأمره وحثه صلى الله عليه وسلم على السعى في الإصلاح بين الناس، لما فيه من وَصْلٍ لأرحامٍ قدْ قُطِعت، وتقْوية لأخوة وصُحْبَة قدْ وهَنَت. من خلال هذا الموضوع عن الإصلاح سوف أتناول المحاور التالية : أوَّلًا: معنى الإصلاحِ لغةً واصطِلاحًا ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الإصلاحِ وغيرِه من الصفاتِ ثالثًا: التَّرغيبُ في الإصلاحِ رابعًا: فوائِدُ الإصلاحِ خامسًا: أقسامُ الإصلاحِ سادسًا: دَرجاتُ الإصلاحِ سابعًا: مظاهِرُ وصُورُ الإصلاحِ ثامنًا: موانِعُ الإصلاحِ تاسعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على الإصلاحِ عاشرًا: نماذِجُ مِن الإصلاحِ حادِيَ عشَرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ الإصلاحِ ثانِي عشَرَ: مسائِلُ مُتفرِّقةٌ ثالِثَ عشَرَ: الإصلاحُ في واحةِ الأدبِ ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-15-2024, 01:53 AM | #48 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع الإصلاح
معنى الإصلاحِ لغةً واصطِلاحًا الإصلاحُ لغةً: الإصلاحُ: مصدَرُ أصلَح؛ يُقالُ: صلَح يصلُحُ ويَصلَحُ صلاحًا وصُلوحًا. والصَّلاحُ: ضدُّ الفسادِ، والإصلاحُ نقيضُ الإفسادِ، وهو يدُلُّ على إزالةِ الفسادِ. وأصلَح الدَّابَّةَ: أحسَن إليها فصلَحَت. وأصلَح الشَّيءَ بَعدَ فسادِه: أقامه. وأصلَح ما بَينَهم وصالَحهم مُصالَحةً . الإصلاحُ اصطِلاحًا: هو التَّغييرُ إلى استِقامةِ الحالِ . أو: هو إزالةُ الخَللِ والفسادِ الطارِئِ على الشَّيءِ . ومنه: الإصلاحُ بَينَ النَّاسِ، أي: إزالةُ ما كان بَينَهم مِن عَداوةٍ وشِقاقٍ . الفَرقُ بَينَ الإصلاحِ وغيرِه من الصفاتِ الفَرقُ بَينَ الصُّلحِ والإصلاحِ: الصُّلحُ بمعنى المُصالَحةِ، وهو خِلافُ المُخاصَمةِ، وهو عَقدٌ وُضِع لرَفعِ المُنازَعةِ بالتَّراضي، فبذلك يظهَرُ أنَّ الصُّلحَ يختصُّ بإزالةِ النِّفارِ بَينَ النَّاسِ، وعلى هذا فإنَّ الصُّلحَ إحدى ثمراتِ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، وكذلك فإنَّ الإصلاحَ أعَمُّ وأشمَلُ مِن الصُّلحِ . الفَرقُ بَينَ الصَّلاحِ والإصلاحِ: الصَّلاحُ: هو القيامُ بحَقِّ اللهِ، وبحَقِّ عِبادِه؛ فالصَّالحُ هو الذي يقومُ بحُقوقِ اللهِ، بأداءِ فرائِضِه، وتَركِ محارِمِه، ويؤدِّي حَقَّ العبادِ، كأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الأرحامِ، والعَدلِ بَينَ النَّاسِ، وبَذلِ السَّلامِ، وعيادةِ المريضِ، ورعايةِ حَقِّ الجارِ، ونحوِ ذلك. أمَّا الإصلاحُ فهو وَصفٌ زائدٌ على الصَّلاحِ؛ فهو العَمَلُ على إصلاحِ النَّاسِ، وتوجيهِهم وإرشادِهم، وأمرِهم بالمعروفِ، ونَهْيِهم عن المنكَرِ ، والأخذِ على يَدِ السَّفيهِ، ونحوِ ذلك، وليس كلُّ صالحٍ مُصلِحًا؛ فإنَّ من الصَّالحينَ مَن هَمُّه هَمُّ نَفسِه، ولا يهتَمُّ بغيرِه. وتمامُ الصَّلاحِ بالإصلاحِ . الترغيب في الإصلاح أ- مِن القرآنِ الكريمِ ورَد الإصلاحُ في القرآنِ الكريمِ في مواضِعَ مُتعدِّدةٍ بمعانٍ مُختلِفةٍ؛ كإصلاحِ عقائِدِ النَّاسِ، وإصلاحِ أخلاقِهم، وبهما