» يومٌ من عمري « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-11-2021, 05:58 AM | #11 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
ينقضي الليل مودعا ،،، لتعلن الشمس بداية رحلتها ،، وتبيح حسب توقيتها مصافحة مختلفة فمن قال مسا الخير ليس كما قال صباحه،، الليل ساكن،، والصباح نابض يبتدأ بتغريد عصافيره،، وكأن أشعة الشمس لحن موسيقي يعزف على وتره نغم من التباشير بيوم جديد،، وأمل متجدد،، وشاعرنا يتفاءل بوقت الصباح يزف الصبح نسمات الأماني ، ويورق داخلي حلم وفرح ، حلاته بالأمل اللي خذاني ، أعيش اليومكله في مرح ، من البشر من طال ليله وسهره،، ومنهم من نال قسطا من راحته من خلال ساعات نومه،، ومنهم من نام ليله وهنأ بنوم عميق لكنه رغم ذلك صحا وكله وله للنوم مرة أُخرى ،، وبين الاستيقاظ وتجديد النشاط وبين الرغبة في غفوة جديدة،، كان العتاب على المحك،، بين شاعر عاشق لكنه يعاني مرارة عدم نيل ما تمنى،، وبين هاجس انتابته حالة تراخي وكسل،، لأن الأفكار والبال منشغل بها فقد غابت وغيبت معها رغبة الاندفاع،، كلاعب محترف لا هو من جمهور المشجعين المتحمسين ولا هو من جملة لاعبي الهجوم،، ولأن الكلمة طوع شاعرها كسر خاطر الهاجس وجبر خاطر الرغبة الشعرية ،، حان وقت فك الصيام لا تجوز أيام الأعياد أن يمتنع فيها مؤمنها عن زاده وشرابه،، وبما أن شاعرها مؤمن بشعره كان عيد الشعر بفك الحداد ،، وحاز الخاطر على السعادة،، وحقيقة ابتهجنا نحن بأبيات قصيده اللي دائما تشكل لنا سعادة،، وحقيقة إن بدأ بالصباح ،، الشعر الجزل يُقال بكل الأوقات ،، ممكن يُقال له "ويا مساء الشعر و الجزلة شعار" ورغم كل ما به من انكسار إلا أن شروق الشمس يغريه
,وباين وقت الصباح ينعش الكثير به للـصبح فـيني ، شمس حب وعصافير، للـصبح فـيني ، حكايا عشق بزياده ، وجه الصباح يحلى بشوفةتباشير ، ان الامل موجود رغم ابـتعاده ، حيث مبدعه أبدع في صياغة المعنى لأنه عشق شعره،،، ومن الثقة نقول قبل ما نشوف شعره ونقراه "صح لسانه" أشعاره شبهه "والله إن حرفي يشابه لي أنا" والله ندري إنك شاعر لا يشبه إلا نفسه صادقنا على المعنى من قبل ما تقسم قسم،، |
|
12-11-2021, 06:04 AM | #12 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
وراه الهاجس ما ينتفض "بحرف ثائر" ؟؟؟ حجته: "ما بانت سعاد!!" لو أخذنا تأييد من عالم الشعر سيكون الشاعر خالد الردادي اللي أيد سعاد كرمز للمحبوبة قائلا: قد يكون الشعر حلو انما .. ماورى الشعر احلى ياسعاد .. أيورب الليل ونجوم السما . . والسما والحب ونتي والسهاد .. وختم عنوانه بالتعجب والدهشة،، فكم من الأشواق والحنين والعشق وامتناع عن عالم الشعر كانوا شهادات اثبات حالة،، فكيف بعد كل ذلك لا ترق سعاد وتلين وتبان!!! سعاد رمز للمحبوبة التي يتخذها الشاعر ويوظفها كمسمى ،، نعم سرت كثير من أشعار القدماء التغني بأسماء من أحبوهم حقيقة قيس تغنى بليلاه قائلا: أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا وجميل بثينة بالمثل يخاطب من يهواها القلب فقد قال: بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ وغيرهم من الشعراء من قديمهم وجديدهم،، لكن العادة في كثير من القصائد جرت أن تأخذ رمزية القصائد كأسماء دارجة " من سلمى// ليلى// هند/ بثينة ......إلخ إلخ)) لكن شاعرنا هنا أخذ مثال " بانت سعاد" للشاعر كعب بن زهير من قصيدته البردة التي قيلت في حضرة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" اعتذارا ،، ومن هنا جرى اسم سعاد رمزا للحبيبة ،، قد لا يكون اسمها سعاد لكن هذا المثل يدل على أنها المحبوبة فقد قال شاعر البردة: بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ مثل ما نقول كل يغني على ليلاه،، فليلى رمز لمن تشغل هم عاشقها أي عاشق ممكن نرمز لمحبوبته بليلى وهو من الشائع الدارج في القصائد،، والمفهوم لأننا بعقد المقارنة يتضح لنا مدى عشق المحب الشاعر لمن يهواها ،،، العنوان هنا رائع كيف وهو مثل وقصيدة من الروائع الكل أثنى عليها من أهل الخبرة والدراية الشعرية نقاد وشعار،، إلا أن معضلة عاشق سعاد هنا أنها لم تبن لذا كان الحوار بين شاعر وهاجسه العاشق ،، بين القول والتمنع،، حتى انتصار الطرفين ليرضي الشاعر شغف قريحته الشعرية،، وينهل الهاجس القليل من ذكرى سعادته بذكر سعاد ،، "ما بانت سعاد": كناية عن الغياب المستمر والمتواصل،، ومن الواضح أن أرخى هموم على كاهل عاشقها حتى عنون قصيدته بأهم حدث محوري تدور حوله قصيدته مبدع ومبدع |
|
12-11-2021, 06:06 AM | #13 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
شاعرنا الكبير
شاعر لا يشبه إلا نفسه الوله يخاطب الهاجس ونحن أخترنا وقت مناسب للطرح جاي مع كأس العرب ،، ⚽️ ونبدأ يا صباح الخير من بعد الرقاد يا صباح اللي صحى وده ينوم يفتتح شعره بأمل اليوم الجديد بأسلوب نداء قريب للقلب "يا" للمنادى القريب وكأنه يصبح على نفسه ويمنيها بأن يكون اليوم جديد ورائع،، "يا صباح الخير": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نداء،، أداته"يا" الغرض منه: بث التفاؤل في النفس التي رآها تستحق شيء من بث العزيمة وتمني الخير لها،، ويكمل أنه يتمنى لنفسه الخير منذ بداية يومه،، وكيف كانت ليلته؟؟؟ ليلة طبيعية حظي من خلالها بالنوم،، لماذا عللت أن النوم كان عميقا؟؟؟ لأن الرقاد يأتي لنوم عميق كلفظ ،، عكس كلمة غفوة أو قيلولة مثلا ،،، ومن ثم في الشطر الثاني يعيد تمنى صباح به من الخير لنفسه،، وبنفس الغرض الإنشائي الأول مع فارق في التتمة أنه يرغب في مواصلة ذاك النوم العميق مجددا " وده": للتأكيد على أمر محبب ومرغوب ،، وهنا من الطرافة الخفيفة الجميلة التي بدأت بها القصيدة وكأنها تهيأ نفس المتلقي أو المرسل إليه بتلقي ذاك الجمال والخير ،، رائع المعنى هنا،،، "وده ينوم": الهاء ضمير متصل عائد على شاعرها ،، وهنا كناية عن الرغبة في معاودة كره النوم مرة أخرى،، حيث واضح أن ذاك النوم العميق جاء بشكل طابت له نفس الشاعر،، هنا ملمح أن النوم جاء كمكافأة من بعد فترة ما لم يحظى بها كهذا النوم الذي وازته نفسه المنتعشة اليوم وهناك دلائل قادمة سأوضحها في حينها،، |
|
12-11-2021, 06:14 AM | #14 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
يا هجوسي لو بقى للشعر زاد ابتدي هالحين لا تجلس تصوم لا تظل واقف على خط الحياد ودك تشـجــع و تلعب في الهجــوم ⚽️ من بعد ذلك ينتقل الحوار للخاطر،، لأفكاره المتجمعة من خلال ذاك الهاجس المسيطر عليه ،، يستحثه على توجيه أفكاره نحو نظم أبيات القصيد،، والواضح أن فترة الإنقطاع عن الشعر كانت طويلة وقد اشتاقت نفس الشاعر لسرد أبياته،، حيث شبه الانقطاع كمن صام أيام وأيام ممتنعا عن زاده "طعامه" ليشرع الآن بتغذية الذات وليقطع فترة الصوم،، فالنفس منشرحة وتمني نفسها بالخير فليصب بنفس الاتجاه الفكري ،، هذا البيت رائع لو فقط وقفنا على ألفاظه كم صوره بيانيه بها لنرى: "يا هجوسي": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نداء،، أداته "يا" الغرض منه: بيان رغبة الشاعر في قوله للشعر وتوضيح شوقه لذلك،، وهنا نلمح تحفيز الذات الشعرية واستهاض همة الشاعر ليجود بقريحته الشعرية ،، " لو بقى للشعر زاد": استعارة شبه الشعر كإنسان يحتاج لطعام الغرض منها بيان أن الانقطاع الشعري كان طويلا،، ومنها عنصر التحفيز لقول الشعر واستنهاض الهمة،، "لا تجلس تصوم":أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان الضيق من فترة الانقطاع عن الشعر،، وأنه حان الوقت لوصل الشاعر بقول وكتابة ما يحبه ،، وهنا تظهر لنا علاقة الشاعر بقصائده التي يفتخر بها،، فتشكل زاده الفكري وتغذي روحه بشكل معنوي،،، "تصوم": استعارة شبه الشاعر الهاجس "مجموعة الفكر" بإنسان يمتنع عن طعامه "قول الشعر" حيث الرغبة محفزا للانطلاق،، لنعود الآن كم من الصور مرت بالنسبة لبيت واحد؟؟؟ 4 صور بين أسلوبين و استعارتين،، أحيانا كثرة الصور تُثقل كاهل القصيدة ويحس معها القارئ بالتكلف،، شاعرنا هنا تقرأ له باسترسال ولا تشعر بذاك التكلف بالعكس تحس الجمالية كبيرة،، وهذا يعتمد على مدى ذكاء وفطنة الشاعر في الكتابة بشكل عميق ورائع وبياني دون أن يشعر المتلقي بتلك البلاغة بشكل متكلف أو مبالغ فيه،، وحقيقة لم أقرأ لشاعرنا لليوم ما ينسب للتكلف بشعره انسيابيه رائعة وحقيقة أشعاره دائما أراها أنموذجا رائعا في التوظيف اللفظي والمعنوي بشكل مركب يشدك للاسترسال لا الإنقطاع ألم نقل لا يشبه إلا الوله مبدع ،، وفي هذا البيت مبدع ،،، ثم ينقلنا بشكل جمالي به خفة ظل اعتادها أيضا شاعرها وحقيقة أميل لمثل هذا النوع من الجمالية اللي تشعر القارئ بقرب القصيدة من أجواء الفرح والتفاعل الحركي ،، نشوف كيف صاغها شاعرنا ؟؟؟ يكمل الشاعر حواره مع ذاك الهاجس بالنهي أن لا يظل على تلك الحالة التي بلغت حد قتل المتعة وتقييد خطوات التفكير الإبداعي بإنتاج الجديد ،، وتوليد المزيد من الأفكار حتى تنحل عقدة الصمت ويُكتب الصلح بينه وبين أبيات شعره،،، فهو مشتاق للبوح فيه يقول: الليله محتآج لي بوح صدقني ، لو بفمالصمت أخذت منه البوح ، رااائع |
|
12-11-2021, 06:16 AM | #15 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
يُثار تساؤل
ما الذي يمنع الشاعر من سرد أبيات قصائده وهو بطبيعة الحال شاعر ؟؟؟ هذا التساؤل هو لنوع من التشويق والترقب للحدث الذي سيبدأ لاحقا،، كنقطة انطلاق نحو الأهم تُخبر عن عدم تمتع الشاعر بما يهواه،،، لنعود إلى الحوار الشعري هنا يبدو في الشطر الأول مظهر حركي وكأننا نرى وقوف وهو عكس السير ،، كما أنه وقوف سلبي لا يقدم ولا يؤخر ليس له تأثير ،، كي تكون للخطوات مفعولها لا بد لها من الحركة،، كما نقول تمثلا عند الغضب من أحدهم لعدم تحركه نحو انجاز أمر ما " أنت هكذا سلبي محلك سر" كناية عن عدم إتخاذ خطوات إيجابية للدفع نحو الأمام،، ثم بلمح البصر نرى أنفسنا في أستاد رياضي ومدرجات تهتف بها جماهير وتشجع ولاعبين محترفين،، الرائع هنا ومن لطائف الأمور أن شاعرنا جعل من هاجسه الشعري الجمهور واللاعب المحترف بنفس الوقت،، وهي صورة رائعة،، فتارة في ملمح أول يستحثه أن يكون جمهور به حماس وكم الجمهور الرياضي عندما يتحمس يكون متفاعلا لأقصى درجة ،، الحمد لله ماحب الكورة وإلا كانت علوم ليكن هاجسه كمشجع متعب لفريقه لدرجة نلحظ اختيار الأيقونة من روح ذاك البيت بتصفيق حار ،،، وفي صورة معاكسة تماما يطلب منه أن يكون كلاعب محترف ويكون مركزه مهم مهاجم شرس المهاجم يحرز الأهداف لذا يضع شاعرنا ويستحث هاجسه أ يكون بأقصى وأعلى حالاته سواء مشجعا أو مهاجما،، مالي بالكورة لكن أشهد إنك رأس حربة في الشعر،، ولك قاعدة جماهيرية عريضة من ضمن الكثيرين والكثيرات عدني معهم وأفتخر بمستوى الشعر لديك شاعرنا الكبير ،،، أبدعت وامتعت بشكل كبير هنا حتى في الهجوم شيء جميل نجد أيقونة الكرة ،، تلك اللي جننت الملايين \\ لنذهب الآن لتفصيل الصور البيانية: لا تظل واقف:أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان الغضب من حاله عدم القدرة على مجاذبة الشعر ففكرة ما مسيطرة على تفكيره،،، على خط الحياد: كناية عن التوقف الشعري الذي لا يرضي طموح الشاعر،، حيث هو شاعر نديمه وأداة تسليته الأولى شعره،،، ودك تشـجــع : استعارة،، شبه الهاجس كمشجع يعشق كرة القدم ولديه الرغبة بالانطلاق ولكن بودك تلك وكأن شيء ما يجعله متردد،، الغرض البلاغي منها: بيان لهفة الشاعر لمجاذبة شعره والتعبير عن مكنونات النفس،،، و: حرف عطف يفيد المشاركة وكأن الشاعر يود أن يكون أزاء شعره كالمشجع واللاعب المحترف،، تلعب في الهجــوم:استعارة شبه شاعرنا الهاجس الشعري لديه بلاعب محترف وده يدفعه لأرض المباراة فهو أهل لذلك الغرض البلاغي الجمالي هنا:فخر الشاعر بذاته الشعرية،، فلو أخذ شعره موقع لاعب في مباراة يكون الشعر فيها بديلا للكرة سيكون مهاجم،، \ وأنا أشهد ويهاجم بشراسة وبضراوة بعد،، رائع هنا،،، |
|
12-11-2021, 06:20 AM | #16 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
لا متى والصمت سيد الاعتقاد ؟!
