آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-24-2024, 06:02 AM | #291 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – سوء الجوار
آثارُ سُوءِ الجِوارِ 1- إيقادُ نارِ العداوةِ والبغضاءِ. 2- القَلَقُ والتَّوتُّرُ وغيابُ الشُّعورِ بالأمنِ. 3- التَّعرُّضُ لسَخَطِ اللهِ وعُقوبتِه. 4- يؤدِّي إلى ما لا يُحمَدُ عُقباه من المشاجراتِ والسِّبابِ وسَفكِ الدِّماءِ. 5- تنغيصُ المعيشةِ وتكديرُ الحياةِ. 6- تفَكُّكُ المجتَمَعِ وعَدَمُ تماسُكِه. 7- الوقوعُ في عدَدٍ من الرَّذائلِ كالغِيبةِ والنَّميمةِ. 8- بثُّ رُوحِ الانتقامِ والثَّأرِ للنَّفسِ. دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ بالنِّسبةِ لقُربِ مسافةِ الجِوارِ وبُعدِها: الأولى: سُوءُ الجِوارِ للجارِ الملاصقِ، الملازِمِ لجارِه لا ينفَكُّ عنه. الثَّانيةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ المخالِطِ، الذي يجمَعُه به مجلِسٌ أو بيوتٌ، وهذا غيرُ ملازِمٍ. الثَّالثةُ: سوءُ جِوارِ القُرى تجاهَ القُرى المتجاورةِ والمدُنِ والأقطارِ، والدُّولِ تجاهَ الدُّوَلِ . دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ بالنِّسبةِ للجارِ المُسلِمِ وغيرِه: الأولى: سُوءُ الجِوارِ لجارٍ مُسلِمٍ ذي رَحِمٍ؛ فهذا له ثلاثةُ حُقوقٍ: حقُّ الإسلامِ، وحَقُّ الجِوارِ، وحقُّ الرَّحِمِ. الثَّانيةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ المُسلِمِ، وهذا له حقُّ الإسلامِ وحَقُّ الجِوارِ. الثَّالثةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ غيرِ المُسلِمِ، وهذا له حقُّ الجِوارِ . مظاهِرُ وصُوَرُ سُوءِ الجِوارِ 1- الزِّنا بزَوجةِ الجارِ، وهو من أشنَعِ وأقبَحِ صُوَرِ سُوءِ الجِوارِ؛ عن عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الذَّنبِ أعظَمُ عِندَ اللهِ؟ قال: ((أن تجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَك. قلتُ: إنَّ ذلك لعظيمٌ! قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: وأن تَقتُلَ ولَدَك تخافُ أن يَطعَمَ معك. قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: أن تُزانيَ حليلةَ جارِك)) . قال ابنُ الجوزيِّ: قولُه: ((أن تُزانيَ حليلةَ جارِك)) تُزاني: تُفاعِلُ، مِنَ الزِّنا. والحليلةُ واحِدةُ الحلائِلِ: وهنَّ الأزواجُ، ولَمَّا كان الشِّركُ أعظَمَ الذُّنوبِ بدأ به؛ لأنَّه جَحدٌ للتَّوحيدِ، ثمَّ ثنَّاه بالقتلِ؛ لأنَّه محوٌ للمُوجِدِ، ثمَّ ثلَّثَ بالزِّنا؛ لأنَّه سَبَبٌ لاختلاطِ الفَرشِ والأنسابِ، وخصَّ حليلةَ الجارِ؛ لأنَّ ذنبَ الزِّنا بها يتفاقَمُ بهتكِ حُرمةِ الجارِ، وقد كان العرَبُ يتشَدَّدون في حِفظِ ذمَّةِ الجارِ، ويتمادَحون بحِفظِ امرأةِ الجارِ . 2- سُوءُ الجِوارِ الذي يَصِلُ إلى قَتلِ الجارِ: عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَقتُلَ الرَّجُلُ جارَه وأخاه وأباه)) . (فقد جَعَل دَمَ الجارِ مُساويًا لدَمِ الأخِ والأبِ، وأقرَبُ ما يكونُ إلى الإنسانِ عَضُدُه وأصلُه) . 3- سُوءُ الجِوارِ بإطلاقِ اللِّسانِ بالأذيَّةِ له: عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ من كثرةِ صلاتِها وصيامِها وصدَقَتِها، غيرَ أنَّها تؤذي جيرانَها بلِسانِها، قال: هي في النَّارِ)) . 4- سُوءُ الجِوارِ بتصَرُّفِ الإنسانِ في مِلكِه بما يؤذي جارَه؛ قال ابنُ قُدامةَ: (من كانت له أرضٌ لها ماءٌ لا طريقَ له إلَّا في أرضِ جارِه، وفي إجرائِه ضَرَرٌ بجارِه، لم يَجُزْ إلَّا بإذنِه؛ لأنَّه لا يملِكُ الإضرارَ به بالتَّصرُّفِ في مِلكِه بغيرِ إذنِه) . 5- سُوءُ الجِوارِ بالحَسَدِ للجارِ وتمنِّي زوالِ النِّعمةِ عنه. 6- سُوءُ الجِوارِ بالاحتقارِ والسُّخريةِ من الجارِ، وقد حرَّم اللهُ سُبحانه السُّخريةَ بأشكالِها كافَّةً، وخاطب في ذلك الرِّجالَ والنِّساءَ، ويتعاظَمُ التَّحريمُ في حَقِّ الجارِ؛ لعِظَمِ حَقِّه؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11] . 7- سُوءُ الجِوارِ بكَشفِ أسرارِ الجارِ التي ائتَمَن جارَه عليها، وفيه من تضييعِ الأمانةِ، وهَتكِ السِّترِ، وكُلُّ ذلك ممَّا نهى الدِّينُ عنه وقَبَّح فِعلَه، كما أنَّه خُلُقٌ من أخلاقِ اللِّئامِ؛ فالكِرامُ يحفَظون أسرارَ جيرانِهم، ويحافِظون على سَترِهم، سواءً في غَيبتِهم أو حُضورِهم. ذكر ابنُ عبدِ البَرِّ أنَّ مالِكَ بنَ أنَسٍ مَرَّ بقَينةٍ تُغَنِّي شِعرًا: أنتِ أختي وأنتِ حُرمةُ جاري وحقيقٌ عَلَيَّ حِفظُ الجِوارِ إنَّ للجارِ إن تغيَّبَ غَيبًا حافِظًا للمَغيبِ والأسرارِ ما أُبالي أكان للبابِ سِترٌ مُسبَلٌ أم بَقِيَ بغيرِ سِتارِ فقال مالكٌ: عَلِّموا أهليكم هذا ونحوَه . 8- سوءُ الجارِ بتتبُّعِ عَثَراتِ الجارِ، والفَرَحِ بزلَّاتِه، والواجِبُ على الجارِ أن يستُرَ جارَه، لا أن يَفرَحَ بزلَّتِه ويسعى في فَضحِه أو ابتزازِه. عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فَرَّج عن مُسلِمٍ كُربةً فَرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)) . 9- سُوءُ الجِوارِ بالنَّظَرِ إلى محارِمِ جارِه والتَّطلُّعِ إليهنَّ، وهذه الخَصلةُ القبيحةُ كانت العَرَبُ في الجاهليَّةِ تأنَفُ منها، وتفخَرُ بالتَّرفُّعِ عنها. يقولُ عنترةُ: وأغُضُّ طَرْفي إن بَدَت لي جارتي حتَّى يواري جارتي مأواها . وقد رُوِيَ أنَّ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ صَعِد فوقَ بيتِه، فأشرَفَ على جارهِ، فقال: (سَوءةٌ سَوءةٌ! دخَلْتُ على جاري بغيرِ إذنٍ! لا صَعِدتُ فوقَ هذا البيتِ أبدًا) . 10- سُوءُ الجِوارِ بإيصالِ أنواعِ المضايقاتِ المختَلِفةِ إلى الجارِ خصوصًا في المدُنِ، ومن صُوَرِ ذلك في الوَقتِ الحاضِرِ: محلَّاتُ العَمَلِ الذي يتطلَّبُ حَركةً شديدةً، مِثلُ الوِرَشِ تهتَزُّ منه الحيطانُ وتتأثَّرُ بسبَبِه، فمِثلُ هذا يُمنَعُ من إيذاءِ الجارِ، وإذا حدث تصدُّعٌ أو خرابٌ بسَبَبِه كان ضامنًا، أو البيوتِ، وكذلك الحالُ في المحلَّاتِ التي تحدِثُ ضجيجًا وقلَقًا للسُّكانِ، أو في جِوارِ المُستَشفياتِ أو المدارِسِ، وما يتطَلَّبُ الهدوءَ والرَّاحةَ، وكذلك صاحِبُ المذياعِ ونحوُه الذي يرفَعُ صَوتَه أكثَرَ من حدودِ بيتِه، وهؤلاء الذين يأتون إلى بيوتِ أصدقائِهم بسيَّاراتِهم وبدَلًا من أن ينزِلَ ويَطرُقَ عليه البابَ، فإنَّه يُطلِقُ صَوتَ مُنَبِّهِ السَّيَّارةِ ولا يبالي بإزعاجِ جيرانِهم، وقد يكونُ هناك المريضُ والنَّائِمُ، بل والطِّفلُ الصَّغيرُ؛ كُلُّ ذلك ممَّا ينبغي مراعاتُه في عمومِ حُقوقِ الجارِ، وممَّا يدخُلُ في حَدِّ الإلزامِ، سواءٌ كان أدبيًّا أو قضائيًّا، ممَّا تميَّز به خاصَّةً حَقُّ الجارِ . ولقد كان أهلُ الجاهليَّةِ يَحرِصون على عَدَمِ إيصالِ الأذى للجارِ ولا إلى ما يملِكُه، فالمُسلِمُ أحَقُّ بهذا منهم. عن الحَسَنِ قال: (كان الرَّجُلُ في الجاهليَّةِ يقولُ: واللهِ لا يؤذَى كَلبُ جاري) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-24-2024, 06:06 AM | #292 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – سوء الجوار
أسبابُ سُوءِ الجِوارِ 1- سوءُ الخُلُقِ. 2- الغَفلةُ عن أوامِرِ الشَّرعِ الآمِرةِ بحُسنِ الجِوارِ. 3- الجَهلُ بعظيمِ حَقِّ الجارِ، والعقوبةِ المُستحَقَّةِ لِمن أساء إليه. 4- عدَمُ إدراكِه لعواقِبِ سُوءِ الجِوارِ في الدُّنيا من بُغضِ الجيرانِ له، وتمنِّيهم رحيلَه عنهم، وافتقادِهم عِندَ المحَنِ والشَّدائِدِ. 5- الحَسَدُ الذي يحمِلُ الجارَ على الإساءةِ إلى جارِه، وعَدَمِ مراعاةِ حَقِّه. 6- عَدَمُ وُجودِ رادعٍ من القريبينَ أو المجتَمَعِ المُسلِمِ عُمومًا؛ ممَّا يحمِلُه على التَّمادي في الإساءةِ . الوسائِلُ المعينةُ على تَركِ الإساءةِ للجارِ 1- أن يَعلَمَ أنَّ اللهَ سُبحانه حَرَّم العُدوانَ على الجارِ والإساءةَ إليه، فيُقلِعَ عمَّا نهى اللهُ عنه. 2- أن يَعمَلَ على مجاهَدةِ النَّفسِ وكَبْحِها عمَّا يُسَبِّبُ الأذيَّةَ للجيرانِ، سواءٌ كان بالقولِ أو بالفِعلِ. 3- أن يَعلَمَ أنَّ سُوءَ الجِوارِ ليس من أخلاقِ المُؤمِنين، فيَحرِصَ على ألَّا يتخَلَّقَ بذلك. 4- أن يَعلَمَ أنَّ المُؤمِنَ يحِبُّ لأخيه ما يحِبُّ لنفسِه، ولا يرضى أحدٌ لنَفسِه أن يَلحَقَه أذًى أو يَشعُرَ بإساءةٍ. 5- أن يَعلَمَ أنَّ أذى الجارِ نَقصٌ في الإيمانِ. 6- أن يَعلَمَ أنَّه لَمَّا كان الذَّنبُ في حَقِّ الجارِ أقبَحَ، كان الإثمُ أعظَمَ، وهذا أشدُّ ردعًا للإنسانِ عن سُوءِ الجِوارِ. 7- أن يَعلَمَ أنَّ الجارَ يَحصُدُ من جيرانِه ما يَزرَعُ، فمن أساء الجِوارَ فلن يحصُدَ الإحسانَ. 8- مقابلةُ الإساءةِ بالإحسانِ، والدَّفعُ بالتي هي أحسَنُ؛ قال اللهُ سُبحانَه: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت: 34 - 35] . 9- الاجتهادُ في كَفِّ أذى المُسيءِ لجارِه بالطُّرُقِ المشروعةِ، ومنها رَفعُ أمرِه إلى مَن يملِكُ كَفَّ أذاه أو رَدْعَه. 10- النُّصحُ والإرشادُ والدَّعوةُ والتَّوجيهُ من قِبَلِ الأئمَّةِ والخُطَباءِ والعُلَماءِ إلى أهميَّةِ المحافظةِ على حُقوقِ الجارِ وخُطورةِ الإساءةِ إليه. حُكمُ سُوءِ الجِوارِ أذى الجارِ محرَّمٌ، والأذى بغيرِ حَقٍّ وإن كان محرَّمًا لكُلِّ أحَدٍ، لكِنْ في حَقِّ الجارِ هو أشدُّ تحريمًا، وهو معدودٌ من الكبائِرِ، كأن يُشرِفَ على حرَمِه، أو يَبنيَ ما يُؤذيه ممَّا لا يسوغُ له . أخطاءٌ شائعةٌ حولَ سُوءِ الجِوارِ الاعتقادُ بأنَّ أمرَ الجارِ بالمعروفِ ونَهْيَه عن المُنكَرِ إساءةٌ لجِوارِه، وأنَّ مِن حُسنِ الجِوارِ السُّكوتَ عنه وتَرْكَ نُصحِه، وهذا خطَأٌ، وقد نبَّه العُلَماءُ على ذلك، وقد نصُّوا على أنَّ الجارَ غيرَ الصَّالحِ ينبغي كفُّه عن الذي يرتَكِبُه بالحُسنى على حَسَبِ مراتِبِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ، وكذلك يَعِظُ الجارُ المُسلِمُ جارَه الكافِرَ بعَرضِ الإسلامِ عليه، وتبيينِ محاسِنِه، والتَّرغيبِ فيه برِفقٍ، ويَعِظُ الفاسِقَ بما يناسِبُه بالرِّفقِ أيضًا، ويَستُرُ عليه زَلَلَـه عن غيرِه، وينهاه برِفقٍ، فإن أفاد فبه وإلَّا هَجَره قاصِدًا بذلك تأديبَه مع إعلامِه بالسَّبَبِ ليَكُفَّ . مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ - حدُّ الجِوارِ: اختلفت عباراتُ أهلِ العِلمِ في حَدِّ الجِوارِ المُعتَبَرِ شَرعًا، فممَّا قيل في ذلك ما يلي: 1- أنَّ حَدَّ الجِوارِ أربعون دارًا من كُلِّ جانبٍ. 2- أنَّه عَشَرةُ دورٍ من كُلِّ جانبٍ. 3- أنَّ مَن سَمِع النِّداءَ هو جارٌ. 4- أنَّ الجارَ هو الملاصِقُ الملازِقُ. 5- أنَّ حَدَّ الجِوارِ هم الذين يجمَعُهم مَسجِدٌ واحِدٌ. 6- أنَّه المساكنةُ في مدينةٍ مجاورةٍ. وأشار الشَّوكانيُّ بعدَ استعراضِه للأقوالِ المختَلِفةِ في حَدِّ الجارِ إلى أنَّه لم يأتِ في الشَّرعِ ما يفيدُ أنَّ الجارَ هو الذي بينَه وبينَ جارِه مقدارُ كذا، ولا وَرَد في لغةِ العَرَبِ أيضًا ما يُفيدُ ذلك. وعلى هذا فحَدُّ الجِوارِ يُرجَعُ فيه إلى العُرفِ؛ فما عُلِم عُرفًا أنَّه جارٌ فهو جارٌ . - حقُّ الجارِ الأقرَبِ أعظَمُ: فقد نَصَّ العُلَماءُ على أنَّ حَقَّ الجارِ الأقرَبِ أعظَمُ من الجارِ الأبعَدِ؛ فجارُ الدَّارِ الملاصِقِ أعظَمُ حَقًّا من البعيدِ، وجارُ المخالَطةِ في مسجِدٍ أو سوقٍ حَقُّه دونَهما، ونحوُ ذلك، ومن كان أعظَمَ حَقًّا كانت الإساءةُ في حقِّه أعظَمَ . - سُوءُ الجِوارِ سَبَبٌ لفَسخِ عَقدِ الإجارةِ: فقد قال الفُقَهاءُ: لو اطَّلع المستأجِرُ على عَيبٍ في الشَّيءِ المُستأجَرِ في مدَّةِ العقدِ، وكان هذا العَيبُ يُخِلُّ بالانتفاعِ بالمعقودِ عليه، ويفوِّتُ المقصودَ بالعَقدِ مع بقاءِ العَينِ؛ فله الفَسخُ، سواءٌ أكان العيبُ قديمًا أم حديثًا، وسواءٌ أكان قَبلَ القبضِ أم بَعدَه، وكُلُّ ما يحولُ بَيْنَ المستأجِرِ والمنفعةِ من تَلَفِ العينِ المُستأجَرةِ أو غَصْبِها أو تَعييبِها وحدوثِ خَوفٍ عامٍّ يمنعُ مِن سُكنى الدَّارِ، أو كان الجارُ سُوءًا؛ تُفسَخُ به الإجارةُ . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-24-2024, 06:09 AM | #293 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – سوء الجوار
سوء الجوار في واحة الأدب أ- من الشِّعرِ 1- قال الشَّاعِرُ: أقولُ لجاري إذا أتاني معاتِبًا مُدِلًّا بحَقٍّ أو مُدِلًّا بباطِلِ إذا لم يَصِلْ خيري إليك وأنت مجاوِرٌ فما شَرِّي إليك بواصلِ 2- وقال آخَرُ: اطلُبْ لنَفسِك جيرانًا تجاوِرُهم لا تُصلِحِ الدَّارَ حتَّى يَصلُحَ الجارُ 3- وقال الشَّاعِرُ: يلومونَني أن بِعْتُ بالرُّخصِ مَنزلي ولم يَعلَموا جارًا هناك يُنَغِّصُ فقلتُ لهم كُفُّوا الملامَ فإنَّما بجيرانِها تغلو الدِّيارُ وتَرخُصُ . 4- وقال الشَّاعِرُ: ولم أَرَ مِثلَ الجَهلِ يدعو إلى الرَّدَى ولا مِثلَ جارِ السُّوءِ يُكرَهُ جانِبُه . 5- وقال آخَرُ: لا يأمُلُ الجارُ خيرًا من جِوارِهم ولا محالةَ مِن هُزءٍ وألقابِ . 6- وقال الشَّاعِرُ: ألَا من يشتري دارًا برُخصٍ كراهةَ بَعضِ جِيرتِها تُباعُ . 7- قال ابنُ الوَرديِّ: دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإن لم تجِدْ صَبرًا فما أحلى النَّقلَ . 8- وكان لابنِ النَّقيبِ جارٌ مُؤذٍ، يحسُدُ جيرانَه ويعادي أقرباءَه، وفيه من المعايبِ الكثيرُ، حتَّى اعتبره ابنُ النَّقيبِ مجمَعًا للمعايبِ، فأنشد يقولُ في حَقِّه: لي جارٌ شَخصُه إكسيرُ أوصافِ المعايِبِ حسَدُ الجيرةِ فيه وعداواتُ الأقارِبِ ليتَه لم يَعْنِني لم يكُنْ عَونَ النَّوائِبِ . ب- من الأمثالِ والحِكَمِ - (لا ينفَعُك من جارِ سُوءٍ تَوَقٍّ). قال أبو عُبَيدٍ: (يعني: أنَّك لا تقدِرُ على الاحتراسِ منه ولو حَرَصْتَ؛ لقُربِه منك) . - (بِعتُ جاري ولم أبِعْ داري). قال الزَّمخشريُّ: (يُضرَبُ في سُوءِ الجِوارِ) . يقولُ: إنِّي كنتُ راغبًا في الدَّارِ إلَّا أنَّ جاري أساء مجاورتي، فبِعتُ الدَّارَ من أجلِه . - (ما ظنُّك بجارِك؟ قال: كظَنِّي بنفسي). (قيل: إنَّ الفاجِرَ يَظُنُّ بجارِه الفُجورَ، وهذا مَثَلٌ مُبتَذَلٌ) . - (هذا أحقُّ مَنزِلٍ بتَرْكٍ). قال أبو عُبَيدٍ: (يُضرَبُ لكُلِّ شيءٍ قد استحَقَّ أن يُترَكَ من رجُلٍ أو جِوارٍ أو غيرِه) . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-24-2024, 06:10 AM | #294 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الشراهة )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-28-2024, 06:58 AM | #295 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الشراهة
معنى الشَّراهةِ لغةً واصطِلاحًا الشَّراهةُ لغةً: الشَّراهةُ مصدَرُ شَرِهَ؛ يُقالُ: شَرِهَ إلى الشَّيءِ وعليه: إذا اشتدَّ حِرصُه عليه، والشَّرَهُ: أسوَأُ الحِرصِ وأقبَحُه، وقيل: هو غَلَبةُ الحِرصِ . الشَّراهةُ اصطِلاحًا: 1- قيل: (هي الانهِماكُ في اللَّذَّاتِ، والخُروجُ فيها عمَّا ينبغي) . 2- وقيل: (أن يأكُلَ نَصيبَه، ويطمَعَ في نَصيبِ غَيرِه) . 3- وقيل: (الحِرصُ على ألَّا يفوتَه شيءٌ) . الفَرقُ بَينَ الشَّراهةِ والحِرصِ والطَّمعِ وبَينَ الشَّراهةِ والنَّهَمِ والشَّبَقِ الشَّرَهُ: أسوَأُ الحِرصِ، والحِرصُ أشَدُّ الطَّمعِ، وأمَّا الشَّرَهُ فهو استِقلالُ الكِفايةِ والاستِكثارُ لغَيرِ حاجةٍ، وهذا فَرقُ ما بَينَ الحِرصِ والشَّرَهِ، ومتى كانت الشَّهوةُ للقُنْياتِ قيل لها: الشَّرَهُ؛ سواءٌ كان مالًا أو طعامًا أو نِكاحًا، ومتى كانت للطَّعامِ قيل لها: النَّهَمُ، فإذا كانت للنِّكاحِ قيل لها: الشَّبقُ . ذم الشراهة والتحذير منها أ- مِن القرآنِ الكريمِ وردَت عدَّةُ آياتٍ في ذمِّ الشَّراهةِ: 1- قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ [محمد: 12] ، أي: إنَّهم يأكلونَ بالشَّرَهِ والنَّهَمِ كالأنعامِ؛ لأنَّهم جُهَّالٌ يأكلونَ للشَّهوةِ فقط . 2- قال تعالى: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة: 42] ، كأنَّ بالمُستَرشي وآكِلِ الحرامِ مِن الشَّرَهِ إلى ما يُعطى مِثلَ الذي بالمسحوتِ المَعِدةِ مِن النَّهَمِ والشَّرَهِ إلى الطَّعامِ، فلا يشبَعُ أبدًا . 3- قال تعالى: يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ [البقرة: 273] ، أحسَن الثَّناءَ عليهم بنَفيِ الشَّرَهِ عنهم . 4- قال تعالى: إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا [المعارج: 19] ، قيل: هو الشَّرِهُ الحريصُ الذي لا يشبَعُ مِن جَمعِ المالِ . 5- قال تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف: 20] . قال الحليميُّ: (هذا الوعيدُ مِن اللهِ، وإن كان للكُفَّارِ والذين يُقدِمونَ على الطَّيِّباتِ المحظورةِ؛ ولذلك قال: فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ، فقد يُخشى مِثلُه على المُنهمِكينَ في الطَّيِّباتِ المُباحةِ؛ لأنَّ مَن تعوَّدها مالت نَفسُه إلى الدُّنيا، فلم يُؤمَنْ أن يرتَبِكَ في الشَّهواتِ والملاذِّ، كُلَّما أجاب إلى واحِدةٍ منها دعَته إلى غَيرِها، فيصيرُ إلى ألَّا يُمكِنَه عِصيانُ نَفسِه في هوًى قطُّ، وينسَدُّ بابُ العِبادةِ دونَه، وإذا آل به الأمرُ إلى هذا لم يبعُدْ أن يُقالَ: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ، فلا ينبغي أن تُعوَّدَ النَّفسُ بما يميلُ بها إلى الشَّرَهِ، ثُمَّ يصعُبُ تدارُكُها، ولْتُرَضْ مِن أوَّلِ الأمرِ على السَّدادِ؛ فإنَّ ذلك أهوَنُ مِن أن يَدْرَبَ على الفسادِ، ثُمَّ يجتهِدَ في إعادتِها إلى الصَّلاحِ. واللهُ أعلَمُ) . ب- مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ وحذَّر النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن الشَّراهةِ في غَيرِ مَوطِنٍ: 1- عن حكيمِ بنِ حِزامٍ رضِي اللهُ عنه، قال: ((سألْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعطاني، ثُمَّ سألْتُه فأعطاني، ثُمَّ سألْتُه فأعطاني، ثُمَّ قال لي: يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ، فمن أخذَه بطيبِ نَفسٍ بورِك له فيه، ومَن أخذَه بإشرافِ نَفسٍ لم يُبارَكْ له فيه، وكان كالذي يأكُلُ ولا يشبَعُ، واليدُ العُليا خيرٌ مِن اليدِ السُّفلى)) ، قولُه: ((بإشرافِ نَفسٍ)) أي: بتطلُّعٍ وحِرصٍ وشَرَهٍ إليه ؛ ففي هذا الحديثِ ذمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحِرصَ والشَّرَهَ إلى الاستِكثارِ، وشبَّه فاعِلَ ذلك بالبهائِمِ التي تأكُلُ ولا تشبَعُ، وهذا غايةُ الذَّمِّ له؛ لأنَّ الأنعامَ لا تأكُلُ لإقامةِ أرماقِها، وإنَّما تأكُلُ للشَّرَهِ والنَّهَمِ . وقيل: المُرادُ بقولِه: ((كان كالذي يأكُلُ ولا يشبَعُ)): أنَّ سبيلَه في ذلك إذا أُعطِي عن حِرصٍ وشَرَهٍ، فسبيلُه في ذلك سبيلُ مَن يأكُلُ مِن ذي سَقَمٍ وآفةٍ، يأكُلُ فيزدادُ سَقمًا، ولا يجِدُ شِبَعًا؛ فيَنجَعَ فيه الطَّعامُ . وفي حديثِ مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ رضِي اللهُ عنهما، قال: ((سمعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ... ومَن أعطَيتُه عن مسألةٍ وشَرَهٍ كان كالذي يأكُلُ ولا يشبَعُ)) . 2- عن نافِعٍ قال: ((كان ابنُ عُمرَ لا يأكُلُ حتَّى يُؤتى بمِسكينٍ يأكلُ معَه، فأدخَلْتُ رجُلًا يأكُلُ معَه، فأكل كثيرًا، فقال: يا نافِعُ، لا تُدخِلْ هذا عليَّ، سمعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: المُؤمِنُ يأكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والكافِرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ)) ! يعني أنَّ الكافِرَ لا يُشبِعُه إلَّا مِلءُ أمعائِه السَّبعةِ؛ لأنَّه يأكُلُ بشراهةٍ وشهوةٍ، وحِرصًا للَّذَّةِ، وجَريًا على ذميمِ العادةِ، والمُؤمِنُ يُشبِعُه مِلءُ مِعًى واحِدٍ؛ لأنَّه يأكُلُ بُلغةً وقُوتًا عندَ الحاجةِ . 3- ومِن دُعائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن نَفسٍ لا تشبَعُ)) ، وهو استِعاذةٌ مِن الحِرصِ والطَّمعِ والشَّرَهِ . 4- عن ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما، قال: ((سمعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لو كان لابنِ آدَمَ واديانِ مِن مالٍ لابتغى ثالثًا، ولا يملَأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ، ويتوبُ اللهُ على مَن تاب)) ، أشار عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بهذا المَثَلِ إلى ذمِّ الحِرصِ على الدُّنيا، والشَّرَهِ على الازديادِ منها . (ومعنى ((لا يملَأُ جَوفَه إلَّا التُّرابُ)) أنَّه لا يزالُ حريصًا على الدُّنيا حتَّى يموتَ ويمتلِئَ جوفُه مِن تُرابِ قَبرِه! وهذا الحديثُ خرَج على حُكمِ غالِبِ بني آدَمَ في الحِرصِ على الدُّنيا، ويُؤيِّدُه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ويتوبُ اللهُ على مَن تاب))، وهو مُتعلِّقٌ بما قَبلَه، ومعناه: أنَّ اللهَ يقبَلُ التَّوبةَ مِن الحِرصِ المذمومِ وغَيرِه مِن المذموماتِ) . ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلَماءِ وممَّا ورَد عن أهلِ العِلمِ في التَّحذيرِ مِن الشَّراهةِ، والثَّناءِ على مَن تنزَّه عنها: 1- قال عليُّ بنُ أبي طالِبٍ: (الشَّرَهُ جامِعٌ لمساوي العُيوبِ) . 2- قال بعضُ أهلِ العِلمِ: (مِن أخلاقِ إبليسَ: شَراهةُ النَّفسِ ونَهْمتُها، وأخذُ ما ليس لها) . 3- لقِي عبدُ اللهِ بنُ سلَامٍ كَعبَ الأحبارِ عندَ عُمرَ، فقال: يا كَعبُ، مَن أربابُ العِلمِ؟ فقال: الذين يعمَلونَ به، قال: فما يُذهِبُ العِلمَ مِن قُلوبِ العُلَماءِ بَعدَ إذ عقَلوه وحفِظوه؟ قال: يُذهِبُه الطَّمعُ، وشَرَهُ النَّفسِ، وتطلُّبُ الحاجاتِ إلى النَّاسِ. قال: صدَقْتَ . 4- عن الحَسنِ قال: قال لُقمانُ لابنِه: (يا بُنيَّ، لا تأكُلْ شِبَعًا فوقَ شِبَعٍ؛ فإنَّك إن تنبِذْه للكَلبِ خيرٌ مِن أن تأكُلَ شِبَعًا فوقَ شِبَعٍ!) . 5- قالت أمُّ زَرعٍ تمدَحُ ابنَ أبي زَرعٍ: (ويُشبِعُه ذِراعُ الجَفرةِ) ، وهي الأنثى مِن أولادِ الغَنمِ، والعربُ تمدَحُ بقلَّةِ الطَّعامِ . 6- قال القاضي عِياضٌ: (ولم تزلِ العربُ والحُكَماءُ تتمادَحُ بقلَّةِ الأكلِ والشُّربِ؛ لأنَّ كثرتَهما دليلٌ على النَّهَمِ والحِرصِ والشَّرَهِ. وغَلبةُ الشَّهوةِ مُسبِّبٌ لمضارِّ الدُّنيا والآخِرةِ، جالِبٌ لأدواءِ الجَسدِ، وقِلَّتُه دليلٌ على القناعةِ ومَلْكِ النَّفسِ. وقَمعُ الشَّهوةِ مُسبِّبٌ للصِّحَّةِ وصفاءِ الخاطِرِ وحدَّةِ الذِّهنِ) . 7- قال النَّوويُّ: (قلَّةُ الأكلِ مِن محاسِنِ أخلاقِ الرَّجلِ) . 8- قال ابنُ المُقفَّعِ: (ولا يزالُ صاحِبُ الدُّنيا يتقلَّبُ في بليَّةٍ وتَعبٍ؛ لأنَّه لا يزالُ بخَلَّةِ الحِرصِ والشَّرَهِ) . 9- قيل لحكيمٍ: (فما آلةُ الطَّمعِ وجِماعُ آفاتِه؟ قال: الشَّرَهُ والحِرصُ وهَيَجانُ الرَّغبةِ) . 10- قيل: (لا يوجَدُ الشَّرِهُ غنِيًّا) . 11- قال الماوَرديُّ: (أربعةُ أخلاقٍ ناهيك بها ذمًّا، وهي: الحِرصُ، والشَّرَهُ، وسوءُ الظَّنِّ، ومَنعُ الحُقوقِ) . 12- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (الشَّرَهُ مِن غرائِزِ اللُّؤمِ) . 13- قيل: (الفقرُ شَرَهُ النَّفسِ) . 14- قال الحكيمُ التِّرمِذيُّ: (إذا شرِهَت النَّفُس طلبَت التَّفسُّخَ والتَّوزُّعَ في الأمورِ، والتَّلذُّذَ بالبَطالاتِ) . 15- جاء داودَ الطَّائيَّ بعضُ أصحابِه بألفَي دِرهَمٍ، قال: (يا أبا سُلَيمانَ، هذا شيءٌ جاءك اللهُ به لم تطلُبْه ولم تَشرَهْ له نَفسُك، قال: إنَّه لمِن أمثَلِ ما يأخُذونَ، قال: فما يمنعُك منه؟ قال: لعلَّ تَركَه أن يكونَ أنجى!) . قال ابنُ بطَّالٍ: (آثَر أكثَرُ السَّلفِ التَّقلُّلَ مِن الدُّنيا، والقناعةَ والكَفافَ؛ فِرارًا مِن التَّعرُّضِ لِما لا يُعلَمُ كيف النَّجاةُ مِن شرِّ فِتنتِه) . 16- قال ابنُ القيِّمِ: (وكثيرٌ مِن أربابِ الأموالِ إنَّما قتلَتْهم أموالُهم؛ فإنَّهم شَرِهوا في جَمعِها، واحتاج إليها غَيرُهم، فلم يَصِلوا إليها إلَّا بقَتلِهم، أو ما يُقارِبُه مِن إذلالِهم وقَهرِهم) . 17- قيل: (تَركُ الشَّرَهِ في كَسبِ الحلالِ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-28-2024, 07:02 AM | #296 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الشراهة
آثارُ الشَّراهةِ للشَّراهةِ آثارٌ سيِّئةٌ؛ منها: 1- وُقوعُ المصائِبِ والبلايا؛ قال ابنُ المُقفَّعِ: (وجَدْنا البَلايا في الدُّنيا إنَّما يسوقُها إلى أهلِها الحِرصُ والشَّرَهُ) . 2- تورِثُ المرضَ، وتُضعِفُ البَدنَ؛ قال الرَّازيُّ: (والذين يَشْرَهونَ إلى أطعمةٍ كثيرةٍ...، فإنَّه يكونُ بهم دائِمًا سوءُ هَضمٍ) . وقد رُوِي عن الحَسنِ أنَّ لُقمانَ قال لابنِه: (يا بُنيَّ، لا تأكُلْ شِبَعًا على شِبَعٍ؛ فإنَّه رُبَّ أكلةٍ قد أورثَت صاحِبَها داءً) ، فكفى بالمرءِ عارًا أن يكونَ صريعَ مأكَلِه، وقتيلَ أنامِلِه! فكم لُقمةٍ أكلَتْ نَفسَ حُرٍّ، وأكلةٍ منعَت أكَلاتِ دَهرٍ ! وقد قيل: (ثلاثةٌ تورِثُ ثلاثةً: النَّشاطُ يورِثُ الغِنى، والكسلُ يورِثُ الفَقرَ، والشَّراهةُ تورِثُ المرضَ) ؛ لذا قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما في حديثِ المِقدامِ: ((ما ملأ آدَميٌّ وعاءً شرًّا مِن بَطنٍ، بحسْبِ ابنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِه، وثُلثٌ لشرابِه، وثُلثٌ لنَفَسِه)) ، وكذلك ممَّا يوهِنُ البَدنَ ويُضعِفُه كثرةُ الجِماعِ والشَّراهةُ فيه . 3- يتولَّدُ منها الحِرصُ على الدُّنيا والعَملُ لها لا للهِ؛ قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (الشَّرِهُ يُحِبُّ ألَّا يفوتَه شيءٌ؛ فيكونُ له إلى هذا حاجةٌ، وإلى هذا حاجةٌ، فمَن أحَبَّه للدُّنيا سلَّم عليه إذا مرَّ به، وعاده إذا مرِض، ولم يفعَلْ للهِ) ؛ لذا قال حُصَينُ بنُ القاسِمِ: (سمعْتُ عبدَ الواحِدِ بنَ زيدٍ يحلِفُ باللهِ تعالى: لَحِرصُ المرءِ على الدُّنيا أخوَفُ عليه عندي مِن أعدى أعدائِه) . 4-قسوةُ القلبِ، فلا يكادُ ينتفِعُ بموعِظةٍ؛ قال مالِكُ بنُ دينارٍ: (إنَّ البدَنَ إذا سَقِم لم يَنجَعْ فيه طعامٌ ولا شرابٌ ولا نومٌ ولا راحةٌ، وكذلك القلبُ إذا عَلِقه حُبُّ الدُّنيا لم تَنجَعْ فيه الموعِظةُ) . 5-ذهابُ المُروءةِ، قيل: (وعلامةُ عفَّتِه أن يقتصِدَ في مآرِبِ بَدنِه حتَّى لا يحمِلَه الشَّرَهُ على ما يضُرُّ جِسمَه، أو يهتِكُ مُروءتَه) . 6- الشَّرَهُ يُؤدِّي إلى عَددٍ مِن الموبِقاتِ؛ منها: مَنعُ الحُقوقِ، وأكلُ السُّحتِ، وفِعلُ الحرامِ، والوُقوعُ في الفَحشاءِ والمُنكَرِ. 7- الشَّرَهُ يجعَلُ الإنسانَ ذليلًا، وقد قيل: (لا تشرَهَنَّ؛ فإنَّ الذُّلَّ في الشَّرَهِ) . 8-فَقرُ النَّفسِ وعَدمُ القناعةِ والرِّضا؛ قال الماوَرديُّ: (الشَّرِهُ لا يقنَعُ بما أُوتي وإن كان كثيرًا؛ لأجْلِ شَرَهِه) . 9- مَن استولى عليه شَرهُ النَّفسِ والكِبرُ فإنَّه يرضى لنَفسِه ما لا يرضى للمُسلِمينَ، ولا يُمكِنُه أن يُقلِعَ عن الحَسدِ والحِقدِ، ولا يُمكِنُه كَظمُ الغَيظِ، فيكونُ أبَدَ الدَّهرِ في عِبادةِ نَفسِه وإصلاحِ أمرِه، ولا يستغني عن الكَذِبِ والنِّفاقِ . 10-تضييعُ الآخِرةِ؛ قال عبدُ الواحِدِ بنُ زيدٍ: (الحِرصُ حِرصانِ؛ فحِرصٌ فاجِعٌ، وحِرصٌ نافِعٌ، فأمَّا النَّافِعُ فحِرصُ المرءِ على طاعةِ اللهِ، وأمَّا الفاجِعُ فحِرصُ المرءِ على الدُّنيا، مُتعذِّبٌ مشغولٌ لا هو يُسَرُّ، ولا يَلَذُّ بجَمعِه لشُغلِه، ولا يفرُغُ مِن محبَّتِه للدُّنيا لآخِرتِه، كدًّا كدًّا لِما يفنى، وغَفلةً عمَّا يدومُ ويبقى!) . 11- أنَّه سببُ المَذمَّةِ؛ حتَّى قيل في ترجمةِ أحدِهم: (كان مِن الشَّرَهِ في جمعِ المالِ على حالةٍ قبيحةٍ، لا يُبالي بما أخَذ، ولا مِن أين أخَذ، معَ الشُّحِّ والبُعدِ عن جميعِ العُلومِ، رضِي مِن دينِه بجمعِ المالِ، حتَّى كان كما قيل: جنى وَصلَها غَيري، وحمَلْتُ عارَها!) . 12- الشَّرَهُ يُفوِّتُ المقصودَ؛ قال ابنُ الجَوزيِّ: (رأَيتُ الشَّرَهَ في تحصيلِ الأشياءِ يُفوِّتُ الشَّرَهُ عليه مقصودَه!) . 13- الشَّرَهُ يُؤدِّي إلى النَّدمِ؛ قال ابنُ الجَوزيِّ: (كم قد سمِعْنا عن سُلطانٍ وأميرٍ وصاحِبِ مالٍ أطلَق نَفسَه في شَهواتِها، ولم ينظُرْ في حلالٍ وحرامٍ، فنزَل به مِن النَّدمِ وقتَ الموتِ أضعافُ ما التذَّ، ولو كان هذا فحسْبُ لكفى حزنًا، كيف والجزاءُ الدَّائِمُ بَينَ يَدَيه؟!) . أقسامُ الشَّراهةِ الشَّراهةُ في كُلِّ شيءٍ؛ فأقسامُها لا تكادُ تنحصِرُ، ولعلَّ مِن أهَمِّها ما يلي: الأوَّلُ: شَراهةٌ في جمعِ المالِ؛ قال تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: 20] ، فذمَّهم بالشَّرَهِ في جمعِ المالِ، وعيَّرهم به . الثَّاني: شَراهةٌ في الطَّعامِ؛ قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا [الأعراف: 31] ، أي: بإفراطِ الطَّعامِ أو الشَّرَهِ عليه . الثَّالثُ: شَراهةٌ في النِّكاحِ. إنَّما جعَل اللهُ تعالى الشَّهوةَ في الآدمِيِّ باعِثةً له مِن طَبعِه لقِيامِ النَّسلِ، فلو استعمَل ما طُبِع عليه في مَسقَطٍ حرامٍ أضاع نَسبَه، وحرَم ذُرِّيَّتَه مالَه والانتِماءَ إليه، إلى غَيرِ ذلك مِن آفاتِ الفاحِشةِ، وإن طلَب فُضولَ الجِماعِ، وأسرَف في الحلالِ؛ فاته الالتِذاذُ بالعافيةِ . الرَّابعُ: شَراهةٌ في العِلمِ. مَن عرَف العِلمَ وفَضلَه لم يَقضِ نَهْمتَه منه، ولم يشبَعْ مِن جَمعِه طَوالَ عُمرِه ، وقد قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه: (منهومانِ لا يشبَعانِ: صاحِبُ العِلمِ، وصاحِبُ الدُّنيا، ولا يستويانِ؛ أمَّا صاحِبُ العِلمِ فيزدادُ رضا اللهِ، وأمَّا صاحِبُ الدُّنيا فيزدادُ في الطُّغيانِ) . لذا لا يُقالُ للعالِمِ: اشبَعْ مِن العِلمِ، ولا اقتصِرْ على بَعضِه، بل يُقالُ له: قدِّمِ المُهمَّ؛ فالعُمرُ قصيرٌ، والعِلمُ كثيرٌ ، وقال الخطيبُ البغداديُّ: (ولْيَعلَمِ الطَّالبُ أنَّ شهوةَ السَّماعِ لا تنتهي، والنَّهْمةَ مِن الطَّلبِ لا تنقضي، والعِلمَ كالبِحارِ المُتعذِّرِ كَيلُها؛ فلا ينبغي له أن يشتغِلَ إلَّا بما يستحِقُّ) ، وقد تحمِلُ الشَّراهةُ صاحِبَها على ما لا ينبغي؛ لذا قال ابنُ الصَّلاحِ: (ولا يحمِلَنَّه الحِرصُ والشَّرَهُ على التَّساهُلِ في السَّماعِ والتَّحمُّلِ، والإخلالِ بما يُشترَطُ عليه في ذلك) . مظاهِرُ وصُوَرُ الشَّراهةِ للشَّراهةِ صُوَرٌ كثيرةٌ ومظاهِرُ مُتعدِّدةٌ، ومِن أهمِّها: 1- أكلُ أموالِ اليَتامى ظُلمًا. 2- التَّهالُكُ على حُطامِ الدُّنيا. 3- لا يقنَعُ بما أحَلَّ اللهُ له مِن مالٍ أو زوجةٍ أو غَيرِهما . 4- امتِلاءُ البَطنِ والشِّبَعُ الشَّديدُ؛ فقد قيل: (مِن شَراهةِ المرءِ ألَّا يدَعَ في بَطنِه مُستَزادًا لمُستزيدٍ!) ، فكثرةُ الأكلِ والشُّربِ دليلٌ على النَّهَمِ والحِرصِ والشَّرَهِ، وقلَّةُ ذلك دليلٌ على القَناعةِ ومَلْكِ النَّفسِ وقَمعِ الشَّهوةِ . 5- يحمِلُ الشَّرَهُ ومحبَّةُ الظُّهورِ مَن رقَّ دينُه مِن المُحدِّثينَ على الوَضعِ، فيجعَلُ بعضُهم للحديثِ الضَّعيفِ إسنادًا صحيحًا مشهورًا، وكمَن يدَّعي سماعَ مَن لم يسمَعْ . 6-استِحلالُ ما حرَّمه اللهُ، كاستِحلالِ الزِّنا باسمِ النِّكاحِ، واستِحلالِ الرِّبا باسمِ البَيعِ. 8- الإحفاءُ في طَلبِ المالِ والاستِقصاءُ في تحصيلِه. 9- طَلبُ اللَّذَّاتِ مِن الوُجوهِ المُحرَّمةِ. أسبابُ الوُقوعِ في الشَّراهةِ مِن أسبابِ الشَّراهةِ: 1- الاشتِغالُ بطَلبِ الدُّنيا، وقد قيل: (طالِبُ الدُّنيا منهومٌ لا يشبَعُ) . 2- طولُ الأملِ. 3- الشَّهوةُ؛ قال الغَزاليُّ: (ومِن حيثُ سُلِّطَت عليه الشَّهوةُ يتَعاطى أفعالَ البهائِمِ مِن الشَّرَهِ والحِرصِ والشَّبَقِ وغَيرِه) . 4- الإسرافُ في المَطعَمِ؛ قال الحارِثُ المُحاسِبيُّ: (وفُضولُ الغِذاءِ يخرجُ إلى الشَّرَهِ والرَّغبةِ) . 5- عَدمُ الزُّهدِ والقناعةِ. 6- صُحبةُ ذَوي الشَّراهةِ. 7- سوءُ التَّربيةِ، وغِيابُ القُدوةِ الحَسنةِ. 8- دَناءةُ النَّفسِ. ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-28-2024, 07:06 AM | #297 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الشراهة
الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الشَّراهةِ ويُمكِنُ التَّخلُّصُ مِن هذه الصِّفةِ بـ: 1- الاستِعانةِ باللهِ تعالى. 2- معرفةِ أنَّ الشَّرَهَ سببٌ مِن أسبابِ الوُقوعِ في الموبِقاتِ؛ قال أبو حيَّانَ في قولِه تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة: 58] : (وإنَّما لمَزوا الرَّسولَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لشَرهِهم في تحصيلِ الدُّنيا ومحبَّةِ المالِ) . 3- إذا عرَف أنَّ الشَّرَهَ مِن صِفةِ الكلبِ، وهو مِن أوضَعِ الحَيَواناتِ قَدْرًا؛ قال ابنُ القيِّمِ عنه: (هو مِن أخبَثِ الحَيَواناتِ، وأوضَعِها قَدرًا، وأخَسِّها نَفسًا، وهِمَّتُه لا تتعدَّى بَطنَه، وأشَدِّها شَرَهًا وحِرصًا، ومِن حِرصِه أنَّه لا يمشي إلَّا وخَطْمُه في الأرضِ يتشمَّمُ ويستروِحُ حِرصًا وشَرَهًا...، وإذا رمَيتَ إليه بحَجرٍ رجَع إليه ليعَضَّه مِن فَرطِ نَهْمتِه...، والجِيَفُ القَذِرةُ المُروِحةُ أحَبُّ إليه مِن اللَّحمِ الطَّرِيِّ، وإذا ظَفِر بمَيتةٍ تكفي مائةَ كلبٍ لم يدَعْ كلبًا واحِدًا يتناوَلُ منها شيئًا إلَّا هَرَّ عليه وقهَره لحِرصِه وبُخلِه وشَرهِه، ومِن عجيبِ أمرِه وحِرصِه أنَّه إذا رأى ذا هيئةٍ رثَّةٍ وثيابٍ دنيَّةٍ وحالٍ رزِيَّةٍ نبَحه وحمَل عليه، كأنَّه يتصوَّرُ مُشارَكتَه له ومُنازَعتَه في قُوتِه!) . قيل: يغدو على أضيافِه مُستَطعِمًا كالكَلْبِ يأكُلُ في بُيوتِ النَّاسِ . 4- الإشفاقُ مِن ضَررِها على القلبِ والبَدنِ؛ قال ابنُ حبَّانَ: (فالقانِعُ الكريمُ أراح قَلبَه وبَدنَه، والشَّرِهُ اللَّئيمُ أتعَب قَلبَه وجِسمَه) . 5- الصَّومُ؛ فالصَّومُ يُذهِبُ الشَّرَهِ . 