تصلَحُ دُنيا النَّاسِ وآخِرتُهم، كما دعا القرآنُ الكريمُ إلى الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، وحثَّ على إزالةِ أسبابِ العَداواتِ، وأثنى سبحانَه على المُصلِحينَ؛ ومِن ذلك: 1- قال تعالى: وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف: 142] . قال الزَّمَخشَريُّ: (وأَصْلِحْ: وكُنْ مُصلِحًا، أو أصلِحْ ما يجِبُ أن يُصلَحَ مِن أمورِ بَني إسرائيلَ، ومَن دعاك منهم إلى الإفسادِ فلا تتَّبِعْه ولا تُطِعْه) . قال الطَّبريُّ: (وأَصْلِحْ يقولُ: وأصلِحْهم بحَملِك إيَّاهم على طاعةِ اللهِ وعِبادتِه) . وقال ابنُ كثيرٍ: (أوصاه بالإصلاحِ وعَدمِ الإفسادِ، وهذا تنبيهٌ وتذكيرٌ، وإلَّا فهارونُ عليه السَّلامُ نبيٌّ شريفٌ كريمٌ على اللهِ، له وَجاهةٌ وجلالةٌ، صَلَواتُ اللهِ وسلامُه عليه، وعلى سائِر الأنبياءِ) . 2- قال تعالى حكايةً عن صالِحٍ عليه السَّلامُ: وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ [الشعراء: 151-152] ، قال الطَّبريُّ: (يقولُ: الذين يسعَونَ في أرضِ اللهِ بمعاصيه، ولا يُصلِحونَ، يقولُ: ولا يُصلِحونَ أنفُسَهم بالعَملِ بطاعةِ اللهِ) . 3- وقال تعالى -واعِدًا المُصلِحينَ بالأجرِ-: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف: 170] . قال السَّعديُّ: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ في أقوالِهم وأعمالِهم ونيَّاتِهم، مُصلحينَ لأنفُسِهم ولغَيرِهم) . 4- وقال تعالى في الحثِّ على الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114] . قال القُرطُبيُّ: (قولُه تعالى: أو إصلاحٍ بَينَ النَّاسِ عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ، وفي كُلِّ شيءٍ يقعُ التَّداعي والاختِلافُ فيه بَينَ المُسلِمينَ، وفي كُلِّ كلامٍ يُرادُ به وَجهُ اللهِ تعالى) . 5- وقال تعالى آمِرًا بإصلاحِ ذاتِ البَينِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَه إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الأنفال: 1] . و(ذاتُ البَينِ: هي صاحِبةُ البَينِ، والبَينُ في كلامِ العربِ يأتي على وَجهَينِ مُتضادَّينِ: فيأتي بمعنى الفُرقةِ، ويأتي بمعنى الوَصلِ. وإصلاحُ ذاتِ البَينِ على المعنى الأوَّلِ يكونُ بمعنى إصلاحِ صاحِبةِ الفُرقةِ بَينَ المُسلِمينَ، وإصلاحُها يكونُ بإزالةِ أسبابِ الخِصامِ، أو بالتَّسامُحِ والعَفوِ، أو بالتَّراضي على وَجهٍ مِن الوُجوهِ، وبهذا الإصلاحِ يذهَبُ البَينُ، وتنحلُّ عُقدةُ الفُرقةِ. أمَّا إصلاحُ ذاتِ البَينِ على المعنى الثَّاني فيكونُ بمعنى إصلاحِ صاحِبةِ الوَصلِ والتَّحابُبِ والتَّآلُفِ بَينَ المُسلِمينَ، وإصلاحُها يكونُ برأبِ ما تصدَّع منها، وإزالةِ الفسادِ الذي دبَّ إليها بسببِ الخِصامِ والتَّنازُعِ على أمرٍ مِن أمورِ الدُّنيا، واللهُ تبارَك وتعالى أمَر المُؤمِنينَ بأن يُصلِحوا ذاتَ بَينِهم ويُطيعوا اللهَ ورسولَه إن كانوا مُؤمِنينَ حقًّا، فمِن صفاتِ المُؤمِنينَ المُتَّقينَ أنَّهم يُصلِحونَ ذاتَ بَينِهم، فإذا نشأ بَينَهم وبَينَ إخوانٍ لهم خصامٌ على أمرٍ مِن أمورِ الدُّنيا أسرَعوا إلى إصلاحِه بأنفُسِهم، ولو لم يتدخَّلْ بَينَهم وبَينَ إخوانِهم وُسَطاءُ) . 