خيالات الحب / بقلمي

خيالات الحب / بقلمي

كان الحدث الابرز في سنة الثالثة من دراسته الجامعية قد شارف
على نهايته وبقي كم اسبوع وتبدأ الاختبارات نهاية السنة.. فكان
نقطة تحول في حياته حينما اخبره احدهم بأن "فلانة" وهي احدى
زميلاته في الصف معجب به !!
طبعاً هذا التقارب فيما بينهما ليس وليدة يوم وليلة وانما كان نتيجة
تعاون فيما بينهما في مجموعات كانت تقدم محاضرات تقديمية
في الصف وهو جزء من مادة دراسية تسمى "التقديم" يدرب الطالب
حتى يستطيع بعد تخرجه ان يقدم محاضرات وهي احدى طرق
التدريس ..
هو كان يحبها من طرفه فقط ومعجب بها وهي لا تدري ومع الايام
ازداد تعاون والجلسات والحوارات حول تقديم المادة وتقارب بينهما
الافة وبعض الاحيان كان الموضوع يخرج عن مسار التدريس
ليشمل حياة الخاصة خارج اسوار الجامعة…
لنعد الى البداية وسماعه خبر اعجابها به !!
رجع البيت وبدا يفكر فيها بعمق ! يا ترى هل هي تحبني مثل ما انا
احبها؟؟ راودته افكار وبدا ينسج في خياله شكلها وانه عندما يذهب
غداً الى الدوام سيأتي هي اليه وتبدأ بالحديث معه!! وانه لابد ان
يثقل من شخصيته ويجعلها ذا هيبة ووقار..
سوف اعزمها على طاولتي في البوفيه وامام الجميع وسأجلس معها
وسنتناول موضوع الحب الناشيء فيما بيننا!!
بدا تفكيره اعمق !! الان هي في البيت اكيد تفكر فيني ولولا عندها
رقمي لارسل لي رسالة او اتصال باي حجة كانت المهم ستتصل !!!
انتهى من خيالتها وبدا ينام …

في يوم التالي استيقظ من نومه فرحاً مبتهجاً لان اليوم ليس كأي يوم
كان زملاءه في السيارة يرون في ملامح وجهه انه تغيير فعلاً ..
سألوه فلم يخبرهم بسره !!
دخل الصف وانتظرها !! ولكن لسوء حظه انها غائبة اليوم !!!
طبعاً كل ما يدخل استاذ يقرأ على اسماء الطلاب والغائب يؤشر اسمه
في خانة الغياب.. بدا القلق يسد في وجهه ولا يستطيع ان يسأل عنها
خاف ان ينكشف امره!!
في اليوم التالي ذهب الى الدوام . ولما راها تنزل من السيارة ازداد
نبضات قلبه وحاول ان يسلم عليها في طريق ذهاب الى داخل
مبنى الكلية لكنه لم يستطع !!
في الصف سلم على الحاضرين ونظر اليها ولم يرى انها رد عليه
التحية!! بل وخلال ذاك الاسبوع لم يلتقيا اصلا.. لان مادة التي كانت
تجمعهما انتهت في الاسبوع الماضي .. والبنت كانت من طلاب
الاوائل في الصف . هي اصلا لا تفكر به ولا بغيره وانما تفكيرها
في دراستها وكيف ستجمع اكبر عدد من درجات ..
رجع الشاب مخذولاً وانهار الحب الذي بناه في مخيلته ! بل وان
زميله كان مازحه وليس له اي علم به او بها !!
هنا انقلب ما بناه من حب لها الى كرهـ والفتاة لا ذنب لها
بدا الحب من طرف واحد الى كرهـ من طرف واحد والسبب
سذاجته .. انتهى

طبعاً الكثير من الطلاب سقطوا في دراساتهم بسبب اهتمامهم
بفتاة ورسمها في مخيلته وهي لا تدري بالموضوع فكل تفكيره
كان يصب نحوها وبالتالي فقد دراسته بسببها …




بقلمي
17 اوكتوبر 2024

للمزيد من مواضيعي

 

قصة جميلة
حبكة رائعة
نهاية مأساوية تقريبا

كل من يفكر بهذه الطريقة وينسى كل واجباته من أجل سراب
لابد وأن تكون نهايته مشابهة

تسلم استااااذ عمار على هذا الابداع

تحياتي وعبق الياسمين

الْياسَمِينْ معجب بهذا

ختم النص
ارسال للتنبيهات
ولمنح المكافأة المستحقة

الْياسَمِينْ معجب بهذا

إن الحب الذي ينقلب إلى كراهية سريعة لا يعدو أن يكون نزوة وإعجابا، فجمرات العشق الحق لا تطفئها رياح التجاهل والإعراض، ومهما يجنح الخيال ويكتسي الحلم لون الورد، فإن الواقع جامد وبلا عواطف، ولن تجلب الأمنيات الكاذبة سوى الخسارة والرسوب، خصوصا إذا كان أصحابها في بداية مشوارهم في الحياة بكل مطباتها وتقلباتها، مثل ما طرح النص الذي يعبر بصيغة فنية عن خيبة أمل في الحب من طرف واحد، والذي كان ليكون أمتع وأفضل لو وظف التكثيف والإيجاز بدقة أكبر.

أخي الكاتب عمار كوسوفي
أشعر أن القصة واقعية بعيدة جدا عن الخيال
أجدت توصيلها بطريقة جميلة

البراء معجب بهذا