قطاف السنابل لهادي علي

السطور الحزينة
تستنزف كل أحلامنا الجميلة
ويبقى الأمل هو من يخفف
تلك الدمعة التي تكورت على الخد
كثيراً يا لحن ما تكون الحياة
مزيجاً من الحزن والابتسامات
والجرح الدفين
ونحتاج من يمتص أحزاننا
كما يمتص الاسفنج الماء
ويبقى الصبر والدعاء
هو أفضل علاج للحزن
فربنا نعم المغيث والمستجيب
للمضطر إذا دعاه
هكذا هي الأيام يالحن
تحتاج المزيد من الإرادة والصبر
وأنتِ أهل لذلك بإذن الله
نص يعبر عن الحالة الإنسانية
بكل تفاصيلها شكري وتقديري لكِ

وكأن النقاء في وفاق مع الحرف
تفاصيل كثيرة ترويها لنا
مترعة بالحزن والفرح والذكريات
هٌنا تمازجت كل النسمات
وعانقت دروب العاشقين
فكانت لحظة بوح مختلفة
تجلت فيها بهطول أشبه بالمطر
تغاريد إبداعية وانصهار في الروح
مزدان هذا المتصفح بالجمال
لاحرمنا من جماليات ما تقدمين
شكري وتقدي الكبير

نحنٌ في متصفح وشاية حرف
علينا أن نتنفس بعمق
فنحنُ لا نقرء الكلمات فقط بل نتذوقها
وبعض الكلمات تحرق مليون ورقة
ولا يطفئها ألف ألف اعتذار
القلوب هي من زجاج إذا كٌسرت
لا تعود ك سابق عهدها
والزمن ليس كفيل بعلاج كل الجروح

القديرة وشاية
أنتِ من الأقلام التي أقف عندها
ونشعر أننا أمام حرف وعزف مختلف
هٌنا فقط تربع الحرف
على صدر غيمة ماطرة
حدائق الفل تُزين طريقك
يا أنيقة المدائن

لم تنتهي رسائلك الأدبية يا نبيل
اشرعة القلوب لازالت تخفق بالحب
قد تتعثر لكنها لاتتأخر عن المواعيد الكبرى
والعصافير التي في صدرك
لاتتحمل صدمات أخرى
وكم تمنيتُ أن يهرب قلبك
من قبضة الأحزان
ولأنها ندى الروح تستدعي معها
ذكريات مضت وليالي لا تُمحى من الذاكرة
وعيون القمر شاهده على هذا الحب
هي أمريتك الوحيدة
ولو أرهقت قلبك الصغير
والحسنُ في عينيها يفتنك
رجل ويحمل في صدره
ندى الصبح ووشوشة الفراشة

القدير نبيل تجليت كثيراً في هذا الحرف
لم تكن قصة حبٌ عابرة
بل لغة جديدة ودرس جديد في الوفاء
أنصفت الحرف يانبيل وكنت كبيراً كعادتك
شكري وتقديري الكبير لك

يا الله يا الله
لم يطرق نص نافذة قلبي
مثلما فعلت بي هزائمك ...
هذا المداد يعزف فوق الشفاه
أغنية تمحو كل الهزائم والانكسارات
جئت وبرفقتك القمر يا صديقي
تدون لنا ألف حكاية ورواية
بصوت عذب يسرى في أجسادنا
وكأن كل أقداح الهوى تقدح
من أبريق محمد حجر
نص روحاني قرأته مرات ومرات
وكلما نظرت عيني على سطر
ترتجف وهي تتابع بلهفة السطر الأخر
لقد أحكمت كل التفاصيل ياصديقي
ومارسلت علينا سحر الكلام ...
هنيئاً لتلك الفتاة هنيئاً والله
لتطيب بحبك الأسمى
وتنعم بشغف لهفتك
وأنت تسقيها ترياق الفتنة
بنشوة فرح عارمة
والسماء تدثر حبكم وتباركه

تئن هذه الحروف
حتى المفاصل
خلفها عصفور بللته الأيام الباردة
والهروب لا يجدي نفعاً في مثل هذه المواقف
فنحنُ نهربُ منهم إليهم
أين نختبئ من وجعهم وهو من يسكنون الصدور
كيف لنا أن نعالج من أنفسنا
هذا الإدمان المزمن
هذا الترياق الأبدي
الذي باءت كل المحاولات معه بالفشل
وكيف لنا أن ننجو من تلك المجزرة
وسكاكين الحنين تضع حدها
على حبل الوتين ....

القديرة مريم
هذه المشاعر هي لحظة الاحتواء الكبرى
للحرف ، للغة البيان ، لنفث كل مافي الصدور
فبعض النصوص أشبه بسهم
مغروس في صدر الذاكرة
بكرٌ هذا الحرف بكرٌ والله
اقتطفنا منه نصيبنا
ووضعنا الورود على ناصيته
وغادرنا وكلنا ذهول
ما أجسرك .....

عامٌ واحد جمع كل العصور
فكان شهادة ميلاد
وختمُ شهادة ...
ووشم في منتصف الصدر
يذكرك بمن جعلتك في خانة النسيان
ولستُ أدري هل ستفلح كل محاولاتك
في توسل مزيداً من الصبر والصمود ...

القدير جابر مدخلي
رائحة الصبار تغلب رائحة الورد في صمودك
وكأنك تكتب برموز الظلام وأحلام الخطيئة
لا شيء يحرض على يا صديقي سوى الحب
الم يخبرك المطر بذلك ...
والمرايا لا تكشف إلا ظاهر الحقائق
أي قلب ورئة وجسد يحتمل كل هذا يا صديقي
وأي زفرة جاثية وضعتها لنا في المدائن
وكأن أحزانك تنزل من السماء نكاية بالمطر
أشهد يا جابر أن حرفك هو الشهادة التي تبطل كل شهادة
وأشهد أنك خير من حمل رسالة القلم والحب والحرف والوفاء
وأشهد أنك البرد والسلام على قلوبنا وكفى

ذلك الغيم هو التاريخ
الشاهد على المواعيد
التي نٌقشت على شاطئ الأمل
والذين يجلسون على رصيف الذكريات
لن تحميهم تلك
الجسور التي كانت تصرخ
حتى أنقطع صوتها مع توالي الفاجعات ..
حتى كٌتب الحب لم تمر على تاريخ عشقنا
بل سقطنا منها سهواً أو عمداً
والخوف الذي جٌبلنا عليه
أنسانا طعم السعادة ومعنى الفرح
وتاهت الطرق بيننا فلا ندري من المسجون ومن السجان ...
وكأننا محرمون من واقع الأفراح
ولم يتبقى لنا سوى أحلام على حفيف الجفن
وأماني مغلفة في حقائب منسية ...

القدير محمد حجر
تكتبٌ من خبايا النفس مشاعرك العظيمة
وكأن قلمك محبرة غارقة في أحضان المحيط
سرقتني هذه القبلة خلسة واستقرت بين الضلوع
وصباحي يبدو وسيماً جداً بك يا صديقي
فأنا أمام مائدة الأدب أشتهي منها ما لذ وطاب
كم ارتدت هذه الأحزان وهذه المنافي
مقاييس الشوق واللوعة وتنهيدة من قعر الفؤاد
ليتك تعلم يا صديقي كيف أقرأ نصك
وأنا أتمتم بشفاهي أين سيذهب بنا
هذا الجنون النابض فنحنٌ بك سُكارى
وأنت من تلثم جبين القمر ...

تلك الذاكرة تحاول النجاة
والقشة التي قسمت ظهر الأماني
لن تحملك من ثُقب بابها الصغير
وتبقى فاكهة النار هي المحرمة ...

الكاتب القدير شتاء
قدومك جاء مدعوم ببيان لغة
وعطر معتق ...
حروفك مكتنزة بالظمأ
مجملة بعيون الأشواق الكحيلة
والهوى قلبك يرسم معراجه ...
الله الله يا شتاء
لديك مخزون لغوي يتمرد على المألوف
وكأنك الفارس الممتطى صهوة الأدب
رائحة الياسمين والكاذي
تفوح من هذا المتصفح
مرحباً بك في مدائن البوح
نحنٌ نعانق حرفك وشخصك الكريم

الله الله
عندما تكتٌ الشاعرة
والأديبة عطر
تزدحم هذه القصيدة
بالأحزان والحنين وقوة العاطفة
بحرف أتقن الصعود للسماء
عودتكِ للسحر والشعر يا عطر
هو بزوغ فجر من جديد
وموسم حصاد في المدائن

يا ليت شعري وهل في ليتَ مِن فَرَجٍ!!
مـمـا جـنــاهُ الـنَّــوى والـلائِـمُ الـعَـذِلُ
أتتِ مٌترعة بعطور من عيون الشعر
لقد تخطى هذا القلم
غصات الحنين ، وصخب الشوق
بجذبنا هذا الحرف دون غيره ياعطر
لأنه يهطل دائماً على أرض الواقع