6- قال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفيْءَ إِلىَ أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 9-10] . قال الطَّبريُّ: (فأصلِحوا أيُّها المُؤمِنونَ بَينَهما بالدُّعاءِ إلى حُكمِ كتابِ اللهِ، والرِّضا بما فيه لهما وعليهما، وذلك هو الإصلاحُ بَينَهما بالعدلِ) . 7- قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى: 40] . قال السَّمْعانيُّ: (قولُه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ يعني: عفا عن الظَّالِمِ وأصلَح الأمرَ بَينَه وبَينَه فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ أي: ثوابُه على اللهِ) . ب- من السُّنَّةِ النبويةِ 1- عن أمِّ كُلثومٍ بنتِ عُقبةَ رضِي اللهُ عنها: أنَّها سمعَت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((ليس الكذَّابُ الذي يُصلِحُ بَينَ النَّاسِ، فيَنْمي خَيرًا، أو يقولُ خيرًا)) . ((ليس الكذَّابُ)) أي: إثمُ الكذبِ، مِن قَبيلِ ذِكرِ الملزومِ وإرادةِ اللَّازمِ، أو معناه: ليس بكثيرِ الكذبِ (الذي يُصلِحُ بَينَ النَّاسِ)، أي يكذِبُ للإصلاحِ بَينَ المُتباغِضين؛ لأنَّ هذا الكذبَ يُؤدِّي إلى الخيرِ، وهو قليلٌ أيضًا . قال الخطَّابيُّ: (فيه: الرُّخصةُ لأن يقولَ في الإصلاحِ بَينَ المُسلِمينَ ما لم يَسمَعْه مِن الذِّكرِ الجميلِ، والقولِ الحَسنِ؛ ليستلَّ به مِن قلبِ أخيه السَّخيمةَ، والدَّلالةُ على أنَّه ليس فيه بكاذِبٍ، ولا آثِمٍ) . وقال ابنُ شِهابٍ: (ولم أسمَعْ يُرخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ، إلَّا في ثلاثٍ: الحَربُ، والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ، وحديثُ الرَّجلِ امرأتَه، وحديثُ المرأةِ زَوجَها) . وقولُه: (والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ) بأن يقولَ لزيدٍ مَثلًا: رأَيتُ عَمرًا -يعني عدوَّه- يُحبُّك ويُثني عليك خيرًا ممَّا لم يكنْ؛ ليُصلِحَ بَينَهما ويُذهِبَ الشَّنَآنَ . 2- عن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كُلُّ سُلامى مِن النَّاسِ عليه صَدقةٌ كُلَّ يومٍ تطلُعُ فيه الشَّمسُ قال: تعدِلُ بَينَ الاثنَينِ صَدقةٌ، وتُعينُ الرَّجلَ في دابَّتِه فتحمِلُه عليها، أو ترفَعُ له عليها متاعَه صَدقةٌ)) . قال العِراقيُّ: (قولُه: «تعدِلُ بَينَ اثنَينِ» يحتمِلُ أن يُرادَ به العَدلُ في الأحكامِ مِن القُضاةِ والأمراءِ، ويحتمِلُ أن يُرادَ به الإصلاحُ بَينَ النَّاسِ وإن كان مِن غَيرِ مَن له وِلايةٌ على ذلك ولا تسليطٌ، وهو الظَّاهِرُ؛ لأنَّ عَدلَ القُضاةِ والأمراءِ واجِبٌ لا تطوُّعٌ، وقد أدخَله البُخاريُّ في صحيحِه في بابِ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ، وإن أُريد حَملُه على الواجِبِ حقيقةً فيُحمَلُ على عَدلِ الحُكَّامِ) . 3- عن أبي الدَّرداءِ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا أُخبِرُكم بأفضَلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ؟، قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: إصلاحُ ذاتِ البَينِ، وفسادُ ذاتِ البَينِ الحالِقةُ)) . (أي: إصلاحُ أحوالِ البَينِ حتَّى تكونَ أحوالُكم أحوالَ صحَّةٍ وأُلفةٍ، أو هو إصلاحُ الفسادِ والفِتنةِ التي بَينَ القومِ، وذلك لِما فيه مِن عُمومِ المنافِعِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ مِن التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ والأُلفةِ والاجتِماعِ على الخيرِ، حتَّى أُبيح فيه الكذبُ، ولكثرةِ ما يندفِعُ مِن المضرَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-15-2024, 01:58 AM | #49 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الاصلاح
الترغيب في الاصلاح ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلماءِ - خطَب عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بالشَّامِ على مِنبَرٍ مِن طينٍ، فحمِد اللهَ عزَّ وجلَّ وأثنى عليه، ثُمَّ تكلَّم بثلاثِ كلماتٍ، فقال: (أيُّها النَّاسُ، أصلِحوا سَرائِرَكم تصلُحْ علانِيَتُكم، واعمَلوا لآخِرتِكم تُكفَوا دُنياكم، واعلَموا أنَّ رجُلًا ليس بَينَه وبَينَ آدَمَ أبٌ لَمُعرِقٌ له في الموتِ، والسَّلامُ عليكم) . - قال ابنُ المُقفَّعِ: (على العاقِلِ أن يُحصيَ على نَفسِه مساويَها في الدِّينِ وفي الرَّأيِ، وفي الأخلاقِ وفي الآدابِ، فيجمَعَ ذلك كُلَّه في صَدرِه أو في كتابٍ، ثُمَّ يُكثِرَ عَرضَه على نَفسِه، ويُكلِّفَها إصلاحَه، ويُوظِّفَ ذلك عليها توظيفًا مِن إصلاحِ الخَلَّةِ والخَلَّتَينِ والخِلالِ في اليومِ أو الجُمعةِ أو الشَّهرِ) . - وقال الأوزاعيُّ: (ما خُطوةٌ أحَبَّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ مِن خُطوةٍ في إصلاحِ ذاتِ البَينِ، ومَن أصلَح بَينَ اثنَينِ كتَب اللهُ له براءةً مِن النَّارِ) . - وقال ابنُ حَزمٍ: (إيَّاك وذَمَّ أحدٍ لا بحَضرتِه ولا في مَغيبِه، فلك في إصلاحِ نَفسِك شُغلٌ) . - وقال ابنُ عبدِ البَرِّ في تفضيلِ الكلامِ على الصَّمتِ إن كان بالإصلاحِ: (الكلامُ بالخيرِ مِن ذِكرِ اللهِ، وتلاوةِ القرآنِ وأعمالِ البِرِّ: أفضَلُ مِن الصَّمتِ، وكذلك القولُ بالحقِّ كُلُّه، والإصلاحُ بَينَ النَّاسِ وما كان مِثلَه) . -وقال أبو الوفاءِ بنُ عقيلٍ: (وأفضَلُ مِن الصَّمتِ إجراءُ الألسِنةِ بما فيه النَّفعُ لغَيرِه، والانتفاعُ لنَفسِه، مِثلُ قراءةِ القرآنِ، وتدريسِ العِلمِ، وذِكرِ اللهِ تعالى، والأمرِ بالمعروفِ، والنَّهيِ عن المُنكَرِ، والإصلاحِ بَينَ النَّاسِ) . - وقال أحمَد شوقي: (الصَّالِحونَ يبنونَ أنفُسَهم، والمُصلِحونَ يبنون الجَماعاتِ) . فوائِدُ الإصلاحِ 1- فيه طاعةٌ للهِ سبحانَه ولرسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. 2- رُجوعُ النَّفسِ إلى الطَّريقِ الصَّوابِ. 3- قَهرُ أهلِ البَغيِ والجَورِ والشُّرورِ والآثامِ. 4- أنَّ الإصلاحَ يُجنِّبُ الأمَمَ الهلاكَ. 5- أنَّ الإصلاحَ مِن أبوابِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ. 6- أنَّ الإصلاحَ بَينَ النَّاسِ ينزِعُ الأحقادَ والكراهيَةَ مِن القُلوبِ . 7- تُخلِّصُ النَّفسَ مِن انحرافِها وخُروجِها مِن دائِرةِ فسادِها. 8- التَّخلُّصُ مِن الفسادِ والمُفسِدينَ، وإزالةُ مُنكَراتِهم وشُرورِهم. 9- بالإصلاحِ بَينَ النَّاسِ تنقلِبُ العَداوةُ صداقةً والبَغضاءُ حُبًّا. 10- الإصلاحُ بَينَ المُتخاصِمينَ يُؤدِّي إلى التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ فيما بَينَهم. 11- الإصلاحُ بَينَ المُتخاصِمينَ يُؤدِّي إلى الأُلفةِ والاجتِماعِ على الخيرِ . أقسامُ الإصلاحِ 1- إصلاحُ النَّفسِ. 2- إصلاحُ الغَيرِ. 3- الإصلاحُ بَينَ النَّاسِ. دَرجاتُ الإصلاحِ الأولى: إصلاحُ النَّفسِ بالمُواظَبةِ على الفرائِضِ وتَركِ المُحرَّماتِ. الثَّانيةُ: إصلاحُ الأهلِ والأقارِبِ. الثَّالثةُ: إصلاحُ جيرانِه. الرَّابعةُ: إصلاحُ أهلِ مَحلَّتِه وأهلِ بَلدِه. الخامسةُ: إصلاحُ المُجاوِرينَ لبَلدِه، ثُمَّ الأقرَبِ منهم، وهكذا . درجاتُ الإصلاحِ بَينَ النَّاسِ: الأولى: الإصلاحُ الفَرديُّ بَينَ اثنَينِ، كصديقَينِ أو أخوَينِ أو أختَينِ. الثَّانيةُ: الإصلاحُ بَينَ قبيلتَينِ أو حِزبَينِ أو جماعتَينِ، وقد يكونُ بَينَ شَعبَينِ أو دولتَينِ. الثَّالثةُ: الجَمعُ بَينَهما، كالإصلاحِ بَينَ الإمامِ والمأمومينَ، والإصلاحِ بَينَ الرَّاعي والرَّعيَّةِ، فيكونُ أحدُ الطَّرفَينِ فردِيًّا والآخَرُ جماعيًّا . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-15-2024, 02:01 AM | #50 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الاصلاح
مظاهِرُ وصُورُ الإصلاحِ مِن مظاهِرِ الإصلاحِ وصُورِه: 1- تخليصُ النَّفسِ مِن آفاتِها وأخطائِها بالتَّوبةِ؛ قال تعالى: فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا [النساء: 16] ، فـ (ذكَر سبحانَه وتعالى معَ التَّوبةِ الإصلاحَ، فقال: فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا، والإصلاحُ هو إصلاحُ النَّفسِ، وصلاحُ العَملِ، وذلك دليلُ التَّوبةِ الصَّادِقةِ، وقد قرَن اللهُ تعالى التَّوبةَ دائِمًا بالعَملِ الصَّالِحِ، ممَّا يدُلُّ على أنَّ العَملَ دليلُ الإقلاعِ؛ لأنَّ النَّفسَ إذا انحرَفَت وأحاطت بها الخطيئةُ لا يكونُ الخُروجُ مِن دائِرتِها بالقولِ فقط، بل بالقولِ والنِّيَّةِ والعَملِ، وإنَّ اللهَ تعالى حينَئذٍ يقبَلُ التَّوبةَ) . 2- بَذلُ النَّصيحةِ للنَّاسِ وشِدَّةُ الحِرصِ عليها؛ قال تعالى: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ [يس: 20] ، (فقولُه: مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ إظهارٌ لعنايةِ هذا الدَّاعي، وشدَّةِ رغبتِه في الإصلاحِ؛ حيثُ لم يُثبِّطْه بُعدُ المسافةِ عن السَّعيِ إليه، والوفاءِ بحقِّه. وقولُه: يَسْعَى تذكِرةٌ لدُعاةِ الإصلاحِ، وإيقاظٌ لهِمَمِهم؛ كي يُنفِقوا في هذه الغايةِ وُسعَهم، ويُسارِعوا إلى النَّصيحةِ جُهدَهم؛ لأنَّ السَّعيَ في لسانِ العربِ بمعنى العَدْوِ والمَشيِ بسُرعةٍ) . 3- الإصلاحُ في بابِ الوصيَّةِ، قال تعالى: فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمَا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة: 182] . قال ابنُ العربيِّ: (الخطابُ بقولِه تعالى: فَمَنْ خَافَ لجميعِ المُسلِمينَ، قيل لهم: إن خِفْتُم مِن موصٍ مَيلًا في الوصيَّةِ، وعُدولًا عن الحقِّ، ووُقوعًا في إثمٍ، ولم يُخرِجْها بالمعروفِ؛ فبادروا إلى السَّعيِ في الإصلاحِ بَينَهم، فإذا وقَع الصُّلحُ سقَط الإثمُ عن المُصلِحِ؛ لأنَّ إصلاحَ الفسادِ فرضٌ على الكِفايةِ، فإذا قام به أحدُهم سقَط عن الباقينَ، وإن لم يفعَلوا أثِم الكُلُّ) . وهذا الإصلاحُ إمَّا في حياةِ الموصي، والمُرادُ به إزالةُ الفسادِ، أو بَعدَ موتِه، ويكونُ الإصلاحُ بإزالةِ الشِّقاقِ؛ لأنَّ الغالِبَ إذا أراد الوَصيُّ أن يُغيِّرَ الوصيَّةَ بَعدَ موتِ الموصي أن يحصُلَ شِقاقٌ بَينَه وبَينَ الوَرَثةِ، أو بَينَه وبَينَ الموصَى له، ومِثالُه قَبلَ موتِ الموصي: أن يستشهِدَ الموصي أو يستكتِبَ شخصًا لوصيَّتِه، فيجِدَ فيها جَورًا، أو معصيةً، فيصلِحَ ذلك؛ ومِثالُه بَعدَ موتِه: أن يطَّلِعَ على وصيَّةٍ له تتضمَّنُ ما ذُكِر فتُصلَحَ؛ مِثالُ ذلك أن يوصي لوارِثٍ، فيطَّلِعَ على ذلك بَعدَ موتِه، فتُصلَحَ الوصيَّةُ إمَّا باستِحلالِ الوارِثِ الرَّشيدِ، وإمَّا بإلغائِها إذا لم يُمكِنْ . فالآيةُ فيها بيانُ فضيلةِ الإصلاحِ؛ ففيه دَرءُ الإثمِ عن الموصي، وإزالةُ العداوةِ والشَّحناءِ بَينَ الموصى إليهم والوَرثةِ . 4- الإصلاحُ بَينَ الزَّوجَينِ. أ- الإصلاحُ في حالِ نُشوزِ الزَّوجِ وإعراضِه عن امرأتِه. قال تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء: 128] أي: وإذا خشِيَت المرأةُ استِعلاءً مِن زَوجِها عليها، ونُفورًا منها، وانصِرافًا عنها، وعَدمَ رغبتِه فيها فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا، أي: فلا حرجَ ولا إثمَ عليهما في أن يتَّفِقا على ما يُصلِحُ الأمورَ بَينَهما؛ فلها أن تُسقِطَ حقَّها أو بعضَه؛ مِن نَفقةٍ أو كِسوةٍ، أو مَبيتٍ، أو غَيرِ ذلك مِن الحُقوقِ عليه، على أن تبقى معَ زَوجِها، وله أن يقبَلَ ذلك منها؛ فلا حرجَ ولا إثمَ عليها في بَذلِها ذلك له، ولا عليه أيضًا في قَبولِه منها وَالصُّلْحُ خَيْرٌ، أي: إنَّ صُلحَهما على تَركِ بعضِ حقِّها للزَّوجِ، وقَبولِ الزَّوجِ بذلك؛ استِدامةً لعَقدِ النِّكاحِ- خيرٌ مِن المُفارَقةِ بالكُلِّيَّةِ . ب- الإصلاحُ بَينَ الزّوجَينِ عندَ حُدوثِ الشِّقاقِ بَينَهما. قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [النساء: 35] ، أي: وإن خِفْتُم -أيُّها الحُكَّامُ- أن يصِلَ النُّفورُ والخِلافُ الواقِعُ بَينَ الزَّوجَينِ إلى حدِّ التَّباعُدِ عن بعضِهما، ووُقوعِ العَداوةِ بَينَهما فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا، أي: فلتُرسِلوا -أيُّها الحُكَّامُ- إلى الزَّوجَينِ حَكَمَينِ؛ رجُلًا مِن أقارِبِ الزَّوجِ، وآخَرَ مِن أقارِبِ الزَّوجةِ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا، أي: إن قصَد الحَكمانِ الإصلاحَ بَينَ الزَّوجَينِ يُوفِّقِ اللهُ تعالى بَينَ الحَكَمَينِ، بأن يُصادِفا الحقَّ، فتلتَقيَ أقوالُهما دونَ حُدوثِ نِزاعٍ بَينَهما، ويُوفِّقِ اللهُ تعالى أيضًا بَينَ الزَّوجَينِ، فيُيَسِّرْ رُجوعَهما إلى المُعاشَرةِ الحَسنةِ بَينَهما إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ذو عِلمٍ بجميعِ الظَّواهِرِ والبواطِنِ، ومِن ذلك: عِلمُه بنيَّةِ الحَكَمَينِ: هل يقصِدانِ الإصلاحَ أو لا، ومِن ذلك أيضًا: شَرعُه لهذه الأحكامِ العظيمةِ، والشَّرائِعِ المُحكَمةِ . 5- الإصلاحُ بَينَ الجماعتَينِ المُسلِمتَينِ تقتَتِلانِ. قال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيْءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات: 9] . قال الطَّاهِرُ بنُ عاشورٍ: (الأمرُ بالإصلاحِ بَينَهما واجِبٌ قَبلَ الشُّروعِ في الاقتِتالِ، وذلك عندَ ظُهورِ بوادِرِه، وهو أَولى مِن انتِظارِ وُقوعِ الاقتِتالِ؛ ليُمكِنَ تدارُكُ الخَطبِ قَبلَ وُقوعِه) . وقال السَّعديُّ: (إذا اقتتَلَت طائِفتانِ مِن المُؤمِنينَ، فإنَّ على غَيرِهم مِن المُؤمِنينَ أن يتلافَوا هذا الشَّرَّ الكبيرَ بالإصلاحِ بَينَهم، والتَّوسُّطِ بذلك على أكمَلِ وَجهٍ يقَعُ به الصُّلحُ، ويسلُكوا الطَّريقَ الموصِلةَ إلى ذلك، فإن صلَحتا فبها ونِعمَت، وإن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيْءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، أي: ترجِعَ إلى ما حدَّ اللهُ ورسولُه مِن فِعلِ الخيرِ وتَركِ الشَّرِّ الذي مِن أعظَمِه الاقتِتالُ، وقولُه فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ هذا أمرٌ بالصُّلحِ وبالعَدلِ في الصُّلحِ، فإنَّ الصُّلحَ قد يُوجَدُ، ولكن لا يكونُ بالعَدلِ، بل بالظُّلمِ والحَيفِ على أحدِ الخَصمَينِ، فهذا ليس هو الصُّلحَ المأمورَ به، فيجِبُ ألَّا يُراعى أحدُهما لقرابةٍ، أو وطنٍ، أو غَيرِ ذلك مِن المقاصِدِ والأغراضِ التي توجِبُ العُدولَ عن العَدلِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، أي: العادِلينَ في حُكمِهم بَينَ النَّاسِ، وفي جميعِ الوِلاياتِ التي تولَّوها، حتَّى إنَّه قد يدخُلُ في ذلك عَدلُ الرَّجلِ في أهلِه وعِيالِه، في أدائِه حُقوقَهم) . 6- الإصلاحُ بَينَ سائِرِ المُؤمِنينَ، وهذا مِن القيامِ بحُقوقِ الأخوَّةِ. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 10] . قال الشَّوكانيُّ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...، المعنى: أنَّهم راجِعونَ إلى أصلٍ واحِدٍ، وهو الإيمانُ...، فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ، يعني: كُلَّ مُسلِمينِ تخاصَما وتقاتَلا، وتخصيصُ الاثنَينِ بالذِّكْرِ لإثباتِ وُجوبِ الإصلاحِ فيما فَوقَهما بطريقِ الأَولى) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد ) | البراء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 352 | 11-17-2024 10:26 PM |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |