آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن حياة المسلم في ظل الإسلام
في بابنا هذا رأينا أن نضع بين يدي القارئ بعضاً من الأفكار المغلوطة التي يرتبط فهمها لدى بعض الأفراد وتكون ذات انطباعٍ عندهم فيما اعتقدوا انه ارتباطٌ بين الشخصية المسلمة والإسلام كمنهج، وللأسف فهذه الأفكار لا تقترن بغير المسلمين فحسب فلو كان ذلك لقلنا عُزوفهم عن الإسلام والصورة المشوهة لديهم جعلت لديهم ذلك الانطباع، ولكن نراها موجودةً في تصورات الكثير من العوام من أهل الإسلام والتي اكتسبوها تناولاً مشوهاً أو استنتاجاً مغلوطاً لضعف القدرات العلمية وقلة الزاد من موارد الشريعة الغراء فهماً وإِدراكاً وحكمةً، إِضافةً لتلك النكت السوداء التي أصابت الأفهام والقلوب لتعرضها للشبهات والافتراءات المحيطة، والتي صاحبت قلة المناعة لديهم لتغييب المفهوم والحكمة الشرعية في التناول، وبناءً على ذلك أَخذت تلك الأفكار وغيرها حيزاً في ضوء ذلك الغياب، وان تلك الغيوم القاتمة من الأفكار إِنما انقشاعها يكون بنور العلم والاقتراب من الدين وبِفَهمِ مراده وتذوق حكمته إيماناً وإدراكاً، وبذلك الاقتران بالمنبع الأصيل استقاءً تعبدياً وفهماً إيمانياً سترجع الصورة نقية واضحة تتناسب مع جمال الأصل ونقاءه ونظمه واتزانه.
ومع تعدادِ تلك الأفكار واختلاف تأثيرها وحِدَّتِها إِلا أنها تجتمع كُلها من نفس المسبب وما هي إِلا شوائبٌ وجب تنقية الفهم للتخلص منها، وليُعلَم أن الشخصية المسلمة هي انعكاسٌ لتطبيق المنهج الإسلامي وصورةٌ من الجمال عنه، وإن حدث خلل فما هو إِلا لضعفٍ في التطبيق والامتثال، فالمنبع نقي كامل العطاء، وإنما قدرةُ ومثالية الأخذ هي المختلفة بين الآخذين. ونذكر هنا بعض تلك الأفكار ليتضح بها المقال ولتستبين حقيقةُ تلك الأحوال: * هل حياة المسلم مرتبطٍ بها الحزن والابتلاء؟ قال تعالى: ▬ ♂ [النحل: 97]. قال تعالى: ▬ ♂ [آل عمران: 139]. قال صلى الله عليه وسلم : «أحبُ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم» رواه الطبراني. قال صلى الله عليه وسلم «عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير إن أصابتهُ سراءٌ شكر فكان خيراً له، وان أصابته ضراءٌ صَبر فكان خيراً له» رواه مسلم. لم يكن الإسلام يوماً دين حزن وشقاء وبحث عن ابتلاء، بل هو دين رحمةٍ وجمال ومقاصده وتشريعاته تريد السعادة للإنسان في دنياه وآخرته، والقول بأن الحزن ملازمٌ لأهله هو قول مغلوط، فالالتزام بالتعاليم والتوجيهات الإسلامية لا ينتج عنها إِلا خير، والخير في حد ذاته من دلائله الطمأنينة والسعادة، وإنَّ الامتثال في الإسلام في حركةِ الحياة لموجدٌ للسعادة من ناحية الارتباط مع الأصل لعلو مكانته وللعلاقة الإيمانية، ومع النتائج في ذات المسلم ولمن حَوله، فالرحمةُ والعدل والسماحة والتكافل والرفق وغيرها كلها قِيَمٌ إسلامية مدعوٌ إليها وهي مسببةٌ للسعادة بما تم الاقتران بها سلوكاً وإعمالاً . وهناك أمرٌ حق ولا ينكرهُ إلّا جاهل، وهو أنَّ في مشترك الحياة والتعايش بالنسبةِ للجميع مسلماً كان أو غير ذلك إلّا ويتعرض فيه الإنسان لحالات من الحزن والابتلاء، فهل كان الحزنُ محصوراً على المسلم؟ فإن قيل نعم فهذا كَذبٌ مفترى، والدليل ظاهرٌ على الكاذب قبل الصادق ويُعرف من أحواله. ولا بد أن نشير إلى الفرق فيما بيننا وبين غيرنا من ناحية التعامل مع الحزن والابتلاء وذلك بأنَّنا نتناول أمرَ الابتلاء بالصبر، لإيماننا بالقضاء والقدر وان الله سبحانه وتعالى يكافئنا على ذلك الرضا منا بالرضا منه سبحانه، ويكون ذلك بعد وقوع الأمر وليس استجلابا له فاستجلابه مخالفٌ لنظرة وأمر الإسلام، ولذلك ما يصيب المسلم من حالةِ الحزن تنقلب إلى حالةٍ من الرضا التعبدي وحالةً إيمانيةً قلبية بالرجاء والدعاء. * هل الشخصية المسلمة تتميز بالغلظة والقسوة في التعامل؟ قال تعالى: ▬وَمَا أرسَلنك إِلَّا رَحمَةً لِّلعَـٰلَمِینَ♂ [الأنبياء: 107]. قال تعالى: ▬فَبِمَا رَحمَةً مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلقَلبِ لانفَضُّوا مِن حَولِكَ♂ [ال عمران: 159]. قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلّا زانه ولا ينزع من شيء إلّا شانه» رواه مسلم. قال :صلى الله عليه وسلم «حَرُم على النار كل هين ليِّن سهل قريب من الناس» صحيح الجامع. قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا» صحيح الجامع. إنَّ هذا الدين دينُ الرحمةِ والجمال في كل أمر، وهذا ظاهرٌ واضحٌ في أصله وفي توجيهاته وهذا مما لا ينكره عاقل، فإنَّ الله سبحانه ليعطي على الرفق ما لا يعطي على سواه، ومن أسماءهِ جلَ في علاه الرحمن الرحيم، وان سيرةَ نبينا العطرة عليه الصلاةُ وأزكى التسليم مليئةٌ بالشواهد على الرحمةِ ولين الجانب والحثِ عليها، وهذا هو دأبُ كل متبع للإسلام بحق، فهو رحيمٌ بنفسه بأتباع الحق، رحيمٌ بغيره بدعوتهم للحق وبطريقةِ تعامله معهم، فالرحمةُ ولين الجانب هي جانب أصيل في شخصيةِ المسلم لأنها سلوك تعبدي وامتثالٌ عملي لفهم المقاصد والتكريم الإنساني، وليُعَلَم أن الخروجَ عن القوامة في السلوك من بعض الأفراد فهذا عائدٌ عليهم لافتقارٍ عندهم لمضمون الحُسن والرحمة والجمال، والواجبُ هوَ التوطين على إعمال الرحمة والرفق في كل حال، فالجمال يكمله كل جمال من رحمةٍ وإحسان. * هل طلبُ الرزق والغنى يتعارض مع الدين؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يُعفه الله ومن يستغن يُغنه الله» رواه البخاري. إِن الإسلام لا يتعارض معه كونُ الفرد فقيراً أو غنياً، فالقياسُ في الإسلام هو بميزان التقوى وليس بمقياس المادة، وكونُ الإنسان باحثاً عن رزقه موسعاً على نفسه لأمرٌ محمود ومأجور عليه في الإسلام، لأنه يؤدي فيه الحقوق والواجبات التي عليه، وإن الإسلام لكريمٌ في ذاته مُكرمٌ لغيره وذلك مدلولٌ عليه ومُبيَّن فيما تُكُلِّم فيه وأُخبر عن الأجر والخيرية المترتبة على الإِنفاق والتكافل وعفة النفس والصدقات، وهذا لا يَتأتى ما لم يكن الإنسان مالكاً لما يقدمه، فيُفهم من ذلك أنَّ الغنى المصاحب للتقوى لا شُبهَةَ في تحصيله، وهو خيرٌ لصاحبه ولمن يصل إِليه ممن يحتاجه، ولنا دليلٌ معروف في السيرة بكون عددٍ من العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا أغنياء جداً بمقياس هذا الزمان فهل منعهم إسلامهم أو درجة إيمانهم من طلب الرزق وهل غناهم قلل من قدرهم ، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اذ قال فيما رواه الإِمام أحمد: «نعمَ المال الصالح للرجل الصالح». إِذا فالقول بتعارض الإيمان مع الدنيا امتلاكاً وغنى هو قول مغلوط. * هل جمال الهيئة الخارجية وقوة الشخصية لها ارتباطٌ بالدين؟ قال تعالى: ▬ ♂ [الأعراف: 31]. قال تعالى: ▬ ♂ [الفتح: 29]. قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير» جزء من حديث رواه مسلم. إنَّ التميز الشكلي والقوة في الشخصية مقترن بجمال هذا الدين تطبيقاً وحالاً وذلك لأن كمال المصدر وعلو شأنه دافعٌ في إعطاء جمال الشكل وقوة الذات لما يتحصل من ذلك الارتباط بينهما، فمن الناحية الشكلية فنظرة الإسلام للجمال تتعالى مع الأخذ بتعاليم الشريعة والتوافق مع سنن الفطرة، وإِن باب التهذيب في التعاطي مع ما أختص بهذا الشأن في هيئة وشكل الإنسان بالغٌ في الحسن لأنه ارتقى بالإنسان ارتقاءً يتناسب مع مقامه في التكريم وعلو درجته ومميزاً له عمن لم يملك معطيات التكريم والاستخلاف كالحيوانات. والناظر لجماليات الإسلام في الطهارة واللباس والاعتناء بالنفس ليعلم صحة ما نقول ويؤكد عليه، وليست القيمةُ فيما يَتَكلفه الإنسان في الظاهر هي المقصود بل هو التقوى والعفة... وأمّا من ناحية القوة في الشخصية فالإسلام حقٌ كله وذلك ظاهر على أَتْباعه فاستمداد القوة في الطرح أو الإِبداء مع وجود التوازن السوي والتفاعل المتكامل مع الغير لنابعٌ من ذلك الأصل الذي يجمع في أمره الطرح الكامل والخلو من الشوائب، وأيضاً فلينبه انهُ لمرفوضٌ في الإسلام أن يكون الإنسان إِمعةً ضعيفاً مستسلماً لغيره أو منقاداً له، بل الأصل أن يكون في الصدارة بما ملك من معطيات تؤهله لذلك وتثبته عليها، وان تلك الخيرية التي لازمت الأمة الإسلامية بنص كلام الله سبحانه وتعالى لشاهد على ذلك فحمل رسالةِ الحق للعالمين وتبليغها لا تتناسب إِلا مع من ملك المؤهلات لذلك. *** للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن حياة المسلم في ظل الإسلام
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
ابو اسلام
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل ابو اسلام يوم
11-11-2024 في 01:18 PM.
|
11-11-2024, 01:05 PM | #2 |
|
رد: تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن حياة المسلم في ظل الإسلام
.
. بارك الله فيك أخي أبو إسلام نثرت توضيحا تؤجر عليه بوركت وجعل الله هذا الجهد بميزان حسناتك |
|
11-12-2024, 08:46 AM | #3 |
|
رد: تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن حياة المسلم في ظل الإسلام
وفيكم بارك.... الفضل لله فيما نثرت واصبت وما أخطأت فمن نفسي استغفر الله عليه.....قد كثر من يتناولون رموزنا ويحاولون هدم اصولنا فنسأل الله ان يستخدمنا لدينه ولا يستبدلنا
|
|
11-12-2024, 10:18 AM | #4 |
|
رد: تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن حياة المسلم في ظل الإسلام
بارك الله فيك
أخي أبو إسلام على الطرح المفيد ولك التحية 🌷 |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أهمية الوقت في حياة المسلم | عبدالله الهُذلي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 3 | 05-13-2024 12:26 PM |
تصحيح مفهوم خاطئ الخبيثات للخبيثين | واجدة السواس | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 7 | 02-25-2024 12:00 PM |
حتى لا تجف الأقلام وتنضب الأفكار - | عنبر المطيري | قبس من نور | 13 | 04-14-2021 02:17 AM |
دعوة لتداعي الأفكار | نبوءة حب | مقهى المدائن | 8 | 03-19-2021 12:45 PM |