قطاف السنابل لـ علي آل طلال

مر وقت طويل وأنا أشهد الحب في حروف الآخرين وأعجز أن أكتبه، فكل ما كتبته هنا كان أرشيفا من ماض يشبه زمن الأباطرة..
مر زمن ياصديقي وأنا أقيم في أعماقي كي لاأضطر أن أداهن ولا أن أراوغ قلبي...
أن أبقى زاهدا لنصف عمر في سبيل لحظة مازلت انتظرها..
مر وقت طويل ياخالد ولم أقرأ فيه الحب كما قرأته الآن في نصك الحالم العذب..
رغم ألوان البوح، نبقى نكتب لجهة واحدة هي بالنسبة لنا كقيامتنا...
/
كم اشتقت لحرفك..وجماله
دمت كما تحب

برودة الأرصفة قدتكون أكثر دفئا من قلوب الآخرين
لقد وجد الانتماء لكنه تمنى الاحتواء أيضا بصورة أمه و وجهها البعيد ..
،
رائع ياعابد
ومضة بألف معنى ومعنى

فأنا ألاحظ أن أكثر الآباء والأمهات يهابون من الإنحراف السلوكي أكثر من الإنحراف الفكري الذي اعتبره من وجهة نظري شرارة الإنحراف السلوكي
فمثلا هناك من يشدد على أبنائه أن لايرى فتاة ترتدي ثوبا قصيرا أو رجل يرقص مع امرأة أوعناق بين حبيبين
وفي المقابل لايهتمون بما يفكر ومايدور داخل عقله من إيمانه بأن هناك قيم ومفاهيم تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا وديننا
( أي توظيف العمليات العقلية لما هو اكبر من سلوك )
رأينا مؤخرا والعياذ بالله البعض اتجه إلى الإلحاد والبعض إلى الشذوذ وتطول سلسلة هذا الانحراف الفكري لعدم الوعي الكامل
وعدم الاتزان في التربية التي أصبحت الآن أصعب بكثير
حقا أصبحت التربية في خطر فلابد من تربية سلوكية تُقَوّم أخلاقهم

غياب الوازع الديني عند الكبار والذين يمثلون قدوة للجيل التالي هو أهم أسباب الانحراف الفكري وبالتالي السلوكي الذي يأتي تباعا بعد انحراف الفكر وتلوث الأفكار ماينعكس سلبيا على التصرفات والسلوك...
لم يعد للتربية أي أهمية أو وقع عند الأبناء في عصر التقنية وشيوع التواصل بكل سهولة مع العالم والتي خلقت بيئة يجد من يدمن عليها كل مايرغبه فكل شي متاح هنا..
الرفقة، التجارب، الممارسات بشتى أنواعها، خوض حياة أخرى أسهل وأكثر متعة، ثم الانغلاق التام عليها وفيها..لن تجد التربية الإيجابية الواقعية مكانا لتنفذ منه وسط هذه الفوضى..
أنا من جيل كنا حين ينتهي العام الدراسي نهرول إلى أقرب مكتبة لنتقني الكتب والقصص والدفاتر والألوان، نقرأ ونمارس هواياتنا كما نحب وببساطة لأنها كل ماهو موجود لنا ومتاح وبين أيدينا..لذلك نكون منفتحين على العالم وماحولنا،. وتحت وصاية واحدة " الأبوين" وليس كما الآن يتربى الطفل أو البنت على مايقتاته من تصرفات وسلوكيات متنوعة ومتضادة ومتناقضة من الآخرين الكثيرين حوله سواء في الواقع نظرا لانشغال الأبوين في معترك الحياة أو العالم الافتراضي ومايجنيه منه من أمور غامضة تشكّل شخصيته بناء على ما يطرح أمامه أو يتعثر به...
- غياب المجتمع أحد أهم أسباب الانحرافين بنوعيهما، حيث لاوجود تقريبا لجهة تمثل الرقيب لردع تلك التصرفات الدخيلة على المجتمع، باتت المجتمعات تشجع على الانحراف وتحتويه تحت شعارات تافهة فارغة كسرت طوق التقاليد الآمن..بذريعة التحرر..
- وجود أوقات فراغ يترك فجوة للفرد يملؤها بما يشاء وينهل منها في كل وقت..