والحروف تنوح لك في كل يوم وانت فارس معتلي ظهر الجواد حن سيفك من دماء تلك الخصوم ثم العتب الغير مرفوع عن ذاك الهاجس اللي خذل حرفه وما روى عطشه وظمآه،، فالشاعر في بيان علاقة ود ولهفة،، هواية وموهبة والإنسان يستمتع بممارسة هوايته،، العتب يأتي على شكل التذمر والملل،، هل بالفعل الشاعر يعاتب هاجسه؟؟؟ هاجسه: هو الطرف الآخر من النفس فالصراع بين نفس الشاعر الذي يرى عقله أنه يستحق أن يحيا حياة جميلة وأن يحيا بما تألفه النفس من قول الشعر وومارسته،، وبين عاطفته وقلبه الذي مشغول بسعاد "رمز المحبوبة" وغيابها ،، فقريحة الشاعر تجود وفق مواقفة العاطفة المتمثلة بالقلب في عالم آخر،، من الترقب واللهفة لطلة المحبوبة تلك التي غابت وشغلت التفكير وسيطرت على القدرة الشعرية،، فعاشقها يترنم شعرا بها،، اليوم هو يعاني غيابها،، والضيق مسيطر على أركانه،، ذاك الصراع الدائر في نفس الشاعر وكأنه الزوبعة في الفجان ذاته،، حيث صراع الذات مع الذات ولمن الغلبة كانت ؟؟؟ " إلى متى": كناية عن طول المدة،، حاول الشاعر وبنفس الوقت عاشقها تفعيل اندماجه وانسجامه مع عالم الشعر من جديد،، كما أنه إنسان يحتاج للتنفيس عن كبت ألم به ،، ومن هنا كانت نقطة الإلتقاء بين فقد محبوبته ولهفة هاجسه العاطفي لها ،، وبين موهبته وهوايته الشعرية ،، كانت تلك أبيات قصيدته ،، يعاتب الهاجس على طول فترة الانقطاع الشعري،، يؤنب نفسه،، وكأن حالة من الملل سيطرت عليه وحانت لحظة التمرد وقبل الطاولة وتغيير ذاك الصمت الموحش،، وكأنه أصبح معتقد يؤمن به الشاعر،، تسيد عليه وساده ،، وكم من الروعة نلمس هنا " والصمت سيد الاعتقاد": استعارة شبه الشاعر الصمت كإنسان يعتنق الصمت كعقيدة إيمانية يسير وفق لمعتقداتها،، الغرض منها: بيان سيطرة حالة البعد عن ما تهواه روح الشاعر من قول أبيات القصيد،، "والحروف تنوح لك": الله والله على الاستعارة هنا فقد شبه الشاعر الحروف التي تتشابك وتعقد أبيات قصائده بأنثى فاقدة تعرضت لمصيبة جاوزت من خلالها الحد المعقول من البكاء للعويل والصراخ للدلالة على كبر حجم المصيبة،، الشاعر هنا يحيا المصيبتين معا من جهة فاقد محبوبته،، ومن الجهة الأخرى فاقد رغبته في قول الشعر وهو يشتاقه كيف لهذا الفن أن يكون بذلك العمق من التناقض والروعة،، بين الرغبة والاشتياق كالرغبة بين الصد والهجر والإقبال والتلاقي حالة رائعة يجيدها الكباار كالوله لا يشبه إلا ذاته،، بعد ذلك نجد شاعرنا يفخر بذاته الشعرية كفارس أمتطى صهوة جواده بحرفية تامة ،، قادر على الركض به مسافات طوال،، حتى خصومه واعداءه شهدوا له،، هنا يستحث الهاجس أن يخضب يديه من الرد وإلجام أولئك الأعداء،، لكن هناك روعة أُخرى رائعة رائعة تتوارى خلف السطور ألا وهي: إن كانت هي مثبطة لعزيمة شعره "تلك المحبوبة" "سعاد" ليكن إلجام شماتة الأعداء بابه الذي يدرء عنه شماتتهم،، ويظل عزيز النفس شامخ كما يعهد الفارس نفسه في المعارك،، روعة وبشدة،،، وأنا أشهد إنك فارس أبيات القصيد،، "وانت فارس معتلي ظهر الجواد" : استعاره شبهت الهاجس الشعري وقريحتك الشعرية كفارس يضد خصومه محترف شجاع،، الغرض البلاغي منها: الفخر بالملكة الشعرية،، "حن سيفك من دماء تلك الخصوم": كناية عن درء شماتة الإعداء والرد على خصومه بما يليق بهم،،، روعة وإبداع ،،، |
|
12-11-2021, 06:23 AM | #17 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
ولا تقول اليوم ما بانت سعاد
نعمت الحب المصفى ما تدوم « ما تشوف من السواد الا السواد » لو هو ليل ليلها ابلا نجوم البقى بالود ما اقول المزاد ما أرخص الغالي مقابل اي سوم كما يقطع على نفسه في أبياته المتتابعة هنا أي فرصة للتراخي أو أي محاولة الإحباط في مجال قول الشعر ،، فلا تحاكيه نفسه بالصراع والتذرع بحجة غياب المحبوبة التي طالت "ما بانت سعاد" ،،، "لا تقول": أسلوب إنشائي طلبي،، نوعه :نهي،، أداته "لا" الغرض منه: بيان كبح أي رغبة للتراجع عن قول الشعر وتشجيع النفس على الاسترسال بقول الأبيات الشعرية،،، كما أنه بعد ذلك يلجأ لشعر الحكمة وتصبير النفس والتربيت على الكتف،، فدوام الحال ن المحال،، وطابع الإنسان في الحياة أنه ما يبقى على نهج وحيد وخط ثابت ،، هنا يأتي معنى رائع للإمام الشافعي "رحمه الله"وطيب ثراه إذ قال: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ الانتقاء اللفظي عند شاعرنا الوله لا يُعد ضمن البسيط الهين،، الانتقاء بنفسه ذكي ودقيق "نعمة الحب" وصف الحب بالنعمة وهو الآن فاقدها طيب متى يكون الحب نعمة ؟؟؟ عندما ينال العاشق هدفه من الحب وهو القرب ومبادلة المحبة بمثلها،، يكون صافي منزه فوي أي حاجة فتكون كل السبل والحاجات مسخرة له،، ينقلب لنقمة لو كان الهجر والبعد،، عدم تبادل العشق من قبل الطرفين ،، عبر شاعرنا مرة عن تلك الأوقات العصيبة بغرض آخر آراه مضرب مثل هنا حيث يستحث قريحته الشعرية محدثنا عن نفسه " ما عبرت إلا في أوقات الخطر" الله والله وفعلا هو وقت الخطر الذي يصارع الشاعر رغبته وعاطفته روعة روعة،،، وبمقاربة أخرى يمكن اعتبار نونية ابن زيدون تصب بنفس الاتجاه حيث عاش حالة نعمة الحب ومن ثم نقمته مع ولادة بنت المستكفي قائلا: بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا شَوقاً إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا هنا تصبير النفس وبيان تقلب الحال إلا أن حال العاشق يثبت بمحبته وعشقه كما هو شاعرنا هنا ،،، "نعمة الحب": كناية عن نيل العاشق غايته،، "المصفى": الحب الذي يصفو به الجو التبادلي بين الطرفين ،،، هنا استعارة حيث وصف الشاعر الحب كجو أو عسل أو مادة قابلة للتصفية لا تخاطلها شائبة تعكر صوفها من لون وشكل ونحوه والغرض البلاغي منها: بيان أرقى أنواع المحبة ،، "ما تدوم": كناية عن عدم الاستمرارية،، رائع ،،، |
|
12-11-2021, 06:27 AM | #18 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
ثم يصف حالته العاطفية من خلال إتمام الحوار مع "الهاجس"
يكمل حواره مع الذات العاطفية متخذا من هاجسه والأفكار المسيطرة عليه حجة لمواصلة إكمال حوار النفس حتى يشحذها بأعلى طاقاته وهممه،،، الطلب الأساسي اللي يذكره به ألا يتذرع بذكر المحبوبة في الصد والإعراض عن أبيات الشعر،،، لأنها الفكرة الأساسية الفعلية التي تسيطر على عاطفة الشاعر عاشقها وتجعله معرضا عن الدنيا وما فيها،، وأهم ذاك الإعراض هو "عدم الرغبة في هلّ المزيد من أبيات قصيده،، يدعوه بأن لا يقول أنه بعد أن غابت المحبوبة ولم تعد مجددالا يرى إلا الجانب السئ السلبي،، والجانب الحالك ،، من بعد غيابها أصبحت حياته بلا نور ،، وهنا الإحساس المعنوي تجلى بأرقى وأجمل صوره " سواد في سواد": هنا كناية عن التشاؤم،، في كل الأجزاء من ذكراها،، لماذا نجد الشاعر أورد صورة الليل بذكر النجوم ؟؟؟ أولا: ليشير ويساير حالته بغايبها ليس فيه نور وضوء فمن المعروف تمثل المحبوبة نور وبهجة لعاشقها،، الأمر الثاني: لبيان وجودها الأهم فبغيابها لا يعنيه يلتفت للنجوم حتى وإن كانوا فالأهم الأشد لفتا،، على هذا هي قمره الذي يحاكيه وينتظره لا نجوم حولها منتثره رائع المعنى هنا،، لكن هناك معنى متواري أيضا ألا وهو السواد في السواد لاحتجاب المحبوبة ذاتها وعدم انكشافها عليه،، فمن العادات أنه إذا بلغت الفتاة عمر معين تتوارى وترتدي ما يوازي عفتها من عباءة وخمار فتبدو فلا يبان منها شيء ،، وهنا للدلالة: أنها احتجبت عن محبوبها فلم يعد يرها،، وهو متلهف لتلك الملامح التي واراها سواد الزي،، هنا لا نلمح حتى مظهر العينين،، لكنه لا زال يحتفظ بصورتها بقلبه الذي تسكنه،، ولدي هنا المعنى أروع وأكثر عمقا والابداع تصاعدي ،،، مبدع ما تشوف من السواد الا السواد: كناية عن الاحتجاب وعدم الملاقاة الممكنة بينهما ،،، لو هو ليل ليلها ابلا نجوم: كناية عن غطاءها الكامل ،، وقد يكون كناية أنها القمر فهو لا يلتفت للأقل منزلة ،، مع ذلك هناك عتب واضح لها فكل عشقه لها والذي على ما يبدو جعلها تتوارى عنه كليا هو أمر لا يقبله عاشقها،،، جميل نكمل الآن هل كان نتيجة كل ذلك البعد والجفاء أن قابله بالمثل ؟؟؟ يرسم شاعرنا هنا حقيقة واقعية أن المواقف لا يستطيع الإنسان في كل حالاته أن يردها بمثلها فالقلب كما نقول دائما أحكامه ساطية كما أن أصل الإنسان والخلق الذي تربى عليه يحكمه ،، لذا هو يقدم العزاء لنفسه في غيابها يصبر النفس المنتحبة التي ترى فقدها مصيبة كمن فقد ميت له ،، فإن رحلت هي لم ترحل من قلبه فالبقاء في حياته منها // من تلك التي هجرته واختارت البعد ولا زالت تسكنه أن غلاتها ومعزتها لا زالت باقية ولا تتلاشى ، البقى بالود: كناية عن تقديم العزاء لذاته ببقاء غلاها ومعزتها الكبيرة بالقلب الذي تسكنه، وقد يكون التغني ببيع معزتها ولو ظاهريا به رد اعتبار،، هنا يبين حتى هذا الجزء من التصور العاطفي لا يستطيع تقمصه،، حيث تتمثل مكانتها الكبرى وكأنه يراها جزء من ذاته وأكبر من كلمة أنه يرخص بها ،، لذا من الاستحالة أن يجعل علاقته بها من الأمور القابلة للبيع والشراء والتداول وفق الكم،، فمكانتها أكبر من مسميات توضع في عالم البيع والشراء وكأنه عرض بمزاد أن من يقدم أعلى سعرا ينالها،، مهما بلغت الأثمان معزتها غير قابلة للتزعزع لأنها من الأساس لا تقدر بثمن أبدعت مع مجحفتك تلك وبشدة وروعة والله ،،، ما اقول المزاد: كناية عن كونها فوق مبدأ الأثمان كأرقام متعارف عليها في أسواق المال والصرف،، والمزاد: تسويق لسلعة معينة ينالها من يضع أعلى رقما كسعر للذين يسومون ويقيمون السلعة وما تستحقه للشراء،، ما أرخص الغالي مقابل اي سوم: كناية عن مكانتها الكبيرة وقدرها العالي،،، وعن عشقه الشديد والكبير لها يخصص لها لفظ " الغالي" من خلال اللفظ نفسه يتوارد علو مكانتها وكبر وعظم حجم عشقه وأبدعت ,,, وهنا أيضا معنى رائع العاشق يسعى لتملك من يهواها كونه يتوقع مساهمته أن يرخص بها وتكون وفق ذاك التصور أن تذهب لسواه أمر عادي هنا غيرة العاشق تنتفض وترفض أي طريقة تقرنها بغيره ،، رااائع ،، |
|
12-11-2021, 06:30 AM | #19 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
،،
دامها بعض المسائل إجتهاد لا حكم شرعي ولا نص امختوم كيف ابنساها وهي كانت ضماد للجروح وكل احزان و هموم كيف اهونها وكانت لي مراد رغم كل اللي مقدر وامقسوم كل من يراه من بعدها يبدي له ما يراه مناسبا حتى يخرج من معمعة ذكراها ،،، وعادة العاشق في هذه الحالة يكون الإشارة عليه "أنسى// أبعد وإلخ و‘إلخ مع على شاكلة تصرفها ويناسب بعدها،، لكنه يرفض تلك الحلول بدءا من البت السابق من عدم قبوله أصلا أن يضعها وفق مبدأ البيع والشراء هو شاريها ما يبيع وهنا لتوضيح التمسك الكبير بها،، وبيان مكانتها وعدم إهانتها بقول لا يليق،، وطالما تلك المشورة من اجتهادات ليس لها مرجعي ديني وفقهي يلزمه ويحكمه بها،، فلا نص قرآني ولا نص من أحاديث النبي "صلى الله عليه وسلم" كسنة ملزمة فهو يرفض يبيعها وكأنه يقفل باب المحاولة لمن يحاول استمالته عن عشقها وهواها،، المسائل اجتهاد: المسائل التي يكون بها الاجتهاد لمسائلة لم ترد في القرآن أو السنة فيجتمع العلماء في عصر ما على إقرار حكم اجتهدوا باستنباطه،، هنا شاعرنا لا يعني الاجتهاد الديني وإلزامية الأخذ به بعد الكتاب والسنة ،، بل يعني الأحاديث المتداولة من الناصحين ومشورتهم التي يراها اجتهاد لا يلزمه،،، والدليل في القادم حيث قال: لا حكم شرعي ولا نص امختوم: للدلالة أنها مسائل لم يتداولها أهل الفقه والسنة ،، لأن الاجتهاد والقياس أساسا من المسائل الدينية التي تُقر وفق ختم بمعنى ملزمه متبع الدين الإسلامي لزاما شرعيا،،، أبدعت وامتعت ،، ثم يلجأ لأسلوب الاستفهام فلا يتصور نسيانها من الأساس وهو يراها طب لنفسه،، فهو يعشقها وهي تسكنن القلب مسألة المطالبة بنسيانها توازي قتل القلب لإخراجها منه،، ووجودها بحد ذاته طب لذاته وهنا الروعة كبيرة وكبيرة جدا بقربها تستريح نفسه وتستكين ،، يتمتع بأحلى طاقاته وكأنه عليل شُفي من أسقامه بشوفتها،، كما أنها كانت القريبة الحبيبة التي تكفكف الدمع وتربت على الكتف وتخفف الهم وتطرده،، وهنا تتضح علاقة القرب التي كانت بينهما ،، كيف ابنساها: أسلوب إنشائي طلبي نوعه: استفهام،، أداته: كيف؟، الغرض البلاغي منه: الاستنكار وإظهار استحالة النسيان ،، وهي كانت ضماد: كناية عن سعادته الكبرى بقربها فكأنه ضمادة للجرح وهنا استعارة حيث شبه المحبوبة بضمادة طبية الغرض البلاغي منها: بيان سعادته وانتهاء معاناته بوجودها إلى جانبه،،، وتلك الحقيقة الواقعية فإن من يهوى يجد أنه نال كل مبتغى ينشده بقرب المحبوبة،، معها ينسى كل العالم،، وبدونها أيضا ينسى العالم ولا يهتم مع فارق أنه في الحالة الأولى سعيد بقربها فتتولد سعادته من القرب والنسيان من تلاشي أي أمر يقل أهمية بحضور الأهم،، وفي الحالة الثانية لإنشغاله بهم غيابها فلا يكن له فكر التركيز على باقي الأمور ،،، رائع ،،، كما أن من يطلب منه أنه يهونها ويخفف ويقلل ويقلص من أمر غيابها ومصيبته التي تولدت كأثر لذلك الغياب لا يعي مدى مكانتها ،، حيث أنها تمثل أقصى أهدافه وغاياته التي يسعى لنيلها،،، هي الأمل والمراد الأهم في الحياة،، فمسألة التهوين من الأمر غير ممكنة لأن غيابها إنكسار لهدف وطموح حياة عاشق،، وحياة الإنسان العاطفية ذات أثر بالغ في التأثير على عموم حياته كلها ،،، وهو يتفهم أن كل الحياة أرزاق مقسومه، لكن لا هو لا يُلام في أمر ليس بيده،، فالقلب وعاطفته أمور تخرج عن حدود التحكم ، روووعة وبشدة كيف اهونها:أسلوب إنشائي طلبي نوعه: استفهام،، أداته: كيف؟، الغرض البلاغي منه: الاستنكار وبيان أن غيابها وفقدها مصيبة لا يمكن تحجيم مصابها الجلل ،، لبيان الأثر الكبير على النفس من جراء غيابها ،،، \ وكانت لي مراد: كناية أنها تمثل أقصى الأهداف والطموحات لعاشقها روعة إبداع وامتاع معا ،،، |
|
12-11-2021, 06:36 AM | #20 |
|
رد: ما بانت سعاد ..!
ونكمل الرائعة
هو صحيح الحب ثلثينه بُعاد وثلث آخر للفرح باحلى قدوم وانا بُعدي حاتمي يجزل وجاد كما خذا مني سنين بدون لوم هي كذا مرت علي سبعاً شداد وينها السبع السمان وخير دوم وكم جاد الهاجس من معذبته كرما حاتميا بالفعل،،، يسرد عاشق تجربة المحبة التي قاسى منها كل العشاق،، وكل عاشق يعتبر تجربته الأصدق والأكثر تأثيرا،، لأنه عاش مفرداتها شخصيا،، ليكون تجربة عشاق عانوا من أيام ابن الملوح حتى أيامه ،، وما هي خلاصة التجربة للعشاق الذين لم تختم سيرة عشقهم بنيل المبتغى ؟؟؟ أن الحب بها شقاء ومآسي على الرغم من الإحساس العذب المغذي للقلب إلا أنه هو السبب ذاته اللي يهلك القلب،، عله ودواء،، القلب قبل الحب شيء وما أن يهوى تصبح الحياة شيء أخر ،، والفارق كبير،، والمفارقة الأكبر أنه بعد أن يتلمس طريق الحب لا يريد العودة طريق الجهل،، يظل يناضل بالتغني بذاك الحب والوقوف على أطلاله ،، فكيف هو حال شاعرنا مع سعاده ؟؟؟ من واقع تجربته كان الحب في معظمه شقاء،، لذا أخذ الثلثين من حجم معاناته ومأساته ،،، الثلثين هجر وفراق ومأساة ،،، حزن ،، ولهفة وحنين ،، لكن مع ذلك يظل الثلث الأخير الأجمل والأروع على الاطلاق حيث الفرح والوصل والسعادة،، وما أجمل المعنى هنا لنمعن النظر الليل ثلاث أجزاء أكثره بركة الثلث الأخير اللي يعتبر الأهم ،، وبهذا التصور نجد معنى الفرح يغطي على المساحات الأكبر،، هو مساحة الغفران التي تغلب مراحل الشقاء،، وعادة ساعات السعادة وأيامه ولياليه مهما طالت تظل قصيرة بجوار من يهوى القلب ويعشق،،، وفعلا ذلك التصور الساعات مع من نألفهم تمر بسرعة فكيف بمن يتوسدون القلب ويشكلون العاطفة ،،، ما أروع المعنى وأجمله والله ،، "بعاد// قدوم": طباق إيجابي الغرض منه بيان حالاته مع المحبوبة ببيان الجزء الأقل يمثل الأهم والأكثر سعادة،، "أحلى": كناية عن أن القليل من قدومها يغلب ويتصدر على الكثير من بعادها ،،، " ثلثينه بعاد": استعارة، شبهت الحب كشيء مادي حسي قابل للتجزئة والتقسيم ،، الغرض منها: بيان حجم مساحات الحزن في حياة العاشق ،، وتحديدا هنا شاعرنا عاشق سعادة التي لم تبن ،،، "ثلث آخر للفرح": استعارة،، حيث تم تشبيه الحب بشيء مادي مجزأ لثلاثة أجزاء الغرض البلاغي منها: بيان قلة مساحات الفرح بعالم المحبة والعشق مقارنة بالبعد والهجر،، كما أن العبرة بالخواتيم بأهم حالة الثلث الأخير ،،، روعة ،،، ثم يبين كيف كان حال تلقيه لذاك البعد ؟؟؟ قابله بالتصبر،، بل نسب لنفسه البعد ذاته وعلى الرغم أن الأبيات المتقدمة كلها بينت عدم رغبته بالهجر ،، إلا أنه نسب لنفسه ذاك الابتعاد بوصف الكرم ،، هنا كان متصبرا بالبعد لأقصى درجاته منزويي بأقصى حالاته،، أجدى وجاد كحاتم الطائي تشبه "تشبيه" أداته الكاف بمضرب الأمثال بكرمه المجاوز للحد،،، كرمه لحد السخاء،،، لدرجة المبالغة في العطايا والكرم ،،، وأُتخذ كمضرب للأمثال بين العرب في الجود والكرم،، وانا بُعدي حاتمي : كناية عن تصبره في البعد لحد مجاوزة المعتاد إلى المبالغة مثل مبالغة حاتم الطائي في كرمه ،،، يجزل وجاد: ترادف للعطاء السخي،، رائع،،، إن ذاك البعد لم يمر على عاشقها مرورا اعتباطيا،، بل كان له ثمن غالي جدا دفعه من عمره ،، من سنواته،،، وما أغلى الثمن عندما يوازي أعمار وسنوات من حياة الإنسان،، وما أقسى شعور أن تكون سنوات عمرك عملات تداول ،، مع ذلك لم يتذمر ولم يشتكي،،، هنا عدة دلالات عدم شكواه وعدم إلحاق ذاك البعد بعتب ولام حتى لا يشمت من يتحين الفرص لحزة الانكسارات والضعف،،، خاصة أن من الأبيات ما تقدم من ذكر الأعداء والخصوم كمقوم من المقومات وعامل من عوامل استنهاض همة شاعر// والدلالة الأخرى أن العتب سينال منها شخصيا،، من سعاد التي هجرته وما بانت ومما تقدم هو وضعها فوق مبدأ السوم لمكانتها العالية فكيف سيلحقها لوم وعتب،، وكأنه يحرص وبشدة على عدم الإقتراب من شعور قد يؤذيها على الرغم من بدأت بالهجر والبعد إلا أنه لا يستطيع أن يكون بالمثل هنا ورائع جدا ،، كم خذا مني: استعارة،،، شبهت البعد بأنه كالإنسان يأخذ ويعطي،، الغرض منها: بيان مدى التصبر في بعد من يهواها القلب،، سنين: استعارة،،، شبهت أن السنين شيء يُعطى الغرض منها بيان المدة الزمنية لذاك الهجر وحزنك بسببه ،، هنا يتبين لنا الفترة الزمنية ومع تلك الفترة كان الوفاء ملازما لذكرى الغائبة،،، التي لم نعلم سر غيابها ولكن الغياب نفسه هو الأهم وأي كانت الأسباب لا يهم،، كما أنه هنا واضح أن الحزن شعور يستنزف من العمر والنفس حتى الملامح تخضع لأثر الحزن فعلا وواقع ،،، بدون لوم: كناية عن عدم التذمر وعدم والشكوى والعتب،،، رائع ومبدع المعنى والله ما أستغرب دام الوله شاعرها اللي كتبها إحساس كم هو عمر الانتظار ؟؟؟ قدره رقميا بسلع سنوات كانت أشد وأحلك سنوات حياته ببعدها،،، صبر وبعد تلك السنوات يتسأل أين السبع سنوات اللي المفروض تليهم وتكون غنية وبها الربح وغنيمة كبيرة من البهجة والفرح والسعادة وملاقاة سعاد،، هنااا لنقف وقفة لا يمكن تجاوزها لنلجأ إلى سورة النبي يوسف "عليه السلام" من الآية 43-49 (( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ( 43 ) قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ( 44 ) وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ( 45 ) يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ( 46 ) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ( 47 ) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ( 48 ) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ( 49 ) )) باختصار الحكاية بين أحد السجينين مع نبينا يوسف "عليه السلام" الذي عاني من ظلم السجن،، ومن خلال عشرته معهما علموا قدرة النبي يوسف على تفسير الأحلام،، ليخرجا ،، وعمل أحداهما ساقي عند الملك ،، ودارت الأيام حتى رأى الملك رؤيا حب يفسرها فسأل قومه،، طبعا ما كانوا يفقهون بتفسير الرؤى لذا وصفوها بأنها أطغاث أحلام مالها علاقة ببعض،، هنا تذكر الساقي أمر نبينا يوسف "عليه السلام" وكانت فرصة مناسبة ليذكره عند الملك،،، وفعلا فسرها النبي يوسف لدرجة بدى وكأنه خبير اقتصادي ليعطهم خطة استراتيجية لمواجهة الأزمات وإداراتها دون دراسة أكاديمية لأنه نبي الله مؤيد بمعجزاته ،،، هنا شاعرنا يتأخذ النموذج القرآني وتوظيفه في القصائد وهو من أروع الأمور دون الإخلال بقيمها الحقيقة بل الاستقاء من معاني البلاغة القرآنية،، وروعة كبيرة عكس الحال هو مرت عليه السبع العجاف القاسية الشديدة ببعد المحبوبة،، فيأمل بالسبع القادمة تكون النعيم والقرب،، وكم كان لصبر الرسل مضرب للأمثال والله وظفه شاعرنا بروعة مبدع ،،، وكأنه مل من صبره وينتظر الفرج،،، روعة روعة وعسى تنال النعيم والفرج وتبين سعاد ونسعد بقصائد التغني والله نتمنى لك كل الفرح والسعادة ،، على فكرة نحن نجني هنا حصاد ثمرات سمان وليش من متى كانت حالة قصائد شاعر لا يشبه إلا نفسه عجاف!!! في ذمتك مش عيب هذا السؤال طيب نعود الآن للتساؤل \ هل بالفعل كانت تلك السنوات سبع ؟؟؟ يصح أن تكون ولهذا كان ضرب المثل من باب الشيء بمثله يُذكر،،، وقد لا تكون سبعة بالضبط لكن للمقاربة لدرجة ممكن تكون أسبوع لأنه بعد العاشق عن من يهواه القلب لو هو يوم شبهه بسنه فالعاشق لا يطيق هجر من يعشقها القلب،،، ومن هنا قاله الملتاع "رحمه الله": اليوم ذكرى الفراق ومرت اول سنه اليوم لي عام متغرب وحيد وحزين ليتبين بعدها أنه ليس عام حيث قال بنفس المعنى: امس افترقنا وانا احسب مرت اول سنه يا طولها ليلة الفرقا سنة للحزين أيضا ممكن في كل الأحوال ما قل الإبداع وظل إبداع وامتاع معا،،، بل أنا أرى المدة الأقصر أجمل كوصف لفترة أطول،،، سبعاً شداد//السبع السمان : طباق إيجابي الغرض منها بيان الصبر الذي طال أمده والرغبة بانكشاف الغمة وزوال الهم فقد مل من ذاك الصبر،،، وينها السبع السمان: أسلوب انشائي طلبي،،،نوعه: استفهام،، غرضه: بيان ملله من طول فترة الحزن،، ورغبته الملحة بسعادة قادمة تبدد حزنه وألمه ،، اللي راح يجني من بعدها ثمرة الخير ويمناه يدوم ويستمر،،، أبدعت بشدة ،،، |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراة الغند لنص ( هديه ) لشاعر عبدالله الصقري | عبدالله الصقري | "بقعة ضوء" | 16 | 09-17-2022 09:21 PM |
قراءة الكاتبه الغند لنص ( رسالة ) لشاعر عبدالله الصقري | عبدالله الصقري | "بقعة ضوء" | 12 | 07-27-2022 05:14 AM |
قراءة الغند للنص الشعر يأسرني اللي لو نفش ريش طاووس ! ( الوله ) | الوله | "بقعة ضوء" | 14 | 06-20-2022 09:49 PM |
قراءة الغند لرائعة الغيث لوحة ريش 6 | الغيث | "بقعة ضوء" | 25 | 12-12-2021 02:24 PM |
ولا يوصل وجهتي اية طريق ! حصرية | الوله | الديوان الشعبي | 26 | 11-18-2021 09:07 AM |