الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد ) - الصفحة 5 - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

 ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .

.....
» يومٌ من عمري «  
     
 


آخر 10 مشاركات كُل مافِي الأمر .!       بـ بسَاطة .!       أحاديث عن التسامح       كُلّ الحكَايَة :       صباح الخير       دفتر الحضور اليومي للأعضاء       طلب       السلسلة الذهبية في السيرة النبوية       رحلة مع حــــــــرف       يُحكى أن }} ,,, ~      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2024, 02:56 PM   #41


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التقليد والتبعية

الوسائل المعينة على ترك التقليد والتبعية .

1- الاعتبار بمصارع القرون الأولى:
قال تعالى: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا [العنكبوت: 40].
2- اتباع القدوة الحسنة:
قال تعالى: أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90].
3- إظهار الصورة المنفرة للمقلدين:
قال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179].
4- الشعور بالمسؤولية الفردية:
فإن المقلد على غير هدى يتحمل تبعة تقليده، ولا يدفع المتبوعين عنه شيئًا، قال تعالى: مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الإسراء: 15].
5- التربية على الاستقلالية والتحري، والبحث عن الدليل.

من هو الإمعة؟
الإمَّعةُ والإِمَّعُ -بكسر الهمزة وتشديد الميم-: الذي لا رأْي له ولا عَزْم، فهو يتابع كلَّ أَحدٍ على رأْيِه، ولا يثْبُت على شيء، والهاء فيه للمبالغة، ولا نظير له إِلَّا رجل إِمَّرٌ وهو: الأَحمق. قال الأَزهري: وكذلك الإِمَّرةُ وهو الذي يوافق كلَّ إنسان على ما يُريده . .
وقال الزَّمخشري: (الإمَّعة: الذي يَتْبَع كلَّ ناعقٍ، ويقول لكلِّ أحدٍ: أنا معك؛ لأنَّه لا رَأْي له يرجع إليه) . .
وقال ابن الأثير: (الإمَّعة: الذي لا رأي له، فهو يتابع كلَّ أحد على رأيه، وقيل: هو الذي يقول لكلِّ أحدٍ: أنا معك)

التقليد والتبعية في الأمثال
- قولهم: هو إمَّعة.
- قولهم: هو إمَّرة.
- وقولهم: هو بِنْتُ الجَبَل. معناه: الصَّدى يجيب المتكلِّم بين الجبال، يقول: هو مع كلِّ متكلِّم، كما أنَّ الصَّدى يجيب كلَّ ذي صوت بمثل كلامه
ذم التقليد والتبعية في واحة الشِّعر
لا تقنعنَّ ومذهبٌ لك ممكنٌ
فإذا تضايقتِ المطامعُ فاقنعِ
ومِن المروءةِ قانعٌ ذو همَّةٍ
يسمو لها فإذا نبتْ لم يهلعِ
ما كنت إمَّعةً ولكن همَّة
تأبى الهوانَ وفسحة في المنْجَعِ .

وقال الرَّبيع بن سليمان: سئل الشافعي عن مسألة، فأُعجب بنفسه، فأنشأ يقول:
إذا المشكلاتُ تصدَّينني
كشفتُ حقائقَها بالنَّظر
ولست بإمَّعة في الرِّجال
أُسَائل هذا وذا ما الخبر؟
ولكنَّني مِدْرَهُ الأصغريــن
فتَّاح خير، وفرَّاج شر .

وقال ابن عبد البر:
يا سائلي عن موضعِ التقليدِ خذْ
عني الجوابَ بفهمِ لبٍّ حاضرِ
واصغِ إلى قولي ودنْ بنصيحتي
واحفظْ عليَّ بوادري ونوادري
لا فرقَ بينَ مقلدٍ وبهيمةٍ
تنقادُ بين جنادل ودعاثرِ
تبًّا لقاضٍ أو لمفتٍ لا يرى
عللًا ومعنى للمقال السائرِ
فإذا اقتديت فبالكتابِ وسنةِ
المبعوث بالدين الحنيف الطاهرِ
ثم الصحابةِ عند عدمك سنةً
فأولاك أهلُ نهى وأهلُ بصائرِ
وكذاك إجماعُ الذين يلونهم
من تابعيهم كابرًا عن كابرِ
إجماعُ أمَّتنا وقولُ نبينا
مثلُ النصوص لذي الكتاب الزاهرِ
وكذا المدينةُ حجة إن أجمعوا
متتابعين أوائلًا بأواخرِ
وإذا الخلافُ أتى فدونَك فاجتهدْ
ومع الدليلِ فملْ بهمٍّ وافرِ
وعلى الأصولِ فقسْ فروعَك لا تقسْ
فرعًا بفرعٍ كالجهول الحائرِ
والشرُّ ما فيه فديتك أسوةٌ
فانظرْ ولا تحفلْ بزلةِ ماهرِ


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-06-2024, 02:59 PM   #42


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن (( التنفير ))


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 03:55 AM   #43


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



التنفير

صحيح أن رضا الناس غاية لا تدرك، غير أن هناك مجالاً للمرونة المشروعة التي ينبغي استخدامها عند التعامل مع الناس في معاشهم، وعبادتهم، ومخالطتهم، حتى وعند حربهم وسلمهم، وبهذه المرونة يمكن اللجوء إلى اختيار الأسلوب الأجدى،
والطريقة المثلى التي تراعى فيها ظروف الناس وعقولهم وطباعهم، ألم يأمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بسكب ماء مكان بول الأعرابي الذي بال في المسجد، مع النهي عن إجراء ما يؤديه إلى أن يقطع تبوله، تجنيباً له من التضرر صحياً،
ففي الحديث الصحيح، عن أَنَسِ بن مَالِكٍ: (أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ في الْمَسْجِدِ، فَقَامُوا إليه، فقال رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: لا تُزْرِمُوهُ، ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ من مَاءٍ، فَصُبَّ عليه). (صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله)
ومعنى (لا تُزْرِمُوهُ): بضم أوله، وسكون الزاي وكسر الراء، من الإزرام؛ أي لا تقطعوا عليه بوله، يقال: زرم البول إذا انقطع، وأزرمته قطعته، وكذلك يقال في الدمع.
وفي رواية صحيحة أخرى، عن أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: (أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ في الْمَسْجِدِ، فَثَارَ إليه الناس؛ ليَقَعُوا بِهِ، فقال لهم رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، وَأَهْرِيقُوا على بَوْلِهِ ذَنُوبًا من مَاءٍ، أو سَجْلًا من مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ). (صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا)
قوله: (وَأَهْرِيقُوا) أي صبوا، وأصله أريقوا من الإراقة. وقوله: (ذَنُوبًا) هو الدلو الملآن. وقوله: (أو سَجْلًا من مَاءٍ) السجل هو الدلو فيه الماء قل أو كثر.
إن جعل سبب هلاك الأمم من قبلنا هو هذا المنهج الذي يتصف بالقسوة والشدة والعنف والغلو ((إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ)) وتتسم بعض الرؤى الدينية برؤية قاصرة تعتمد على وجه واحد من أوجه التفسير الديني للنص ذلك إن ملامح القسوة تتجسد لدى بعض المنظرين أو المتحدثين باسم الدين والخطباء بينما كان المنهج النبوي يختلف جذرياُ عن تلك الرؤى القاصرة•
فحتى مواطن الشدة والقوة كالجهاد مثلا كانت الرحمة هي التي يحث عليهـا النبي صلى الله عليه وسلم فمن المعلوم بالدين من الضرورة تحريم قتل النساء والصبيان وكبار السن ولما جاء أسامة بن زيد وقد قتل أحد الذين أعلنوا الشهادة نهره النبي صلى الله عليه وسلم نهراً شديداً وقال منكراً عليه ((أشققت عن قلبه)) مع إنه لم يكن مؤمناً والقرينة عند الصحابي أنه لم يقلهـا إلا لما رأى السيف ومع هذا كانت الرحمة هي التي تقدَّم للناس وحتى في مواطن العقوبة كعقوبة الزنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول للزاني ((لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت)) ويلقن ماعزاً التوبة وحين رُجم آلمته الحجارة فهرب فلحقوه ورجموه قال النبي صلى الله عليه وسلم ((هلا تركتموه فلعله يتوب فيتوب الله عليه))•
ولما جيء بشارب خمر قال النبي صلى الله عليه وسلم للذين شتموه (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم) والأمثلة أكثر من أن تحصر من نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم•
ولدعاة الخطاب الذي يتسم بالشدة والقسوة نقول رفقاً بالأمة وامتثلوا لو قليلاً من هدي الإسلام دين الرحمة والرأفة والسلام وليس دين القسوة والقهر والظلم.

معنى التَّنْفِير لغةً واصطلاحًا
معنى التَّنْفِير لغةً:

مادة (نفر) أصلها يدلُّ على تجافٍ وتباعدٍ، ومِن ذلك نَفَر الحيوان وغيره، بمعنى تجافيه وتباعده عن مكانه، ونَفَرَ يَنْفِر نُفُورًا ونِفارًا: إِذا فَرَّ وذهب، والنَّفْر: التَّفرُّق، ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره نَفْرًا ونَفَرانًا: شَرَدَ .
معنى التَّنْفِير اصطلاحًا:
التَّنْفِير: هو أن تَلْقَى النَّاس أو تعاملهم بالغِلْظَة والشِّدَّة ونحو ذلك؛ ممَّا يحمل على النُّفور مِن الإسلام والدِّين

ذَمُّ التَّنْفِير والنَّهي عنه في السنة النبوية
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنِّي والله لأتأخَّر عن صلاة الغداة مِن أجل فلان ممَّا يطيل بنا فيها، قال: فما رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قطُّ أشدَّ غضبًا في موعظة منه يومئذ، ثمَّ قال: يا أيُّها النَّاس، إنَّ منكم مُنَفِّرِين؛ فأيُّكم ما صلَّى بالنَّاس فليوجز، فإنَّ فيهم الكبير والضَّعيف وذا الحاجة)) .
(مُنَفِّرين: يعني يُنَفِّرُون النَّاس عن دين الله) . فلقد (جاءت هذه الشَّريعة السَّمحة، باليُسر والسُّهولة، ونَفْي العَنَت والحَرَج. ولهذا فإنَّ الصَّلاة -التي هي أجلُّ الطَّاعات- أمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الإمام التَّخفيف فيها، لتتيسَّر وتَسْهُل على المأمومين، فيخرجوا منها وهم لها راغبون. ولأنَّ في المأمومين مَن لا يطيق التَّطويل، إمَّا لعجزه أو مرضه أو حاجته، فإن كان المصلِّي منفردًا فليطوِّل ما شاء؛ لأنَّه لا يضرُّ أحدًا بذلك.
ومِن كراهته صلى الله عليه وسلم للتَّطويل، الذي يضرُّ النَّاس أو يعوقهم عن أعمالهم، أنَّه لما جاءه رجل وأخبره أنَّه يتأخَّر عن صلاة الصُّبح مع الجماعة، مِن أجل الإمام الذي يصلِّي بهم، فيطيل الصَّلاة، غضب النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال: إنَّ منكم مَن يُنَفِّر النَّاس عن طاعة الله، ويكرِّه إليهم الصَّلاة ويثقِّلها عليهم، فأيُّكم أمَّ النَّاس فليوجز، فإنَّ منهم العاجزين وذوي الحاجات) .
- عن أبي موسى الأشعري أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذًا إلى اليمن فقال: ((يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا))
قال ابن حجر: (قال الطِّيبيُّ: هو معنى الثَّاني، مِن باب المقابلة المعنويَّة؛ لأنَّ الحقيقيَّة أن يقال: بشِّرا ولا تنذرا وآنسا ولا تنفِّرا، فجمع بينهما ليعمَّ البِشَارة والنِّذارة والتَّأنيس والتَّنْفِير. قلت: ويظهر لي أنَّ النُّكتة في الإتيان بلفظ البِشَارة -وهو الأصل- وبلفظ التَّنْفِير -وهو اللَّازم- وأتى بالذي بعده -على العكس- للإشارة إلى أنَّ الإنذار لا يُنْفَى مطلقًا، بخلاف التَّنْفِير: فاكتفى بما يلزم عنه الإنذار، وهو التَّنْفِير، فكأنَّه قيل: إن أنذرتم فليكن بغير تنفير) .
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا)) .
قال النَّووي: (جمع في هذه الألفاظ بين الشَّيء وضدِّه؛ لأنَّه قد يفعلهما في وقتين، فلو اقتصر على ((يسِّروا)) لصدق ذلك على مَن يسَّر مرَّةً أو مرَّات وعسَّر في معظم الحالات، فإذا قال: ((ولا تعسِّروا)) انتفى التَّعْسِير في جميع الأحوال مِن جميع وجوهه، وهذا هو المطلوب، وكذا يقال في ((يسِّرا ولا تنفِّرا وتطاوعا ولا تختلفا))؛ لأنَّهما قد يتطاوعان في وقتٍ، ويختلفان في وقتٍ، وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء. وفي هذا الحديث الأمر بالتَّبشير بفضل الله، وعظيم ثوابه، وجزيل عطائه، وسعة رحمته، والنَّهي عن التَّنْفِير بذكر التَّخويف، وأنواع الوعيد محضةً، مِن غير ضمِّها إلى التَّبشير، وفيه تأليف مَن قَرُب إسلامه، وترك التَّشديد عليهم، وكذلك مَن قارب البلوغ مِن الصِّبيان ومَن بلغ، ومَن تاب مِن المعاصي، كلُّهم يُتَلطَّف بهم، ويُدْرَجون في أنواع الطَّاعة قليلًا قليلًا. وقد كانت أمور الإسلام في التَّكليف على التَّدريج؛ فمتى يسَّر على الدَّاخل في الطَّاعة -أو المريد للدُّخول فيها- سَهُلَت عليه، وكانت عاقبته -غالبًا- التَّزايد منها، ومتى عَسُرَت عليه أوشك أن لا يدخل فيها، وإن دخل أوشك أن لا يدوم أو لا يَسْتَحْلِيَها)

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 03:58 AM   #44


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – التنفير

آثار التَّنْفِير

1- الانفلات من التدين والانتكاس، بل قد يصل الحال -مع ضعف الإيمان- إلى ترك الدِّين بكلِّيته.
2- هجران العامَّة لمجالس الذِّكر والخير.
3- قنوط النَّاس مِن رحمة الله -تبارك وتعالى- ويأسهم مِن نوال مغفرته.
4- يلحق المنَفِّر وِزْر كلِّ مَن حمله تنفيره للتَّحول مِن الحقِّ إلى الباطل.
5- الميل إلى أصحاب المذاهب الباطلة، والمناهج المنحرفة بحجَّة أنَّهم هم أهل التَّيسير في الدِّين، فتراهم يقبلون على المتصوِّفة ومَن حذا حذوهم مِن المتساهلين؛ لأنَّ أصحاب الحقِّ لم يحسنوا دعوتهم، وترغيبهم في أمور الدِّين الصَّحيح النَّقي.

صور التَّنْفِير
هناك صور عدَّة مِن صور التَّنْفِير، نذكر هنا طرفًا منها، وهي كالتَّالي:
1- تعامل الداعية مع الناس بأسلوب فيه نوع من الشدة، والغلظة والجفوة وافتقاد الرفق واللين.
وهذا السلوك يجعل الناس ينفرون مِن دعوته، ولا يستجيبون لتعاليمه، وهذا تصديقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا)) .
ولا شك (أنَّ الغلوَّ مخالفٌ للفطرة البشريَّة، لا يمكن تحمُّله والالتقاء معه، وسلوك الغُلَاة مِن الغلظة والجفوة، وأسلوبهم مِن التَّشدُّد والتَّعْسِير. كلُّ ذلك ينفِّر النَّاس مِن الاستجابة للدَّعوة، ويصدُّهم عنها...) .
2- الأخذ بالعزيمة والحمل على الأخذ بها، والإعراض عن الرخص التي شرع الله الأخذ بها مما يوقع الناس في المشقة، مع أنَّ الله -تبارك وتعالى- يحبُّ أن تُؤتى رُخَصه كما يحبُّ أن تُؤتى عزائمه.
3- تقنيط النَّاس مِن رحمة الله -تبارك وتعالى-، وتيئيسهم مِن التَّوبة، وازدراء المذنبين ونبذهم، وربَّما وصل الحال للاعتداء عليهم بالشَّتم والأذيَّة البدنيَّة، وكلُّ هذا مِن صور التَّنْفِير التي نهى عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رجلًا على عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يُلَقَّب حمارًا، وكان يُضْحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشَّراب، فأُتِي به يومًا، فأَمَر به فجُلِد، فقال رجل مِن القوم: اللَّهمَّ الْعَنْهُ، ما أكثر ما يُؤتى به؟ فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلَّا أنَّه يحبُّ الله ورسوله)) .
وفي حديث آخر ((أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران، فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم)) .
(فقد علَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم نهيه عن لعن شارب الخمر بأنَّ ذلك اللَّعن سيكون عونًا للشَّيطان على المسلم، فربَّما ازداد نفورًا؛ فإنَّ العقوبة تُقَدَّر بقَدْرِ الجُرْم، فربَّما ازدادت فأدَّت إلى أثرٍ عكسيٍ) .
4- تغليب الترهيب على الترغيب في الدعوة إلى الله.
5- القسوة عند الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وعدم التَّروي والتَّمهُّل فيه.
6- تنفير الأئمَّة للنَّاس مِن الصَّلاة بإطالتها، مخالفين بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتخفيف.
7- التَّنْفِير في التَّعليم، وذلك إمَّا بالزَّجر والسَّبِّ والضَّرب للمتعلم، بما يدفعه للعزوف عن تعلُّم العلم.
8- مخاطبة النَّاس بما لا يتحمَّلونه: كالاختلافات بين الفقهاء، وأقوال المتكلِّمين في المعتقدات، وغيرها مِن الأمور التي قد لا يستوعبها البعض، أو يفهمونها على غير فهمها الصَّحيح.
9- مخالفة العلم للعمل والقول للفعل: قال حكيم: (أفسد الناس جاهل ناسك وعالم فاجر؛ هذا يدعو الناس إلى جهله بنسكه، وهذا يُنفِّر الناس عن علمه بفسقه)

أسباب الوقوع في التَّنْفِير
1- الجهل بأصول الشَّريعة ومبادئ الدَّعوة إلى الله -تبارك وتعالى-.
2- عدم الإلمام بفقه الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.
3- عدم مراعاة أحوال النَّاس، واختلاف طبائعهم.
4- اغترار المنَفِّر بفعله، وظنُّه أنَّ ما يفعله هو الصَّواب بعينه.
5- التَّقليد للخطأ مِن أعظم آفات التَّـنْفِير.
6- كثرة المواعظ والنُّصح، فهذا يدفع المرء إلى النُّفرة مِن النَّاصح بسبب الملَل والسَّآمة.
7- سوء الخُلُق، وجفاء الطَّبع مِن أعظم أسباب التَّـنـْفِير.

الوسائل المعينة على ترك التَّنْفِير
1- التَّأسِّي بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، وتأليفه لقلوب النَّاس.
2- أن يستشعر الدَّاعية حاجة النَّاس إلى الدَّاعية البصير، الهيِّن اللَّيِّن، الذي يقرِّبهم مِن الله ويحبِّبهم إليه.
3- خوف الدَّاعية مِن أن يكون سببًا في ضلال النَّاس، وإبعادهم عن الدِّين بسب تعامله الفظ الغَلِيظ، وأنَّ ذلك قد يعرِّضه لعقاب الله -تبارك وتعالى- وانتقامه.
4- أن يُلِمَّ الدُّعاة بفقه الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فيقوموا بهذا الواجب على بصيرة وعلم.


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 04:04 AM   #45


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الجبن )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 04:31 AM   #46


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الجبن

الجبن خلق ذميم يشين صاحبه ويجلب عليه الذل في الدنيا والخزي والهوان في الآخرة.
وصاحبه يموت في اليوم الواحد مرات ومرات:
إذا صوَّت العصفور طار فؤاده....... وليث حديدُ النَّاب عند الثرائد.
والجبن يكون نتيجة تخوف و تغلب المخاوف المرتقبة أو الحاصلة أمام الناظرين فيحجم و لا يعود شجاعاً . و يكبر مرض الجبن عند الجبناء بالوهم ، و أكثر مرض الناس وهم من أحاديثهم و ما تفتعله خواطرهم وما يتلقفونه من الحوادث و ما يشعرون به من نقص إيمان، يقول الله تعالى عن ذلك الصنف من المنافقين : ( يحسبون كل صيحة عليهم ) . فالجبناء يخافون من البشر أكثر من خوفهم من الله ، يقول الله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (الأحزاب:19) ولهذا فإن الجبان لا يسود أبداً.
وإننا نرى الناس جميعاً يتمادحون بالشجاعة والكرم حتى إن ذلك عامة ما يمدح به الشعراء ممدوحيهم في شعرهم، وكذلك يتذامون بالبخل والجبن.
ولأن هذا الخلق من أسوأ الأخلاق التي يتصف بها إنسان فقد وجدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من الجبن، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يأمر بهذه الكلمات ويحدث بهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر" .

معنى الجُبْنِ لغةً واصطلاحًا
معنى الجُبْنِ لغةً:

الجُبْنُ: ضِدُّ الشَّجاعةِ، تقولُ: جَبَن يَجبُنُ وجَبُنَ جُبْنًا وجُبُنًا وجَبانةً، وأجبَنَه: وَجَده جبانًا أو حَسِبه إيَّاه، والجبانُ من الرِّجالِ، هو ضعيفُ القلبِ، الهيوبُ للأشياءِ لا يُقدِمُ عليها، وأصلُه في القتالِ .
معنى الجُبْنِ اصطِلاحًا:
فُسِّر الجُبْنُ بأنَّه ضِدُّ الغَضَبِ، أي: سكونُ النَّفسِ فيما ينبغي أن يتحَرَّك منه، ومبدؤه بطلانُ شَهوةِ الانتقامِ .
وقال الخادميُّ: (هو هيئةٌ راسخةٌ بها يُحجَمُ -أي: يتأخَّرُ ويُكَفُّ- عن مباشرةِ ما ينبغي أن يليقَ الإقدامُ عليه، بل يجِبُ) .
وقال الفيروزاباديُّ: (الجُبْنُ: ضَعفُ القلبِ عمَّا يحِقُّ أن يقوى عليه) .
وقال مِسكَويهِ: (هو الخوفُ ممَّا لا ينبغي أن يُخافَ منه) .
وقال السُّيوطيُّ: (الجُبْنُ: الفَزَعُ المذمومُ من الأمورِ المُعطِبةِ) .
وقيل: (هو الجَزَعُ عِندَ المخاوفِ، والإحجامُ عمَّا تُحذَرُ عاقبتُه، أو لا تُؤمَنُ مغبَّتُه) .

الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ وبعضِ الصِّفاتِ
الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ والخوفِ:

أنَّ الخوفَ أعَمُّ من الجُبْنِ؛ فقد يكونُ الخَوفُ من الفَقرِ أو المرَضِ أو إصابةِ مكروهٍ، إلى غيرِ ذلك، ولا يُسَمَّى الخوفُ من الفَقرِ ولا من المَرَضِ جُبنًا.
أنَّ الخَوفَ منه ما يُحمَدُ ومنه ما يُباحُ -كالخوفِ الطَّبيعيِّ- ومنه ما يُذَمُّ، أمَّا الجُبْنُ فهو خُلُقٌ مذمومٌ.
كذلك فالخوفُ قد يترَتَّبُ عليه أمورٌ محمودةٌ أو أمورٌ مذمومةٌ، أمَّا الجُبْنُ فلا يترَتَّبُ عليه إلَّا ما هو مذمومٌ، كالأنانيةِ والذُّلِّ والتَّفريطِ.
وقد يُقدِمُ الإنسانُ وفي قلبِه خوفٌ، أمَّا الجُبْنُ فصاحبُه يمتنعُ من الإقدامِ.
الفَرْقُ بَيْنَ الجُبْنِ والبُخلِ:
أنَّ الجُبْنَ: تَركُ الإحسانِ وحَبسُ النَّفعِ بالبَدَنِ، والبُخلَ: تَركُ الإحسانِ وحَبسُ النَّفعِ بالمالِ؛ فالإحسانُ المتوقَّعُ من العبدِ إمَّا بمالِه وإمَّا ببدَنِه، فالبخيلُ مانعٌ لنفعِ مالِه، والجبانُ مانعٌ لنَفعِ بَدَنِه .

ذم الجبن
أ- من القرآنِ الكريمِ

لم يَرِدْ ذِكرُ لفظِ الجُبْنِ صراحةً في القُرآنِ الكريمِ، ولكِنْ كما قال ابنُ تَيميَّةَ: (ما في القرآنِ من الحَضِّ على الجِهادِ والتَّرغيبِ فيه، وذَمِّ النَّاكلين عنه والتَّاركينَ له: كُلُّه ذَمٌّ للجُبنِ) .
1- قال اللَّهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [الأنفال: 15-16] .
قال الشَّوكانيُّ: (نهى اللَّهُ المُؤمِنين أن ينهَزِموا عن الكُفَّارِ إذا لقوهم، وقد دَبَّ بعضُهم إلى بعضٍ للقتالِ؛ فظاهِرُ هذه الآيةِ العمومُ لكُلِّ المُؤمِنين في كُلِّ زمنٍ، وعلى كُلِّ حالٍ، إلَّا حالةَ التَّحرُّفِ والتَّحيُّزِ) .
2- ووصف اللَّهُ سُبحانَه المُنافِقين بأنَّهم جُبَناءُ وأنَّهم لا يَصمُدون في الحُروبِ والمعاركِ، فقال: أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب:19-20] .
(قَولُه: أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ (بأبدانِهم عِندَ القتالِ، وبأموالِهم عِندَ النَّفقةِ فيه، فلا يجاهِدون بأموالِهم وأنفُسِهم. فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المَغشيِّ عليه مِنَ الْمَوْتِ من شِدَّةِ الجُبْنِ، الذي خلع قلوبَهم، والقَلَقِ الذي أذهَلَهم، وخوفًا من إجبارِهم على ما يَكرَهون من القتالِ.
فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ وصاروا في حالِ الأمنِ والطُّمأنينةِ، سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ أي: خاطبوكم، وتكلَّموا معكم بكلامٍ حديدٍ، ودعاوى غيرِ صحيحةٍ!
وحين تسمَعُهم تظنُّهم أهلَ الشَّجاعةِ والإقدامِ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ الذي يرادُ منهم، وهذا شرُّ ما في الإنسانِ؛ أن يكونَ شحيحًا بما أُمِر به، شحيحًا بمالِه أن ينفِقَه في وَجهِه، شحيحًا في بَدَنِه أن يجاهِدَ أعداءَ اللَّهِ، أو يدعوَ إلى سبيلِ اللَّهِ) .
3- ووصفهم أيضًا بقولِه: وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب: 13] .
ثمَّ بَيَّنَ اللَّهُ سُبحانَه وتعالى أنَّ ما يَفِرُّون منه سيأتيهم لا محالةَ، فقال: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب: 16] .
4- وقال أيضًا في حَقِّهم: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المُنافِقون: 4] .
قال ابنُ تَيميَّةَ: (قد بَيَّنَ اللَّهُ في كتابِه: أنَّ ما يوجِبُه الجُبْنُ من الفرارِ هو من الكبائِرِ الموجبةِ للنَّارِ، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [الأنفال: 15-16] .
فأخبر أنَّ الذين يخافون العَدُوَّ خوفًا منعهم من الجهادِ: مُنافِقون، فقال: وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ [التوبة:56-57] ) .
قال السَّعديُّ: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَصدُهم في حَلِفِهم هذا أنَّهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ أي: يخافون الدَّوائِرَ، وليس في قلوبِهم شجاعةٌ تحمِلُهم على أن يُبَيِّنوا أحوالَهم. فيخافون إن أظهروا حالَهم منكم، ويخافون أن تتبرَّؤوا منهم، فيتخَطَّفَهم الأعداءُ من كُلِّ جانبٍ.
وأمَّا حالُ قَويِّ القَلبِ ثابتِ الجَنانِ فإنَّه يحمِلُه ذلك على بيانِ حالِه، حَسَنةً كانت أو سَيِّئةً، ولكنَّ المُنافِقين خُلِع عليهم خِلعةُ الجُبْنِ، وحُلُّوا بحليةِ الكَذِبِ.
ثمَّ ذَكَر شِدَّةَ جُبنِهم فقال: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً يلجؤون إليه عندما تَنزِلُ بهم الشَّدائدُ، أَوْ مَغَارَاتٍ يدخُلونها فيستَقِرُّون فيها أَوْ مُدَّخَلًا أي: محلًّا يدُخلونه فيتحصَّنون فيه لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ أي: يُسرِعون ويُهرَعون، فليس لهم مَلَكةٌ يقتدرون بها على الثَّباتِ) .

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّة
1- عن عَمرِو بنِ ميمونٍ الأوديِّ، قال: كان سعدٌ يُعَلِّمُ بنيه هؤلاء الكَلِماتِ كما يُعلِّمُ المعلِّمُ الغِلمانَ الكتابةَ، ويقولُ: ((إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يتعوَّذُ منهنَّ دُبُرَ الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بك من الجُبْنِ، وأعوذُ بك أن أُرَدَّ إلى أرذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بك من فتنةِ الدُّنيا، وأعوذُ بك من عذابِ القَبرِ)) .
(قال المُهَلَّبُ: أمَّا استعاذتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجُبْنِ، فإنَّه يؤدِّي إلى عذابِ الآخرةِ؛ لأنَّه يفِرُّ من قِرنِه في الزَّحفِ، فيَدخُلُ تحتَ وعيدِ اللهِ؛ لقَولِه: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ [الأنفال: 16] الآيةَ، وربَّما يُفتَنُ في دينِه فيرتَدُّ لجُبنٍ أدركَه) .
2- عن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّه بينما هو يسيرُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومعه النَّاسُ مَقفَلَه من حنينٍ، فعَلِقَه النَّاسُ يسألونه حتَّى اضطرُّوه إلى سَمُرةٍ ، فخَطِفَت رداءَه، فوقف النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أعطوني ردائي، لو كان لي عددُ هذه العِضاهِ نَعَمًا لقسَمْتُه بينكم، ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كَذوبًا ولا جَبانًا) .
(فأشار صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَمِ الجُبْنِ إلى كمالِ القُوَّةِ الغَضَبيَّةِ، وهي الشَّجاعةُ) .
- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبةِ الرِّجالِ)) .
قال ابنُ القَيِّمِ: (فاستعاذ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ثمانيةِ أشياءَ، كُلُّ اثنينِ منها قرينانِ... والجُبْنُ والبُخلُ قرينانِ؛ لأنَّهما عَدَمُ النَّفعِ بالمالِ والبَدَنِ، وهما من أسبابِ الألمِ؛ لأنَّ الجبانَ تفوتُه محبوباتٌ ومُفرِحاتٌ وملذوذاتٌ عظيمةٌ لا تُنالُ إلَّا بالبذلِ والشَّجاعةِ، والبُخلُ يحولُ بينه دونها أيضًا، فهذان الخُلُقانِ من أعظَمِ أسبابِ الآلامِ) .
3- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((شرُّ ما في رجُلٍ شُحٌّ هالعٌ، وجُبنٌ خالعٌ)) .
قال ابنُ القَيِّمِ في شرحِه للحديثِ: (هنا أمرانِ: أمرٌ لفظيٌّ، وأمرٌ معنويٌّ؛ فأمَّا اللَّفظيُّ: فإنَّه وصْفُ الشُّحِّ بكونِه هالِعًا، والهالِعُ صاحبُه، وأكثَرُ ما يُسَمَّى هَلوعًا، ولا يقالُ: هالِعٌ له؛ فإنَّه لا يتعَدَّى، وفيه وجهانِ:
أحدُهما: أنَّه على النَّسَبِ، كقَولِهم: ليلٌ نائمٌ، وشرٌّ قائمٌ، ونهارٌ صائمٌ، ويومٌ عاصفٌ. كلُّه عِندَ سيبَوَيهِ على النَّسَبِ، أي: ذو كذا.
والثَّاني: أنَّ اللَّفظةَ غُيِّرت عن بابِها؛ للازدواجِ مع خالِعِ، وله نظائِرُ.
وأمَّا المعنويُّ: فإنَّ الشُّحَّ والجُبْنَ أردى صفتينِ في العبدِ، ولا سيَّما إذا كان شُحُّه هالعًا، أي: مُلْقٍ له في الهَلَعِ، وجُبنُه خالِعًا، أي: قد خلع قلبه من مكانِه؛ فلا سماحةَ ولا شجاعةَ، ولا نفعَ بمالِه ولا ببَدنِه، كما يقالُ: لا طعنةَ ولا جَفنةَ، ولا يَطرُدُ ولا يَشرُدُ، بل قد قمَعَه وصَغَّره وحَقَّره ودسَّاه الشُّحُّ والخوفُ والطَّمَعُ والفَزَعُ) .
4- وعن يعلى العامِريِّ رَضِيَ الله عنه قال: ((جاء الحسَنُ والحُسَينُ يسعيانِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فضمَّهما إليه، وقال: إنَّ الولَدَ مَبخَلةٌ مَجبَنةٌ)) .
(أي: سبَبٌ لبُخلِ الأبِ وجُبنِه، ويحمِلُ أبويه على البُخلِ، وكذلك على الجُبْنِ؛ فإنَّه يتقاعَدُ من الغزَواتِ والسَّرايا بسَبَبِ حُبِ الأولادِ، ويمسِكُ مالَه لهم) .

( يتبع )



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 04:34 AM   #47


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الجبن

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ

- قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (كَرَمُ المُؤمِنِ تقواه، ودينُه حسَبُه، ومروءتُه خُلُقُه، والجرأةُ والجُبْنُ غرائزُ يضَعُها اللهُ حيثُ شاء، فالجبانُ يَفِرُّ عن أبيه وأمِّه، والجريءُ يقاتِلُ عمَّا لا يؤوبُ به إلى رَحلِه، والقَتلُ حَتفٌ من الحتوفِ، والشَّهيدُ من احتَسَب نفسَه على اللَّهِ) .
- وقالت عائشةُ رَضِيَ الله عنها: (إنَّ للهِ خَلقًا قلوبُهم كقُلوبِ الطَّيرِ، كلَّما خفَقَت الرِّيحُ خفَقَت معها، فأفٍّ للجُبَناءِ، أفٍّ للجُبناءِ!) .
- وقال خالِدُ بنُ الوليدِ: (لقد لَقِيتُ كذا وكذا زَحفًا، وما في جَسَدي شِبرٌ إلَّا وفيه ضربةٌ بسَيفٍ أو رميةٌ بسَهمٍ أو طعنةٌ برُمحٍ؛ فها أنا أموتُ على فِراشي حَتْفَ أنفي كما يموتُ العِيرُ! فلا نامت أعيُنُ الجُبَناءِ) .
- وقال طَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه: (لا تشاوِرْ بخيلًا في صِلةٍ، ولا جبانًا في حَربٍ، ولا شابًّا في جاريةٍ) .
- وقال معاويةُ رَضِيَ الله عنه: (لا ينبغي للمَلِكِ أن يكون كذَّابًا؛ لأنَّه إن وَعَد خيرًا لم يُرْجَ، وإن أوعَد شرًّا لم يُخَفْ. ولا غاشًّا؛ لأنَّه لم ينصَحْ، ولا تَصِحُّ الوِلايةُ إلَّا بالمناصحةِ. ولا حديدًا؛ لأنَّه إذا احتَدَّ هلَكَت رعيَّتُه. ولا حسودًا؛ لأنَّه لا يَشرُفُ أحدٌ فيه حَسَدٌ، ولا يَصلُحُ النَّاسُ إلَّا بأشرافِهم. ولا جبانًا؛ لأنَّه يجترئُ عليه عدُوُّه، وتضيعُ ثُغورُه) .
- (وقيل: كتب زيادٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ: أنْ صِفْ لي الشَّجاعةَ والجُبْنَ والجُودَ والبُخلَ، فكَتَب إليه: كتَبتَ تسألُني عن طبائِعَ رُكِّبَت في الإنسانِ تركيبَ الجوارحِ، اعلَمْ أنَّ الشُّجاعَ يقاتِلُ عمَّن لا يَعرِفُه، والجبانَ يَفِرُّ عن عِرسِه، وأنَّ الجوادَ يعطي من لا يلزَمُه، وأنَّ البخيلَ يمسِكُ عن نفسِه، وقال الشَّاعرُ:
يفرُّ جبانُ القومِ عن عِرسِ نَفسِه
ويحمي شُجاعُ القومِ من لا يناسِبُه
- وقال هانئٌ الشَّيبانيُّ لقومِه يومَ ذي قارٍ يحَرِّضُهم على القتالِ: (يا بني بَكرٍ، هالكٌ معذورٌ خيرٌ من ناجٍ فَرورٍ، المنيَّةُ ولا الدَّنيَّةُ، استقبالُ الموتِ خيرٌ من استدبارِه، الطَّعنُ في ثُغورِ النُّحورِ خيرٌ منه في الأعجازِ والظُّهورِ، يا بني بكرٍ، قاتِلوا؛ فما من المنايا بُدٌّ، الجبانُ مُبغَضٌ حتَّى لأمِّه، والشُّجاعُ محَبَّبٌ حتَّى لعَدُوِّه) .
- وقال ابنُ حبَّانَ: (الواجبُ على العاقِلِ إذا لم يُعرَفْ بالسَّماحةِ ألَّا يُعرَفَ بالبُخلِ، كما لا يجِبُ إذا لم يُعرَفْ بالشَّجاعةِ أن يُعرَفَ بالجُبْنِ، ولا إذا لم يُعرَفْ بالشَّهامةِ أن يُعرَفَ بالمهانةِ، ولا إذا لم يُعرَفْ بالأمانةِ أن يُعرَفَ بالخيانةِ) .
- وقال عَمرُو بنُ مَعدِ يكَرِبَ: (الفَزَعاتُ ثلاثةٌ: فمن كانت فزعتُه في رِجلَيه فذاك الذي لا تُقِلُّه رجلاه، ومن كانت فزعتُه في رأسِه فذاك الذي يَفِرُّ عن أبويه، ومن كانت فزعتُه في قَلبِه فذاك الذي لا يقاتِلُ) .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (الجُبْنُ مَقتلةٌ، والحِرصُ مَحرَمةٌ؛ فانظُرْ فيما رأيتَ وسَمِعتَ: من قُتِل في الحَربِ مقبِلًا أكثَرُ أم من قُتِل مُدبِرًا؟ وانظُرْ من يَطلُبُ إليك بالإجمالِ والتَّكرُّمِ أحَقُّ أن تسخوَ نفسُك له بالعطيَّةِ أم من يَطلُبُ إليك بالشَّرَهِ والحِرصِ؟) .
- وقال ابنُ تَيميَّةَ: (... إنَّ الجميعَ يتمادحون بالشَّجاعةِ والكَرَمِ، حتى إنَّ ذلك عامَّةُ ما يَمدَحُ به الشُّعراءُ ممدوحيهم في شِعرِهم، وكذلك يتذامُّون بالبُخلِ والجُبْنِ) .

آثارُ الجُبْنِ

1- (إهانةُ النَّفسِ، وسوءُ العَيشِ، وطَمَعُ طَبَقاتِ الأنذالِ وغيرِهم.
2- قلَّةُ الثَّباتِ والصَّبرِ في المواطِنِ التي يجِبُ فيها الثَّباتُ.
3- أنَّه سَبَبٌ للكَسَلِ ومحبَّةِ الرَّاحةِ اللَّذينِ هما سببُ كُلِّ رذيلةٍ.
4 - الرِّضا بكُلِّ رذيلةٍ وضَيمٍ.
5- الدُّخولُ تحت كُلِّ فضيحةٍ في النَّفسِ والأهلِ والمالِ.
6- سماعُ كُلِّ قبيحةٍ فاحشةٍ من الشَّتمِ والقَذفِ، واحتمالُ كُلِّ ظُلمٍ من كُلِّ معامِلٍ، وقِلَّةُ الأنَفةِ ممَّا يأنَفُ منه النَّاسُ) .
7- الجبانُ يُسيءُ الظَّنَّ باللَّهِ.
8- أنَّ ما يوجِبُه الجُبْنُ من الفِرارِ في الجِهادِ في سبيلِ اللهِ هو من الكبائِرِ الموجِبةِ للنَّارِ؛ قال اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [الأنفال:15-16] .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اجتَنِبوا السَّبعَ المُوبقاتِ)) وذكَرَ منها ((التَّوليَّ يومَ الزَّحفِ ) .
9- الجُبْنُ ينقُصُ الدِّينَ والمروءةَ .
10- الحِرمانُ من انشراحِ الصَّدرِ وسَعادةِ القَلبِ؛ قال ابنُ القَيِّمِ: (والجبانُ أضيَقُ النَّاسِ صَدرًا، وأحصَرُهم قلبًا، لا فَرحةَ له ولا سرورَ، ولا لذَّةَ له ولا نعيمَ إلَّا من جنسِ ما للحيوانِ البهيميِّ) .
11- الجبانُ يُعينُ عَدُوَّه على نفسِه؛ قال ابنُ القَيِّمِ: (والجُبْنُ إعانةٌ منه لعَدُوِّه على نفسِه، فهو جندٌ وسلاحٌ يعطيه عَدُوَّه ليحارِبَه به، وقد قالت العَرَبُ: الشَّجاعةُ وقايةٌ، والجُبْنُ مَقتلةٌ، وقد أكذب اللهُ سُبحانَه أطماعَ الجُبَناءِ في ظنِّهم أنَّ جُبنَهم ينجيهم من القتلِ والموتِ، فقال اللهُ تعالى: قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا [الأحزاب: 16] ) ، (وكما قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه لَمَّا قيل له: كيف كنتَ تصرَعُ الأبطالَ؟ قال: كنتُ أَلقى الرَّجُلَ فأُقَدِّرُ أني أقتُلُه، ويُقَدِّرُ هو أيضًا أني أقتُلُه، فأكونُ أنا ونفسُه عَونًا عليه. ومن وصايا بعضِهم: أشعِروا قلوبَكم في الحَربِ الجُرأةَ؛ فإنَّها سببُ الظَّفَرِ. ومن كلامِ القُدَماءِ: من تهيَّبَ عَدُوَّه فقد جهَّز إلى نفسِه جيشًا!) .
12- الجُبْنُ سببٌ من أسبابِ الخُسرانِ في الآخرةِ والذُّلِّ في الدُّنيا.

مظاهِرُ وصُوَرُ الجُبْنِ
1- الفِرارُ من ساحاتِ المعارِكِ.
2- تركُ إنكارِ المُنكَرِ مع القُدرةِ عليه.
3- شِدَّةُ الفَزَعِ والهَلَعِ عِندَ الشَّدائدِ.
4- ضَعفٌ في الرَّأيِ والبصيرةِ وذُهولٌ للذِّهنِ عِندَ الشَّدائدِ.
5- الكَذِبُ وعَدَمُ الاعترافِ بالخطأِ جُبنًا وخوفًا.
6- شِدَّةُ الخوفِ من الموتِ.
7- التَّأخُّرُ وعَدَمُ التَّقدُّمِ في الصُّفوفِ.
8- تركُ مواجهةِ الخُصومِ.
9- التَّعلُّقُ بالأعذارِ وكَثرةُ الاعتذارِ.
10- التَّثبيطُ والتَّخذيلُ.
11- تركُ الإقدامِ في المواقِفِ التي تتطَلَّبُ الإقدامَ.
12- عدَمُ ثُبوتِ الأقدامِ في المواقِفِ التي يجمُلُ فيها ثُبوتُ الأقدامِ.
13- عدمُ الصَّبرِ على مواجهةِ المواقِفِ المخيفةِ أو مقارعتِها أو تحمُّلِ آلامِها.

أسبابُ الوُقوعِ في الجُبْنِ
1- تركُ الاستعانةِ باللَّهِ.
2- الجَهلُ بما للجُبنِ من عواقِبَ سَيِّئةٍ.
3- انعِدامُ الثِّقةِ بالنَّفسِ.
4- النَّشأةُ والتَّربيةُ بالغِلظةِ والقَسوةِ ممَّا يَكسِبُ الأطفالَ الجُبْنَ والذُّلَّ والمهانةَ.
5- مصاحبةُ الضُّعَفاءِ والجُبَناءِ.
6- الحِرصُ على الدُّنيا ومتاعِها.
7- تركُ مجاهدةِ النَّفسِ.
8- التَّأثيرُ الإعلاميُّ في بثِّ الأخلاقِ المرذولةِ بَيْنَ المسلِمين، ومنها الجُبْنُ والضَّعفُ والخَوَرُ.
9- عَدَمُ الصَّبرِ، وسُوءُ الظَّنِّ.

( يتبع )



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 04:38 AM   #48


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الجبن

الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الجُبْنِ

1- اللُّجوءُ إلى اللهِ بالدُّعاءِ والإكثارُ من الذِّكرِ:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال:45] .
(للعُلَماءِ في هذا الذِّكرِ ثلاثةُ أقوالٍ:
الأوَّلُ: اذكُروا اللهَ عِندَ جزَعِ قُلوبِكم؛ فإنَّ ذِكرَه يُعينُ على الثَّباتِ في الشَّدائِدِ.
الثَّاني: اثبُتوا بقلوبِكم، واذكُروه بألسِنَتِكم؛ فإنَّ القَلبَ لا يسكُنُ عِندَ اللِّقاءِ، ويَضطَرِبُ اللِّسانُ، فأمر بالذِّكرِ حتى يثبُتَ القَلبُ على اليقينِ، ويَثبُتَ اللِّسانُ على الذِّكرِ، ويقولَ ما قاله أصحابُ طالوتَ: وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة: 250] ، وهذه الحالةُ لا تكونُ إلَّا عن قوَّةِ المعرفةِ، واتِّقادِ البصيرةِ، وهي الشَّجاعةُ المحمودةُ في النَّاسِ.
الثَّالِثُ: اذكُروا ما عندَكم من وَعدِ اللهِ لكم في ابتياعِه أنفُسَكم، ومُثامَنتِه لكم) .
2- (ترسيخُ عقيدةِ الإيمانِ بالقضاءِ والقَدَرِ، وأنَّ الإنسانَ لن يصيبَه إلَّا ما كَتَب اللهُ له.
3- ترسيخُ عقيدةِ الإيمانِ باليومِ الآخِرِ.
4- غَرسُ اليقينِ بما أعدَّه اللهُ من النَّعيمِ في الجنَّةِ للذين يقاتِلون في سبيلِ اللَّهِ.
5- التَّدريبُ العَمَليُّ بدَفعِ الإنسانِ إلى المواقِفِ المحرِجةِ التي لا يتخلَّصُ منها إلَّا بأن يتشجَّعَ.
6- الاقتناعُ بأنَّ مُعظَمَ مُثيراتِ الجُبْنِ لا تعدو كونَها مجرَّدَ أوهامٍ لا حقيقةَ لها.
7- القُدوةُ الحَسَنةُ وعَرضُ مَشاهِدِ الشِّجعانِ، وذِكرِ قِصَصِهم.
8- إثارةُ دوافعِ التَّنافُسِ، ومكافأةُ الأشجَعِ بعطاءاتٍ مادِّيَّةٍ) .
9- التَّقرُّبُ من اللهِ والاستعانةُ به وتركُ العَجزِ؛ ففي الحديثِ: ((واستَعِنْ باللهِ ولا تَعجِزْ)) ، وفي الحديثِ القُدسيِّ: ((وما يزالُ عبدي يتقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّه، فإذا أحبَبْتُه كُنْتُ سَمعَه الذي يَسمَعُ به، وبصَرَه الذي يُبصِرُ به، ويَدَه التي يَبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي عليها)) .
10- تدريبُ النَّفسِ واكتسابُ المهاراتِ اللَّازمةِ للمقاماتِ التي يُحتاجُ فيها إلى شجاعةٍ؛ ففي الجهادِ يحتاجُ إلى التَّدرُّبِ على أساليبِ القِتالِ، وفي إنكارِ المُنكَرِ يحتاجُ إلى العِلمِ الشَّرعيِّ، وهكذا.
11- التَّواضُعُ وإظهارُ الافتقارِ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ.
12- تذكُّرُ الموتِ ومَعرفةُ أفضَلِ حالاتِه التي إذا مات عليها الإنسانُ عَظُم بها أجرُه في الآخرةِ؛ فمقامُ الشَّهادةِ في قتالِ الكُفَّارِ أعظَمُ وأفضَلُ، وكما في قولِ الشَّاعِرِ:
من لم يمُتْ بالسَّيفِ مات بغيرِه
تنوَّعَت الأسبابُ والموتُ واحِدُ
13- النَّشأةُ والتَّريبةُ التي تَكسِبُ الأطفالَ العِزَّةَ والكرامةَ، ورَبْطُهم بالنَّماذِجِ والقُدواتِ التي من شأنِها غَرسُ خُلُقِ الشَّجاعةِ في نفوسِهم.
14- مراجعةُ الإنسانِ نفسَه لمواقِفِ الضَّعفِ والجُبْنِ، وتدارُكُ ما فاته فيها من الشَّجاعةِ، ويَعزِمُ على أنَّها إن تكرَّرَت أظهَرَ فيها شجاعتَه.

حُكمُ الجُبْنِ
الجُبْنُ خُلُقٌ مذمومٌ عِندَ جميعِ الخَلقِ ويحرُمُ إذا أدَّى إلى ضياعِ واجبٍ أو الوقوعِ في محرَّمٍ، وقد يُكرَهُ إذا لم يترَتَّبْ عليه شيءٌ من ذلك.

أ- الجبن في واحة الشِّعرِ

- قال حسَّانُ بنُ ثابتٍ يُعَيِّرُ الحارثَ بنَ هِشامٍ بفِرارِه يومَ بَدرٍ:
إنْ كُنتِ كاذبةَ الذي حدَّثْتِني
فنجوتِ منجى الحارِثِ بنِ هِشامِ
تركَ الأحبَّةَ لم يقاتِلْ دونَهم
ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ
ملأَتْ به الفرجَينِ فارمَدَّتْ به
وثوى أحبَّتُه بشَرِّ مَقامِ
- قال النُّويريُّ: (ومِن أبلَغِ ما قيل في الجُبْنِ من الشِّعرِ القديمِ:
قولُ الشَّاعِرِ:
ولو أنَّها عصفورةٌ لحسِبْتَها
مسوَّمةً تدعو عبيدًا وأزنمَا
ومِثلُه قولُ عُروةَ بنِ الوردِ:
وأشجَعَ قد أدركْتُهم فوجَدْتُهم
يخافون خَطفَ الطَّيرِ من كُلِّ جانبِ
- وقال آخَرُ:
ما زلتَ تحسَبُ كُلَّ شيءٍ بَعدَهم
خيلًا تَكِرُّ عليهمُ ورِجالَا
- وقولُ أبي تمَّامٍ:
موكَلٌ بيفاعِ الأرضِ يَذرَعُها
من خِفَّةِ الخَوفِ لا من خِفَّةِ الطَّرَبِ
- وقال ابنُ الرُّومي:
وفارِسٍ أجبَنَ من صِفرِدٍ
يحولُ أو يغورُ مِن صَفْرَهْ
لو صاح في اللَّيلِ به صائحٌ
لكانت الأرضُ له طَفْرَه
يرحمُه الرَّحمنُ من جُبنِه
فيُرزَقُ الجندُ به النُّصْرَهْ) .
- وقال المتنبِّي:
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ
طَلَب الطَّعنَ وَحدَه والنِّزالا
- وقال المتنبِّي:
فلو أنَّ الحياةَ تبقى لحيٍّ
لعَدَدْنا أضَلَّنا الشُّجْعانا
وإذا لم يكُنْ من الموتِ بُدٌّ
فمن العَجزِ أن تكونَ جبانَا
- وقال آخَرُ:
جهلًا علينا وجُبنًا عن عَدُوِّكم
لبِئسَت الخَلَّتانِ الجَهلُ والجُبْنُ
- وقال العَرجيُّ:
مِثلُ الضَّفادعِ نقَّاقون وَحدَهم
إذا خَلَوا، وإذا لاقَيتَهم خُرسُ !
- وقيل في رجُلٍ أكولٍ جبانٍ:
إذا صوَّتَ العُصفورُ طار فؤادُه
وليثٌ حديدُ النَّابِ عِندَ الثَّرائِدِ
- وكان معاويةُ رَضِيَ الله عنه يتمَثَّلُ بهذين البيتينِ كثيرًا:
أكان الجبانُ يرى أنَّه
سيُقتَلُ قبلَ انقِضاءِ الأجَلْ
فقد تُدرِكُ الحادثاتُ الجَبانَ
ويَسلَمُ منها الشُّجاعُ البَطَلْ



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 04:40 AM   #49


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الجدال والمراء )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 06:22 PM   #50


الصورة الرمزية البراء
البراء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:28 AM)
 المشاركات : 27,065 [ + ]
 التقييم :  31423
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الجدال والمراء

آفة عظيمة وداء عضال تمكن من كثير من الناس ، فتراهم في مجالسهم ومنتدياتهم وأحاديثهم يتجادلون ويتناقشون ويماري بعضهم بعضا ، ولربما ثارت بينهم الخصومات والعداوات بسبب هذا الجدل والمراء.
لقد صرح القرآن الكريم بأن الإنسان بطبعه مجادل برغم وجود الحجج والبراهين الدامغة والآيات الساطعة والأمثلة المتعددة:
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) [الكهف:54].
الجدال منه ما هو مذموم، ومنه ما هو محمود. أما المحمود فهو ما تعلق بإظهار الحق والدلالة عليه والدعوة إليه، وهذا الذي أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125]. وقال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت:46].
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
وقد جادل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الخوارج زمن عليّ بن أبي طالب بأمر علي، فأقام عليهم الحجة وأفحمهم، فعاد عن هذه البدعة خلق كثير. فهذا هو الجدال المحمود: ما كان لإظهار الحق بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه.
أما النوع الآخر من الجدال- وهو موضوع حديثنا - فهو الجدال بالباطل، وهو أنواع :
الجدال لطمس نور الحق
فمنه ما يكون الهدف منه طمس نور الحق والتشغيب عليه وشغل أهل الحق عنه: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) [الأنعام:121]. وأخبر الله عن هذا الصنف من الناس بقوله:
(وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ) [غافر:5].
وقال عز وجل:
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الأنعام:25].
والدافع إلى هذا النوع من الجدال والمراء هو الكبر في نفوس هؤلاء ، كبرٌ يمنعهم من قبول الحق والعمل به: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [غافر:56]. وهذا النوع من الجدال يهلك صاحبه ويضله ويعميه ويجعله يوم القيامة من الخاسرين: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) [الحج، 4]. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الحج:8، 9].

معنى الجدل والمراء لغةً واصطلاحًا
معنى الجدل لغةً
:
الجدل: اللدد في الخصومة والقدرة عليها، وجادله أي: خاصمه، مجادلة وجدالًا. والجدل: مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والجدالُ: الخصومة؛ سمي بذلك لشدته .
معنى الجدل اصطلاحًا:
قال الراغب: (الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة) .
وقال الجرجاني: (الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه) .
وقال أيضًا: (الجدال: هو عبارة عن مراء يتعلَّق بإظهار المذاهب وتقريرها) .
معنى المراء لغةً:
المراء: الجدال. والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشكِّ والريبة، ويقال للمناظرة: مماراة، وماريته أماريه مماراة ومراء: جادلته .
معنى المراء اصطلاحًا:
المراء: هو كثرة الملاحاة للشخص لبيان غلطه وإفحامه، والباعث على ذلك الترفع .
وقال الجرجاني: (المراء: طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه، من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير) .
وقال الهروي عن المراء: هو (أن يستخرج الرجل من مناظره كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها)

الفرق بين الجدال والمراء والحجاج
- الفرق بين الجدال والحجاج:

الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج: هو ظهور الحجة.
والمطلوب بالجدال: الرجوع عن المذهب .
- الفرق بين الجدال والمراء:
قيل: هما بمعنى.
غير أن المراء مذموم، لأنه مخاصمة في الحقِّ بعد ظهوره، وليس كذلك الجدال ولا يكون المراء إلا اعتراضًا، بخلاف الجدال، فإنَّه يكون ابتداء واعتراضًا .
- الفرق بين الجدل والمناظرة والمحاورة:
الجدل يُراد منه إلزام الخصم ومغالبته.
أما المناظرة: فهي تردد الكلام بين شخصين، يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله، وإبطال قول صاحبه، مع رغبة كلٍّ منهما في ظهور الحق.
والمحاورة: هي المراجعة في الكلام، ومنه التحاور أي التجاوب، وهي ضرب من الأدب الرفيع، وأسلوب من أساليبه، وقد ورد لفظ الجدل والمحاورة في موضع واحد من سورة المجادلة في قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة: 1] وقريب من ذلك المناقشة والمباحثة

ذم الجدال والمراء والنهي عنهما
أولًا: في القرآن الكريم

- قال الله تعالى: فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة: 197].
وعن ابن مسعود في قوله: وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ قال: (أن تماري صاحبك حتى تغضبه) . وعن ابن عباس: (الجدال: المراء والملاحاة حتى تغضب أخاك وصاحبك، فنهى الله عن ذلك) . وعن ابن عمر: (الجدال المراء والسباب والخصومات) .
وقال السعدي: (قد استقام أمر الحجِّ فلا تجادلوا فيه) .
وقال الطبري: (اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: النهي عن أن يجادل المحرم أحدًا. ثم اختلف قائلو هذا القول، فقال بعضهم: نهى عن أن يجادل صاحبه حتى يغضبه) .
- وقال جلَّ شأنه: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة: 204].
قال العيني: (أي: شديد الجدال، والخصومة، والعداوة للمسلمين) .
قال مقاتل: (يقول جدلًا بالباطل) .
وقال الطبري: أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك .
- وقال جلَّ في علاه: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [غافر: 4].
(قال سهل: في القرآن آيتان ما أشدَّهما على من يجادل في القرآن، وهما قوله تعالى: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا [غافر: 4] أي: يماري في آيات الله، ويخاصم بهوى نفسه، وطبع جبلة عقله، قال تعالى: وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ[البقرة: 197]، أي: لا مراء في الحج. والثانية: قوله: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ [البقرة: 176]) .
- وقال سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8].
قال الزجاج: (فالمعنى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم متكبرًا) .
وقال البيضاوي: (ومن الناس من يجادل في الله في توحيده وصفاته) .
وقال الشوكاني: (ومعنى اللفظ: ومن الناس فريق يجادل في الله، فيدخل في ذلك كلُّ مجادل في ذات الله، أو صفاته، أو شرائعه الواضحة) .
وقال السعدي: (ومن الناس طائفة وفرقة سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحقَّ، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق، والحال أنهم في غاية الجهل، ما عندهم من العلم شيء) .
- وقال جل شأنه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت: 46].
(قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لا ينبغي أن يجادل من آمن منهم، لعلهم أن يحدثوا شيئًا في كتاب الله لا تعلمه أنت، قال: لا تجادلوا، لا ينبغي أن تجادل منهم) .
وقال السعدي: (ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحقِّ وتحسينه، وردٍّ عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحبِّ العلو، بل يكون القصد بيان الحقِّ وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع) .
- وقال تعالى: هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [آل عمران: 66].
قال الطبري: (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ها أنتم: هؤلاء القوم الذين خاصمتم وجادلتم فيما لكم به علم من أمر دينكم الذي وجدتموه في كتبكم، وأتتكم به رسل الله من عنده، وفي غير ذلك مما أوتيتموه، وثبتت عندكم صحته، فلم تحاجُّون؟ يقول: فلم تجادلون وتخاصمون فيما ليس لكم به علم) .
قال الشوكاني: (وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل، بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحقِّ) .
وقال السعدي: (وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأنَّ من تكلَّم بذلك فهو متكلِّم في أمر لا يمكَّن منه، ولا يسمح له فيه)

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 14 07-16-2024 05:02 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
لنتصدق على فقراء الأخلاق. رهيبة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 6 09-16-2022 10:57 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 08:17 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas