آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-29-2024, 08:11 AM | #191 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( اللؤم )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 02:37 PM | #192 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
اللؤم والخسة والدناءة
معنى اللُّؤمِ والخِسَّةِ والدَّناءةِ لُغةً واصطِلاحًا معنى اللُّؤمِ لغةً واصطِلاحًا: معنى اللُّؤمِ لُغةً: لَؤُمَ الرَّجُلُ يلؤُمُ لُؤمًا ومَلأمةً ولآمةً فهو لئيمٌ. وألأمَ إلآمًا: إذا صَنعَ ما يدعوه النَّاسُ عليه لئيمًا. والمِلأمُ والمِلآمُ: الذي يعذِرُ اللِّئامَ . معنى اللُّؤمِ اصطلاحًا: اللَّئيمُ هو: الشَّحيحُ والدَّنيءُ النَّفسِ والمَهينُ، واللُّؤمُ ضِدُّ الكَرَمِ . وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (اللُّؤمُ: سُوءُ الفِطنةِ وسُوءُ التَّغافُلِ) . وقال القاضي المهديُّ: (اللَّئيمُ: الدَّنيءُ الأصلِ، والشَّحيحُ النَّفسِ) . وقال أبو عَليٍّ المَرزوقيُّ: (اللُّؤمُ: اسمٌ لخِصالٍ تجتَمِعُ، وهي البُخلُ واختيارُ ما تتَّقيه المُروءةُ، والصَّبرُ على الدَّنيَّةِ، ودَناءةُ النَّفسِ والآباءِ) . معنى الخِسَّةِ لُغةً واصطِلاحًا: معنى الخِسَّةِ لُغةً: الخِسَّةُ: انحِطاطُ القَدْرِ والمَنزِلةِ، والخَسيسُ: الدَّنيءُ البَيِّنُ الخَساسةِ، والخَساسةُ هي الحالةُ التي يكونُ عليها الخَسيسُ، وخَسَّ الشَّيءُ: إذا رَذُل، وشَيءٌ خَسيسٌ، أي: تافِهٌ، ورَجُلٌ مَخسوسٌ: أي مَرذولٌ، وقَومٌ خِساسٌ: أي: أرذالٌ . ويُقال: رَفعتُ مِن خَسيسَتِه: إذا فعَلتَ به فِعلًا يكونُ فيه رِفعَتُه. ورَفعَ اللهُ خَسيسةَ فُلانٍ: إذا رَفعَ حالَه بَعدَ انحِطاطِها . معنى الخِسَّةِ اصطِلاحًا: الخِسَّةُ: هي انحِطاطُ القَدرِ والمَنزِلةِ والقيمةِ، وتَكونُ في السُّلوكِ والفِعلِ والرَّأيِ . معنى الدَّناءةِ لُغةً واصطِلاحًا: معنى الدَّناءةِ لُغةً: يُقالُ: دَنَأ الرَّجُلُ: صارَ دَنيئًا لا خَيرَ فيه وسَفُل في فِعلِه ومَجُنَ، والدَّنيءُ مِنَ الرِّجالِ: الخَسيسُ الخَبيثُ البَطنِ والفَرجِ، الماجِنُ، وإنَّه لدانئٌ، أي: خَبيثٌ، والدَّنيئةُ: النَّقيصةُ، وأدنَأَ: رَكِبَ أمرًا دَنيئًا، وتَدَنَّأه: حَمَله على الدَّناءةِ . معنى الدَّناءةِ اصطِلاحًا: الدَّناءةُ: هي فِعلُ الشَّيءِ الخَسيسِ الذى يُلامُ على فِعلِه . الفَرقُ بَيْنَ اللُّؤمِ والِخسَّةِ والدَّناءةِ وبَعضِ الصِّفاتِ الفَرقُ بَيْنَ اللُّؤمِ والبُخلِ: اللَّئيمُ عندَ العَرَبِ: الشَّحيحُ المَهينُ النَّفسِ الخَسيسُ الآباءِ، فإن كان الرَّجُلُ شَحيحًا، ولم تجتَمِعْ فيه هذه الخِصالُ، قيل له: بَخيلٌ، ولم يُقَلْ له: لئيمٌ، يُقالُ لكُلِّ لئيمٍ: بَخيلٌ، ولا يُقالُ لكُلِّ بَخيلٍ: لئيمٌ، والعامَّةُ تُخطِئُ فيهما فتُسوِّي بَينَهما . وقال ابنُ قُتَيبةَ الدِّينَوَريُّ: (يذهَبُ النَّاسُ إلى أنَّهما سَواءٌ، وليس كذلك؛ إنَّما البَخيلُ: الشَّحيحُ الضَّنينُ، واللَّئيمُ: الذي جَمع الشُّحَّ، ومَهانةَ النَّفسِ، ودَناءةَ الآباءِ، يُقالُ: كُلُّ لئيمٍ بَخيلٌ، وليس كُلُّ بَخيلٍ لئيمًا) . الفَرقُ بَيْنَ اللُّؤمِ والخُبثِ: أنَّ الخُبثَ أعَمُّ مِن اللُّؤمِ؛ فالخُبثُ هو ما يُكرَهُ رَداءةً وخِسَّةً، مَحسوسًا كان أو مَعقولًا، وذلك يتَناوَلُ الباطِلَ في الاعتِقادِ، والكَذِبَ في المَقالِ، والقُبحَ في الفَعالِ . الفَرْقُ بَيْنَ الِخسَّةِ والدَّناءةِ وبَعضِ الصِّفاتِ: قال الثَّعالبيُّ: (إذا كان الرَّجُلُ ساقِطَ النَّفسِ والهمَّةِ فهو وَغدٌ. فإذا كان مُزدَرى في خَلقِه وخُلُقِه فهو نَذلٌ ثُمَّ جُعسوسٌ، عنِ اللَّيثِ عنِ الخَليلِ. فإذا كان خَبيثَ البَطنِ والفَرجِ فهو دَنيءٌ، عن أبي عَمرٍو. فإذا كان ضِدًّا للكريمِ فهو لَئيمٌ. فإذا كان رَذْلًا نَذْلًا لا مُروءةَ له ولا جَلَدَ فهو فَسلٌ. فإذا كان مَعَ لُؤمِه وخِسَّتِه ضَعيفًا فهو نِكسٌ وغُسٌّ وحِبْسٌ وخِبْزٌ. فإذا زادَ لُؤمُه وتَناهَت خِسَّتُه فهو عِكْلٌ وقُذَعْلٌ وزُمَّحٌ، عن أبي عَمرٍو. فإذا كان لا يُدرَكُ ما عِندَه مِنَ اللُّؤمِ فهو أَبَلُّ) . ذم اللؤم والخسة والدناءة أ - مِن القُرآنِ الكَريمِ - قال اللهُ تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ [القلم: 13] . قال الماوَرديُّ: (وفيه أي العُتُلِّ تِسعةُ أوجُهٍ.. الوَجهُ الثَّامِنُ: هو الفاحِشُ اللَّئيمُ، قاله مَعمَرٌ) . - وقال تعالى: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة: 61] . قال الطَّبَريُّ: (ومَعنى قَولِه: أدنى: أخَسُّ وأوضَعُ وأصغَرُ قدْرًا وخَطَرًا، وأصلُه مِن قَولِهم: هذا رَجُلٌ دَنيٌّ بَيْنَ الدَّناءةِ، وإنَّه ليُدني في الأُمورِ بغَيرِ هَمزٍ: إذا كان يتَتَبَّعُ خَسيسَها) . وقال ابنُ كثيرٍ: (فيه تَقريعٌ لهم وتَوبيخٌ على ما سَألوا مِن هذه الأطعِمةِ الدَّنيَّةِ مَعَ ما هم فيه مِنَ العَيشِ الرَّغيدِ، والطَّعامِ الهَنيءِ الطَّيِّبِ النَّافِعِ) . - وقال اللهُ تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأعراف: 169] . قال ابنُ الجَوزيِّ: (قَولُه تعالى: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى أي: هذه الدُّنيا، وهو ما يعرِضُ لهم مِنها، وقيلَ: سَمَّاه عَرَضًا؛ لقِلَّة بَقائِه، قال ابنُ عَبَّاسٍ: يأخُذونَ ما أحَبُّوا مِن حَلالٍ أو حَرامٍ، وقيلَ: هو الرِّشوةُ في الحُكمِ، وفي وَصفِه بالأدنى قَولانِ: أحَدُهما: أنَّه مِنَ الدُّنوِّ. والثَّاني: أنَّه مِنَ الدَّناءةِ) . - وقال اللهُ تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة: 93 - 94] . قال الزَّمَخشَريُّ: (فإن قُلتَ: رَضُوا ما مَوقِعُه؟ قُلتُ: هو استِئنافٌ، كأنَّه قيلَ: ما بالهمُ استَأذَنوا وهم أغنياءُ؟ فقيلَ: رَضوا بالدَّناءةِ والضَّعةِ والانتِظامِ في جُملةِ الخَوالِفِ، وطَبَعَ اللهُ على قُلوبِهم يعني أنَّ السَّبَبَ في استِئذانِهم رِضاهم بالدَّناءةِ، وخِذلانُ اللهِ تعالى إيَّاهم) . ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ - عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((... رَحمةُ اللهِ علينا وعلى موسى، لولا أنَّه عَجِلَ لرَأى العَجَبَ... فانطَلَقا حتى إذا أتَيا أهلَ قَريةٍ لِئامًا...)) . قال القُرطُبيُّ: (والمُرادُ به هنا: أنَّهما سألا الضِّيافةَ، بدَليلِ قَولِه تعالى: فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا [الكهف: 77] ؛ فاستَحَقَّ أهلُ القَريةِ أن يُذَمُّوا، ويُنسَبوا إلى اللُّؤمِ، كما وصَفَهم بذلك نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) . ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلماءِ وغَيرِهم - رُوِيَ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى أبي موسى: (إنَّ الحِكمةَ ليست عن كِبَرِ السِّنِّ، ولكِنَّه إعطاءُ اللهِ يُعطيه مَن يشاءُ؛ فإيَّاك ودَناءةَ الأُمورِ، ومَداني الأخلاقِ) . - كان زَيدُ بنُ أسلمَ يقولُ: (يا ابنَ آدَمَ، أمَرَك رَبُّك أن تكونَ كَريمًا وتَدخُلَ الجَنَّةَ، ونهاك أن تكونَ لئيمًا وتَدخُلَ النَّارَ) . - وقال الشَّعبيُّ: (النَّاسُ مِن نباتِ الأرضِ؛ فمَن دَخَل الجَنَّةَ فهو كَريمٌ، ومن دَخَل النَّارَ فهو لئيمٌ) . - وقال الشَّافِعيُّ: (طُبِعَ ابنُ آدَمَ على اللُّؤمِ، فمِن شَأنِه أن يتَقَرَّبَ مِمَّن يتَباعَدُ منه، ويتَباعَدَ مِمَّن يتَقَرَّبُ منه) . -وعن يونُسَ بنِ عَبدِ الأعلى، قال: قال لي الشَّافِعيُّ: (عاشِرْ كِرامَ النَّاسِ تعِشْ كَريمًا، ولا تُعاشِرِ اللِّئامَ فتُنسَبَ إلى اللُّؤمِ) . - وقال سُفيانُ الثَّوريُّ: (وجَدْنا أصلَ كُلِّ عَداوةٍ اصطِناعَ المَعروفِ إلى اللِّئامِ) . - وقال الأصمَعيُّ: (قالبُزُرْجُمِهْر الحَكيمُ: احذَروا صَولةَ اللَّئيمِ إذا شَبِعَ، وصَولةَ الكَريمِ إذا جاع) . - وقال ابنُ أبي سَبرةَ: (قيل لحُبَّى المَدَنيَّةِ: ما الجُرحُ الذي لا يندَمِلُ؟ قالت: حاجةُ الكَريمِ إلى اللَّئيمِ ثُمَّ يرُدُّه) . - اجتمَع عامرُ بنُ الظَّرِبِ العُدوانيُّ وحُمَمةُ بنُ رافعٍ الدَّوسيُّ عندَ مَلِكٍ من ملوكِ حِميَرٍ، فقال: تساءلا حتى أسمعَ ما تقولان، قال: قال عامِرٌ لحُمَمةَ:... مَن ألأمُ النَّاسِ؟ قال: من إذا سَألَ خَضَعَ، وإذا سُئِلَ مَنَع، وإذا مَلَك كَنَع ، ظاهِرُه جَشَعٌ، وباطِنُه طَبَعٌ . - وعن أبي بَكرِ بنِ عَيَّاشٍ، قال: (قال كِسرى لوَزيرِه: ما الكَرَمُ؟ قال: التَّغافُلُ عن الزَّلَلِ، قال: فما اللُّؤمُ؟ قال: الاستِقصاءُ على الضَّعيفِ، والتَّجاوُزُ عن الشَّديدِ، قال: فما الحَياءُ؟ قال: الكَفُّ عن الخَنا) . - قيل للأحنَفِ: ما اللُّؤمُ؟ قال: (الاستِقصاءُ على المَلهوفِ) . - وقال الجاحِظُ: (اللَّئيمُ: الذي يُفسِدُه الإحسانُ) . - وقال ابنُ عَبدِ رَبِّه: (قالوا: وعدُ اللَّئيمِ تسويفٌ) . - وقال الماوَرديُّ: (اللَّئيمُ إذا غابَ عاب، وإذا حَضَرَ اغتاب) . - وقال الماوَرْديُّ أيضًا: (شَرَفُ النَّفسِ مَعَ صِغَرِ الهمَّةِ أَولى مِن عُلوِّ الهمَّةِ مَعَ دَناءةِ النَّفسِ؛ لأنَّ مَن عَلَت همَّتُه مَعَ دَناءةِ نَفسِه كان مُتَعَدِّيًا إلى طَلَبِ ما لا يستَحِقُّه، ومُتَخَطِّيًا إلى التِماسِ ما لا يستَوجِبُه، ومَن شَرُفَت نَفسُه مَعَ صِغَرِ همَّتِه فهو تارِكٌ لِما يستَحِقُّ ومُقَصِّرٌ عَمَّا يجِبُ له. وفضلُ ما بَيْنَ الأمرَينِ ظاهرٌ، وإن كان لكُلِّ واحِدٍ مِنهما مِنَ الذَّمِّ نَصيبٌ) . - وقال الزَّمَخشَريُّ: (... لَم أرَ كالدَّناءةِ أحَقَّ بالشَّناءةِ) . - وقال شاه بنُ شُجاعٍ الكَرمانيُّ: (الفُتوَّةُ مِن طِباعِ الأحرارِ، واللُّؤمُ مِن شيَمِ الأنذالِ) . - وقال ابنُ القَيِّمِ: (مَن لم يعرِفِ الطَّريقَ إلى رَبِّه ولم يتَعَرَّفْها، فهذا هو اللَّئيمُ الذي قال اللهُ تعالى فيه: وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ [الحج: 18] ) . - وقال أحمَد شوقي: (مَن عَلِم مِن نفسِه الكَرَمَ رَبَأ بها عن مواقِفِ اللُّؤمِ) . - وقال مُصطَفى صادِق الرَّافِعيُّ: (أقنِعِ اللَّئيمَ بالكَرَمِ الذي في نفسِك؛ فبهذه الطَّريقةِ وَحدَها يَفهَمُ اللُّؤمَ الذي في نفسِه) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 02:41 PM | #193 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – اللؤم والخسة والدناءة
آثار اللؤم والخسة والدناءة آثارُ اللُّؤمِ 1- لئامُ النَّاسِ أبطؤُهم مَوَدَّةً، وأسرَعُهم عَداوةً، مِثلُ الكُوبِ مِن الفَخَّارِ: يُسرِعُ الانكِسارَ، ويُبطِئُ الانجِبارَ . 2- اللَّئيمُ لا يقضي الحاجةَ ديانةً ولا مُروءةً، وإنَّما يقضيها -إذا قَضاها- طَلَبًا للذِّكرِ والمَحمَدةِ في النَّاسِ . 3- اللِّئامُ أصبَرُ النَّاسِ في طاعةِ أهوائِهم وشَهَواتِهم، وأقَلُّ النَّاسِ صَبرًا في طاعةِ رَبِّهم. قال ابنُ القَيِّمِ: (وأمَّا اللَّئيمُ فإنَّه يصبِرُ اضطِرارًا؛ فإنَّه يحومُ حَولَ ساحة الجَزَعِ، فلا يراها تُجدي عليه شَيئًا، فيصبِرُ صَبرَ الموثَقِ للضَّربِ، وأيضًا فالكَريمُ يصبِرُ في طاعةِ الرَّحمَنِ، واللَّئيمُ يصبِرُ في طاعةِ الشَّيطانِ، فاللِّئامُ أصبَرُ النَّاسِ في طاعةِ أهوائِهم وشَهَواتِهم، وأقَلُّ النَّاسِ صَبرًا في طاعةِ رَبِّهم، فيصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ الشَّيطانِ أتَمَّ صَبرٍ، ولا يصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ اللهِ في أيسَرِ شَيءٍ، ويصبِرُ في تحمُّلِ المَشاقِّ لهَوى نفسِه في مَرضاةِ عَدوِّه، ولا يصبِرُ على أدنى المَشاقِّ في مَرضاةِ رَبِّه، ويصبِرُ على ما يُقالُ في عِرضِه في المَعصيةِ، ولا يصبِرُ على ما يُقالُ في عِرضِه إذا أوذيَ في اللهِ، بل يفِرُّ مِن الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ خَشيةَ أن يُتَكَلَّمَ في عِرضِه في ذاتِ اللهِ، ويبذُلُ عِرضَه في هَوى نفسِه ومَرضاتِه، صابِرًا على ما يُقالُ فيه، وكذلك يصبِرُ على التَّبَذُّلِ بنَفسِه وجاهِه في هَوى نفسِه ومُرادِه، ولا يصبِرُ على التَّبَذُّلِ للهِ في مَرضاتِه وطاعَتِه، فهو أصبَرُ شَيءٍ على التَّبَذُّلِ في طاعةِ الشَّيطانِ ومُرادِ النَّفسِ، وأعجَزُ شَيءٍ عن الصَّبرِ على ذلك في اللهِ، وهذا أعظَمُ اللُّؤمِ، ولا يكونُ صاحِبُه كَريمًا عندَ اللهِ ولا يقومُ مع أهلِ الكَرَمِ إذا نوديَ بهم يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الأشهادِ: لِيَعلم أهلُ الجَمعِ مَن أَولى بالكَرَمِ!) . 4- اتِّباعُ الهَفَواتِ والإعراضُ عن الحَسَناتِ: قال الغزاليُّ: (والطَّبعُ اللَّئيمُ يميلُ إلى اتِّباعِ الهَفَواتِ والإعراضِ عن الحَسَناتِ، بل إلى تقديرِ الهَفوةِ فيما لا هَفوةَ فيه بالتَّنزيلِ على مُقتَضى الشَّهوةِ ليتَعَلَّل به، وهو مِن دَقائِقِ مَكايِدِ الشَّيطانِ) . 5- اللُّؤمُ يُؤَدِّي إلى الفُحشِ والسَّبِّ وبَذاءةِ اللِّسانِ: قال الغزاليُّ: (الفُحشُ والسَّبُّ وبَذاءةُ اللِّسانِ، وهو مَذمومٌ ومَنهيٌّ عنه، ومَصدَرُه الخُبثُ واللُّؤمُ) . 6- اللَّئيمُ رقيقُ المروءةِ: قال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضي اللهُ عنه: (ما وجَدتُ لئيمًا قَطُّ إلَّا وجَدتُه رَقيقَ المُروءةِ) . 7- اللَّئيمُ يقسو إذا أُلطِفَ: قال عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيِ اللهُ عنه: (الكَريمُ يَلينُ إذا استُعطِف، واللَّئيمُ يقسو إذا أُلطِفَ) . 8- مخالطةُ اللَّئيمِ تُفسِدُ الشِّيَمَ: (قال بَعضُ البُلَغاءِ: صَلاحُ الشِّيَمِ بمُعاشَرةِ الكِرامِ، وفَسادُها بمُخالَطةِ اللِّئامِ) . 9- اللُّؤمُ يَسوقُ الإنسانَ إلى أخبَثِ المَطامِعِ . 10- اللَّئيمُ يزيدُ مع النِّعمةِ لُؤمًا . 11- اللَّئيمُ جاحِدٌ للفَضيلةِ. 12- يُسرِعُ في السُّؤالِ، ويُعرِضُ عن النَّوالِ. 13- اللَّئيمُ كالحَيَّةِ الصَّمَّاءِ، لا يُوجَدُ عندَها إلَّا اللَّدغُ والسُّمُّ . 14- اللَّئيمُ لئيمُ القَدرِ إذا طالَ استَطالَ . 15- أنَّ اللَّئيمَ تتَمَكَّنُ القَساوةُ والجفاءُ مِن طَبعِه. آثارُ الِخسَّةِ والدَّناءةِ 1- البُعدُ عنِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ. 2- جَلبُ كراهيةِ النَّاسِ. 3- الشُّعورُ بعَدَمِ راحةِ البالِ واطمِئنانِ النَّفسِ. 4- المُتَّصِفُ بذلك يَحذَرُه النَّاسُ فلا يطمَئِنُّونَ إلى مُخالَطتِه ولا جيرَتِه ولا مُعامَلتِه. 5- تَفكُّكُ المُجتَمَعِ وضَعفُ الرَّوابطِ وانعِدامُ الثِّقةِ بَيْنَ أفرادِه. 7- ظُهورُ الكثيرِ مِنَ الآفاتِ الأخلاقيَّةِ والسُّلوكيَّاتِ الخاطِئةِ. 8- الخِسَّةُ والدَّناءةُ مِن أسبابِ إخمادِ الذِّكرِ وضَعةِ المَنزِلةِ والقَدرِ. 9- الدَّناءةُ تَحولُ دون مَعالي الأُمورِ. 10- ينشَأُ عنِ الدَّناءةِ الكثيرُ مِنَ الأخلاقِ المرذولةِ، كالخيانةِ، والحِرصِ، والخَديعةِ والطَّمَعِ، والجُبنِ والبُخلِ، إلى غَيرِ ذلك. صور اللؤم والخسة والدناءة صُوَرُ اللُّؤمِ 1- ظُلمُ القَرابةِ: قال القاضي المهديُّ: (لئيمٌ من يظلِمُ قَرابَتَه: إذا كان الظُّلمُ كُلُّه سَيِّئٌ، فإنَّ مِن أسوَأِ الظُّلمِ ظُلمَ القَرابةِ؛ فهو يدُلُّ على الخساسةِ والنَّذالةِ والدَّناءةِ) . 2- السَّبُّ وبَذاءةُ اللِّسانِ: قال الغزاليُّ: (الفُحشُ والسَّبُّ وبَذاءةُ اللِّسانِ مَذمومٌ ومَنهيٌّ عنه، ومَصدَرُه الخُبثُ واللُّؤمُ) . 3- البُخلُ: قال ابنُ قُتَيبةَ الدِّينَوَريُّ: (اللَّئيمُ: الذي جَمَع الشُّحَّ، ومَهانةَ النَّفسِ ودَناءةَ الآباءِ، يُقالُ: كُلُّ لئيمٍ بَخيلٌ) . 4- إفشاءُ السِّرِّ: قال الغزاليُّ: (إفشاءُ السِّرِّ خيانةٌ، وهو حَرامٌ إذا كان فيه إضرارٌ، ولُؤمٌ إن لم يكُنْ فيه إضرارٌ) . 5- النَّميمةُ ولو بالصِّدقِ: قال الغزاليُّ: (اتَّقوا السَّاعيَ؛ فلو كان صادِقًا في قَولِه لكان لئيمًا في صِدقِه حَيثُ لم يحفَظِ الحُرمةَ، ولم يستُرِ العَورةَ، والسِّعايةُ هي النَّميمةُ، إلَّا أنَّها إذا كانت إلى من يُخافُ جانِبُه سُمِّيت سِعايةً) . 6- التَّطفيلُ: قال ابنُ عبدِ رَبِّه: (ومِن اللُّؤمِ: التَّطفيلُ، وهو التَّعَرُّضُ للطَّعامِ مِن غَيرِ أن يُدعى إليه) . وقد قالوا: (مِن اللُّؤمِ أن تُلقيَ كَلبَ جوعِك على طَعامِ غَيرِك) . (وكان ابنُ سِيرينَ إذا دُعيَ إلى وليمةٍ أو إلى عُرسٍ دَخَل مَنزِلَه، فيقولُ: اسقوني شَربةَ سَويقٍ، فيُقالُ له: يا أبا بَكرٍ أنت تذهَبُ إلى العُرسِ تَشرَبُ سَويقًا! فكان يقولُ: إنِّي أكرَهُ أن أجعَلَ حِدَّةَ جوعي على طَعامِ النَّاسِ!) . 7- كُفرُ النِّعمةِ: يقولُ الأحنَفُ بنُ قَيسٍ في ذلك (.. واعلَمْ أنَّ كُفرَ النِّعمةِ لُؤمٌ) . 8- القَسوةُ، فمَن كَرُم أصلُه لان قَلبُه، وقد قيل: (مِن أماراتِ الكَرَمِ الرَّحمةُ، ومِن أماراتِ اللُّؤمِ القَسوةُ) . صُوَرُ الِخسَّةِ والدَّناءةِ 1- التَّعالي والتَّسَلُّطُ على مَن لا يُمكِنُه المُعارَضةُ: قال ابنُ حَزمٍ: (واعلَمْ أنَّ التَّعَسُّفَ وسوءَ المَلَكةِ لمَن مَلَّكك اللهُ أمرَهم مِن رَعيَّةٍ إنَّما يدُلَّانِ على خَساسةِ النَّفسِ، ودَناءةِ الهمَّةِ، وضَعفِ العَقلِ؛ لأنَّ العاقِلَ الرَّفيعَ النَّفسِ، العاليَ الهمَّةِ إنَّما يَغلِبُ أكفاءَه في القوَّةِ، ونُظَراءَه في المَنَعةِ. وأمَّا الاستِطالةُ على مَن لا يُمكِنُه المُعارَضةُ فسُقوطٌ في الطَّبعِ، ورَذالةٌ في النَّفسِ والخُلُقِ، وعَجزٌ ومَهانةٌ. ومَن فَعَل ذلك فهو بمَنزِلةِ مَن يتَبَجَّحُ بقَتلِ جُرَذٍ، أو بقَتلِ بُرغوثٍ، أو بفَركِ قَملةٍ، وحَسْبُك بهذا ضَعةً وخَساسةً!) . 2- المَهانةُ والذُّلُّ: فالمَهانةُ والذُّلُّ دَليلُ الدَّناءةِ والخِسَّةِ، وكذلك بَذلُ النَّفسِ أوِ ابتِذالُها في نَيلِ حُظوظِها وشَهَواتِها، كتَواضُعِ السُّفلِ في نَيلِ شَهَواتِهم، وتَواضُعِ طالبِ كُلِّ حَظٍّ لمَن يرجو نَيلَ حَظِّه مِنه، فهذا كُلُّه ضَعةٌ لا تَواضُعٌ، واللهُ سُبحانَه يُحِبُّ التَّواضُعَ ويُبغِضُ الضَّعةَ والمَهانةَ، وكذلك ظُهورُ التَّسَوُّلِ، وهو مورِثٌ للذُّلِّ والهَوانِ في الدُّنيا والآخِرةِ، دَليلٌ على دَناءةِ النَّفسِ وحَقارَتِها . 3- التَّعاوُن على الإثمِ والعُدوانِ: وهذه ظاهِرةٌ تَقلِبُ نِظامَ المُجتَمَعِ، وتُساعِدُ على فسادِ الذِّمَمِ، وتَفتَحُ أبوابَ الشَّرِّ، وتَطمِسُ مَعالمَ الحَقِّ ليرتَعَ الباطِلُ، وتُنبئُ عن خِسَّةِ صاحِبِها ودَناءةِ نَفسِه . 4- أكلُ المَرءِ بدينِه: (سُئِلَ ابنُ المُبارَكِ: مَنِ النَّاسُ؟ قال: العُلَماءُ. قال: مَنِ المُلوكُ؟ قال: الزُّهَّادُ، قال: فمَنِ السَّفِلةُ؟ قال: الذي يأكُلُ بدينِه) . 5- إظهارُ المُغالَبةِ بغَيرِ حَقٍّ وعَدَمُ الاعتِرافِ بالخَطَأِ إذا ظَهَرَ: قال ابنُ حَزمٍ: (ناظَرتُ رَجُلًا مِن أصحابِنا في مَسألةٍ فعَلَوتُه فيها لبُكوءٍ كان في لسانِه، وانفصَلَ المَجلسُ على أنِّي ظاهرٌ، فلمَّا أتَيتُ مَنزِلي حاكَ في نَفسي منها شَيءٌ، فتَطَلَّبتُها في بَعضِ الكُتُبِ فوجَدتُ بُرهانًا صَحيحًا يُبَيِّنُ بُطلانَ قَولي وصِحَّةَ قَولِ خَصمي، وكان معي أحَدُ أصحابِنا مِمَّن شَهِدَ ذلك المَجلِسَ فعَرَّفتُه بذلك، ثُمَّ رَآني قد عَلَّمتُ على المَكانِ مِنَ الكِتابِ، فقال لي: ما تُريدُ؟ فقُلتُ: أُريدُ حَملَ هذا الكِتابِ وعَرْضَه على فُلانٍ وإعلامَه بأنَّه المُحِقُّ وأنِّي كُنتُ المُبطِلَ وأنِّي راجِعٌ إلى قَولِه! فهَجَمَ عليه مِن ذلك أمرٌ مُبهِتٌ، وقال لي: وتَسمَحُ نَفسُك بهذا؟! فقُلتُ له: نَعَم، ولو أمكنَني ذلك في وقتي هذا لما أخَّرتُه إلى غَدٍ! واعلَمْ أنَّ مِثلَ هذا الفِعلِ يَكسِبُك أجمَلَ الذِّكرِ مَعَ تَحَلِّيك بالإنصافِ الذي لا شَيءَ يَعدِلُه. ولا يكُنْ غَرَضَك أن تُوهِمَ نَفسَك أنَّك غالبٌ، أو تُوهِمَ مَن حَضَرَك مِمَّن يغتَرُّ بك ويثِقُ بحُكمِك أنَّك غالِبٌ، وأنتَ بالحَقيقةِ مَغلوبٌ؛ فتَكونَ خَسيسًا وضيعًا جِدًّا وسَخيفًا البَتَّةَ وساقِطَ الهمَّةِ، وبمَنزِلةِ مَن يوهِمُ نَفسَه أنَّه مَلِكٌ مُطاعٌ وهو شَقيٌّ مَنحوسٌ!) . 6- المُسارَعةُ إلى حُضورِ الولائِمِ وإن كانت غَيرَ شَرعيَّةٍ: قال ابنُ عَقيلٍ: (ويُكرَهُ لأهلِ المروءاتِ والفَضائِلِ التَّسَرُّعُ إلى إجابةِ الطَّعامِ والتَّسامُحُ، وحُضورُ الولائِمِ غَيرِ الشَّرعيَّةِ؛ فإنَّه يورِثُ دَناءةً وإسقاطَ الهَيبةِ مِن صُدورِ النَّاسِ) . وقال الجيلانيُّ: (يُكرَهُ لأهلِ الفَضلِ والعِلمِ في الجُملةِ التَّسَرُّعُ إلى إجابةِ الطَّعامِ والتَّسامُحُ بذلك؛ لِما فيه مِنَ الذِّلَّةِ والدَّناءةِ والشَّرَهِ، لا سيَّما إذا كان حاكِمًا، وقيلَ: ما وضَعَ أحَدٌ يَدَه في قَصعةِ أحَدٍ إلَّا ذَلَّ) . 7- انتِظارُ المُقارَضةِ على الإحسانِ والمَعروفِ: قال أبو الوليدِ الباجِيُّ يوصي ولَدَيه: (ومَن أسدى منكما إلى أخيه معروفًا أو مكارَمةً أو مُواصَلةً، فلا ينتَظِرْ مُقارَضةً عليها، ولا يَذكُرْ ما أتى منها؛ فإنَّ ذلك ممَّا يوجِبُ الضَّغائنَ، ويُسَبِّبُ التَّباغُضَ، ويُقَبِّحُ المعروفَ، ويحَقِّرُ الكبيرَ، ويدُلُّ على المقتِ والضَّعةِ ودناءةِ الهِمَّةِ) . وقال لهما أيضًا: (وإيَّاكما أن تُحَدِّثا أنفُسَكما أن تَنتَظِرا مُقارَضةً مِمَّن أحسَنتُما إليه، وأنعَمتُما عليه؛ فإنَّ انتِظارَ المُقارَضةِ تَمسَحُ الصَّنيعةَ، وتُعيدُ الأفعالَ الرَّفيعةَ وَضيعةً، وتَقلِبُ الشُّكرَ ذَمًّا، والحَمدَ مَقتًا) . 8- الطَّمَعُ والإقبالُ على الأغنياءِ والإعراضُ عنِ الفُقَراءِ: قال عُبَيدُ اللهِ بنُ زيادٍ: (إيَّاكم والطَّمَعَ؛ فإنَّه دَناءةٌ) . وقال بَعضُ السَّلَفِ: (... مِنَ الدَّناءةِ: إقبالُك على السَّفِلةِ مِن أجلِ غِناه، وإعراضُك عنِ الشَّريفِ مِن أجلِ فَقْرِه) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 02:45 PM | #194 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – اللؤم والخسة والدناءة
أسبابُ الوُقوعِ في اللُّؤمِ والخِسَّةِ والدَّناءةِ 1- معاشَرةُ اللِّئامِ وأهلِ الخِسَّةِ والدَّناءةِ: عن إبراهيمَ بنَ شكلةَ قال: (إنَّ لكُلِّ شَيءٍ حَياةً وموتًا، وإنَّ مِمَّا يُحيي الكَرَمَ مواصَلةَ الكُرَماءِ، وإنَّ مِمَّا يُحيي اللُّؤمَ مُعاشَرةَ اللِّئامِ) . وعن الأصمعيِّ قال: سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ: (مُخالَطةُ الأنذالِ والسِّفلةِ تحُطُّ الهَيبةَ، وتَضَعُ المَنزِلةَ، وتكِلُّ اللِّسانَ، وتُزري الإنسانَ) . 2- الحَسَدُ والبُخلُ والكَذِبُ والغِيبةُ. 3- ضَعفُ الحياءِ: قال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (ابنُ آدَمَ مَطبوعٌ على الكَرَمِ واللُّؤمِ مَعًا في المُعامَلةِ بَينَه وبَينَ اللهِ، والعِشرةِ بَينَه وبَينَ المَخلوقين، وإذا قَويَ حَياؤه قَوِيَ كَرمُه وضَعُفَ لُؤمُه، وإذا ضَعُف حَياؤه قَويَ لُؤمُه وضَعُف كَرَمُه) . 4- التَّعامُلُ بالخديعةِ: قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: (لا تعامِلْ بالخديعةِ؛ فإنَّها خُلُقُ اللِّئامِ) . 5- طاعةُ الشَّيطانِ واتِّباعُ الأهواءِ والشَّهَواتِ: قال ابنُ القَيِّم: (اللَّئيمُ يصبِرُ في طاعةِ الشَّيطانِ؛ فاللِّئامُ أصبَرُ النَّاسِ في طاعةِ أهوائِهم وشَهَواتِهم، وأقَلُّ النَّاسِ صَبرًا في طاعةِ رَبِّهم، فيصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ الشَّيطانِ أتَمَّ صَبرٍ، ولا يصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ اللهِ في أيسَرِ شَيءٍ) . 6- صِغَرُ النَّفسِ، ومرضُ القلبِ. 7- الطمعُ والشَّرَهُ، وشِدَّةُ الحِرصِ، والبُخلُ. الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ اللُّؤمِ والِخسَّةِ والدَّناءةِ 1- الانشِغالُ بالنَّفسِ وعُيوبِها، والحَذَرُ مِن أمراضِ القُلوبِ، والعَمَلُ على عِلاجِها. 2- مُجاهَدةُ النَّفسِ على التَّحَلِّي بمَكارِمِ الأخلاقِ والتِزامِ الأدَبِ. قال أبو نُواسٍ: (الشَّرَهُ في الطَّعامِ دَناءةٌ، وفي الأدَبِ مُروءةٌ، وكُلُّ مَن حَرَصَ على شَيءٍ فاستَكثَرَ مِنه سَكن حِرصُه وقَرَّت عَينُه غَيرَ الأدَبِ؛ فإنَّه كُلَّما ازدادَ مِنه صاحِبُه ازدادَ حِرصًا عليه وشَهوةً له ودُخولًا فيه) . وقال أبو حَيَّانَ التَّوحيديُّ: (ومِن تَوابعِ الأخلاقِ المَذمومةِ الغَضَبُ والكَذِبُ والجَهلُ والجَورُ والدَّناءةُ، وأمَّا الجَهلُ والجَورُ والدَّناءةُ فإنَّها أثافيُّ الرَّذائِلِ، فينبَغي أن ينتفيَ مِنها جُملةً وتَفصيلًا، ولا يسلُكَ أحَدٌ إلى شَيءٍ مِنها سَبيلًا) . وقال بَعضُ الصَّالحينَ: (اجتَنِبوا دَناءةَ الأخلاقِ كما تَجتَنِبونَ الحَرامَ) . 3- الرُّفقةُ الصَّالحةُ والإكثارُ مِن مُخالَطةِ الصَّالحينَ ومُجانَبةُ أهلِ الخِسَّةِ والدَّناءةِ. خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ بالكوفةِ فقال: (اعلَموا يا أهلَ الكوفةِ أنَّ الحِلمَ زينةٌ، والوفاءَ مُروءةٌ، والعَجَلةَ سَفَهٌ، والسَّفَهَ ضَعفٌ، ومُجالَسةَ أهلِ الدَّناءةِ شَينٌ، ومُخالَطةَ أهلِ الفُسوقِ ريبةٌ) . ويُقال: (احذَرِ الدُّنوَّ مِن ذَوي الدَّناءةِ؛ لئَلَّا تُعديَك طِباعُهمُ اللَّئيمةُ، وأخلاقُهمُ الذَّميمةُ، ولا تَصحَبِ الشِّرِّيرَ؛ فإنَّ طَبعَك يَسرِقُ مِن طَبعِه شَرًّا وأنتَ لا تَدري) . 4- أن يحرِصَ على التَّحَلِّي بالشَّرَفِ ومُجانَبةِ السَّفَهِ. أحضَرَ الرَّشيدُ رَجُلًا ليولِّيَه القَضاءَ فقال له: إنِّي لا أُحسِنُ القَضاءَ ولا أنا فقيهٌ! قال الرَّشيدُ: فيك ثَلاثُ خِلالٍ: لك شَرَفٌ، والشَّرَفُ يمنَعُ صاحِبَه مِنَ الدَّناءةِ، ولك حِلمٌ يمنَعُك مِنَ العَجَلةِ، ومَن لم يَعجَلْ قَلَّ خَطَؤُه، وأنتَ رَجُلٌ تُشاوِرُ في أمرِك، ومَن شاورَ كثُرَ صَوابُه، وأمَّا الفِقهُ فسينضَمُّ إليك مَن تَتَفقَّهُ به، فوُلِّي فما وجَدوا فيه مَطعَنًا . وسُئِلَ أحَدُ الصَّالحينَ: ما الشَّرَفُ؟ قال: موافقةُ الإخوانِ، وحِفظُ الجيرانِ، وسُئِلَ: فما السَّفَهُ؟ قال: اتِّباعُ الدَّناءةِ، ومُصاحَبةُ الغُواةِ . 5- الاتِّصافُ بالمُروءةِ. ومِنَ المُروءةِ عَدَمُ صَرفِ الهمَّةِ إلى الظَّاهرِ مِن مَلبَسٍ وغَيرِه، قال الماوَرْديُّ: (المُروءةُ أن يكونَ الإنسانُ مُعتَدِلَ الحالِ في مُراعاةِ لِباسِه مِن غَيرِ إكثارٍ ولا اطِّراحٍ؛ فإنَّ اطِّراحَ مُراعاتِها وتَركَ تَفقُّدِها مَهانةٌ وذُلٌّ، وكثرةَ مُراعاتِها وصَرفَ الهمَّةِ إلى العِنايةِ لها دَناءةٌ ونَقصٌ، ورُبَّما تَوهَّمَ بَعضُ مَن خَلا مِن فضلٍ، وعَرِيَ عن تَمييزٍ أنَّ ذلك هو المُروءةُ الكامِلةُ، والسِّيرةُ الفاضِلةُ؛ لِما يرى مِن تَمَيُّزِه بذلك عنِ الأكثَرينَ، وخُروجِه عن جُملةِ العَوامِّ المُستَرذَلينَ، وخَفيَ عليه أنَّه إذا تَعَدَّى طَورَه وتَجاوزَ قَدرَه، كان أقبَحَ لذِكرِه، وأبعَثَ على ذَمِّه) . 6- الحِرصُ على الهمَّةِ العاليةِ. وأخَسُّ النَّاسِ حَياةً أخَسُّهم همَّةً، وأضعَفُهم محبَّةً وطَلَبًا، وحَياةُ البَهائِمِ خَيرٌ مِن حَياتِه . ورُويَ عن أحَدِ الصَّالحينَ أنَّه قال: (مَن أصلَحَ اللهُ همَّتَه لا يُتعِبُه بَعدَ ذلك رُكوبُ الأهوالِ ولا مُباشَرةُ الصِّعابِ، وعَلا بعُلوِّ همَّتِه إلى أسنى المَراتِبِ، وتَنَزَّهَ عنِ الدَّناءةِ أجمَعَ) . 7- الزُّهدُ فيما في أيدي النَّاسِ. 8- مَعرِفةُ الآثارِ السَّيِّئةِ للُّؤمِ والِخسَّةِ والدَّناءةِ. مَسائِلُ مُتَفَرِّقةٌ صِفاتُ اللَّئيمِ: يوصَفُ اللَّئيمُ بصِفاتٍ سَيِّئةٍ؛ مِنها الظُّلمُ للضَّعيفِ، وقِلَّةُ المُروءةِ والكِبرُ، والخيانةُ، وغَيرُها مِنَ الصِّفاتِ التي لا تليقُ بالكَريمِ، قال الجاحِظُ: (ومِن صِفةِ اللَّئيمِ أن يظلِمَ الضَّعيفَ، ويظلِمَ نفسَه للقويِّ، ويقتُلَ الصَّريعَ، ويُجهِزَ على الجَريحِ... فإذا رَأيتَه يَعُقُّ أباه، ويحسُدُ أخاه، ويظلِمُ الضَّعيفَ، ويستَخِفُّ بالأديبِ، فلا تُبعِدْه مِن الخيانةِ؛ إذ كانت الخيانةُ لُؤمًا، ولا مِن الكَذِبِ؛ إذ كان الكَذِبُ لُؤمًا، ولا مِن النَّميمةِ؛ إذ كانت النَّميمةُ لُؤمًا، ولا تأمَنْه على الكُفرِ؛ فإنَّه ألأمُ اللُّؤمِ، وأقبَحُ الغَدرِ. ومِن رَأيتَه مُنصَرِفًا عن بَعضِ اللُّؤمِ، وتارِكًا لبَعضِ القَبيحِ، فإيَّاك أن توَجِّهَ ذلك منه على التَّجَنُّبِ له، والرَّغبةِ عنه والإيثارِ لخِلافِه، ولكن على أنَّه لا يشتَهيه أو لا يقدِرُ عليه، أو يخافُ مِن مَرارةِ العاقِبةِ أمرًا يُعفي على حَلاوةِ العاجِلِ؛ لأنَّ اللُّؤمَ كُلَّه أصلٌ واحِدٌ وإن تفَرَّقَت فُروعُه، وجِنسٌ واحِدٌ وإنِ اختَلَفَت صوَرُه، والفِعلُ مَحمولٌ على غَلَبَتِه تابِعٌ لسَمتِه، والشَّكلُ ذاهِبٌ على شَكلِه مُنقَطِعٌ إلى أصلِه، صائِرٌ إليه وإن أبطَأ عنه، ونازِعٌ إليه وإن حِيلَ دونَه. وكذلك تَناسُبُ الكَرَمِ وحنينُ بَعضِه لبَعضٍ) . وقال أبو حاتمٍ: (الكَريمُ مَن أعطاه شَكَره، ومَن مَنَعه عَذَره، ومَن قَطَعَه وصَلَه، ومَن وصَلَه فضَّله، ومَن سَألَه أعطاه، ومَن لم يسأَلْه ابتَدَأه، وإذا استَضعَفَ أحَدًا رَحِمَه، وإذا استَضعَفه أحَدٌ رأى المَوتَ أكرَمَ له منه، واللَّئيمُ بضِدِّ ما وصَفْنا مِن الخِصالِ كُلِّها) . وقالوا: (اللَّئيمُ كَذوبُ الوَعدِ، خَؤونُ العَهدِ، قَليلُ الرِّفدِ، وقالوا: اللَّئيمُ إذا استَغنى بَطِرَ، وإذا افتَقَرَ قَنِط، وإذا قال أفحَشَ، وإذا سُئِل بَخِل، وإن سَألَ ألَحَّ، وإن أُسدِيَ إليه صَنيعٌ أخفاه، وإن استُكتِم سِرًّا أفشاه، فصَديقُه منه على حَذَرٍ، وعَدوُّه منه على غَرَرٍ) . من علاماتِ اللُّؤمِ: قال بَعضُ الحُكَماءِ: (أربَعةٌ مِن عَلاماتِ اللُّؤمِ: إفشاءُ السِّرِّ، واعتِقادُ الغَدرِ، وغِيبةُ الأحرارِ، وإساءةُ الجِوارِ) . وقال ابنُ المُقَفَّعِ: (مِن عَلاماتِ اللَّئيمِ المُخادِعِ: أن يكونَ حَسَنَ القَولِ، سَيِّئَ الفِعلِ، بَعيدَ الغَضَبِ، قَريبَ الحَسَدِ، حَمولًا للفُحشِ، مُجازيًا بالحِقدِ، مُتَكلِّفًا للجودِ، صَغيرَ الخَطَرِ، مُتَوسِّعًا فيما لَيسَ له، ضَيِّقًا فيما يملِكُ) . وصفُ أحوالِ اللَّئيمِ: إذا كان ضِدًّا للكَريمِ فهو لئيمٌ، فإذا كان رَذْلًا نَذْلًا لا مُروءةَ له ولا جَلَدَ، فهو فَسلٌ. فإذا كان مع لُؤمِه وخِسَّتِه ضَعيفًا فهو نِكْسٌ، وغُسٌّ، وجِبسٌ، وجِبْزٌ، فإذا زادَ لُؤمُه وتَناهَت خِسَّتُه فهو عُكْلٌ وقُذْعَلٌ وزُمَّحٌ، فإذا كان لا يُدرَكُ ما عندَه مِن اللُّؤمِ فهو أبَلٌّ . أقوالٌ مُتفَرِّقةٌ في اللُّؤمِ: - قال حكيمٌ: (السَّفَرُ ميزانُ الأخلاقِ؛ لأنَّه يُفصِحُ عن مَقاديرِها في الكَرَمِ واللُّؤمِ) . - وعن عائشةَ رَضي اللهُ عنها قالت: (كُلُّ شَرَفٍ دونَه لُؤمٌ فاللُّؤمُ أَولى به، وكُلُّ لُؤمٍ دونَه شَرَفٌ فالشَّرَفُ أَولى به) . تُريدُ أنَّ أَولى الأُمورِ بالإنسانِ طَبائِعُ نفسِه وخِصالُها، فإن كان كَريمًا وآباؤُه لئامٌ لم يضُرَّه ذلك، وإن كان لئيمًا وآباؤه كِرامٌ لم ينفَعْه ذلك . - وقال قُسُّ بنُ ساعِدةَ: (لأقضيَنَّ بَيْنَ العَرَبِ بقَضيَّةٍ لم يقْضِ بها أحَدٌ قَبلي ولا يرُدُّها أحَدٌ بَعدي: أيُّما رَجُلٍ رمى رَجُلًا بمَلامةٍ دونَها كَرَمٌ فلا لُؤمَ عليه، وأيُّما رَجُلٍ ادَّعى كَرَمًا دونَه لُؤمٌ فلا كَرَمَ له) . أصلُ الأخلاقِ المذمومةِ: أصلُ الأخلاقِ المَذمومةِ كُلِّها يرجِعُ إلى ثَلاثةِ أُمورٍ: الأوَّلُ: الكِبرُ. الثَّاني: المَهانةُ. الثَّالثُ: الدَّناءةُ. فالفَخرُ والبَطَرُ والأشَرُ، والظُّلمُ والبَغيُ والتَّجَبُّرُ، والعُجبُ والخُيلاءُ والحَسَدُ، وإباءُ قَبولِ النَّصيحةِ وطَلَبِ العِلمِ، وحُبُّ الرِّئاسةِ والجاهِ: كُلُّها أمراضٌ قَلبيَّةٌ ناشِئةٌ مِنَ الكِبرِ. والكَذِبُ والمَكرُ، والخِسَّةُ والخيانةُ، والرِّياءُ والحِرصُ، والخَديعةُ والطَّمَعُ، والجُبنُ والبُخلُ، والعَجزُ والكسَلُ، والفزَعُ والذُّلُّ لغَيرِ اللهِ، ونَحوُها: كُلُّها أمراضٌ قَلبيَّةٌ ناشِئةٌ مِنَ المَهانةِ والدَّناءةِ وصِغَرِ النَّفسِ . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 02:59 PM | #195 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – اللؤم والخسة والدناءة
ذم اللؤم والخسة والدناءة في واحة الادب أ- من الشِّعرِ 1- قال أبو شراعةَ القَيسيُّ: إنَّ الغِنى عن لئامِ النَّاسِ مَكرُمةٌ وعن كِرامِهم أدنى إلى الكَرَمِ 2- وقال مُؤمَّلٌ الشَّاعِرُ: إذا نطَق اللَّئيمُ فلا تُجِبْه فخيرٌ من إجابتِه السُّكوتُ لئيمُ القَومِ يشتِمُني فيحظى ولو دَمَه سفَكْتُ لَما حَظِيتُ فلستُ مشاتِمًا أبدًا لئيمًا خزيتُ لمن يشاتِمُني خَزِيتُ 3- وقال آخَرُ: واحذَرْ مصاحَبةَ اللَّئيمِ فإنَّه يُعدي كما يُعدي الصَّحيحَ الأجرَبُ . 4- وقال عبدُ اللهِ فريجٌ: واحذَرْ مصاحبةَ اللَّئيمِ فإنَّه كالقَحطِ في أفعالِ خَيرٍ مُجدِبُ 5- وقال أبو العتاهيةِ: وإنَّ امرأً لم يربَحِ النَّاسُ نفعَه ولم يأمنوا منه الأذى لَلئيمُ 6- وأنشد الكريزيُّ: وما بالُ قومٍ لئامٍ ليس عندَهم عهدٌ وليس لهم دينٌ إذا ائتُمِنوا إن يسمَعوا ريبةً طاروا بها فَرَحًا منَّا وما سَمِعوا من صالحٍ دَفَنوا صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكِرتُ به وإن ذُكِرتُ بسوءٍ عندَهم أَذِنوا 7- وقال المتوكِّلُ اللَّيثيُّ: إنَّ الأذِلَّةَ واللِّئامَ معاشِرٌ مولاهمُ المتهَضِّمُ المظلومُ وإذا أهنْتَ أخاك أو أفرَدْتَه عمدًا فأنت الواهِنُ المذمومُ 8- وقال آخَرُ: إنَّ اللَّئيمَ وإن أراك بشاشةً فالغَيبُ منه والفَعالُ لئيمُ 9- وقال الشَّاعِرُ: رأيتُ الحَقَّ يعرِفُه الكريمُ لصاحِبِه ويُنكِرُه اللَّئيمُ إذا كان الفتى حَسَنًا كريمًا فكلُّ فَعالِه حَسَنٌ كريمُ إذا ألفَيتَه سَمجًا لئيمًا فكلُّ فَعالِه سَمجٌ لئيمُ 10- وقال المتنبِّي: إذا أنت أكرَمتَ الكريمَ ملكْتَه وإن أنت أكرَمتَ اللَّئيمَ تمَرَّدا 11- وقال آخَرُ: إنَّ ذا اللُّؤمِ إذا أكرَمتَه حَسِب الإكرامَ حَقًّا لَزِمَك وأخا الفَضلِ إذا أكرَمتَه لم يُصَغِّرْك ولكِنْ عَظَّمَك 12- وقال الشَّاعِرُ: إذا جاريتَ في خُلُقٍ لئيمًا فأنت ومَن تجاريه سواءُ 13- وقال الشَّاعرُ: ثِقْ بالكريمِ إذا تهلَّل بشرُه فهو البشيرُ بنَيلِ كُلِّ مُرادِ والبِشرُ في وَجهِ اللَّئيمِ تملُّقٌ فاحذَرْ به استدراجَه بفَسادِ 14- وقال الشَّاعرُ: ولقد أمُرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني فأجوزُ ثمَّ أقولُ لا يعنيني 15- وقال آخَرُ: إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فَريضةٌ واللُّؤمُ مقرونٌ بذي الإخلافِ وترى الكريمَ لمن يعاشِرُ مُنصِفًا وترى اللَّئيمَ مجانِبَ الإنصافِ 16- وقال دكينٌ الرَّاجِزُ: إذا المرءُ لم يَدنَسْ من اللُّؤمِ عِرضُه فكُلُّ رداءٍ يرتديه جميلُ وإنْ هو لم يرفَعْ عن اللُّؤمِ نفسَه فليس إلى حُسنِ الثَّناءِ سَبيلُ 17- وعن جَعفَرِ بنِ قُدامةَ، قال: أنشَدَنا المُبرِّدُ: لئنْ كانت الدُّنيا أنالتْك ثروةً وأصبَحتَ فيما بعدَ عُسرٍ أخا يُسرِ لقد كَشَف الإثراءُ منك خلائِقًا من اللُّؤمِ كانت تحتَ ثوبٍ من الفَقرِ 18- وقال بعضُهم: ومن طَلَب الحاجاتِ في دونِ أهلِها يجِدْ دونها بابًا من اللُّؤمِ مُغلَقَا ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 03:02 PM | #196 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – ذم اللؤم والخسة والدناءة في واحة الادب
أ – من الشعر 19- وأنشد محمَّدُ بنُ إسحاقَ الواسِطيُّ: لكلِّ همٍّ من الهمومِ سَعَهْ والبُخلُ واللُّؤمُ لا فلاحَ مَعَهْ قد يجمَعُ المالَ غيرُ آكِلِه ويأكُلُ المالَ غيرُ مَن جَمَعَهْ اقبَلْ من الدَّهرِ ما أتاك به من قَرَّ عينًا بعَيشِه نَفَعَهْ 20- وقال الشَّاعِرُ: لا يَغُرَّنَّك لباسُ ليس في الأثوابِ ناسُ هم وإن نالوا الثُّريَّا بُخَلاءُ وخُسَّاسُ كم فتًى يُدعى رَئيسًا وهو في الخِسَّةِ راسُ ويدٌ تَصلُحُ للقَطعِ تُفدى وتُباسُ 21- وقال الشَّاعِرُ: أَصمُّ عنِ الكَلِمِ المَحفِظاتِ وأحلُمُ والحِلمُ بي أشبَهُ وإنِّي لأترُك جُلَّ المَقالِ لكي لا أُجابَ بما أكرَهُ إذا ما اجتَرَرتُ سِفاهَ السَّفيهِ عليَّ فإنِّي إذَنْ أُسَفَّهُ فلا تَغتَرِرْ برُواءِ الرِّجالِ وإن زَخرَفوا لَك أو مَوَّهوا فكم مِن فتًى يُعجِبُ النَّاظِرينَ له ألسُنٌ وله أوجُهُ ينامُ إذا حَضَرَ المَكرُماتِ وعِندَ الدَّناءةِ يستَنبِهُ 22- وقال الشَّاعِرُ: وللفَقرُ خَيرٌ مِن غِنى في دَناءةٍ وللمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ على صِغَرٍ 23- وقال الشَّاعِرُ: إنَّ المَقاسِمَ أرزاقٌ مُقَدَّرةٌ بَينَ العِبادِ فمَحرومٌ ومُدَّخَرُ فما رُزِقتَ فإنَّ اللهَ جالِبُه وما حُرِمتَ فما يجري به القدَرُ فاصبِرْ على حَدَثانِ الدَّهرِ مُنقَبِضًا عنِ الدَّناءةِ إنَّ الحُرَّ يصطَبرُ 25- وقال الحُصَينُ بنُ المُنذِرِ الرَّقاشيُّ: إنَّ المُروءةَ لَيسَ يُدرِكُها امرُؤٌ ورِثَ المَكارِمَ عن أبٍ فأضاعَها أمَرَته نَفسٌ بالدَّناءةِ والخَنا ونَهَته عن طَلَبِ العُلا فأطاعَها وإذا أصابَ مِنَ الأُمورِ كريمةً يبني الكريمُ بها المَكارِمَ باعَها ب- من الأمثالِ والحِكَمِ - ألأمُ من ابنِ قَـرصَعٍ: هو رجُلٌ بمنًى كان متعالِمًا باللُّؤمِ . - ألأمُ مِن أسلَمَ: هو أسلَمُ بنُ زُرعةَ جبا أهلَ خُراسانَ جِبايةً لم يَجْبِها أحدٌ، ثمَّ بلغه أنَّ الفُرسَ كانت تضعُ في فَمِ الميِّتِ دِرهمًا، فنبش القُبورَ واستخرج الدَّراهِمَ ! - ألأمُ من ضَبارةَ . - ألأمُ مِن جَدْرةَ: جَدْرةُ وضَبارةُ كانا مَثلَينِ في اللُّؤمِ، وعن بعضِ مُلوكِهم أنَّه سأل عن ألأمِ من في العَرَبِ ليمثِّلَ به، فدُلَّ عليهما، فجَدَع أنفَ جَدرةَ، ففَرَّ ضَبارةُ لـمَّا رأى أنَّ نظيرَه لقِيَ ما لَقِيَ . - ألأمُ من ذِئبٍ: لأنَّه لا يتجافى عن التَّعَرُّضِ لما يتعَرَّضُ له وقتًا من أوقاتِه، وربَّما عَرَض للإنسانِ اثنان فتساندا وأقبلا عليه إقبالًا واحدًا، فإذا أُدميَ أحدُهما وثَب عليه الآخَرُ، فمَزَّقه وأكله وتَرَك الإنسانَ ! - ألأمُ مِن راضعٍ: والرَّاضِعُ هو الذي يأكُلُ الخُلالةَ التي تتعَلَّقُ بطَرَفِ الخِلالِ لئلَّا تفوتَه، كأنَّه يرتضِعُ ذلك، وقيل: هو الرَّاعي الذي لا يمسِكُ مِحلَبًا ليعتَلَّ للمُعتَرِّ بفَقدِه، فإذا أراد شُربَ اللَّبنِ رضَعَه. وقيل: هو الشَّرِهُ الذي لا يصبِرُ ريثما يحتَلِبُ، فيحمِلُه فَرطُ الشَّرَهِ على الرَّضعِ قُبَيلَ الحَلبِ، وقيل: هو الذي يسألُ النَّاسَ كأنَّه يرضَعُهم، وقيل: هو الذي لم يَزَلْ لئيمًا كأنَّه رضَع اللُّؤمَ من ثديِ أمِّه، ولكثرةِ ذلك سَمَّوا اللَّئيمَ راضعًا، وقالوا: رُضعٌ، كما قالوا: لُؤمٌ . - ألأمُ مِن سَقبٍ رَيَّانَ: لا تكادُ تَدِرُّ النَّاقةُ إلَّا إذا مرى ضَرعَها الفصيلُ بلسانِه، فإذا كان ريَّانَ امتنعَ من المرْيِ إذا أُدنيَ إلى أمِّه لتُحتَلَبَ، فجعلوا ذلك لُؤمًا له . - ألأمُ مِن كَلبٍ على عِرقٍ . - الهوانُ للَّئيمِ مَرأمةٌ، أي: مَعطَفةٌ. يُضرَبُ في الانتفاعِ باللَّئيمِ عِندَ إهانتِه . - (فَضلُ القَولِ على الفِعلِ دَناءةٌ، وفَضلُ الفِعلِ على القَولِ مَكرُمةٌ) . أي: مَن وصَف نَفسَه بفوقِ ما فيه، أو وعدَ بأكثَرَ مِمَّا يفي فهو دَنيءٌ . - وقيل: ليكُنْ فِعلُك أكثَرَ مِن قَولِك؛ فإنَّ زيادةَ القَولِ على الفِعلِ دَناءةٌ وشَينٌ، وزيادةَ الفِعلِ على القَولِ مَكرُمةٌ وزَينٌ . - (التَّسَلُّطُ على المماليكِ دناءةٌ) - (زَنْدانِ في وِعاءٍ) . يُقالُ في الذَّمِّ خاصَّةً إذا كانا مُتَساويَينِ في الِخسَّةِ والدَّناءةِ . - (لا تُمازِحنَّ شَريفًا فيَحقِدَ عليك، ولا دَنيًّا فيجترئَ عليك). قال الزَّمَخشَريُّ: (الدَّنيُّ بغَيرِ هَمزٍ: الخَسيسُ، يُقال: دَنيَ يَدنى دَناوةً فهو دَنيٌّ، وهو بالهَمزةِ الماجِنُ الخَبيثُ، يُقالُ: دَنُؤَ يَدنؤُ دَناءةً، ودَنَأَ يدنَأُ أيضًا) . - أدنى مِنَ الشِّسعِ. مِنَ الدَّناءةِ ومِنَ الدُّنوِّ . - وقال بَعضُ الحُكَماءِ: (لا تَضَعْ مَعروفَك عندَ فاحِشٍ ولا أحمَقَ ولا لَئيمٍ؛ فإنَّ الفاحِشَ يرى ذلك ضَعفًا، والأحمَقَ لا يَعرِفُ قَدْرَ ما أتَيتَ إليه، واللَّئيمَ سَبخةٌ لا يُنبِتُ ولا يُثمِرُ، ولكنْ إذا أصَبتَ المُؤمِنَ فازرَعْه مَعروفَك تَحصُدْ به شُكرًا) . - و(مِن كَلامِ البُلَغاءِ: الإنصافُ راحةٌ، والإلحاحُ وقاحةٌ، والشُّحُّ مَشنَعةٌ، والتَّواني مَضيَعةٌ، والصِّحَّةُ بضاعةٌ، والحِرصُ مَفقَرةٌ، والرِّياءُ مَحقَرةٌ، والبُخلُ ذُلٌّ، والسَّخاءُ قُربةٌ، واللُّؤمُ غُربةٌ، والذُّلُّ استِكانةٌ، والعَجزُ مَهانةٌ، والعُجبُ هَلاكٌ) . - وقالوا: (الكَريمُ للقَليلِ شاكِرٌ، واللَّئيمُ للكَثيرِ كافِرٌ. حَصَرُ اللَّئيمِ إذا سُئِلَ، وحَصَرُ الكَريمِ إذا سَألَ. ما زالَت أمُّ الكَرَمِ نَزورًا ، وأُمُّ اللُّؤمِ وَلودًا. الكَرَمُ حُسنُ الفِطنةِ، واللُّؤمُ قُبحُ التَّغافُلِ. إنَّ المَكارِمَ في المَكارِهِ، والمَغانِمَ في المَغارِمِ. الكَريمُ المَنكوبُ أجدى على الأحرارِ مِن اللَّئيمِ المَوفورِ. الكَريمُ تنفَعُ عندَه الكَلِمةُ، واللَّئيمُ لا تنفَعُ عندَه الحُرمةُ. الكَريمُ يظلِمُ مَن فوقَه، واللَّئيمُ يظلِمُ مَن دونَه) . - وقال بعضُ الحُكَماءِ: (لا تَصطَنِعوا إلى ثَلاثةٍ مَعروفًا: اللَّئيمُ؛ فإنَّه بمَنزِلةِ الأرضِ السَّبخةِ، والفاحِشُ؛ فإنَّه يرى أنَّ الذي صَنَعتَ إليه إنَّما هو لمخافةِ فُحشِه، والأحمَقُ؛ فإنَّه لا يَعرِفُ قَدرَ ما أسدَيتَ إليه، وإذا اصطَنَعتَ إلى الكِرامِ فازدَرِعِ المعروفَ واحصُدِ الشُّكرَ) . - و(قال بعضُ الفُصَحاءِ: الكريمُ شَكورٌ أو مشكورٌ، واللَّئيمُ كَفورٌ أو مكفورٌ) . - وقيلَ لبَعضِ الحُكماءِ: ما الدَّناءةُ؟ قال: إحرازُ المَرءِ نَفسَه، وإسلامُه عِرْسَه . - وقال بَعضُ الحُكماءِ: (احفَظْ عَشرًا مِن عَشرٍ: أناتَك مِنَ التَّواني، وإسراعَك مِنَ العَجَلةِ، وسَخاءَك مِنَ التَّبذيرِ، واقتِصادَك مِنَ التَّقتيرِ، وإقدامَك مِنَ الهَرجِ، وتحرُّزَك مِنَ الجُبنِ، ونَزاهَتَك مِنَ الكِبرِ، وتَواضُعَك مِنَ الدَّناءةِ، ولسانَك مِنَ الاعتِذارِ، وكِتمانَك مِنَ النِّسيانِ) . - وقال بَعضُ الحُكَماءِ: (التَّواضُعُ واسِطةٌ بَيْنَ الكِبرِ ودَناءةِ النَّفسِ) . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-30-2024, 03:04 PM | #197 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القام سيكون ان شاء الله عن ( المكر والكيد )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-01-2024, 08:30 AM | #198 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
المكر والكيد
معنى المَكْرِ والكَيدِ لُغةً واصطِلاحًا معنى المَكْرِ لُغةً: المَكْرُ: الاحتيالُ والخَديعةُ. وقد مكَرَ به يمكُرُ، فهو ماكِرٌ ومكَّارٌ، ومَكَر به: كادَه . معنى المَكْرِ اصطِلاحًا: قال السُّيوطيُّ: (المَكْرُ: ما يَقصِدُ فاعِلُه في باطِنِه خِلافَ ما يقتضيه ظاهِرُه) . وقال الجُرجانيُّ: (هو إيصالُ المَكْروهِ إلى الإنسانِ مِن حيثُ لا يَشعُرُ) . وقال الرَّاغبُ: (المَكْرُ: صَرفُ الغيرِ عمَّا يقصِدُه بحيلةٍ) . معنى الكَيدِ لُغةً: الكَيدُ: المَكْرُ والخُبثُ، كاده يَكيدُه كَيدًا ومَكيدةً، وكذلك المكايَدةُ. ورُبَّما سُمِّي الحَربُ كَيدًا. يقالُ: غزا فلانٌ فلم يَلْقَ كَيدًا. وكُلُّ شيءٍ تعالِجُه فأنت تَكيدُه معنى الكَيدِ اصطِلاحًا: قال السُّيوطيُّ: (الكَيدُ: إرادةٌ مُتضَمِّنةٌ لاستتارِ ما يرادُ عمَّن يرادُ به) . وقال الجُرجانيُّ: (الكَيدُ: إرادةُ مَضَرَّةِ الغيرِ خُفيةً) . الفَرْقُ بَيْنَ المَكْرِ والكَيدِ وبَعضِ الصِّفاتِ الفَرْقُ بَيْنَ المَكْرِ والكَيدِ: المَكْرُ مِثلُ الكَيدِ في أنَّه لا يكونُ إلَّا مع تدبُّرٍ وفِكرٍ، إلَّا أنَّ الكَيدَ أقوى من المَكْرِ. الكَيدُ يتعَدَّى بنفسِه، والمَكْرُ يتعَدَّى بحَرفٍ، فيقالُ: كادَه يَكيدُه، ومكَرَ به، ولا يقالُ: مَكَره والذي يتعدَّى بنفسِه أقوى. المَكْرُ أيضًا: تقديرُ ضَرَرِ الغيرِ من أن يفعَلَ به، ألا ترى أنَّه لو قال له: أقدِرُ أن أفعَلَ بك كذا، لم يكُنْ ذلك مَكرًا، وإنَّما يكونُ مَكرًا إذا لم يُعلِمْه به. والكَيدُ: اسمٌ لإيقاعِ المَكْروهِ بالغيرِ قَهرًا، سواءٌ عَلِم أو لا . قال الزُّبيديُّ: (قال شيخُنا ابنُ الطَّيِّبِ الفاسيُّ: وظاهِرُ كلامِهم أنَّ الكَيدَ والمَكْرَ مترادفانِ، وهو الظَّاهِرُ، وقد فَرَّق بَيْنَهما بعضُ فُقَهاءِ اللُّغةِ، فقال: الكَيدُ: المضَرَّةُ، والمَكْرُ: إخفاءُ الكَيدِ وإيصالُ المضَرَّةِ، وقيل: الكَيدُ: الأخذُ على خَفاءٍ، ولا يُعتَبَرُ فيه إظهارُ خِلافِ ما أبطَنه، ويُعتَبَرُ ذلك في المَكْرِ. واللَّهُ أعلَمُ) . الفَرْقُ بَيْنَ المَكْرِ والحِيَلِ: أنَّ مِن الحِيَلِ ما ليس بمَكرٍ، وهو أن يُقَدِّرَ نَفعَ الغيرِ لا مِن وَجهِه، فيُسَمَّى ذلك حيلةً مع كونِه نَفعًا، والمَكْرُ لا يكونُ نَفعًا. أنَّ المَكْرَ بقَدرِ ضَرَرِ الغيرِ مِن غيرِ أن يُعلَمَ به، وسواءٌ كان من وجهِه أو لا. والحيلةُ لا تكونُ من غيرِ وَجهِه . الفَرْقُ بَيْنَ المَكْرِ والغَدرِ: أنَّ الغَدرَ نَقضُ العَهدِ الذي يجبُ الوفاءُ به. والمَكْرُ: قد يكونُ ابتداءً من غيرِ عَقدٍ . الفَرْقُ بَيْنَ الخِداعِ والكَيدِ: الخِداعُ: هو إظهارُ ما يُبطَنُ خِلافُه، أراد اجتلابَ نَفعٍ أو دَفعَ ضُرٍّ، ولا يقتضي أن يكونَ بعدَ تدَبُّرٍ ونَظَرٍ وفِكرٍ؛ ألا ترى أنَّه يقالُ: خدَعَه في البيعِ: إذا غَشَّه من جَشَعٍ، وأوهمه الإنصافَ، وإن كان ذلك بديهةً من غيرِ فِكرٍ ونَظَرٍ، والكَيدُ لا يكونُ إلَّا بعدَ تدَبُّرٍ وفِكرٍ ونظَرٍ؛ ولهذا قال أهلُ العَرَبيَّةِ: الكَيدُ التَّدبيرُ على العدُوِّ، وإرادةُ إهلاكِه، وسُمِّيَت الحِيَلُ التي يفعَلُها أصحابُ الحُروبِ بقَصدِ إهلاكِ أعدائِهم: مكايدَ؛ لأنَّها تكونُ بعدَ تدَبُّرٍ ونظَرٍ، ويجيءُ الكَيدُ بمعنى الإرادةِ، ويجوزُ أن يقالَ: الكَيدُ: الحيلةُ التي تُقَرِّبُ وقوعَ المقصودِ به من المَكْروهِ، وهو من قولِهم: كاد يفعَلُ كذا، أي: قَرُب، إلَّا أنَّه قيلَ في هذا: يَكادُ، وفي الأُولى: يَكيدُ؛ للتَّصَرُّفِ في الكلامِ، والتَّفرقةِ بَيْنَ المعنيَينِ. ويجوزُ أن يقالَ: إنَّ الفَرْقَ بَيْنَ الخِداعِ والكَيدِ أنَّ الكَيدَ اسمٌ لفِعلِ المَكْروهِ بالغَيرِ قَهرًا، تقولُ: كايَدَني فلانٌ، أي: ضَرَّني قَهرًا، والخديعةُ اسمٌ لفِعلِ المَكْروهِ بالغيرِ مِن غيرِ قَهرٍ، بل بأن يريدَ بأنَّه ينفَعُه، ومنه الخديعةُ في المعاملةِ، وسَمَّى اللَّهُ تعالى قَصْدَ أصحابِ الفِيلِ مكَّةَ كَيدًا في قولِه تعالى: أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 3] ، وذلك أنَّه كان على وَجهِ القَهرِ . ذم المكر والكيد والنهي عنهما أ- من القُرآنِ الكريمِ - قال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ [النمل: 50-51] . قال السَّعديُّ: (وَمَكَرُوا مَكْرًا دبَّروا أمْرَهم على قَتلِ صالحٍ وأهلِه على وَجهِ الخُفيةِ -حتَّى من قومِهم؛ خوفًا من أوليائِه وَمَكَرْنَا مَكْرًا بنَصرِ نبيِّنا صالحٍ عليه السَّلامُ وتيسيرِ أمرِه، وإهلاكِ قومِه المكَذِّبين، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ، هل حَصَل مقصودُهم، وأدركوا بذلك المَكْرِ مطلوبَهم أم انتَقَض عليهم الأمرُ؟ ولهذا قال: أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ أهلَكْناهم واستأصَلْنا شأفَتَهم، فجاءتهم صيحةُ عذابٍ، فأُهلِكوا عن آخِرِهم) . وقال ابنُ عاشورٍ: (سَمَّى اللَّهُ تآمُرَهم مَكرًا؛ لأنَّه كان تدبيرَ ضُرٍّ في خَفاءٍ، وأكَّد مَكْرَهم بالمفعولِ المُطلَقِ؛ للدَّلالةِ على قُوَّتِه في جنسِ المَكْرِ، وتنوينُه للتَّعظيمِ) . - وقال سُبحانَه: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر: 43] . قال ابنُ كثيرٍ: (يخبرُ تعالى عن قُرَيشٍ والعَرَبِ أنَّهم أقسَموا باللَّهِ جَهْدَ أيمانِهم قبلَ إرسالِ الرَّسولِ إليهم: لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ أي: من جميعِ الأُمَمِ الذين أُرسِل إليهم الرُّسُلُ... قال اللَّهُ تعالى: فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ، وهو: محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما أُنزِل معه من الكتابِ العظيمِ، وهو القرآنُ المُبينُ، مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا، أي: ما ازدادوا إلَّا كُفرًا إلى كُفرِهم، ثمَّ بَيَّنَ ذلك بقولِه: اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ أي: استكبروا عن اتِّباعِ آياتِ اللَّهِ، وَمَكْرَ السَّيِّئِ أي: ومَكَروا بالنَّاسِ في صَدِّهم إيَّاهم عن سبيلِ اللَّهِ، وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ أي: وما يعودُ وَبالُ ذلك إلَّا عليهم أنفُسِهم دونَ غَيرِهم) . - وقال عزَّ وجَلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام: 123] . قال ابنُ عاشورٍ: (والمرادُ بالمَكْرِ هنا تحيُّلُ زُعَماءِ المُشرِكين على النَّاسِ في صَرفِهم عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعن متابعةِ الإسلامِ، قال مجاهِدٌ: كانوا جَلَسوا على كُلِّ عَقَبةٍ يُنَفِّرون النَّاسَ عن اتِّباعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ... ظَنًّا منهم بأنَّ صَدَّ النَّاسِ عن متابعتِه يَضُرُّه ويَحزُنُه، وأنَّه لا يَعلَمُ بذلك، ولعَلَّ هذا العَمَلَ منهم كان لمَّا كَثُر المُسلِمون في آخِرِ مُدَّةِ إقامتِهم بمكَّةَ قُبَيلَ الهِجرةِ إلى المدينةِ؛ ولذلك قال اللَّهُ تعالى: وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ. فالواوُ للحالِ، أي: هم في مَكْرِهم ذلك إنَّما يَضُرُّون أنفُسَهم...، فإنَّ غايةَ المَكْرِ ومآلَه إضرارُ الممكورِ به) . - وقال تعالى: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ [الأنفال: 17-18] . (يقولُ تعالى لَمَّا انهزم المُشرِكون يومَ بَدرٍ، وقَتَلهم المُسلِمون: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ بحولِكم وقُوَّتِكم، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ؛ حيث أعانكم على ذلك... ذَلِكُمْ النَّصرُ من اللَّهِ لكم، وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ أي: مُضعِفُ كُلِّ مَكرٍ وكَيدٍ يَكيدونَ به الإسلامَ وأهلَه، وجاعِلُ مَكرِهم مُحيقًا بهم) . - وقال سُبحانَه: قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يوسف: 5] . - وقولُه تعالى حكايةً عن امرأةِ العزيزِ: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52] . ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ - عن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن غَشَّنا فليس مِنَّا، والمَكْرُ والخِداعُ في النَّارِ)) . قال المُناويُّ: («والمَكْرُ والِخداعُ في النَّارِ» أي: صاحِبُهما يستَحِقُّ دُخولَها؛ لأنَّ الدَّاعيَ إليه الحِرصُ على الدُّنيا والرَّغبةُ فيها، وذلك يَجُرُّ إليها) . - عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ ناسًا من عُرَينةَ اجتَوَوا المدينةَ، فرَخَّص لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يأتوا إبِلَ الصَّدَقةِ، فيَشْرَبوا من ألبانِها وأبوالِها، فقَتَلوا الرَّاعيَ واستاقوا الذَّودَ، فأرسَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأُتِيَ بهم، فقَطَّع أيديَهم وأرجُلَهم، وسَمَر أعيُنَهم، وتركَهم بالحَرَّةِ يَعَضُّون الحِجارةَ)) . - وعن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: ((سمِعتُ سَعدًا رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يَكيدُ أهلَ المدينةِ أحَدٌ إلَّا انماعَ كما يَنماعُ المِلْحُ في الماءِ)) . قال المُهَلَّبُ: (وقَولُه: ((لا يَكيدُ أهلَ المدينةِ أحَدٌ))، أي: لا يدخُلُها بمَكيدةٍ، ولا يمكِنُ يَطلُبُ فيها غِرَّتَهم، ويَفتَرِسُ عَورتَهم. وقولُه: ((إلَّا انماعَ))، أي: إلَّا ذاب كما يذوبُ المِلحُ في الماءِ) . وقال العَينيُّ: (الذي يَكيدُ أهلَ المدينةِ يُذيبُه اللَّهُ تعالى في النَّارِ ذَوْبَ الرَّصاصِ، ولا يَستَحِقُّ هذا ذاك العذابَ إلَّا عن ارتِكابِه إثمًا عظيمًا) . ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ - قال محمَّدُ بنُ كَعبٍ القُرَظيُّ: ثلاثُ خِصالٍ مَن كُنَّ فيه كُنَّ عليه: البَغيُ، والنَّكثُ، والمَكْرُ. وقرأ: وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر: 43] ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس: 23] ، فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح: 10] . - عن بعضِ أصحابِ جَعفَرِ بنِ محمَّدٍ الصَّادِقِ، قال: (دخَلْتُ على جعفَرٍ وموسى بَيْنَ يَدَيه، وهو يوصيه بهذه الوَصيَّةِ، فكان ممَّا حَفِظتُ منها أن قال: يا بُنَيَّ، اقبَلْ وَصِيَّتي، واحفَظْ مقالتي... مَن استصغَرَ زَلَّةَ نَفسِه استعظَمَ زَلَّةَ غَيرِه، ومن استصغَرَ زَلَّةَ غَيرِه استعظَمَ زَلَّةَ نفسِه، يا بُنَيَّ من كشَف حِجابَ غيرِه انكشَفَت عَوراتُ بيتِه، ومَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ قُتِل به، ومَن احتَفَر لأخيه بِئرًا سَقَط فيها) . - وقال ابنُ القَيِّمِ: (إنَّ المُؤمِنَ المتوكِّلَ على اللَّهِ إذا كاده الخَلقُ، فإنَّ اللَّه يَكيدُ له وينتَصِرُ له بغيرِ حَولٍ منه ولا قُوَّةٍ) . - وقال: (في قصَّةِ يوسُفَ عليه السَّلامُ تنبيهٌ على أنَّ مَن كاد غيرَه كَيدًا محَرَّمًا فإنَّ اللَّهَ سُبحانَه وتعالى لا بُدَّ أن يَكيدَه، وأنَّه لا بُدَّ أن يَكيدَ للمظلومِ إذا صبَرَ على كَيدِ كائِدِه وتلطَّف به) . - وعن عَمرِو بنِ دِينارٍ أنَّ قيسَ بنَ سَعدٍ قال: (لولا الإسلامُ لمكَرْتُ مَكرًا لا تُطيقُه العَرَبُ) . - قال مبارَكٌ أبو حمَّادٍ: سَمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (عليك بالصِّدقِ في المواطِنِ كُلِّها، وإيَّاك والكَذِبَ والخيانةَ ومجالَسةَ أصحابِها؛ فإنَّها وِزرٌ كُلُّه... وإيَّاك أن تخونَ مُؤمِنًا؛ فمَن خان مُؤمِنًا فقد خان اللَّهَ ورسولَه... وكُنْ طاهِرَ القَلبِ، نَقِيَّ الجَسَدِ مِن الذُّنوبِ والخطايا، نَقيَّ اليَدَينِ من المظالِمِ، سليمَ القَلبِ من الغِشِّ والمَكْرِ والخيانةِ، خاليَ البَطنِ من الحَرامِ) . - قال ابنُ دُرَيدٍ: (المَكْرُ والخِداعُ لا يكونانِ في تَقيٍّ ولا خائفٍ للهِ؛ لأنَّه إذا مَكَر غَدَر، وإذا خَدَع وَبَقَ، فهاتان خَلَّتان لا تكونان في تقيٍّ، فكُلُّ خَلَّةٍ جانبت التُّقى فهي في النَّارِ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-01-2024, 08:37 AM | #199 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – المكر والكيد
آثارُ المَكْرِ والكَيدِ 1- أنَّ المَكْرَ والخِداعَ يدلَّانِ على ضَعفِ الإيمانِ. 2- من أسبابِ الفُرْقةِ بَيْنَ المُسلِمين. 3- أنَّهما من الطُّرُقِ الموصِلةِ إلى النَّارِ. 4- يُضعِفانِ الثِّقةَ بَيْنَ أفرادِ المجتَمَعِ. 5- صاحِبُ المَكْرِ والكَيدِ يكونُ مَنبوذًا عِندَ النَّاسِ. 6- يولِّدانِ الشَّحناءَ والبغضاءَ بَيْنَ النَّاسِ. 7- يترَتَّبُ عليهما الغَدرُ ونَقضُ المواثيقِ والعهودِ بَيْنَ النَّاسِ. 8- المَكْرُ السَّيِّئُ يَحيقُ بأهلِه؛ فالجزاءُ من جِنسِ العَمَلِ. أقسامُ المَكْرِ والكَيدِ أقسامُ المَكْرِ: قال الرَّاغِبُ: (المَكْرُ: صَرفُ الغَيرِ عمَّا يقصِدُه بحيلةٍ، وذلك ضربانِ: مَكرٌ محمودٌ، وذلك أن يتحرَّى بذلك فِعلَ جَميلٍ... ومذمومٌ، وهو أن يتحَرَّى به فِعلَ قَبيحٍ) . وقال ابنُ القَيِّمِ: (المَكْرُ ينقَسِمُ إلى محمودٍ ومذمومٍ؛ فإنَّ حقيقتَه إظهارُ أمرٍ وإخفاءُ خلافِه؛ ليتوصَّلَ به إلى مرادِه. فمِن المحمودِ: مَكرُه تعالى بأهلِ المَكْرِ؛ مقابلةً لهم بفِعلِهم، وجزاءً لهم بجِنسِ عَمَلِهم. قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال: 30] ، وقال تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [النمل: 50] ) . وقال الرَّاغِبُ الأصفَهانيُّ: (المَكْرُ والخديعةُ متقاربانِ، وهما اسمانِ لكُلِّ فِعلٍ يَقصِدُ فاعِلُه في باطِنِه خِلافَ ما يقتَضيه ظاهِرُه، وذلك ضربانِ: 1- أحَدُهما مذمومٌ: وهو الأشهَرُ عِندَ النَّاسِ والأكثَرُ، وذلك أن يَقصِدَ فاعِلُه إنزالَ مَكروهٍ بالمخدوعِ، وهو الذي قصَدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقولِه: ((المَكْرُ والخديعةُ في النَّارِ)) ، والمعنى: أنَّهما يؤدِّيان بقاصِدِهما إلى النَّارِ. 2- والثَّاني: على عَكسِ ذلك، وهو أن يقصِدَ فاعِلُهما إلى استجرارِ المخدوعِ والممكورِ به إلى مَصلحةٍ لهما، كما يُفعَلُ بالصَّبيِّ إذا امتَنَع من تعَلُّمِ خيرٍ) . أسبابُ الوُقوعِ في المَكْرِ والكَيدِ 1- الكِبرُ. 2- بَطَرُ النِّعمةِ ومَنعُ الخَيرِ. 2- اتِّباعُ وَساوِسِ الشَّيطانِ. 4- الحَسَدُ. 5- الانتِصارُ للذَّاتِ. 6- الغِيبةُ والطَّعنُ في الأعراضِ. 7- طلَبُ عِزَّةٍ مُتوَهَّمةٍ . الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ المَكْرِ والخِداعِ 1- التَّربيةُ على الأخلاقِ الفاضِلةِ، والالتِزامُ بالآدابِ الإسلاميَّةِ. 2- استِشعارُ مُراقبةِ اللَّهِ واطِّلاعِه على الضَّمائِرِ. 3- العِلمُ بحُكمِ المَكْرِ والكَيدِ، ومَعرِفةُ العواقِبِ والآثارِ التي تُرتَّبُ على مِثلِ هذه الصِّفاتِ السَّيِّئةِ. 4- التَّحَلِّي بمكارِمِ الأخلاقِ، وتخليصُ النَّفسِ من آفاتِها وأمراضِها، كالحسَدِ والحِقدِ والبَغضاءِ. 5- زيارةُ القُبورِ وتذَكُّرُ الموتِ واليومِ الآخِرِ. 6- اختيارُ الرُّفقةِ الصَّالحةِ والبُعدُ عن رُفَقاءِ السُّوءِ. 7- أن يحِبَّ لأخيه ما يحِبُّ لنفسِه، وأن يَكرَهَ له ما يَكرَهُه لنفسِه. 8- تقويةُ الإيمانِ والمبادَرةُ إلى الأعمالِ الصَّالحةِ. وسائِلُ النَّجاةِ مِن كَيدِ الكائِدين ومَكْرِهم 1- الصَّبرُ والتَّقوى: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 120] . 2- إخفاءُ النِّعمةِ التي رزَقَك اللَّهُ بها عن أعيُنِ الحاسِدينَ: كما قال يعقوبُ ليُوسُفَ عليهما السَّلامُ: قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يوسف: 5] . 3- دُعاءُ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ بصِدقٍ وإخلاصٍ: كما قال يوسُفُ عليه السَّلامُ: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف: 33-34] . 4- التَّوكُّلُ على اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: قال تعالى عن نبيِّه هودٍ -عليه السَّلامُ- وقومِه: إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود: 54-56] . 5- العَدلُ وتَركُ البَطشِ والظُّلمِ: قال ابنُ خَلدونَ: (إنَّ المَلِكَ إذا كان قاهِرًا باطِشًا بالعُقوباتِ مُنَقّبًا عن عَوراتِ النَّاسِ وتعديدِ ذُنوبِهم، شَمِلَهم الخوفُ والذُّلُّ، ولاذوا منه بالكَذِبِ والمَكْرِ والخديعةِ، فتخَلَّقوا بها، وفَسَدت بصائِرُهم وأخلاقُهم) . 6- تركُ إظهارِ المعاداةِ للنَّاسِ: قال عبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ لابنِه محمَّدٍ: (يا بُنَيَّ، احذَرِ الجاهِلَ وإن كان لك ناصِحًا، كما تحذَرُ العاقِلَ إذا كان لك عَدُوًّا، ويوشِكُ الجاهِلُ أن تُوَرِّطَك مشورتُه في بعضِ اغترارِك، فيَسبِقَ إليك مَكرُ العاقِلِ. وإيَّاك ومعاداةَ الرِّجالِ؛ فإنَّك لا تَعدَمنَّ منها مَكرَ حَليمٍ، أو معاندةَ جاهِلٍ) . حُكمُ المَكْرِ عَدَّه أهلُ العِلمِ -ومنهم ابن حجر الهيتمي- من الكبائِرِ، وهم يعنون الضَّربَ المذمومَ منه، وهو المَكْرُ السَّيِّئُ. قال ابن حجر الهيتمي: (عَدُّ هذا كبيرةً، صَرَّح به بعضُهم، وهو ظاهِرٌ من أحاديثِ الغِشِّ ... إذ كونُ المَكْرِ والخديعةِ في النَّارِ كما جاء في الحديثِ ليس المرادُ بهما إلَّا أنَّ صاحِبَهما فيها، وهذا وعيدٌ شديدٌ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-01-2024, 08:40 AM | #200 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – المكر والكيد
ذم المكر والكيد في واحة الادب أ- مِنَ الشِّعرِ 1- قال الشَّاعِرُ: لم يَبْقَ في النَّاسِ إلَّا المَكْرُ والمَلَقُ شَوكٌ إذا اختُبِروا زَهرٌ إذا رَمَقوا فإن دعاك إلى ائتِلافِهم قَدَرٌ فكُنْ جَحيمًا لعَلَّ الشَّوكَ يحتَرِقُ 2- وقال آخَرُ: وكم من حافِرٍ لأخيه ليلًا تردَّى في حَفيرتِه نهارَا 3- وقال تقيُّ الدِّينِ الهِلاليُّ: وليس يَحيقُ المَكْرُ إلَّا بأهلِه وحافِرُ بئرِ الغَدرِ يَسقُطُ في البِئرِ وكم حافِرٍ لحدًا ليَدفِنَ غَيرَه على نَفسِه قد جُرَّ في ذلك الحَفرِ وكم رائشٍ سَهمًا ليصطادَ غيرَه أصيبَ بذاك السَّهمِ في ثُغْرةِ النَّحرِ 4- وقال أبو عبدِ اللَّهِ محمَّدُ بنُ عُثمانَ المعروفُ بابنِ الحَدَّادِ: فلا مُهجةَ إلَّا إليك نزاعُها وما زال يُطوى عن سِواك لها كَشحُ وليس يحيقُ المَكْرُ إلَّا بأهلِه وكم مُوقِدٍ يَغشاه مِن وَقدِه لَفحُ 5- وقال آخَرُ: لا تأمَنَنَّ كَيدَ العَدُوِّ فأمنُ كَيدِهم غَرَرْ كنْ منه إن كان القَويَّ أو الضَّعيفَ على حَذَرْ 6- وقال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: أحسَنُ ما قيل في الكَيدِ والحَربِ قَولُ أبي تمَّامٍ: هزَزْتَ له سيفًا من الكَيدِ إنَّما تُجَذُّ به الأعناقُ ما لم يُجَرَّدِ يُسَرُّ الذي يسطو به وهو مُغمَدٌ ويُفضَحُ مَن يسطو به غيرَ مُغمَدِ يقول: إن أخفيتَ الكَيدَ ظَفِرتَ وسُرِرتَ، وإن أظهَرْتَه افتَضَحت وخِبتَ . 7- قال عمارةُ اليَمَنيُّ: إذا لم يسالِمْك الزَّمانُ فحارِبِ وباعِدْ إذا لم تنتَفِعْ بالأقاربِ ولا تحتَقِرْ كَيدًا ضعيفًا فرُبَّما تموتُ الأفاعي من سِمامِ العقارِبِ فقد هَدَّ قِدْمًا عَرشَ بِلقيسَ هُدهُدٌ وأخرَبَ فأرٌ قَبلَ ذا سَدَّ مَأرِبِ إذا كان رأسُ المالِ عُمرَك فاحتَرِزْ عليه من الإنفاقِ في غيرِ واجِبِ فبَينَ اختلافِ اللَّيلِ والصُّبحِ مَعرَكٌ يَكُرُّ علينا جيشُه بالعجائِبِ ب- من الحِكَمِ والأمثالِ - أمَكرًا وأنت في الحديدِ ؟! قاله عبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ لعَمرِو بنِ سَعيدٍ الأشدَقِ، وقد كان خَرَج عليه فظَفِرَ به فقَتَله، فقال عَمرٌو: نشَدْتُك اللَّهَ لَمَا أعفَيْتَني من أن تخرِجَني إلى النَّاسِ، فتَشهَرَني بقَتْلي بَيْنَهم! طَمَعًا في أن يخرِجَه لِيَنْصُرَه مَن تَابعَه. يُضرَبُ لمن يمكُرُ وَهُوَ مُضطَهَدٌ . - ضَرَبَ أخماسًا لأسداسٍ. يُضرَبُ مثَلًا للمُماكَرةِ والخِداعِ، وأصلُه في إورادِ الإبِلِ، وهو أن يُظهِرَ الرَّجُلُ أنَّ وِرْدَه سِدْسٌ وإنَّما يُريدُ الخِمْسَ . وأنشَدَ ابنُ الأعرابيِّ: وذلك ضَربُ أخماسٍ أُريدَت لأسداسٍ عسى ألَّا تكونا ويقالُ للذي لا يَعرِفُ المَكْرَ والحيلةَ: إنَّه لا يَعرِفُ ضَربَ أخماسٍ لأسداسٍ؛ وذلك إذا لم يكُنْ له دَهاءٌ . - رُبَّ حيلةٍ كانت على صاحِبِها وَبيلةً. - رُبَّ حيلةٍ أهلكتِ المحتالَ. - مَن حَفَر مُغَوَّاةً وَقَع فيها. قال أبو عُبَيدٍ: وأصلُ المُغَوَّاةِ: البِئرُ تُحفَرُ للذِّئبِ، ثمَّ يُجعَلُ فيها جَديٌ أو غيرُه، فيَسقُطُ الذِّئبُ فيها ليأخُذَه فيُصادُ، فصار مثَلًا لكُلِّ من أراد بصاحِبِه سُوءًا . - فلرُبَّ حافِرِ حُفرةٍ هو يُصرَعُ . - يعدو على المرءِ ما يأتَمِرُ . -عاد الرَّميُ على النَّزَعةِ. وهم الرُّماةُ، أي: رَجَع عليهم رَمْيُهم . - ومن أمثالِهم في الخديعةِ والمَكْرِ قَولُهم: الذِّئبُ يَأْدو للغَزالِ. أي: يختِلُه ليُوقِعَه . - من يأتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفلُجْ. قال أبو عُبَيدٍ: وهذا من غيرِ هذا البابِ، ولكِنْ فيه بعضُه. يُضرَبُ للرَّجُلِ يَسبِقُ إلى الحاكِمِ فيُلقي في قَلبِه التُّهمةَ على صاحِبِه، وهو ضَربٌ من المُكايَدةِ . - المُعافى ليس بمخدوعٍ. وأحسَبُهم يعنون أنَّه إذا عوفيَ لم يَضُرَّه ما كان خُودِعَ به . - فلانٌ يُقَرِّدُ فُلانًا. أي: يحتالُ له ويخدَعُه حتَّى يستمكِنَ منه . - أخَذْنا في الدَّوْسِ. قال الأصمَعيُّ: يريدُ تسويةَ الخديعةِ وتزيينَها، من قولِك: داس السَّيفَ يَدوسُه: إذا صَقَلَه، والحَجَرُ الذي به يُصقَلُ به مِدْوَسٌ . - تحتَ طِرِّيقتِك عِنْدَأْوةٌ. والطِّرِّيقةُ على مِثالِ السِّكِّينةِ: الرَّخاوةُ واللِّينِ. والعِنْدَأْوةُ: الخَديعةُ والمَكْرُ، أي: تحت إطراقِك مَكرٌ . - مُخْرَنبِقٌ لِيَنباعَ. الاخْرِنباقُ: انقِماعُ الرَّجُلِ المُريبِ، واللُّصوقُ بالأرضِ، والسُّكوتُ والإطراقُ، والانبياعُ: سَيَلانُ العَرَقِ. ومعنى، مُخْرَنبِقٌ لِيَنباعَ: مُطرِقٌ وساكِتٌ ليَثِبَ إذا أصاب فُرصةً. والمعنى: إنَّه ساكِتٌ لداهيةٍ يريدُها. ويُضرَبُ في الرَّجُلِ يُطيلُ الصَّمتَ حتَّى يُحسَبَ مُغَفَّلًا وهو ذو نَكراءَ. والمُخْرَنبِقُ: اللَّاصِقُ بالأرضِ، لينباعَ: لِيَثِبَ. أو المُخْرَنبِقُ: السَّاكِتُ على رِيبةٍ، ليَنباعَ: ليُظهِرَ ما طواه من الشَّرِّ. وهذا كُلُّه من المَكْرِ والكَيدِ . - وقيل: (المَكْر والخديعةُ لا يُؤَدِّيانِ إلى خَيرٍ، وصاحِبُهما مغرورٌ أبَدًا) . - وكان يقالُ: (احتَرِسْ من تدبيرِك على عَدُوِّك كاحتراسِك من تدبيرِه عليك؛ فرُبَّ هالِكٍ بما دَبَّر ومَكَر، وساقِطٍ في البِئرِ الذي حَفَر!) . - وقيل: (من أراد مَنفعةَ نَفسِه بضُرِّ غَيرِه بالخِلابةِ والمَكْرِ؛ فإنَّه سيَجري على خِلابتِه ومَكرِه) . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |