خلف َ النوافذ ِ

خبأتُكِ في أعماق قلبي ..
في الجزء المُخبأ بعيداً عن العيون ..
في ذاكرتي المُغلفة ..
في أوراقي السرية ..
في كل شيءٍ يَخصُّني ..

خَبَّأتُك ..
واكتفيتُ بكِ عن الدنيا كلها..
أقفلتُ نوافذي وأبوابي بوجه الجميع ..

وأصبح كل ما حولي له علاقة بك ..
بك وحدك ..!

اتبعت قلبي حينما
كان الموضوع عنك
لم أستمع لعقلي أو لمن حولي
والآن أنظر!
أنا ضائعة ومشتتة والأسباب تعود
لجميع قرارات قلبي التي اتخذتها
دون العودة لما يقوله عقلي
ومن المؤسف جدًّا إن كل مابي الآن
يصدُّ عنّي

يُداعبني سكوني
فأهمس بكل هدوء
تمر الأيام وأقلب الصفحات
وتبدأ حكاية، ىقابل حكاية أخرى
أرقب الناس حولي باستغراب
هناك أناس رسمت في قلوبنا ومضة جميلة
وهناك من رسم ضحكة بريئة لا يشوبها غش ولا خداع
وهناك من تركوا عبارات شيقة أو دعوة صادقة

حضن أخير كسر قلبي بعدم عودته لأحضاني
التي ماتت عطشة لضمة تروي روحي من وجع البعد والفقد..

خلف النافذة .أم مكلومة ...طفل يبكي ...
وشاب عاطل ... وأب يبحث عن عمل
..وجندي مجهول يتطلع لفتح نافذة الطمأنينة
ليعود حراً طليقاً ويمارس حياته الطبيعية

حنين ووجع سنين
../

يهوديٌّ يقبع
خلف شجرة عارية
بالبندقية خوفاً
من طفل بيديه حجارة !

رجل ينادي بحق المرأة وأنها
نصف المجتمع في الصحف في المجالس
وزوجته تناديه بحقها في العمل،،
فيصرخ ( المرأة مكانها بيتها زوجها أولادها )!

توجد الكفاءات الفاعلة في بلادنا
كالخلايا الحية في الجسد المحتضر
السؤال،،
إلى متى ستعاني قبل أن تندثر .

كثرت الأبواب المشرعة
والوجوه الملطخة
والمشاعر المستنسخة
والقلوب الغافلة
والعقول الممتلئة بالصّدأ
والشخصيات المستهلكة،
لذلك لا قيمة للأشياء
حين يمتلكها من لا يعرف قيمتها جيّداً.