» يومٌ من عمري « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
لماذا يحيد أَكثرُ الناس عن الحق
قال تعالى: ( وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )[يوسف: 103].
إن هناك لنظرات لحال العالَمْ على اختلاف تباينه في تعامله مع الدين وهيَ ظاهرةٌ للجميع، وسوف نأخذ منها النظرتان الشاملتان لذلك، وهو ما يهمنا في أمرنا ويَصْلُحُ لبابنا، وهو لنا ولغيرنا كافٍ، فيُعلمُ منه المراد ويستبين منه المطلوب، أما الناظرُ الأول: فمن يَنظرُ بعينِ الشريعة وموافقة أمر الوحي، وذلك هو من ينظر بإيمان قلبه ونقاء فطرته ويحتكم لشرعه ويضع نصب عينيه انه يدين لنفسه بانتماءٍ وميل إلى تعاليم الخالق ومنهج الحق، فيكون نظره ومقياسُه مبنياً على ذلك، وموافقاً له مُعتبراً عنده اعتباراً أصيلا لا غنى له عنه، وناظرنا الأول وهو من كان الإسلام له ديناً ومحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فيقيس كما قلنا كل أَمره على مقياس إيماني أصيل وشرعٍ حكيم، وإذا تعرض لأمر فنفسهُ تستعرض خياراتها في درجات الإقبال وحالات التناول ويكونُ عنده المقدم والمرجعية الأولى هيَ الشريعة، فما وافق ذلك من الأحكام والتوجيه تناوله وتداوله وأخذَ به، وأما ما خالفَ ذلك تركهُ وحادَ عنه، فيبقى في تلك الدائرة من الإِحاطة وحسن الامتثال وإِعمال العبادة بالأخذ أو الترك. وَيُجدَرُ أن يُعلم، أَنَّ مما كان من كمال العطاء وسعة الرحمة من الله سبحانه للإنسان وهو فيما ترك لهُ بحريةِ العمل وإعمال الجهد فيه، بأن يَتَحَصَّلُ الإنسان منهُ على قدر مجهوده وسعة بذله بما قدره الله له، مع التأكيد على أنَّ الشارعَ الحكيم لم يتركه على الغارب بل اشترط فيه أَلّا يوجه إلّا إلى خير. ومثالاً ليُفهَمَ القصدُ على كل ما ذُكر، فعندَ أي أمرٍ مادي يُتداول بين الناس فلا بد للأحكام الشرعية أن تسري عليه وأصلهُ لا بد أن يكون صالحاً، وعلاقة التبادل لا بد لها أن تكونَ موافقةً للشرع أيضاً، وإنفاقهُ لا بد أن يكون على وجهٍ شرعي كذلك، وأن يُرى فيه ما عليه من حقوق فيما بيَّن الشرع، وهذا مثالٌ على الامتثال. أما ما قلنا فيه بحرية الإنسان وإعمال جهده، فقد اكتمل العطاء في بعض النواحي العلمية التي قُدرت للإنسان، فما كان منه من زيادةٍ في المجهود فيه فسيلاقي بذلك زيادةً في التحصيل والمنفعة منه، فأنتَ يحق لك في أبحاثكَ العلمية واكتشافاتك فيما خلق الله سبحانه أن تُعْمِلَ عَقلَكْ، وتبذُلَ وسعك، ولكن لا بد لك وهو مما فُرض عليك أَلّا توجههُ إلّا في طريق الخير الموافق للشرع وهذا هو المقصود. أما ناظرنا الثاني، وهو محل دراستنا وعليه يقوم تساؤلنا فحالهُ وحالُ من يعتقد بأمره ويرى بفكره فآخذٌ في الزيادة وهم للأسف الأكثرية، فلماذا هذا الحياد عن الحق والميل للباطل ويجدر أن يُعلم من باب الإنصاف والعدل، أنهم ليسوا جميعاً على مستوى واحد في ذلك لكنهم مشتركون في الميل عن الحق في أمرهم، والفرق البائن بينهم أنَّ منهم من يجنح عن الصواب لنزعةٍ أو شهوةٍ عابرة أو شبهة زائلة لكن لا يلبثْ أن يعودَ إلى حظيرة الحق بعد أن يُدركَ بما ملكَ من رصيد إيماني انه على خطأ فيرجع في أمره ويصلح من شأنه، ومن رحمات الله سبحانه في ذلك أنَّ بابَ التوبة مفتوح فلا يغلق حتى يأمر الله بخلاف ذلك ويكون حينها قيامُ الساعة أو موت الإنسان. ولكن هناكَ من لَبِسَ لباسَ الباطل فأبى أن ينزعه فذلك هو التائه الذي اتخذَ طريقَ الضلال مسلكاً دائماً وإنما كان ذلك قائماً عنده لأنه عندما تتعرض نفسه لأي أمر ذي بال فتكون خيارات تناوله أو تداوله لذلك الأمر محصورةً على عقيدته الخاصة وتحكيم هواه، فكانت عنده الأهواءُ، والمصلحة، والمنفعة المتحصلة بأشكالها المختلفة والعائدة لطبيعة الأمر من التحصيل المادي أو تحقيق الرغبة هو الأساسُ في القياس، وبذلك القياس أصبح الهوى هو البديلُ عن الدينِ عِنْدَهُ، فاتخذ بذلكَ الهوى إِلهاً، والمنفعةُ قياساً، وكل هذا إنما هو لتغييب الدين الحق والحيادُ عن الإسلام، وكل من هم على هذا الطريق وهذه الرؤية، إنما يرسمون لأنفسهم ما يناسبها بأيديهم، ويعتنقون ذلك المرسوم كبديل يرضي غرائزهم ويخفف حيرتهم لما يصيبهم من تخبط في حياتهم، والمُشاهَدُ المحسوس في واقع العالَم أَنَهُم الأكثرية وهذا أمرٌ ليحزن من كان قلبه تقياً وعقله نقياً، وما تلك الكثرة لدليلٌ بأَنَهُم على الحق بل دليلٌ على حرية الاختيار، وأَدّلُ على أنَّ الإنسانَ إذا غاب عنه الإيمان فَسيُقَدِّمُ هوى نفسهِ على أمر ربه، وهو بذاك قد اختار الزائلَ على حساب الدائم، ورضيَ بسعادةٍ يعتقدُ انه يُحصلها في الدنيا على قدر إمكانياته وتركَ سعادةً في الآخرة على قدر إمكانيات وعطاءِ خالقه، فقياس كل مَن أبى الحق قياسٌ ناقصٌ باطل، وفيه جحودٌ واضح وتغليبٌ خاسر، وقد كان من الأولى بهم أن يدخلوا دائرةَ الإيمان ويطيعوا أمر الرحمن ويسلموا له أمرهم فهو موجدهم وأعلم بهم من أنفسهم، فما الدين إِلا خيرٌ لهم في الدنيا وسعادة، وفي الآخرة عظيمُ الزيادة، ومَا تلك الصورةِ من السعادة بزعمهم إلا زائلة، فإن كانوا على الحق فليحافظوا عليها ولينقلوها معهم بعد موتهم، ولكن هيهات فإلى الله مَرَدُهُمْ وعنده حسابهم وحينها لا ينفع الندم بل عذابٌ أليم وتصليةُ جحيم. *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|