،،
سلم فكر البنفسجة ولاحرمنا هطولك الأنيق

التعوّد على نمط معين مكرر يومي، يخلق شعورا سلبيا يدخل إلينا عبر العقل
فنسقط في الحلقة المُفرغة التي صنعها لنا الروتين وقيدنا أنفسنا فيها على آمل التغيير الذي من المفترض أن نصنعه نحن ولا ننتظره..
لاشي نفعله في هذه الحياة ليس له أهمية ولايعود علينا بالفائدة، كل ممارسة وكل تجربة وكل فعل -وحتى الكلام- كل شي لابد أن يكون إضافة في حياتنا،
المشكلة تكمن في اختياراتنا لما نرغب ومانحب أن نحققه وإن لم يكن بشكل دائم وفي كل مرة فعلى الأقل نجعله قاعدة وليس استثناء..
هناك من يهدر وقته ويكرس حياته على المتاح فقط، والأشياء المُلحة والفورية على حساب المهم ..ثم يكتشف في النهابة أنه سمح للامور المؤقتة أن تسرق كل وقته فلم يتبقَ إلا القليل منه بالكاد يكفي لإنجاز الأمور الأهم..
هذا الميول لو فسرناه فسيولوجيا لوجدنا أن الأغلبية العظمى من الناس تميل لإكمال الأعمال الفورية لأن شعور الإنجاز السريع هنا يخلق إحساسا بالطاقة والنشاط للخطوة القادمة..
من منطلق "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفه"

علمت أني لن احصل على التوازن في جوانب حياتي إذا لم أضع حدود واضحة لتركيزي حين قرأت: "تتدفق طاقتك أينما وجهت تركيزك"
تمعنت بحدَث يومي كل صباح ومساء امسك الهاتف وأراقب التحديثات والقصص بعضها يهمني والكثير لا يهمني
ثم اجمع كم من المعلومات واضعها بالمفضلة بحجة أني قد احتاجها مستقبلاً
روتين اجبرته على نفسي فأخذ من طاقتي ولم يمدني سوى بالإجهاد والفوضى

من هنا تأتي أهمية ترتيب الأحقيات، لكن علينا أولا أن نؤمن أننا مهما اجتهدنا بالتركيز في تحقيقها لابد أن تهب رياح التغييرات الطفيفة اللحظية فنحيد قليلا عن خط السير الذي رسمناه قبلا، المهم ألا نفقد تلك العزيمة في العودة قليلا لإكمال الخطوة التالية ضمن الترتيب..فقط إن آمنّا بمبدأ عدم تقديم الأشياء الآنية على المهمة..لن يخذلنا حينها شعور سلبي ولن يبهت عزيمتنا في الإنجاز ..
..
الإخفاق هو مصدر الشعور السلبي، ويكمن الإخفاق في عدم وضع رؤيا واضحة وترتيب صحيح لأولوياتنا / احتياجاتنا / أهدافنا...بشكل فعّال
،
طرح مميز تكمن جماليته في عمقه و تشعب الغاية المنشودة منه..
يعجبني المحتوى الذي لايقبل الرد إلا بعد قراءته أكثر من مرة..
شكرا إلهام

موضوع حيوي، سأحاول أن اختصر ردي بتصنيف "الشخص المنفسن" والذي بصراحة وبكل أنواعه...هذا الشخص يؤثر على مزاجي سلبيا لذلك أتجنب مجالستهم بعد عدة محاولات فاشلة لإخراجهم من عالمهم المعتم..لأن حالتهم المزاجية السيئة تمنعهم من التجاوب مع الآخرين..

- ثمة من هم فعلا يعيشون الاكتئاب والحزن ويتعايشون معه كل ماحولهم ضوء لكنهم من شدة انطفائهم لايرون ..!
هؤلاء تعرضوا في مرحلة ما لشيء سيء تمدد وتشعب فيهم حتى باتوا لايعرفون شعورا غيره، ويحاولون إجبارنا على مشاركتهم تلك الكآبة والسواد، بدلا من الانكفاء على ذواتهم ومحاولة حل تلك العقدة وتجاوزها..هؤلاء كالمرض ابتعد عنهم لأنك إما ستفشل في إنقاذهم أو ستسقط معهم في تلك الهوّة..

- ثمة من يدّعي الحزن، ويتاجر به ليحظى برضا نفسه لأنه بعد تجربة اعتاد أن تكون "هالة" تميزه، تثير حوله التساؤلات عن أسباب تلك الكآبة الخ...من علامات الاستفهام التي تثير الفضول في نفس من يعرفه ومن لايعرفه..

في كل الأحوال الحزن سواء كان حقيقيا أم مزيفا، نفسنة أم ادعاء يجب ألا نتركه يتلاعب بأمزجة من حولنا، فكر أيها المكتئب الحزين فيما ستتركه من أثر على الناس الذين تتعامل معهم يوميا..ستجد نفسك وحيدا حين ينفض كل من حولك إما لأنك أرهقتهم بكثرة الشكوى أو لأنهم عجزوا عن جرك إليهم..
,,

بالمختصر..رافق أصحاب الأرواح المضيئة المبهجة غالبا ...فالسعادة معدية
أرجو أن أكون قد وفقت في القبض على المغزى..والمعنى.
و..
شكرا عطاف، دائما تطرحين كل ماهو خارج عن المألوف بأسلوب ممتع جدا

عطاف المالكي معجب بهذا

الكرامة نعمة من الله، هذا الشعور لايعطيه لأي كان، ولاتأتي من مكانة اجتماعية ولا من اكتسابها ولا من تقليد ..
الله يبذر فينا تلك البذرة ثم تنمو في ظل بيئة نختارها نحن..

حدود كرامتي ، تأتي من كيف أحافظ عليها وبدون أن أقحم نفسي في مواقف تضعني بين خيارين أحدهما التنازل عنها ..
- في العمل مثلا من الخطأ أن أخوض في أمر أو موقف دون أن احسب كم الخسائر المعنوية التي قد أضطر لتقبلها..ثم في المنتصف أقف وأنادي "كرامتي فوق كل شيء" ولا مساس و إلا كرامتي ..الخ من الشعارات الرنانة..
يجب احترام الذات أولا لأن تقدير الآخرين لك يأتي من تقديرك لنفسك وبما يحفظ الكرامة ..توقف عن العطاء مالم تجد بالمقابل تثمينا لمجهودك..حفظا لكرامتك..

- في العلاقات تجنب أن تكون أنت المعتذر دائما والمتمسك بالطرف الآخر بما يعطيه انطباعا أنك متاح ودائمي..لحفظ كرامتك..ومارس أسلوب الاستغناء ضمن حدود كرامتك..
-عدم التهاون مع الإساءة وتقبلها مع اي كان..دون استثناء ...حدود الكرامة..

وهناك الكثير ...

وأوجز كلامي بعبارة لقائلها " كل الحلول التي تؤدي إلى الكرامة تقتضي الموت، وكل الحلول التي تؤدي إلى العيش تقتضي الذل"

أضمومة ورد لفكرك الفواح إلهام..

‏




الحبُّ جميل، جميل جداً
‏جميل بالمواعيد،
‏الانتظار،
‏واللهفة المعلقة بأطراف الأحاديث العجولة،
‏جميل حتى بوعكاته التي تضرب القلوب بـرقّة،
المشكلة فينا؛ في اختياراتنا ومشاعرنا التي نهدرها بلا حدود ..
،
هيام
الاسم / الحرف الذي يحفر أثره في القلوب قبل الذاكرة
سعيد أنك هنا
لقلبك سلام وآيات مطمئنة..

ثمة امرأة لن تخطو إليك إلا بعد أن يتمكن الحب من قلبها رويدا،
‏لتعطيك كل ما كنت تحلم به ولم تجده في غيرها،
‏رقيقة، قوية،
‏حكيمة، ذكية، تجعلك تزهو بضوئها المنفرد في صدرك،
‏تبقيك في قلق لشدة دفئها،
من أن تغيب فيصيع عمرك في نقطة البحث عن ذات الدفء عند أسوأ النساء،.!

..
الجميل اللغوي
كتبت عن اسمها فقط فكأنك وصفت لنا دنياك كلها..
قلم متمكن جدا ولغة أنيقة قريبة من القلب..
سرّني وجودك بيننا
سلم قلبك

رغد الديب ,النقاء معجبون بهذا

ثمة من يستند على مظاهر الفكر الخرافي التقليدي حين يكون العقل ممتلئا بتلك الرؤى لامكان حينها لإنتاج أفكار مختلفة، صحيحة، لأنه يفتقد لمادة الابتكار الخام التي تجدد أفكاره وتبلورها بعيدا عن التكرار والتقليد والتلقين..
المشكلة ليست بالصندوق، إنما تصلب التفكير وحصره في توجيه واحد،
نفتقد المرونة في الأفكار والبيئة الملائمة؛ لأن التشكل الفكري الزاخر بالحس المتفرد لايكون بعيدا عما يحيط به..
ثم ان تقليد أفكار الآخرين يأتي من عدم الاقتناع بما نفكر به..وبالتالي لامجال للابتكار..
،،
الفيصل المبدع
كل الامتنان لزواياك الثرية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏علي آل طلال

موضوع حيوي، سأحاول أن اختصر ردي بتصنيف "الشخص المنفسن" والذي بصراحة وبكل أنواعه...هذا الشخص يؤثر على مزاجي سلبيا لذلك أتجنب مجالستهم بعد عدة محاولات فاشلة لإخراجهم من عالمهم المعتم..لأن حالتهم المزاجية السيئة تمنعهم من التجاوب مع الآخرين..

- ثمة من هم فعلا يعيشون الاكتئاب والحزن ويتعايشون معه كل ماحولهم ضوء لكنهم من شدة انطفائهم لايرون ..!
هؤلاء تعرضوا في مرحلة ما لشيء سيء تمدد وتشعب فيهم حتى باتوا لايعرفون شعورا غيره، ويحاولون إجبارنا على مشاركتهم تلك الكآبة والسواد، بدلا من الانكفاء على ذواتهم ومحاولة حل تلك العقدة وتجاوزها..هؤلاء كالمرض ابتعد عنهم لأنك إما ستفشل في إنقاذهم أو ستسقط معهم في تلك الهوّة..

- ثمة من يدّعي الحزن، ويتاجر به ليحظى برضا نفسه لأنه بعد تجربة اعتاد أن تكون "هالة" تميزه، تثير حوله التساؤلات عن أسباب تلك الكآبة الخ...من علامات الاستفهام التي تثير الفضول في نفس من يعرفه ومن لايعرفه..

في كل الأحوال الحزن سواء كان حقيقيا أم مزيفا، نفسنة أم ادعاء يجب ألا نتركه يتلاعب بأمزجة من حولنا، فكر أيها المكتئب الحزين فيما ستتركه من أثر على الناس الذين تتعامل معهم يوميا..ستجد نفسك وحيدا حين ينفض كل من حولك إما لأنك أرهقتهم بكثرة الشكوى أو لأنهم عجزوا عن جرك إليهم..
,,

بالمختصر..رافق أصحاب الأرواح المضيئة المبهجة غالبا ...فالسعادة معدية
أرجو أن أكون قد وفقت في القبض على المغزى..والمعنى.
و..
شكرا عطاف، دائما تطرحين كل ماهو خارج عن المألوف بأسلوب ممتع جدا

ودائماً أيها الكاتب والأديب علي آل طلال عميقاً في نصوصك وردودك
عقلية فذّة متزنة والمدائن يكفيه أن تكون من ضمن أعضائه الذين يُشار إليهم
بالبنان ..ودي وتقديري لك ثم سيكون لي رد هناك في نصي على هذا الرد الفاخر
من القدير علي آل طلال البهي

‏علي آل طلال معجب بهذا