آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-16-2024, 05:43 AM | #101 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السخرية والاستهزاء
السخرية والاستهزاء في واحة الادب أ- مِنَ الشِّعرِ 1- قيل: ولا تسْخَرَنْ من بائسٍ ذي ضَرارةٍ ولا تحسَبَنَّ المالَ للمَرءِ مُخلِدَا 2- وقيل: إن تَسخَروا بالدِّينِ أو تَستَهزِئوا فالصَّرحُ عالٍ ثابتُ البُنيانِ بَدرُ الدُّجى ما ضَرَّه نَبحٌ عَلا الكَلبُ كَلبٌ والدُّجى نُوراني يا وارِثَ الكُفَّارِ في سُخريَّةٍ بالدِّينِ أنت مُظاهِرُ الشَّيطانِ ما إنْ ترى متدَيِّنًا متَمَسِّكًا إلَّا نظَرْتَ بنَظرةِ العُدوانِ والقَلبُ يبقى مشمَئِزًّا مُفعَمًا بكراهةٍ للدِّينِ والإيمانِ وإذا رأيتَ فُوَيسِقًا مُستخبَثًا أبدَيتَ بِشرًا ظاهِرًا بعِيانِ لتَشابُهٍ في ظاهِرٍ مع باطِنٍ والجُعَلُ يألَفُ سائِرَ الجُعْلانِ سُخريَّةٌ بالدِّينِ كُفرٌ جاء في كَلِمِ المليكِ مُنَزِّلِ القُرآنِ اقرَأْ بسُورةِ تَوبةٍ متَمَعِّنًا فترى عواقِبَ طاعةِ الشَّيطانِ قولٌ تفوَّه فيه مَن قد ظَنَّه سَهلًا وليس بمُوجِبِ الكُفرانِ يا ساخِرًا بالدِّينِ وَيْحَك إنَّما بارَزْتَ ذي الجَبَروتِ بالعُدوانِ فانظُرْ لنَفسِك ما عساك مُؤَمِّلٌ يومَ الجزاءِ تنالُ بالعِصيانِ 3- وقال الشَّافعيُّ: أتهزَأُ بالدُّعاءِ وتَزدَريهِ وما تدري بما صَنَع الدُّعاءُ سهامُ اللَّيلِ لا تُخطي ولكِنْ لها أمَدٌ وللأمَدِ انقِضاءُ فيُمسِكُها إذا ما شاء رَبِّي ويُرسِلُها إذا نَفَذ القَضاءُ ب- من الأمثالِ والحِكَمِ - لا تَسخَرَنَّ من شَيءٍ فيَحورَ بك. قَولُه "يَحور" معناه: يَرجِعُ، أي: يرجِعُ بك ما سَخِرتَ منه، فتُبتَلى به . - لا تَسخَرْ مِن قَرنَيْ وَعِلٍ أن يَحُولَا بك. يقول: لا تَسخَرْ فتُبتلى. (أن يَحُولَا بك) أي: لئلَّا يحولَا بك، ومعناه: أن يتحَوَّلا إلى الآخَرِ فيصيرَ ذا قرنَينِ ! |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-16-2024, 05:46 AM | #102 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( السفه والحمق )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-17-2024, 07:56 AM | #103 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
السفه والحمق
معنى السَّفَهِ والحُمقِ لُغةً واصطلاحًا معنى السَّفَهِ لُغةً: السَّفَهُ: خِفَّةُ الحِلمِ أو نقيضُه أو الجَهلُ، والسَّفَهُ نَقصٌ في العقلِ، وأصلُه الخِفَّةُ، من سَفِه سَفَهًا من بابِ تَعِب، وسَفُه بالضَّمِّ سَفاهةً وسَفاهًا، أي: صار سفيهًا، فهو سفيهٌ، والأنثى سفيهةٌ، والجمعُ سُفَهاءُ. وسَفِهَ الحقَّ جَهِلَه، وسَفَّهه تسفيهًا: نسبَه إلى السَّفَهِ . معنى السَّفَهِ اصطلاحًا: السَّفَهُ: نقيضُ الحِلمِ، وهو سُرعةُ الغَضَبِ، والطَّيشُ من يسيرِ الأمورِ، والمبادرةُ في البطشِ، والإيقاعُ بالمؤذي، والسَّرَفُ في العقوبةِ، وإظهارُ الجَزَعِ من أدنى ضَرَرٍ، والسَّبُّ الفاحِشُ . وقال الجُرجانيُّ: (السَّفَهُ: عبارةٌ عن خِفَّةٍ تَعرِضُ للإنسانِ من الفرَحِ والغَضَبِ، فتحمِلُه على العَمَلِ بخلافِ طَورِ العَقلِ، وموجَبِ الشَّرعِ) . وقال ابنُ القَيِّمِ: (السَّفَهُ غايةُ الجَهلِ، وهو مركَّبٌ من عدَمِ العِلمِ بما يُصلِحُ معاشَه ومعادَه، وإرادتُه بخلافِه) . معنى الحُمقِ لُغةً: الحُمقُ: قِلَّةُ العقلِ وفسادٌ فيه. وقد حَمُق الرَّجُلُ -بالضَّمِّ- حماقةً، فهو أحمقُ. وحَمِق -أيضًا بالكَسرِ- يحمَقُ حُمقًا، فهو حَمِقٌ. وامرأةٌ حمقاءُ، وقومٌ ونِسوةٌ حُمقٌ وحَمقى وحماقى . معنى الحُمقِ اصطلاحًا: قال ابنُ الأثيرِ: (حقيقةُ الحُمقِ: وَضعُ الشَّيءِ في غيرِ مَوضِعِه مع العِلمِ بقُبحِه) . وقال النَّوويُّ: (حقيقةُ الأحمقِ: من يعمَلُ ما يضُرُّه مع عِلمِه بقُبحِه) . وقال الرَّاغِبُ: (الحُمقُ: قِلَّةُ الإصابةِ ووَضعُ الكلامِ في غيرِ مَوضِعِه، وقيل: فِقدانُ ما يُحمَدُ من العاقِلِ) . الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والحُمقِ وبعضِ الصِّفاتِ الفَرْقُ بَيْنَ الحُمقِ والجَهلِ: في الفَرْقِ بَيْنَ الحُمقِ والجهلِ وجهانِ: أحدُهما: أنَّ الأحمقَ هو الذي يتصوَّرُ الممتَنِعَ بصورةِ الممكِنِ، والجاهِلَ هو الذي لا يعرِفُ الممتَنِعَ من الممكِنِ. والوَجهُ الثَّاني: أنَّ الأحمقَ هو الذي يَعرِفُ الصَّوابَ ولا يعمَلُ به، والجاهِلَ هو الذي لا يَعرِفُ الصَّوابَ، ولو عَرَفه لعَمِلَ به . الفَرْقُ بَيْنَ الحماقةِ والرَّقاعةِ: الرَّقاعةُ: حُمقٌ مع رِفعةٍ وعُلوِّ رتبةٍ، ولا يُقالُ للأحمقِ إذا كان وضيعًا: رقيعٌ، وإنَّما يُقالُ ذلك للأحمقِ إذا كان سيِّدًا أو رئيسًا أو ذا مالٍ وجاهٍ . الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والطَّيشِ: السَّفَهُ: نقيضُ الحِكمةِ، ويستعارُ في الكلامِ القبيحِ، فيقالُ: سَفِه عليه: إذا أسمعه القبيحَ، ويقالُ للجاهِلِ: سفيهٌ. والطَّيشُ: خِفَّةٌ معها خطأٌ في الفعلِ، وهو من قولِك: طاش السَّهمُ: إذا خفَّ فمضى فوقَ الهدَفِ، فشُبِّه به الخفيفُ المفارِقُ لصوابِ الفِعلِ . الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والشَّتمِ: الشَّتمُ: يكونُ حَسَنًا، وذلك إذا كان المشتومُ يستحِقُّ الشَّتمَ. والسَّفَهُ: لا يكونُ إلَّا قبيحًا، وجاء عن السَّلَفِ في تفسيرِ قولِه تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ [البقرة: 18] ، إنَّ اللَّهَ وصفَهم بذلك على وَجهِ الشَّتمِ، ولم يَقُلْ على وَجهِ السَّفَهِ؛ لِما قُلْناه . الفَرْقُ بَيْنَ الأحمقِ والمائِقِ: المائِقُ: هو السَّريعُ البكاءِ، القليلُ الحزمِ والثَّباتِ، والماقةُ: البكاءُ. وفي المثَلِ: أنا يَئِقٌ وصاحبي مَئِقٌ، فكيف نتَّفِقُ؟ وقال بعضُهم: المائِقُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ، وحكى ابنُ الأنباريِّ أنَّ قولَهم: أحمقُ مائِقٌ، بمنزلةِ: عطشانُ نَطْشانُ، وجائِعٌ نائِعٌ . الفَرْقُ بَيْنَ الحُمقِ والجنونِ: الحُمقُ والتَّغفيلُ: هو الغَلَطُ في الوسيلةِ والطَّريقِ إلى المطلوبِ، مع صِحَّةِ المقصودِ. أمَّا الجنونُ: فإنَّه عبارةٌ عن الخَلَلِ في الوسيلةِ والمقصودِ جميعًا؛ فالأحمقُ مقصودُه صحيحٌ، ولكِنْ سلوكُه الطَّريقَ فاسِدٌ، ورويَّتُه في الطَّريقِ الوصالَ إلى الغرَضِ غيرُ صحيحةٍ، والمجنونُ أصلُ إشارتِه فاسِدٌ، فهو يختارُ ما لا يختارُ . الفَرْقُ بَيْنَ السَّفَهِ والعَبَثِ: العبَثُ: هو ما يخلو عن الفائدةِ، والسَّفَهُ: ما لا يخلو عنها، ويلزمُ منه المضرَّةُ، والسَّفَهُ أقبَحُ من العبثِ، كما أنَّ الظُّلمَ أقبَحُ من الجهلِ. وقيل: العَبَثُ هو الفِعلُ الذي فيه غَرَضٌ، لكِنْ ليس بشَرعيٍّ، والسَّفَهُ ما لا غَرَضَ فيه أصلًا . ذم السفه والحمق والنهي عنهما أ- من القُرآنِ الكريمِ - قال تعالى: فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ [البقرة: 282] . (فُسِّر السَّفيهُ بضعيفِ الرَّأيِ، أي: من لا يُحسِنُ التَّصرُّفَ في المالِ لضَعفِ عَقلِه، وقيل: هو العاجِزُ الأحمقُ. وقيل: الجاهِلُ بالإملالِ، وقال الإمامُ الشَّافعيُّ: هو المبذِّرُ لمالِه المفسِدُ لدينِه، وهو بمعنى الأوَّلِ) . - قال تعالى: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء: 5] . قال البَغَويُّ: (والسَّفيهُ الذي لا يجوزُ لوَلِيِّه أن يؤتيَه مالَه هو المستَحِقُّ للحَجرِ عليه، وهو أن يكونَ مُبذِّرًا في مالِه، أو مفسِدًا في دينِه) . من فوائِدِ الآيةِ الكريمةِ: ذَمُّ السَّفَهِ، وأنَّه سَبَبٌ للحيلولةِ بَيْنَ الإنسانِ وبينَ مالِه . - قال تعالى: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 140] . (بيَّن خُسرانَهم وسفاهةَ عُقولِهم، فقال: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 140] ، أي: خَسِروا دينَهم وأولادَهم وعقولَهم، وصار وصفُهم -بعد العقولِ الرَّزينةِ- السَّفَهَ المُرديَ، والضَّلالَ) . ب- من السُّنَّةِ النبَويَّةِ - عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لكَعبِ بنِ عُجرةَ: أعاذك اللهُ من إمارةِ السُّفَهاء. قال: وما إمارةُ السُّفَهاءِ؟ قال: أُمَراءُ يكونون بعدي، لا يقتدون بهَدْيي، ولا يستنُّون بسُنَّتي، فمن صدَّقهم بكَذِبِهم، وأعانهم على ظُلمِهم، فأولئك ليسوا مني ولستُ منهم، ولا يَرِدوا عليَّ حوضي، ومَن لم يُصدِّقْهم بكَذِبِهم ولم يُعِنْهم على ظُلمِهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيَرِدوا عليَّ حوضي) . (إمارةُ السُّفَهاءِ، وهو فِعلُهم المستفادُ منه من الظُّلمِ والكَذِبِ وما يؤدِّي إليه جَهلُهم وطَيشُهم) . قال المُناويُّ: (إمارةُ السُّفَهاءِ -بكَسرِ الهمزةِ- أي: وِلايتُهم على الرِّقابِ؛ لِما يحدثُ منهم من العُنفِ والطَّيشِ والخِفَّةِ، جمعُ سفيهٍ، وهو ناقِصُ العقلِ، والسَّفَهُ... نقصُ العقلِ) . - عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((يأتي في آخِرِ الزَّمانِ قومٌ حُدَثاءُ الأسنانِ، سُفَهاءُ الأحلامِ، يقولون من خيرِ قَولِ البريَّةِ، يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ، لا يجاوِزُ إيمانُهم حناجِرَهم، فأينما لقيتُموهم فاقتُلوهم؛ فإنَّ قَتْلَهم أجرٌ لِمن قتَلَهم يومَ القيامةِ)) . قال ملَّا علي القاري: (أي: ضُعَفاءُ العقولِ، والسَّفَهُ -في الأصلِ-: الخِفَّةُ والطَّيشُ، وسَفِه فلانٌ رأيَه: إذا كان مضطَرِبًا لا استقامةَ فيه، والأحلامُ: العقولُ، واحِدُها حِلمٌ، بالكَسرِ) . - عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّها ستأتي على النَّاسِ سِنونَ خدَّاعةٌ، يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ، ويؤتَمَنُ فيها الخائنُ، ويخوَّنُ فيها الأمينُ، ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضةُ. قيل: وما الرُّوَيبِضةُ؟ قال: السَّفيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ)) . قال ابنُ رجَبٍ: (ومضمونُ ما ذُكِر من أشراطِ السَّاعةِ في هذا الحديثِ يَرجِعُ إلى أنَّ الأمورَ تُوَسَّدُ إلى غيرِ أهلِها) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-17-2024, 08:01 AM | #104 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السفه والحمق
ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ - عن مجاهدٍ قال: (كنتُ عِندَ ابنِ عبَّاسٍ، فجاءه رجلٌ، فقال: إنَّه طَلَّق امرأتَه ثلاثًا، فسكَتَ حتى ظننتُ أنَّه رادُّها إليه، فقال: ينطَلِقُ أحَدُكم فيركَبُ الأُحموقةَ ، ثمَّ يقولُ: يا ابنَ عبَّاسٍ، يا ابنَ عبَّاسٍ! إنَّ اللهَ قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق: 2] ، وإنَّك لم تتَّقِ اللهَ، فلم أجِدْ لك مخرجًا، عصَيتَ ربَّك، وبانت منك امرأتُك) . - وعن أنسِ بنِ سِيرينَ قال: سَمِعتُ ابنَ عُمَرَ قال: (طلَّق ابنُ عُمَرَ امرأتَه وهي حائضٌ، فذكر عُمَرُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: لِيُراجِعْها. قُلتُ: تُحتَسَبُ؟ قال: فمَهْ؟! وعن قتادةَ، عن يونُسَ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عُمَرَ، قال: مُرْه فلْيُراجِعْها. قُلتُ: تُحتَسَبُ؟ قال: أرأيتَ إن عَجَز واستحمَقَ ؟!) . - وعن يُسَيرِ بنِ عَمرٍو -وكان قد أدرك الصَّحابةَ- قال: (اهجُرِ الأحمقَ؛ فليس للأحمقِ خيرٌ من هِجرانِه) . - عن أبي جَعفَرٍ الخَطميِّ أنَّ جَدَّه عُمَيرَ بنَ حبيبٍ -وكان قد بايع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أوصى بنيه، فقال لهم: (أي بَنِيَّ، إيَّاكم ومخالطةَ السُّفَهاءِ؛ فإنَّ مجالستَهم داءٌ، وإنَّه من يحلُمْ عن السَّفيهِ يُسَرَّ بحِلمِه، ومَن يُجِبْه يَندَمْ) . - وعن وَهبِ بنِ مُنبِّهٍ قال: (الأحمقُ كالثَّوبِ الخَلَقِ: إن رفَأْتَه من جانبٍ انخرق من جانبٍ آخرَ، مِثلُ الفَخَّارِ المكسورِ، لا يُرقَعُ ولا يُشعَبُ ولا يعادُ طِينًا!) . - وقال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ أيضًا: (يتشعَّبُ من السَّفَهِ: كثرةُ الكلامِ في غيرِ الحَقِّ فما عليه ولا له، والخوضُ في الباطِلِ، وصُحبةُ الفُجَّارِ، والإنفاقُ في السَّرَفِ، والاختيالُ، والبَذَخُ، والمكرُ والخديعةُ، والاغتيابُ والسِّبابُ) . - وسأل سليمانُ بنُ عبدِ الملِكِ أبا حازمٍ: مَن أحمَقُ النَّاسِ؟ قال أبو حازمٍ: (من حَطَّ في هوى رجُلٍ وهو ظالمٌ، فباع آخِرتَه بدُنيا غيرِه) . - وكان شُريحٌ يقولُ: (لَأَنْ أزاوِلَ الأحمقَ أحَبُّ إليَّ من أن أزاوِلَ نِصفَ الأحمقِ، قيل: يا أبا أُمَيَّةَ، ومَن نصفُ الأحمقِ؟ قال: الأحمقُ المتعاقِلُ) . - وقال الحَسَنُ: (هَجرُ الأحمقِ قُربةٌ) . - وقال مُسلِمُ بنُ قُتَيبةَ: (لا تَطلُبَنَّ حاجتَك إلى واحدٍ من ثلاثةٍ: لا تَطلُبْها إلى الكذَّابِ؛ فإنَّه يُقَرِّبُها وهي بعيدةٌ ويُبعِدُها وهي قريبةٌ، ولا تَطلُبْها إلى الأحمقِ؛ فإنَّه يريدُ أن ينفَعَك وهو يضُرُّك، ولا تطلُبْها إلى رجُلٍ له عِندَ قومٍ مأكَلةٌ؛ فإنَّه يجعَلُ حاجتَك وِقاءً لحاجتِه) . - وقال ذو النُّونِ المِصريُّ: (العِزُّ الذي لا ذُلَّ فيه سكوتُك عن السَّفيهِ. عَطَبُ السَّفيهِ بيَدِه وفيه) . - وقال يحيى بنُ خالدٍ البَرمكيُّ: (السَّفيهُ إذا تنَسَّك تعاظَمَ) . - وأوصى المنذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ ابنَه النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، فقال: (آمُرُك بما أمرني به أبي، وأنهاك عمَّا نهاني عنه: آمُرُك بالشُّحِّ في عِرضِك، والانخداعِ في مالِك، وأنهاك عن ملاحاةِ الرِّجالِ وسِيما المُلوكِ، وعن ممازَحةِ السُّفَهاءِ) . - وقال الغزاليُّ: (لا خيرَ في صُحبةِ الأحمقِ، فإلى الوَحشةِ والقطيعةِ يرجِعُ آخِرُها، وأحسَنُ أحوالِه أن يَضُرَّك وهو يريدُ أن ينفَعَك، والعَدوُّ العاقِلُ خيرٌ من الصَّديقِ الأحمقِ) . - وقال ابنُ الجوزيِّ: (السَّفَهُ نباحُ الإنسانِ) . آثارُ السَّفَهِ والحُمقِ 1- الأحمَقُ مُبغَضٌ في النَّاسِ. 2- الأحمَقُ غيرُ مَرضيِّ العَمَلِ، ولا محمودِ الأمرِ عِندَ اللهِ، وعند الصَّالحين . 3- الحَمقى عباداتُهم عاداتٌ . 4- الحُمقُ داءٌ لا شفاءَ له . 5- الأحمقُ كاسِدُ العقلِ والرَّأيِ، لا يحسِنُ شيئًا. 6- سرعةُ الانفعالِ والتَّدخُّلِ في شُؤونِ النَّاسِ. 7- الخِفَّةُ وسُرعةُ الجوابِ من غيرِ رَويَّةٍ. 8- الأحمقُ عدوُّ نفسِه لِما يسَبِّبُ لنفسِه من الضَّرَرِ . 9- السَّفَهُ والحُمقُ دليلٌ على سوءِ الخُلُقِ. 10- السَّفَهُ والحُمقُ من خوارمِ المروءةِ. 11- السَّفيهُ يقَعُ في الغيبةِ وأعراضِ النَّاسِ. 12- السَّفيهُ بذيءُ اللِّسانِ. أقسامُ السَّفَهِ السَّفَهُ ينقَسِمُ إلى قِسمَينِ: 1- سَفَهٌ في الأمورِ الدُّنيويَّةِ، ومن أمثلتِه ما جاء في قولِ اللهِ تعالى: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ [النساء: 5] . 2- سَفَهٌ في الأمورِ الدِّينيَّةِ؛ قال تعالى حكايةً عن المُشرِكين قولَهم: أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ [البقرة: 13] ، فنبَّه أنَّهم هم السُّفَهاءُ في تسميةِ المُؤمِنين سُفَهاءَ، قال تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا [البقرة: 142] ، والمرادُ اليهودُ، وأهلُ النِّفاقِ، والمُشرِكون . الوسائِلُ المعينةُ على تركِ السَّفَهِ والحُمقِ 1- مجانبةُ صُحبةِ الحَمقى والسُّفَهاءِ. قال أبو حاتمٍ: (والواجِبُ على العاقِلِ تَركُ صُحبةِ الأحمقِ، ومجانبةُ مُعاشرةِ النَّوكى ، كما يجِبُ عليه لزومُ صحبةِ العاقِلِ الأريبِ، وعِشرةُ الفَطِنِ اللَّبيبِ؛ لأنَّ العاقِلَ وإن لم يُصِبْك الحظُّ من عَقلِه أصابك من الاعتبارِ به، والأحمقُ إن لم يُعْدِك حمقُه تدنَّسْتَ بعِشرتِه) . 2- مجاهدةُ النَّفسِ على تركِ الحُمقِ والسَّفَهِ. 3- استشارةُ ذوي الخبرةِ وأهلِ الصَّلاحِ. 4- معرفةُ الأضرارِ المترتِّبةِ على الحُمقِ والسَّفَهِ. 5- تركُ مجاراةِ الحَمقى والسُّفَهاءِ حتى لا يصيرَ مِثلَهم. قال أنوشروانَ لابنِه: (يا بُنَيَّ، إنَّ من أخلاقِ المُلوكِ العِزَّ والأنَفةَ، وإنَّك ستُبلى بمداراةِ أقوامٍ، وإنَّ سَفَهَ السَّفيهِ ربَّما تطَّلِعُ منه، فإن كافَأْتَه بالسَّفَهِ فكأنَّك رضيتَ بما أتى؛ فاجتَنِبْ أن تحتذيَ على مثالِه، فإن كان سَفَهُه عندك مذمومًا فحَقِّقْ ذَمَّك إيَّاه بتركِ معارضتِه بمِثلِه) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-17-2024, 08:07 AM | #105 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
ذم السفه والحمق في واحة الادب
أ- من الشِّعرِ 1- قال دعبلٌ الخُزاعيُّ: عداوةُ العاقِلِ خيرٌ إذا حصَّلْتَها من خُلَّةِ الأحمقِ لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يُزَعْ عن ظُلمِك استحيا فلم يَخرَقِ ولن ترى الأحمقَ يُبقي على دينٍ ولا وُدٍّ ولا يتَّقي 2- وقال الشَّافعيُّ: يخاطِبُني السَّفيهُ بكُلِّ قُبحٍ فأكرَهُ أن أكونَ له مجيبَا يزيدُ سَفاهةً فأزيدُ حِلمًا كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا 3- وقال ابنُ الوَرديِّ: وادَّرِعْ جِدًّا وكَدًّا واجتَنِبْ صحبةَ الحَمقى وأربابَ البُخلِ 4- وقال المتوكِّلُ اللَّيثيُّ: لا تتبَعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا إنَّ السَّفيهَ مُعنَّفٌ مشتومُ 5- وقال مسكينٌ الدَّارِميُّ: اتَّقِ الأحمقَ أن تصحَبَه إنَّما الأحمقُ كالثَّوبِ الخَلَقْ كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا حركَتْه الرِّيحُ وهنًا فانخرَقْ أو كصَدعٍ في زجاجٍ فاحِشٍ هل ترى صدعَ زُجاجٍ يتَّفِقْ وإذا جالَسْتَه في مجلسٍ أفسَد المجلِسَ منه بالخُرْقِ وإذا نهنَهْتَه كي يرعوي زاد جهلًا وتمادى في الحُمْقِ 6- وقال آخَرُ: لن يسمَعَ الأحمقُ مِن واعِظٍ في رفعِه الصَّوتَ وفي هَمِّهِ لن تبلُغَ الأعداءُ من جاهِلٍ ما يبلُغُ الجاهِلُ من نَفسِهِ والحُمقُ داءٌ ما له حيلةٌ تُرجى كبُعدِ النَّجمِ في لَمسِهِ 7- وقال سالمُ بنُ ميمونَ الخوَّاصُّ: إذا نَطَق السَّفيهُ فلا تُجِبْه فخيرٌ من إجابتِه السُّكوتُ سكَتُّ عن السَّفيهِ فظَنَّ أني عَيِيتُ عن الجوابِ وما عَيِيتُ شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا قذًى في جوفِ عيني ما قَذِيتُ فلستُ مجاوِبًا أبدًا سفيهًا خزِيتُ لمن يجافيه خَزِيتُ 8- وقال صالحُ بنُ عبدِ القُدُّوسِ: ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له من أن يكونَ له صديقٌ أحمَقُ فاربَأْ بنفسِك أن تصادِقَ أحمقًا إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مُصَدَّقُ 9- وقال الشَّاعِرُ: عدوُّك ذو العقلِ أبقى عليك وأجدى من الصَّاحِبِ الأحمَقِ 10- وقال آخَرُ: فلا تودِعَنَّ الدَّهرَ سِرَّك أحمقًا فإنَّك إن أودَعْتَه منه أحمَقُ 11- قال الشَّاعرُ: لكلِّ داءٍ دواءٌ يُستطَبُّ به إلَّا الحماقةَ أعيَت من يُداويها 12- وقال آخَرُ: ما تَمَّ حِلمٌ ولا عِلمٌ بلا أدَبٍ ولا تجاهَلَ في قومٍ حليمانِ وما التَّجاهُلُ إلَّا ثوبُ ذي دَنَسٍ وليس يَلبَسُه إلَّا سفيهانِ 13- وأنشد الكريزيُّ: تجرَّدْ ما استطَعْتَ من السَّفيهِ بحُسنِ الحِلمِ إنَّ العِزَّ فيه فقد يعصي السَّفيهُ مُؤدِّبيه ويُبرِمُ باللَّجاجةِ مُنصِفيه تَلينُ له فيَغلُظُ جانباه كعيرِ السُّوءِ يرمَحُ عالِقيه 14- وأنشد محمَّدُ بنُ عبدِ العزيزِ لموسى بنِ سعيدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ المقنعِ الأنصاريِّ: ثلاثُ خِلالٍ كُلُّها غيرُ طائلٍ يَطُفنَ بقَلبِ المرءِ دونَ غِشائِهِ هوى النَّفسِ ما لا خيرَ فيه وشُحُّها وإعجابُ ذي الرَّأيِ السَّفيهِ برأيِهِ - قال أبو الأخفَشِ الكنانيُّ لابنٍ له: أبُنيَّ لا تكُ ما حَييتَ ممارِيًا ودَعِ السَّفاهةَ إنَّها لا تنفَعُ لا تحمِلَنْ ضغينةً لقَرابةٍ إنَّ الضَّغينةَ للقَرابةِ تَقطَعُ لا تحسبَنَّ الحِلمَ منك مَذَلَّةً إنَّ الحليمَ هو الأعَزُّ الأمنَعُ ب- من الأمثالِ والحِكَمِ - أحمقُ بَلْغٌ. يقالُ لمن يبلُغُ حاجتَه مع حُمقِه . - أحمقُ مِن الممهورةِ إحدى خَدَمَتَيها. وذلك أنَّ رجُلًا كانت له امرأةٌ حمقاءُ، فطلبت مهرَها منه، فنزع إحدى خَلْخاليها من رِجلِها -وهما الخَدَمتانِ- ودفعه إليها، وقال: هذا مَهرُك، فرَضِيَت به ! - علامةُ العِيِّ السَّفَهُ . - إنَّما الأحمقُ كالثَّوبِ الخَلَقِ . - سفيهٌ لم يجِدْ مُسافِهًا: هذا المثَلُ يُروى عن الحَسَنِ بنِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنهما، قاله لعَمرِو بن الزُّبيرِ حينَ شَتَمه عمرٌو . - عَرَف حُمَيقٌ جَمَلَه. يُضرَبُ في الإفراطِ في مؤانسةِ النَّاسِ، ويقالُ: معناه: عَرَف قَدْرَه، ويقال: يُضرَبُ لمن يستضعِفُ إنسانًا ويُولَعُ به، فلا يزالُ يُؤذيه ويَظلِمُه . - أكثَرَ من الحَمقى فأُورِدَ الماءَ. يضرَبُ لِمن اتَّخذ ناصرًا سفيهًا . -إن هلَك عَيرٌ فعَيرٌ في الرِّباطِ. يضرَبُ مثلًا للشَّيءِ يُقدَرُ على العَوضِ منه فيُستخَفُّ بفقدِه، وهذا من الحُمقِ . - أحمَقُ مِن دُغَةَ. دُغَةُ: هي ماريةُ بنتُ رَبيعةَ بنِ عِجلٍ، وكان يُضرَبُ بها المثَلُ في الحُمقِ، وذكروا في ذلك بعضَ القِصَصِ . - أحمَقُ مِن ضَبُعٍ. والضَّبُعُ تُوصَفُ بالحُمقِ. ومن حمقِها -فيما يزعُمون- أنَّ الصَّائِدَ إذا أراد أن يصيدَها رمى بحَجَرٍ في وِجارِها فتحسَبُه شيئًا فتخرُجُ إليه . - أحمقُ مِن جهيزةَ. وهي أُنثى الذِّئابِ لأنَّها تدَعُ وَلَدَها وتُرضِعُ وَلَدَ الضَّبعِ . - أحمَقُ مِن عِجلٍ. هو عِجلُ بنُ لُجَيمِ بنِ صَعبِ بنِ بَكرِ بنِ وائِلٍ، قيل له: ما سَمَّيتَ فَرَسَك؟ ففقأ عينَه، وقال: الأعوَرَ . - عدوُّ الرَّجُلِ حُمقُه، وصديقُه عَقلُه . - معاداةُ العاقِلِ خيرٌ من مصادقةِ الأحمَقِ . - (قال بعضُ الحُكَماءِ: آخِ مَن شِئتَ، واجتَنِبْ ثلاثةً: الأحمقَ؛ فإنَّه يريدُ أن ينفَعَك فيَضرُّك. والمملوكَ؛ فإنَّه أوثَقَ ما تكونُ به لطولِ الصُّحبةِ وتأكُّدِها يخذُلُك، والكذَّابَ؛ فإنَّه يجني عليك آمَنَ ما كنتَ فيه من حيثُ لا تشعُرُ) . - و(قال بعضُ الحُكَماءِ: غَضَبُ الأحمقِ في قَولِه، وغَضَبُ العاقِلِ في فِعلِه) . - وقال أيضًا: (من كلامِهم: عداوةُ العاقِلِ أقلُّ ضَرَرًا من صداقةِ الأحمقِ) . - وقال أيضًا: (لا يجِدُ الأحمقُ لذَّةَ الحِكمةِ كما لا يلتذُّ بالوَردِ صاحِبُ الزَّكمةِ) . - وقيل لبعضِ الحُكَماءِ: ما كمالُ الحُمقِ؟ قال: (طَلَبُ منازِلِ الأخيارِ بأعمالِ الأشرارِ، وبغضُ أهلِ الحَقِّ، ومحبَّةُ أهلِ الباطِلِ) . - وقال العتبيُّ: سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ: (العاقِلُ بخشونةِ العَيشِ مع العقلاءِ أسَرُّ منه بلينِ العَيشِ مع السُّفَهاءِ) . - وقيل: (الحُمقُ يَسلُبُ السَّلامةَ، ويُورِثُ النَّدامةَ، والعَقلُ وزيرٌ رشيدٌ، وظهيرٌ سعيدٌ، من أطاعه أنجاه، ومن عصاه أرداه) . |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-17-2024, 08:08 AM | #106 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( سوء الظن )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-18-2024, 01:38 PM | #107 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
رائع القدير البراء على هذا الشذرات الأدبية
ودي وتحياتي لك والمدائن فخورة بك |
|
09-19-2024, 12:09 PM | #108 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
سوء الظن
من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة "سوء الظن"؛ ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة، وقطعت أواصر المودة، وولَّدت الشحناء والبغضاء. إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل عندهم في الناس أنهم متهمون، بل مدانون. ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف رضي الله عنهم. أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12]. إن من أكثر ما ييبتلى به الناس على مر العصور سوء الظن ببعضهم البعض، حتى كادت شجرة علاقاتهم الاجتماعية تذبل، وجذورها تقطع، وأوراقها تتساقط، فتتداعى وتفنى. ويكون سوء الظن بتوقع وتخيل الأقوال والأحداث والأفعال الصادرة من الآخرين، فتترتب على ذلك آثار نفسية ومادية يكون لها محلها في قطع حبل الصلة بين اثنين آو أكثر. معنى سوء الظن لغةً واصطلاحًا معنى السوء لغةً: أصل هذه المادة يدلُّ القبح، يقال: ساء الشيء: إذا قَـبُح. والسُّوء: الاسم الجامع للآفات والداء، والسُّوءُ أيضًا بمعنى الفُجور والمنكر، ويقال: ساءه يسوءه سوءًا وسواء: فعل به ما يكره، نقيض سرَّه. والاسم: السوء بالضم. وسؤت الرجل سواية ومساية، يخففان، أي ساءه ما رآه مني. وسؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن. ويقال: أسأت به وإليه وعليه وله . معنى الظنِّ لغةً: ظنَّ الشَّيء ظنًّا: علمه بغير يقين، وقد تأتي بمعنى اليقين. و: فلانًا. و: به: اتهمه. والظِّنة: التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة، ومصدره الظنة، والجمع الظنن. ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء . معنى سوء الظن اصطلاحًا: قال الماوردي: (سوء الظن: هو عدم الثقة بمن هو لها أهل) . وقال ابن القيم: (سوء الظن: هو امتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح) . وقال ابن كثير: سوء الظن (هو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله) الفرق بين سوء الظن وبعض الصفات - الفرق بين سوء الظن والاحتراز: قال ابن القيم: (الفرق بين الاحتراز وسوء الظن: أن المحترز يكون مع التأهب والاستعداد، وأخذ الأسباب التي بها ينجو من المكروه، فالمحترز كالمتسلح المتطوع الذي قد تأهب للقاء عدوه، وأعد له عدته؛ فهمُّه في تهيئة أسباب النجاة ومحاربة عدوه، قد أشغلته عن سوء الظنِّ به، وكلما ساء به الظنُّ أخذ في أنواع العدة والتأهب، بمنزلة رجل قد خرج بماله ومركوبه مسافرًا، فهو يحترز بجهده من كلِّ قاطع للطريق، وكلِّ مكان يتوقع منه الشرَّ. وأما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على لسانه وجوارحه، فهم معه أبدًا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، ببغضهم ويبغضونه، ويلعنهم ويلعنونه، ويحذرهم ويحذرون منه، فالأول يخالطهم ويحترز منهم، والثاني يتجنبهم ويلحقه أذاهم، الأول داخل فيهم بالنصيحة والإحسان مع الاحتراز، والثاني خارج منهم مع الغش والدغل والبغض) - الفرق بين الفراسة وسوء الظن: قال أبو طالب المكي: (الفرق بين الفراسة وسوء الظن: أنَّ الفراسة ما توسمته من أخيك بدليل يظهر لك، أو شاهد يبدو منه، أو علامة تشهدها فيه، فتتفرس من ذلك فيه ولا تنطق به إنْ كان سوءًا، ولا تظهره ولا تحكم عليه ولا تقطع به فتأثم. وسوء الظن ما ظننته من سوء رأيك فيه، أو لأجل حقد في نفسك عليه، أو لسوء نية تكون أو خبث حال فيك، تعرفها من نفسك فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظن والإثم) ذم سوء الظن والنهي عنه أولًا: من القرآن الكريم - قال تعالى في ذم سوء الظن بالله تعالى وعاقبة من فعل ذلك: ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران: 154]. قال ابن القيم: (فُسِّر هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأنَّ أمره سيضمحل، وأنه يسلمه للقتل، وقد فسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حكمة له فيه، ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله، ويظهره على الدين كله. وإنما كان هذا ظن السوء، وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظن غير الحق، لأنه ظن غير ما يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا وذاته المبرأة من كل عيب وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهيه، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه، وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم، ولجنده بأنهم هم الغالبون، فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه، ويعليهم ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها التوحيد والحق اضمحلالًا لا يقوم بعده أبدًا، فقد ظن بالله ظن السوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته، فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به العادلين به، فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله) . - وقال سبحانه في عاقبة من ظن به السوء: وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ [فصلت: 22- 23]. قال أبو حيان الأندلسي: (هذا الظن كفر وجهل بالله وسوء معتقد يؤدي إلى تكذيب الرسل والشك في علم الإله) . قال السعدي: (وَلَكِن ظَنَنتُمْ بإقدامكم على المعاصي أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ فلذلك صدر منكم ما صدر، وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا قال: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ الظن السيئ، حيث ظننتم به، ما لا يليق بجلاله. أَرْدَاكُمْ أي: أهلككم فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم، فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء، ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب، الذي لا يفتر عنهم ساعة) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-19-2024, 12:14 PM | #109 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – سوء الظن
ثانيًا: من السنة النبوية - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذب الحديث)) . قال الصنعاني: (المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ)) سوء الظنِّ به تعالى، وبكلِّ من ظاهره العدالة من المسلمين وقوله: ((فإن الظن أكذب الحديث)). سماه حديثًا؛ لأنَّه حديث النفس، وإنما كان الظنُّ أكذب الحديث؛ لأنَّ الكذب مخالفة الواقع من غير استناد إلى أمارة، وقبحه ظاهر لا يحتاج إلى إظهاره. وأما الظن فيزعم صاحبه أنه استند إلى شيء، فيخفى على السامع كونه كاذبًا بحسب الغالب، فكان أكذب الحديث، والحديث وارد في حقِّ من لم يظهر منه شتم ولا فحش ولا فجور) . وقال الملا علي القاري: (... ((إياكم والظن)). أي: احذروا اتباع الظن في أمر الدين الذي مبناه على اليقين، قال تعالى: وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [يونس: 36]، قال القاضي: التحذير عن الظن فيما يجب فيه القطع، أو التحدث به عند الاستغناء عنه أو عما يظن كذبه.. أو اجتنبوا الظن في التحديث والإخبار، ويؤيده قوله: ((فإنَّ الظنَّ)). في موضع الظاهر زيادة تمكين في ذهن السامع حثًّا على الاجتناب أكذب الحديث) .- وعن صفية بنت حيي قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنها صفية بنت حيي. فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا أو قال: شيئًا)) . قال النووي: (الحديث فيه فوائد، منها بيان كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، ومراعاته لمصالحهم، وصيانة قلوبهم وجوارحهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا؛ فخاف صلى الله عليه وسلم أن يلقي الشيطان فى قلوبهما فيهلكا؛ فإنَّ ظنَّ السوء بالأنبياء كفر بالإجماع، والكبائر غير جائزة عليهم، وفيه أنَّ من ظنَّ شيئًا من نحو هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر .. وفيه استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة، والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق، وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظنَّ السوء) . - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)) . قال المناوي: (... ((إنَّ الأمير إذا ابتغى الريبة)). أي: طلب الريبة، أي: التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم، وجاهرهم بسوء الظن فيها، فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا، ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل، وعدم تتبع العورات؛ فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام، والإنسان قل ما يسلم من عيبه، فلو عاملهم بكل ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع، واتسع المجال، بل يستر عيوبهم، ويتغافل ويصفح، ولا يتبع عوراتهم، ولا يتجسس عليهم) أقوال السلف والعلماء في سوء الظن - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم) . - وعنه أيضًا: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن) . - وقال ابن عباس: (إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء) . - وقال ابن مسعود: (الأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظنِّ السوء) . - وقال سلمان الفارسي: (إني لأعد غراف قدري مخافة الظن) . - وقال ابن عطية: (كان أبو العالية يختم على بقية طعامه؛ مخافة سوء الظن بخادمه) . - وقال القاضي عياض: (ظن السوء بالأنبياء كفر) . - وقال الغزالي: (سوء الظن غيبة بالقلب) . - وقال الخطابي: (الظن منشأ أكثر الكذب) . - وقال إسماعيل بن أمية: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن والحسد. قال: فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءًا) . - وقال الحارث المحاسبي: (احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل) أسباب الوقوع في سوء الظن 1- الجهل وسوء القصد والفهم: فالجهل من الأسباب التي تؤدي إلى سوء الظنِّ بسبب عدم فهم حقيقة (ما يرى وما يقرأ ومرمى ذلك، وعدم إدراك حكم الشرع الدقيق في هذه المواقف خصوصًا إذا كانت المواقف غريبة، تحتاج إلى فقه دقيق، ونظر بعيد، يجعل صاحبه يبادر إلى سوء الظن، والاتهام بالعيب، والانتقاص من القدر، فانظر إلى ذي الخويصرة الجهول، لماذا أساء الظنَّ بالرسول واتهمه بعدم الإخلاص، فقال: اعدل يا محمد، فما عدلت، هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، لقد دفعه إلى الظن السيئ والفعل القبيح جهله وسطحية فهمه، وقلة فقهه لمقاصد الشريعة ومصالح الدين الشرعية) . 2- اتباع الهوى وتعميم الأحكام على الناس: قال الغزالي: (المسلم يستحق بإسلامه عليك أن لا تسيء الظنَّ به، فإن أسأت الظنَّ به في عينه؛ لأنك رأيت فسادًا من غيره، فقد جنيت عليه، وأثمت به في الحال.. ويدلُّ عليه أنا نعلم أنَّ الصحابة رضي الله عنهم في غزواتهم وأسفارهم كانوا ينزلون في القرى، ولا يردون القرى، ويدخلون البلاد، ولا يحترزون من الأسواق، وكان الحرام أيضًا موجودًا في زمانهم، وما نقل عنهم سؤال إلا عن ريبة، إذ كان صلى الله عليه وسلم لا يسأل عن كل ما يحمل إليه، بل سأل في أول قدومه إلى المدينة عما يحمل إليه أصدقة أم هدية؟! لأنَّ قرينة الحال تدل، وهو دخول المهاجرين المدينة وهم فقراء، فغلب على الظن أن ما يحمل إليهم بطريق الصدقة) . 3- مصاحبة أهل الفسق والفجور: قال أبو حاتم البستي: (صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ) . 4- التواجد في مواطن التهم والريب: من أسباب إساءة الناس الظنِّ بالمرء تواجده في أماكن الريب والفجور، ولهذا قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: (من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظنَّ) . 5- الحقد والحسد على المظنون به: قال أبو طالب المكي: (سوء الظنِّ ما ظننته من سوء رأيك فيه، أو لأجل حقد في نفسك عليه، أو لسوء نية تكون أو خبث حال فيك، تعرفها من نفسك؛ فتحمل حال أخيك عليها وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظن والإثم) . 6- الإسراف في الغيرة: ((إنَّ من الغيرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله، فالغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة، والغيرة التي يكرهها الله الغيرة في غير ريبة)) . قال الغزالي: (لأنَّ ذلك من سوء الظن الذي نهينا عنه فإنَّ بعض الظنِّ إثم. وقال علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
09-19-2024, 12:19 PM | #110 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع - سوء الظن آثار سوء الظن 1- سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلال: سوء الظن بالله سبب في الوقوع في الشرك، قال ابن القيم: (الشرك والتعطيل مبنيان على سوء الظن بالله تعالى.. لأن الشرك هضم لحق الربوبية، وتنقيص لعظمة الإلهية، وسوء ظن برب العالمين ، ولهذا قال إبراهيم إمام الحنفاء لخصمائه من المشركين: أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 86-87]) . قال المقريزي: (اعلم أنك إذا تأملت جميع طوائف الضلال والبدع وجدت أصل ضلالهم راجعًا إلى شيئين: أحدهما:.. الظن بالله ظن السوء) . 2- أنها صفة كل مُبطل ومبتدع : قال تعالى: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ [فصلت: 23] قال ابن القيم: (كلُّ مبطل وكافر ومبتدع مقهور مستذل، فهو يظن بربه هذا الظن وأنه أولى بالنصر والظفر والعلو من خصومه، فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول: ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه. ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنًا كمون النار في الزناد) . 3- سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه: قال تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6]. قال ابن القيم: (توعَّد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6]) . 4- يورث الإنسان الأخلاق السيئة: سوء الظن يورث الإنسان الأخلاق السيئة كالجبن والبخل والشح والحقد والحسد والتباغض قال ابن عباس: (الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل) . وقال ابن القيم: (الشحُّ فهو خلق ذميم يتولد من سوء الظن، وضعف النفس، ويمده وعد الشيطان) . وقال المهلب: (التباغض والتحاسد أصلهما سوء الظنِّ، وذلك أن المباغض والمحاسد يتأول أفعال من يبغضه ويحسده على أسوأ التأويل) . 5 - من أساء الظن أساء العمل: قال الطبري -بسنده إلى الحسن-: (تلا الحسن: وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ [فصلت: 23] فقال: إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم؛ فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل، وأما الكافر والمنافق، فأساءا الظن فأساءا العمل) . 6- سبب في وجود الأحقاد والعداوة: فإن الظن السيئ (يزرع الشقاق بين المسلمين، ويقطع حبال الأخوة، ويمزق وشائج المحبة، ويزرع العداء والبغضاء والشحناء) . قال ابن القيم: (أما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس، حتى يطفح على لسانه وجوارحه فهم معه أبدًا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض، يبغضهم ويبغضونه ويلعنهم ويلعنونه ويحذرهم ويحذرون منه ... ويلحقه أذاهم ..خارج منهم مع الغش والدغل والبغض) . 7- يؤدي إلى تتبع عورات المسلمين: قال الغزالي: (من ثمرات سوء الظن التجسس، فإنَّ القلب لا يقنع بالظنِّ، ويطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس وهو أيضًا منهي عنه، قال الله تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا [الحجرات: 12]. فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنه في آية واحدة، ومعنى التجسس أن لا يترك عباد الله تحت ستر الله، فيتوصل إلى الاطلاع وهتك الستر؛ حتى ينكشف له ما لو كان مستورًا عنه كان أسلم لقلبه ودينه) . 8- سبب للمشكلات العائلية: فـ(من أسباب المشاكل العائلية سوء الظن من أحدهما وغضبه قبل التذكر والتثبت؛ فيقع النزاع وربما حصل فراق، ثم تبين الأمر خلاف الظن) . وقال ابن القيم: (الغيرة مذمومة منها غيرة يحمل عليها سوء الظن، فيؤذى بها المحب محبوبه، ويغري عليه قلبه بالغضب، وهذه الغيرة يكرهها الله إذا كانت في غير ريبة، ومنها غيرة تحمله على عقوبة المحبوب بأكثر مما يستحقه) . 9- إضعاف الثقة بين المؤمنين . 10- من مداخل الشيطان الموقعة في كبائر الذنوب: قال الغزالي: (من عظيم حيل الشيطان.. سوء الظن بالمسلمين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12]، فمن يحكم بشرٍّ على غيره بالظن بعثه الشيطان على أن يطول فيه اللسان بالغيبة، فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه، أو يتوانى في إكرامه، وينظر إليه بعين الاحتقار، ويرى نفسه خيرًا منه، وكلُّ ذلك من المهلكات) . 11- سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن: قال الغزالي: (مهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس طالبًا للعيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق) . 12- يسبب عدم الثقة بالآخرين: قال الزمخشري: (قيل لعالم: من أسوأ الناس حالًا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنَّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله) أقسام سوء الظن وحكم كل قسم منها الحكم على سوء الظن يشمل قسمين: سوء ظن الذي يؤاخذ به صاحبه، وسوء الظن الذي لا يؤاخذ به صاحبه. القسم الأول: سوء الظن الذي يؤاخذ به صاحبه: وضابط هذا النوع: هو كل ظن ليس عليه دليل صحيح معتبر شرعًا، استقر في النفس، وصدقه صاحبه، واستمر عليه، وتكلم به، وسعى في التحقق منه . وهو أنواع ولكل نوع حكم خاص وهو كالتالي: 1- سوء الظن المحرم: ويشمل سوء الظن بالله تعالى، وسوء الظن بالمؤمنين. فسوء الظن بالله تعالى من أعظم الذنوب: قال ابن القيم: (أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به) . وقال الماوردي: (سوء الظن هو عدم الثقة بمن هو لها أهل، فإن كان بالخالق كان شكًّا يؤول إلى ضلال) . أما سوء الظن بالمؤمنين: ويشمل سوء الظن بالأنبياء وهو كفر، قال النووي: (ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع) ، وسوء الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين، وقد عدَّ الهيثمي سوء الظنِّ بالمسلم الذي ظاهره العدالة من الكبائر . 2- سوء الظن الجائز: ويشمل: سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب، والمجاهرة بالمعاصي، وسوء الظن بالكافر، قال ابن عثيمين: (يحرم سوء الظن بمسلم، أما الكافر فلا يحرم سوء الظن فيه؛ لأنه أهل لذلك، وأما من عرف بالفسوق والفجور، فلا حرج أن نسيء الظن به؛ لأنه أهل لذلك، ومع هذا لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورات الناس، ويبحث عنها؛ لأنَّه قد يكون متجسسًا بهذا العمل) . 3- سوء الظنِّ المستحب: وهو ما كان بين الإنسان وعدوه، قال أبو حاتم البستي في سوء الظن المستحب (كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا، يخاف على نفسه، مكره، فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره؛ لئلا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه) . 4- سوء الظن الواجب: وهو ما احتيج لتحقيق مصلحة شرعية، كجرح الشهود ورواة الحديث ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |