» يومٌ من عمري « | ||||||
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
مسودة: المسافة 13.
؛ حينما وضع الرواية على طرف المكتب، سقطت، رفعها مرة أخرىاستأنف ولكن هذه المرة وضعها بحذر، وحين القراءة من جديد، وجد أن البطلة غير موجودة ولا راحت علي محمد عبدالله على صفحاتها.٧ وحين كان منهمكًا في عمل يقاتل الوقت فيه لينجزه، تقدمت له امرأة تحمل الطعام ووضعته على المكتب، تأمل فيها وتذكر أنه يعيش بمفرده، لذلك سألها من أنتِ ؟ قالت :أنا السيدة التي سقطت من بين الأسطر، الفتاة التي كانت تنتظر حبيبها عند الساقية، للأسف كان ذلك قبل أن يصل، وأنا في شوق الانتظار، وجدتني على أرضية منزلك، لا دراية لي، كيف أتيت هنا ؟! حين وجد أن البيت أصبح بشكل مختلف منذ حضور السيدة فيه، فكر أن يحضر الطفل الذي يبيع المناديل. سأل المرأة عنه، قالت هو يتيم لا أحد له، حين يحل الظلام يحاول أن يلملم جسده الهزيل في نفق يقع في طرف البلدة، عادة أرسل له بعض الطعام. لكن ما الذي تفكر فيه ؟ قال نريد أن نحضره هنا، أنا وأنتِ وطفل، أظنه سيكون وضع مثالي، لرجل قتلته الوحدة، - سألته كيف احضرتني هنا؟ قال لا شيء محدد أو بنيّة سابقة، فقط وضعت الكتاب على طرف المكتب وسقط، رفعته وبعد عدة ساعات حين عدت من جديد للقراءة، لم تحضري للموعد الذي عند الساقية وبقي حبيبك ينتظر، وهكذا انتهى المشهد، واصلت القراءة ووجدت أنك غير موجودة ، عدت للصفحات السابقة، أيضًا لم أجد لك أي أثر، الغريب أن الأحدث تنظم نفسها تلقائيا، لا شيء يختلف. هيّا الآن ضع الرواية بنفس الطريقة لتجعلها تسقط ، أعاد المشهد كما كان في المرة الأولى، وحين فعلها، ورفع الكتاب ووضعه في نفس المكان، سألته متى؟ ، قال بعد عدة ساعات حين استأنف القراءة سيظهر الطفل. وهم في حالة ترقب، قالت: هل استطاع الكاتب أن يجعلك ترغب بي أو تكون لك رغبة أن تكوني حبيبي الذي ينتظرني عند الساقية، وأنك ترغب في الحصول علي وأنت تعلم أني قد وعدته بالمنح في هذا اللقاء ؟ نظر لها مرتبكًا، بشكل عام وفي دهشة السؤال، قال : الكاتب استطاع أن يجعلني أتتبع سرّ الرقم 13، فأنا أبحث عنه بين الأسطر أكثر من أي شيء آخر، لكن لا أنكر أن هناك مرة وحيدة، فُتنت فيها حينما كنت تتحدثين لصديقتك، وقولك لها: سأتجهز، فالمرأة حين تفرط في زينتها، لا بد من وجود رجل لتهديه جسدها، تمنيت أن أكون ذلك الرجل، لكني كنت أظن أن الكاتب سرقها من مستغانمي، كأنها كانت تتحدث عن هذا الأمر في واحدة من ثلاثيتها. - هل ما تحدثتِ به لصديقتك حقيقة، ممكن تحدث مع كل النساء، فكرة إهداء الجسد ؟ - ربما يكون حقيقة، لكن بمفهوم آخر يختلف عن المفهوم الذي يعتقده الذكور، لدينا فلسفتنا الخاصة كـ نساء حول هذا الأمر. ثم قالت: مللت من الحديث عني وعنك وعن الكتاب وعن الذين وعيال الذين، متى سيحضر الطفل؟، أريد أن أحممه، أرغب أن يكون لي. قال، حين شروعي في القراءة، يجب عليك أن تبحثِ في كل المنزل، قد تجديه في مكان يشبه النفق، أبحثي في الزوايا والأركان والأماكن المغلقة وتحت الأسرة، هكذا أظن الأمر يحدث، وأتمنى أن يحضر معه المناديل لأني لم أتسوق منذ فترة. وحينما كان منسجمًا في مواصلة القصة، عادت وأخبرته أنها لم تجد أي طفل في المنزل، لم يكن هناك أحد بتاتًا، غير امرأة مسنة ، في الحديقة، أظنها زوجة أو أم أحد عمالك في المنزل. قال لا أحد غير في المنزل، أين هي؟ أنظر لها تجلس على مقعد في الحديقة صامته، لا تتحدث لأحد، هل مررت بسيدة عجوز في الرواية؟ قال لا ربما في صفحات متأخرة لم أصل لها بعد. قالت، وما العمل الآن، وأنت لم تستطع أن تحضر الطفل واحضرت امرأة ربما تنتظر زوجًا أو ابنًا؟ حقيقة لا أعلم، لكن دعيها تنتظر، وسنعيد اسقاط الكتاب من جديد، هي مغامرة سيئة بكل تأكيد، لو أننا أحضرنا الجميع قبل أن نحصل على الطفل، وهناك مأزق آخر، وهو أني حتى الآن لا أعرف الطريقة التي يمكن أن أرجع بها من أحضرتهم، وربما لو اخطأت قد تعودين أنتِ أو الطفل، مجرد التخيل أنه من الممكن أن تحضر كل تفاصيل الرواية إلى هنا أمر مزعج، الساقية مثلًا، أو تفاحة أو بقرة، نعم قد اسقط الكتاب وأجد أمامي بقرة، كل شيء ممكن، الأمر يشبه ذلك الفلم الذي تحضر فيه حيوانات الغابة للمنزل والمدينة. - هل تشعرين بحقيقة المأزق الذي أنا فيها ؟ من يكتبنا... هل تعرفين اسم كاتب الرواية التي أنتِ فيها ؟ - لا - هذا اسمه أنظري " الغدير"، يبدو أنها امرأة، اختارت اسم يجنبها الكثير من الأسئلة في محيطها، واعتقد أنها تريد أن تتحرر أكثر في كتاباتها، فالرجل يجوز له ما لا يجوز للمرأة في كل شيء، هكذا هي أغلب المجتمعات، وحتى تحصل على هذه الميزة، كتبت باسم مستعار، لا يمكن تحديد جنسه، ربما ذكر وربما أنثى، هي لا تريد أن تنسلخ من انوثتها بشكل كامل، فالغدير يفي بالغرض تقريبًا، حتى اختيارها لاسمك يحمل نفس الفكرة "بندق" اسم جميل فيه كل الاحتمالات ,, هل شاورتك في هذا الاسم أم وجدتِ نفسك تحملينه داخل رواية ؟ - هي لم تشاورني في شيء، حتى الحبيب المفترض لم تشاورني فيه، إنها تتحكم في كل شيء وتفعل كل شيء، لكنها أكثر تحفظًا من بعض الكتّاب، كانت جيدة معي في اختيار ملابسي وأغلب تصرفاتي، لم تعريني ولم تظهرني كفاسقة، ولا أعلم، ما الذي كانت ناوية عليه بجوار الساقية، أتذكر كنت بطلة في رواية سابقة، كان الكاتب قذر جدًا وحقير جدًا، لم يترك أحد في البلدة، إلا وجعلني فتاته زمنًا. الجيد .. أن كاتبك أخرجني من تحت وطأة الحدث الذي كانت ستضعني فيه "الغدير" لا أعرفها ولا أعرف ما كانت نواياها، آخر ما أعرفه عنّي أني كنت في موعد عند الساقية، يبدو أن كاتبك رجل نزيه، حينما أراد أن يمنحك طفل، لم يجعلك تزرع بذرتك بداخلي وتحصل على متعة، لم يمنحك فرصة فيها تغتصبني، حتى أنه كان قادر أن يجعل الأمر يبدو، وكأني أرغب بك، بل بحث لك عن طفل، يحتاج من ينقذه من مأساته .. لكن هل تعرف اسمك في الرواية التي أنت فيها ؟ - لا أعرفه حتى الآن، كل ما أتذكره أنه وضعني اقرأ في رواية " المسافة 13 " وعلى هذا المكتب بدأت، حتى اسم الرواية التي أنا فيها لا أعرفه، ستكون بأيدي آخرين يقرؤونها، وصاحب الحدث الأهم الذي هو أنا لا أعلم أي شيء. تدرين أكثر شيء يزعجني، أولئك الذين يستهوون القراءة داخل دورات المياه، مقرفون جدًا، مقرفون لدرجة أنك تشاركهم كل شيء يحدث هناك، تروق لي تلك السيدات التي لهن طقس القراءة قبل المنام، بعد أن ترتب نفسها بشكل أنيق وبشيء من الرُقي في كل شيء، حتى أجواء المكان الذي تخلقه لنفسها أمر فتّان. لذلك لا أحد فيهم نزيه ولا أثق في البدايات، فأنا حتى الآن لا أعرف ما الذي سيحدث وما سينتجه عقله، لكن وجود امرأة عجوز في الحديقة أمر لا يُبشر بخير، والذهاب بفكرة الحصول على طفل شوارع ايضًا فكرة لا تروق لي، من الذي أخبره أني أريد طفلاً؟!. هو لم يشاورني في الحصول على طفل. لماذا لم يمنحني طفل من زوجة ، لماذا جعلني في هذا البيت التعيس أعيش بمفردي؟! صدقيني لا أحد نزيه، إنهم يتحكمون بنا كـ دمى، هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع. باص الثلاثاء .. كانت شاردة بذهنها ونظرها نحو المرأة العجوز، وهو يحمل رواية المسافة 13 بيده يقلبها، يحاول أن يكتشف سرّ العنوان، حتى سألها.. - عادة ما علاقة العنوان بالرواية؟ هل بينهم ارتباط معين، وهل يجب أن نجد المقصود داخل الصفحات بالضرورة ؟ قالت .. بعض الكتّاب يعقد الأمر، حين يريدك أن تكتشف السرّ بنفسك، أو قل الربط وليس السر لو أردنا أن نكون أكثر تحديدا. قد لا يكون أمرًا مهمًا وقد يكون شيء بسيط في مفهوم الكاتب، يحاول أن يظهره من خلال أسطر قليلة داخل روايته، حتى أننا نمرّ في بعض الأحيان عليها بشكل عفوي لا نلقي للأمر أي اهتمام يستحق. لا تشغل بالك في البحث عنه حتى تنتهي. لكن ما كان يحيرني حال المرأة العجوز، وأنا أراقبها تقوم أحيانًا من مقعدها وتتفقد أمر، وكأنه موجود كـ حقيقة، هي تراه وأنا برغم تركيزي لا أشاهد أي شيء يحدث أو وجود شيء غريب، غير الفراغ الذي أمامها. - لكني انتهيت من القراءة فجرًا، والحقيقة أني أعرف حكاية السيدة المسنة، ولكني لم أشاهد الرقم 13 بين الصفحات إلا كـ رقم في أسفل الصفحة الثالثة عشر، لا يوجد شيء يتعلق بالعنوان، هذا يعني أن في الأمر سرّ حقيقي لهذا الكتاب، وكأنها نوع من الشعوذة يحملها، هو يسقط وتخرج منه شخصيات الحدث ، لكن ما حكاية الرقم 13 وما علاقته بالمسافة؟ بظني أن الكاتب أراد أن يعلقني في هذا الرقم، خطوة أو ثلاثة عشر قنينة أو زهرة أو شيء يكون منه 13، حينما أصل له أكون قد وصلت للمعرفة، سأنتظر وأعيد تكرار السقوط، وكما قلت هي مجازفة ، لكني لن أتردد في عملها. وقالت .. لماذا لا تترك الثرثرة وأنت تعرف فضولي حولي المرأة العجوز، هل ستخبرني بحكايتها، أم أنك متردد من فعل ذلك لأني قد أكون جزء منها؟ الحقيقة لم أجد ما يربطك بها، لكن قد تكون المرأة لديها سرّها ولديها حكايتها، وبين أسطر حكايتها قد تكونين موجودة، وهذا لن يحصل إلا أن تحدثتِ معها وستكتشفين هل أنت ضمن حكايتها أو أن لا علاقة لك بالأمر، سأسرد عليك الحكاية بلسان كاتبتك " الغدير " دائمًا لدي شعوري الأول حولها، أنها أنثى. تقول الكاتبة وأظنها بمزاج مضطرب كان أو تعيش حالة فراغ كما تصف نفسها أو تبحث عن حكاية تزيد بها عدد صفحات روايتها .. ( الرغبة هي الدافع الحقيقي حتى تنجز أمر معين مهما كان نوعه وشكله ، سواء كان أمر جيد أو قبيح ، وأنا لا أجد في نفسي الرغبة للكتابة ، وأقصد بها تلك التي أخلق فيها حكاية شاب أو فتاة أو سيدة عجوز تنتظر الباص في صباح شتوي ، تريد أن تذهب للضمان تقدم أوراق حاجتها . وهي تشبه تلك التي تقف كل صباح تنتظر وصول ولدها الذي سافر المدينة ، تنتظره عند محطة الوصول الوحيدة في بلدة صغيرة يمر عليها باص المدينة يوم الثلاثاء من كل أسبوع ، تنتظر وهي ليس لديها أدنى فكرة عن موعد وصوله ، تتذكر أنه ذهب وتقول لجاراتها أنه سوف يعود يومًا ، لذلك هي تنتظر ، هكذا هي حالات الانتظار التي نعيشها ولنا قصص كثيرة معها ، من ينتظر ابن أو صديق أو حبيب ، لكنهم في الغالب لا يعودون حتى وإن عادوا يكونوا مختلفين عن أولئك الذي ذهبوا . أقف معها كل يوم أنتظر ، كنت في السابعة من عمري ، أتخلف عن المدرسة في ذلك اليوم حتى لا أفوت لحظات فرحها بقدوم الحافلة من بعيد وهي تبتسم لها ، وكأنها متأكدة من تواجده ضمن الركاب الذين في بعض الأيام لا يأتون ، يفتح لهم الباب ولا أحد ينزل ، ونحن ننظر للبوابة لكن أحد لم ينزل حتى تغلق ، وفي ذات الوقت تفتح بواباتها الخلفية لصعود الركاب الخارجين من البلدة ، والأيام كثيرة هنا في أن لا أحد يصعد متوجها للمدينة . أحيانا تأتي مبكرة ، وتبقى تتحدث مع أصحاب المحلات هناك ، كلهم يعرفونها ، تقول ربما هناك تغيير في مواعيد الوصول ، لكن وساوسها تبقى مجرد وهمّ عند الآخرين ، حتى أن البعض يحدثها بوهمّ أكبر ، أنهم في هذا الأسبوع قد يرسلون باصين ، وصلت أخبار من المدينة أن زحمة الركاب تستدعي ذلك ، تصيبها نشوة أن قد خمنت أن هناك تغيرات ربما تحدث ، وهي تتحدث بها وفي نظر الآخرين هي مجرد أحاديث . قريتنا بعيدة عن المدينة بعيدة كثير ، قد لا أجد وصفًا يحدد بُعدها فأنا في السابعة من عمري، ولا أعرف القياسات كثيرًا ، لكنها بعيدة يسيرون لنا من النهار ويأتون لنا في يوم جديد يبدأ بالصبح وهم يكونوا معنا صباح ذلك اليوم الجديد ، لا يتوقف الباص عندنا كثيرًا هي دقائق قليلة ثم ينطلق إلى محطة رئيسية قريبة من بلدتنا . تجلس في مكان يقبع به كرسي واحد يستطيع أن يجتمع عليه ثلاثة ولكني لم أراهم يجتمعون أبدًا ، أنتظر معها ابنها الذي ذهب للمدينة ولم يعد ، أعرف أنه لن يعود لكنني أحب أشاهد فرحها أثناء قدوم الحافلة وانكسارها وهي تقترب من بوابتها تتفقد ، هل بقي أحد لم يخرج ؟ تسأل السائق في كل مرة ، ربما هناك أحد نائم ولم ينزل حاول أن تتأكد من خلو الباص تمامًا من ركابه ، ينظر إلى قائمة الركاب ويشاهدها بيضاء خالية من أي راكب ، وبرغم ذلك يقوم من مقعده ويذهب ليتأكد ، يخبرها أن جميع الركاب نزلوا من الحافلة ، تتراجع للخلف وتُغلق الأبواب أمامها . كثيرة هي القوائم البيضاء التي لا تحمل أسماء ولكننا نحاول أن نوهم الآخرين أننا نبحث فيها عن ذويهم المفقودين، أو الذين خبّرونا أنهم سيكونون موجودين ، وفي كل مرّة لا يأتون . الباص يأتي وأنا أغيب عن المدرسة في هذا اليوم من كل أسبوع ولا أحد يسألني عن ذلك الغياب ، لذلك تماديت فيه ، الحياة في موقف الحافلة متنوعة ، ذلك المكان يجمع لك حكايات البلدة ، بين وداع واستقبال ، تراقب الدموع وتشاهد الفرح ، ويلمع بريق عيون خائنة مع أول حركة تذهب بالمتواجدين داخله بعيدًا) - هل لك علاقة يا بندق بهذه الحكاية، باص الثلاثاء ؟ - سأذهب للعجوز ، لأن الفضول يقتلني، أنا وهي في رواية، لابد من رابط يجمعنا، ليس من المعقول أن نكون في نفس المكان بدون حكاية نشترك فيها، سأعود لك ببعض الأخبار. . . انتهى الجزء الأول. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|