6- التَّشبُّهُ بالسَّلفِ في التَّقلُّلِ مِن المَطعَمِ ونَحوِ ذلك مِن أمورِ الدُّنيا؛ قال ابنُ بطَّالٍ: (ينبغي للمُؤمِنِ العاقِلِ الفَهِمِ عن اللهِ تعالى وعن رسولِه أن يتشبَّهَ بالسَّلفِ الصَّالِحِ في أخْذِ الدُّنيا، ولا يتشبَّهَ بالبهائِمِ التي لا تعقِلُ) . 7- القَناعةُ وعَدمُ التَّكالُبِ على الدُّنيا؛ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اتَّقوا اللهِ وأجمِلوا في الطَّلبِ ؛ فإنَّ نَفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رِزقَها)) . 8- الكَفُّ عن المُشتَهى تكلُّفًا، واحتِمالُ مرارةِ المُجاهَدةِ والصَّبرِ لمُداواةِ الشَّرَهِ وغَيرِه مِن العِلَلِ ؛ قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت: 69] . وقال الشَّاعِرُ: تعزَّ بالصَّبرِ على ما تكرَهُ ولا تُخَلِّ النَّفسَ حينَ تشرَهُ النَّفسُ إن أتبَعْتَها هواها فاغرةٌ نَحوَ هواها فاها . وكان ابنُ سيرينَ إذا دُعِي إلى وَليمةٍ أو إلى عُرسٍ دخَل منزِلَه فيقولُ: (اسقوني شَربةَ سَويقٍ، فيُقالُ له: يا أبا بكرٍ، أنت تذهَبُ إلى العُرسِ تشرَبُ سَويقًا! فكان يقولُ: إنِّي أكرَهُ أن أجعَلَ حِدَّةَ جوعي على طَعامِ النَّاسِ!) . 9- تعويدُ الصِّغارِ على تَركِ الشَّرَهِ وشدَّةِ الحِرصِ، وقد ذُكِر في تأديبِ الأحداثِ والصِّبيانِ أنَّه ينبغي أن (يُزيِّنَ عندَه خُلْفَ النَّفسِ والتَّرفُّعَ عن الحِرصِ في المآكِلِ خاصَّةً، وفي اللَّذَّاتِ عامَّةً، ويُحبِّبَ إليه إيثارَ غَيرِه على نَفسِه بالغِذاءِ، والاقتِصارَ على الشَّيءِ المُعتدِلِ، والاقتِصادَ في التِماسِه) . قِصَصٌ ونماذِجُ مِن صُورِ الشَّراهةِ 1- حمَل الشَّرَهُ إلى الوقاعِ قومَ لوطٍ على إتيانِ الفاحِشةِ ما سبَقهم بها مِن أحدٍ مِن العالَمينَ؛ قال لهم لوطٌ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ [الشعراء: 165-166] . 2- وأكَل أهلُ مَدْيَنَ أموالَ النَّاسِ بالباطِلِ، فطفَّفوا الكيلَ والوَزنَ، وبخَسوا النَّاسَ أشياءَهم، ورفَضوا التَّقيُّدَ بالشَّرعِ في مُعاملاتِهم؛ قال تعالى: وَإِلَى مِدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه وَلَا تُنقِصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثُوا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ * قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ [هود: 84 - 87] . 3- قال تعالى: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القُرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمٍ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف: 163] . وكان اللهُ سبحانَه قد أباح لهم الصَّيدَ في كُلِّ أيَّامِ الأسبوعِ إلَّا يومًا واحِدًا، فلم يَدَعْهم حِرصُهم وجَشعُهم حتَّى تَعدَّوا إلى الصَّيدِ فيه، وساعَد القَدَرُ بأن عوقِبوا بإمساكِ الحيتانِ عنهم في غَيرِ يومِ السَّبتِ، وإرسالِها عليهم يومَ السَّبتِ . 4- وعن أنسِ بنِ مالِكٍ رضِي اللهُ عنه، قال: ((أُتِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمالٍ مِن البَحرينِ، فقال: انثُروه في المسجِدِ، وكان أكثَرَ مالٍ أُتِي به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الصَّلاةِ ولم يلتفِتْ إليه، فلمَّا قضى الصَّلاةَ جاء فجلَس إليه، فما كان يرى أحدًا إلَّا أعطاه، إذ جاءه العبَّاسُ، فقال: يا رسولَ اللهِ: أعطِني؛ فإنِّي فادَيتُ نَفسي، وفادَيتُ عَقيلًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذْ، فحَثا في ثَوبِه، ثُمَّ ذهَب يُقِلُّه فلم يستَطِعْ! فقال: يا رسولَ اللهِ، اؤمُرْ بعضَهم يَرفَعْه إليَّ، قال: لا، قال: فارفَعْه أنت عَلَيَّ، قال: لا، فنثَر منه، ثُمَّ ذهَب يُقِلُّه، فقال: يا رسولَ اللهِ، اؤمُرْ بعضَهم يرفَعْه عليَّ، قال: لا، قال: فارفَعْه أنت عليَّ، قال: لا، فنثَر منه، ثُمَّ احتمَله، فألقاه على كاهِلِه، ثُمَّ انطلَق، فما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُتبِعُه بَصرَه حتَّى خفِي علينا؛ عَجبًا مِن حِرصِه، فما قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وثَمَّ منها دِرهَمٌ)) ! وإنَّما لم يأمُرْ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ برَفعِ المالِ على عُنقِ العبَّاسِ رضِي اللهُ عنه؛ ليزجُرَه ذلك عن الاستِكثارِ في المالِ، وألَّا يأخُذَ مِن الدُّنيا فوقَ حاجتِه، ويقتصِرَ على ما يبلُغُ منها المَحلَّ، كما كان يفعَلُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ . 5- قال أبو طالِبٍ المكِّيُّ: (حدَّثني بعضُ إخواني عن بعضِ أهلِ هذه الطَّائِفةِ، قال: قدِم علينا بعضُ الفُقَراءِ، فاشتَرَينا مِن جارٍ لنا جَملًا مشوِيًّا، ودَعَوناه عليه في جماعةٍ مِن أصحابِنا، فلمَّا مدَّ يدَه ليأكُلَ، وأخَذ لُقمةً، وجعَلها في فيه؛ لَفَظها، ثُمَّ اعتزَل، وقال: كُلوا أنتم؛ فإنَّه قد عرَض لي عارِضٌ منَعني مِن الأكلِ! فقلْنا: لا نأكُلُ إن لم تأكُلْ معَنا، فقال: أنتم أعلَمُ، أمَّا أنا فغَيرُ آكِلٍ، ثُمَّ انصرَف، قال: فكرِهْنا أن نأكُلَ دونَه، فقلْنا: لو دَعَونا الشَّوَّاءَ فسألْناه عن أصلِ هذا الجَمَلِ؛ فلعلَّ له سببًا مكروهًا! فدَعَوناه فلم نزَلْ به نسألُ عنه حتَّى أقرَّ أنَّه كان مَيتةً، وأنَّ نَفسَه شرِهَت إلى بَيعِه؛ حِرصًا على ثَمنِه، فشواه، فوافَق أنَّكم اشتَريتُموه، قال: فمزَّقْناه للكِلابِ، قال: ثُمَّ إنِّي لقيتُ الرَّجلَ بَعدَ وقتٍ، فسألْتُه: لأيِّ معنًى تركْتَ أكلَه وبأيِّ عارِضٍ؟! فقال: أُخبِرُك، ما شرِهَت نَفسي إلى طعامٍ منذُ عشرينَ سنةً بالرِّياضةِ التي رُضتُها بها، فلمَّا قدَّمْتُم إليَّ هذا شَرِهَت نَفسي إليه شَرَهًا ما عهِدْتُه قَبلَ ذلك، فعلِمْتُ أنَّ في ذلك الطَّعامِ عِلَّةً، فتركْتُ أكلَه لأجْلِ شَرَهِ النَّفسِ إليه!) . 6- كان مِزاجُ المُعتضِدِ باللهِ؛ أحمَدَ بنِ المُوفَّقِ باللهِ، قد تغيَّر مِن فَرطِ الجِماعِ وعَدمِ الحِميةِ . 7- عن أبي موسى عِمرانَ بنِ موسى الطَّرَسوسيِّ، قال: مرَّ فَتحٌ الموصِليُّ بصبيَّينِ معَ أحدِهما كِسرةٌ عليها عَسلٌ، ومعَ الآخَرِ كِسرةٌ عليها كامَخٌ، فقال الذي معَه الكامَخُ للذي معَه العَسلُ: أطعِمْني مِن خُبزِك، قال: إن كنْتَ كلبًا لي أطعَمْتُك. قال: نعَم، فأطعَمه مِن خُبزِه، وجعَل في عُنقِه خَيطًا، وجعَل يقودُه! فقال فتحٌ: (لو رضيتَ بخُبزِك ما كنْتَ كلبًا لهذا!)، قال أبو موسى: (فهكذا الدُّنيا) . 8- أحمَدُ بنُ أبي خالِدٍ وزيرُ المأمونِ كان مِن الشَّرَهِ والنَّهَمِ والتِهابِ المَعِدةِ على كَرمٍ فيه؛ بحيثُ يُضرَبُ به المَثلُ، فيُقالُ: آكَلُ مِن ابنِ أبي خالِدٍ، وأنهَمُ مِن ابنِ أبي خالِدٍ! ويُحكى أنَّه ولَّى كُورةً جليلةً لرجُلٍ بخِوانِ فالَوْذَجٍ أُهديَ إليه! ولمَّا عرَف المأمونُ شَرَهَه وقَبولَه كُلَّ ما يُهدى إليه، وإجابتَه كُلَّ مَن يدعوه؛ أجرى عليه كُلَّ يومٍ ألفَ دِرهَمٍ نُزُلًا! فلم يُفارِقْ معَ ذلك شَرَهَه، وفيه يقولُ القائِلُ : شَكرْنا الخليفةَ إجراءَه على ابنِ أبي خالِدٍ نُزْلَه فكفَّ أذاه عن المُسلِمينَ وصيَّر في بَيتِه أَكْلَه وقد كان في النَّاسِ شُغُلٌ به فأصبَحَ في بَيتِه شُغْله . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-28-2024, 07:10 AM | #298 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
[color="blue"]تابع – الشراهة
أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ الشَّراهةِ لا تقتصِرُ الشَّراهةُ على المذمومِ فحسْبُ، وإن كانت في الغالِبِ تنصرِفُ إليه، غَيرَ أنَّها تُستعمَلُ معَ المحمودِ أيضًا، كأن يكونَ حريصًا شديدَ الحِرصِ على طاعةِ اللهِ، أو شديدَ النَّهْمةِ إلى طَلبِ العِلمِ وتحصيلِه، وقد قيل: إذا النَّفسُ لم تشرَهْ إلى طَلبِ العُلا فتلك مِن الأمواتِ في الحَيوانِ . الشراهة في واحة الادب أ- مِن الشِّعرِ 1- قيل: ولا تكنْ ضَيفَنًا خَلفَ الضُّيوفِ ودَعْ شَراهةَ النَّفسِ في الإبكارِ والطِّفْلِ . 2- وقيل: وما أنا ممَّن تعتَريه شَراهةٌ لمَدخَلِ بابٍ يَعتري ويَطيفُ أخو كَرمٍ يكفيه خمسينَ ليلةً مِن الماءِ نَزرٌ بارِدٌ ورَغيفُ . 3- وقال حاتِمُ طيِّئٍ: وإنَّك إن أعطَيتَ بَطنَك سُؤلَه وفَرجَك نالا مُنتهى الذَّمِّ أجمَعا . 4- وقال أعشى باهِلةَ يمدَحُ رجُلًا، ويصِفُه بقلَّةِ الشَّرَهِ على الطَّعامِ وحُسنِ الصَّبرِ عنه، والطَّيِّ دونَه: لا يتأرَّى لِما في القِدرِ يرقُبُه ولا يَعَضُّ على شُرسوفِه الصَّفَرُ . ومعناه: لا يلزَمُ المَوضِعَ ويُقيمُ به؛ انتِظارًا لِما في القِدرِ ؛ يمدَحُه بأنَّ همَّتَه ليست في المَطعَمِ والمَشرَبِ، وإنَّما هِمَّتُه في طَلبِ المعالي، فليس يرقُبُ نُضجَ ما في القِدرِ إذا همَّ بأمرٍ له شَرفٌ، بل يترُكُها ويمضي . 5- وقال الشَّنفَرى: وإن مُدَّتِ الأيدي إلى الزَّادِ لم أكنْ بأعجَلِهم إذ أجشَعُ القومِ أعجَلُ . 6- وقال غَيرُه يصِفُ رجُلًا بقلَّةِ الأكلِ معَ اتِّساعِ الحالِ وحُضورِ الزَّادِ: تراهُ خميصَ البَطنِ والزَّادُ حاضِرٌ عتيدٌ ويغدو في القميصِ المُقدَّدِ . 7- وقال شاعِرٌ: يذمُّونَ دنيا لا يَريحونَ دَرَّها ولم أرَ كالدُّنيا يُذَمُّ ويُحلَبُ . 8- وقال أعشى باهِلةَ: يكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن ألمَّ بها مِن الشِّواءِ ويَكفي شُرْبَه الغُمَرُ . 9- قال الرَّاجِزُ يصِفُ إنسانًا بالشَّراهةِ: خَبٌّ جَروزٌ وإذا جاع بكى ويأكُلُ التَّمرَ ولا يُلقي النَّوى . 10- وقال عبدُ الحيِّ الخالُ: يطوفُ بأكنافِ البُيوتِ لعلَّه يرى رجُلًا غِرًّا يقولُ له عدي . 11- وقال غَيرُه: أفي الولائِمِ أولادًا لواحِدةٍ وفي العيادةِ أولادًا لعَلَّاتِ ؟ 12- وقال بعضُ الكُتَّابِ: تغدَّيتُ معَ المأمونِ، فالتفَتَ إليَّ وقال: خِلالٌ قبيحةٌ عندَ الجُلوسِ على المائِدةِ، وذكَر منها: الانكِبابُ على الطَّعامِ؛ وذلك لأنَّه يدُلُّ على شدَّةِ الحِرصِ والشَّرَهِ والنَّهَمِ، ومنه قولُ الشَّاعِرِ يهجو طُفَيليًّا: لقد سترَتْ منك الخِوانَ عِمامةٌ دَجوجيَّةٌ ظَلماؤُها ليس تُقلِعُ . ب- مِن الأمثالِ والحِكمِ 1- في المَثلِ: (الرُّغْبُ شُؤمٌ) ، والرُّغْبُ: اتِّساعُ الرَّغبةِ في الدُّنيا والحِرصُ على جَمعِها . 2- وفي المَثلِ: (رُبَّ أكْلةٍ تمنَعُ أكَلاتٍ)، أي: فاحذَرْ ذلك ، وهو يُضرَبُ مَثلًا للخَصلةِ مِن الخيرِ تُنالُ على غَيرِ وَجهِ الصَّوابِ، فتكونُ سببًا لمنعِ أمثالِها . وقد نظَم بعضُهم هذا المعنى، فقال: وكم مِن أَكْلةٍ منعَت أخاها بلَذَّةِ ساعةٍ أَكَلاتِ دَهْرِ وكم مِن طالِبٍ يسعى لأمرٍ وفيه هَلاكُه لو كان يدري وقال ابنُ العلَّافِ: كم أكْلةٍ خالَطَت حشَا شَرِهٍ فأخرَجَت رُوحَه مِن الجَسَدِ وقال آخَرُ: كم أكْلةٍ عرَّضَت للهُلْكِ صاحِبَها كحبَّةِ الفَخِّ دقَّت عُنْقَ عُصفورِ . [/color] |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-28-2024, 07:11 AM | #299 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( العُبوس )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
11-06-2024, 06:13 AM | #300 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موسوعة قيمة في الأخلاق المذمومة
أثابك الله يالبراء وفي ميزان أعمالك موسوعة يسهل علينا تناولها وقت ما نشاء بارك الله بك |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |