» يومٌ من عمري « | ||||||
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الإسلام ورموزه من الأخيار
قال صلى الله عليه وسلم: «خيرُ الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»
البخاري ومسلم. إن الإسلام وهو شمس الهداية ونور الحياة قد أحاطت به أقْمار عكست نوره ونَقَلت تعاليمه، وهذه الأقمار التي مررت تعاليمَ الهدايةِ للبشرية أجمعين إنما كانوا مثالاً وقدوة في وقتهم ولمن كان بعدهم، وهم رموزٌ لأهل الإسلام ومثالُ الأمانة والعدل في النقل، وإِنَّ رموزنا في الإسلام بعدد النجوم فأكثر من أن تحصى وأعظم من تُخفى، وإنَّ عظيم قدوتنا ورمز رموزنا هو الرسول الأمين عليه الصلاةُ وأتمُ التسليم، وهو المعلم الأول ومنبع العلم والدعوة، فبهِ بدأَ الأمر، وعليه أنزل الوحي، وبه عليه السلام ختمت الرسالات، ومنه استقى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أمر دينهم وفِهمَ أَمرهم، فكانوا أول من استقبل الخير وتلقى الأمر، وهم خير الأتباع وقد رضيهم الله سبحانه لِصُحبةِ نبيه ورضي عنهم، وقد تلاهم من نقل عنهم وتمثل بهم بعد تمثلهم جميعاً بنبينا ونبيهم عليه السلام وهم التابعين وأتباعُ التابعين وهؤلاء رضي الله عنهم أجمعين وعلى من سار على دربهم وانتهج نهجهم وسلك طريقهم إلى يوم الدين كانوا في العهد الأول للرسالة وفي القرونِ الأُوَلْ، فكانوا صفوة الصفوة والمتلقي الأقرب عن نبع الهدي النبوي والوحي الإلهي، وتلاهم من المسلمين من كان من أهل الدين وأتباعه وعلماءه وقادته وكلهم خيرٌ على خير ونور على نور، نور لأنفسهم بالامتثال والتطبيق ونور لغيرهم بالدلالة والإرشاد والتعليم، فخط النور ممتدٌ من رحمةِ وتعاليم رب العالمين فالنبي الأمين ثم من اتبع الهدى إلى يوم الدين. ومما يُعلم أنَّ لكل أمرٍ ذي شأنٍ دلالات ورموز، وان تلك الرموز لهما تعلق بأمثل الشيء وكنهه فالرمز دلالةٌ عليه ومقياس معنوي ملازم ومؤشر عن محتواه، لذلك نقول أن رموز الإسلام وأعلامه لهم قيمةٌ اعتبارية، وهم قدوةٌ عملية فعليهم قام أمر الإسلام وفُهمَ مضمونه، ورموز الإسلام وهم من أجمعت عليهم الأمة بالرضا والقبول، وكانوا نجوماً يهتدى بهم في سماء الحياة لما كان لهم من مكانةٍ في الالتزام والتطبيق من ناحية، ومن الدعوة والإرشاد من ناحية، وكما قلنا فرجالات الإسلام ورموزه منذ العهد الأول لهم تزكيةٌ وعلو شأن في الذكر من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله الكريم وما نيلهم لتلك الدرجة في الرفعة إِلا نتاجاً لحملهم وتطبيقهم أمر الدين كما أُنزل وكما أرادَ رب العالمين فكانوا خيرَ مستقبلٍ وخيرَ ناقلٍ للخير وتبعهم على ذلك النهج من اصطفاه الله سبحانه بفضله وجعله ممن التزمَ الحق ودعا إليه. وان بابنا هذا اختص برموز الإسلام وأَعلامهم وذلك لمعرفةِ جلالة قدرهم وعلو منزلتهم في قلوب المسلمين وأنهم مرآة عاكسة لأخلاق هذا الدين وتعاليمه مع الأخذِ بالاعتبار أنهم بشر ولا كمالَ إِلا للدين، ولا عصمةَ إِلا للنبي الأمي صلى الله عليه وسلم، وإِنَّ حبهم حبٌ للدين، وان ما قدموه من خير وجهدٍ في دعوتهم ونشرهم للدين بما أخذوه عن الرسول الكريم والقرآن العظيم لنبعٌ دافق لا ينقطع أجره ولا يفنى علمه فهم من حملوا راية التوحيد وبلغوا الدين وبذلوا في ذلك جهدهم وأمضوا أعمارهم، ودفاعاً عنه قدموا حياتهم، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، فهم فخرنا وقدوتنا وبهم واليهم يَنتسبَ الإنسان بعد الدين فقد جمعوا من العِلم أحكمه، ومن المقام أرفعه، ومن الرضا أنفعه، فمن رضي الله عنه فقد فاز. وان رموز الإسلام بدءًا من سيد الأنام عليه السلام وأهل بيته الكرام، وصحبهِ خير السلف ومن بعدهم من خير خلف، وأهل العلم والقادة ومن ارتقى بالزهد والعبادة، ومن خدم الإسلام والمسلمين وأعز الله به الدين، فإنه لجميعهم ومن كان من المسلمين، فله عندنا المكانة المرموقة، والحظوة المشهودة، والكرامة الموفورة، وإِن جَنابَهُمْ مصان، وذكرهم بالخير في كل مكان، ولا ينال منهم إلا مُهان، ولا ينتقصُ من قدرهم إلا جاهلٌ حركهُ شيطان، وليسَ أحدٌ يبغضهم إِلا وقلبهُ بالحقدِ والحسدِ لملآن، فمن عاداهم فما أراد إلا التمادي وما له إِلا الخذلان، وهو بسوء فعله من أهل الخسران، وما النيل من رموزنا إِلا نيلٌ من آخر الأديان فمحالٌ أن تخفيَ شمساً بنعيقِ غربان. فهذا الدين ديننا وهو الإسلام، وهؤلاء هم رموزنا، فمن كان هؤلاء الرموز سلفه فهو في خير وعلى خير وله الفوز والجنان فإن حبهم طاعة وبغضهم معصية فالله الله في رموزنا... *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإسلام والفطرة | ابو اسلام | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 1 | 11-09-2024 12:56 PM |
التواضع في الإسلام | عبدالله الهُذلي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 2 | 08-06-2024 06:55 PM |
عهد السلام فى الإسلام | عطيه الدماطى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 2 | 07-05-2024 07:40 PM |
تحرى الأخيار لصحة أو بطلان الأخبار | عطيه الدماطى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 3 | 05-30-2024 03:11 PM |
الحب في الإسلام | ذَاتِ العِماد | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 20 | 03-16-2021 10:25 PM |