آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
المكتبة الأدبية ونبراس العلم ( الدروس التعليمية والتربوية ) |
( الدروس التعليمية والتربوية )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
مقالة تستحق الإنصات لها بكل الجوارح للكاتبة المصرية قصواء الخلالي في جريدة المصري اليوم للصمت عرش وللحديث مقام عام مضى ويبدأ عام، وبين نِعَم «الله»، وفضله، وستره، ولطفه، ورحمته؛ نحيا، وبشكره والثناء عليه والبحث عن كل طريق يوصلنا إليه بعطفه؛ ننجو. انقضى عام من عمرى؛ وقد زادت رؤيتى وضوحًا ونحتها التعلّم صقلًا، فأصبحت أعتزل وأصمت أكثر عن كل «خاص»، وأترفع أكثر فى كل «عام»، حاملةً إنسانيتى بين لسانى ويدى، مواريةً صدماتى بين نسيانى وتسامحى، أتخفف فى أثقال نفسى، وأُخَفف عبئى عن الناس، فلا أكلف أحدًا ما يؤلمه، ولا أحصد ما زرعه غيرى. أتحمل أوجاعى صامدةً دون مجاهرة، وأركن إلى أدويتى وأطبائى دون ضجيج أو شكوى لغير الله، وأسعى فى عملى سعيدةً بلطف الله؛ راضيةً بعدله؛ مؤمنةً بأقداره، مُحِبةً لكل جميل، متأملةً كل بديع، مترفعةً عن كل وضيع بقناعةٍ تامة أن المقامات يبنيها الخُلُق والعلم والعمل؛ لا الضوضاء والغرور والجدل، وأن قوة النجاح أبقى من قوة السلطة. مضى العام وأنا أتخذ سبيلى فى بحر الحياة عقلًا، وأمضى فى طريقى تدبرًا، لى ما لى من مآثِر، وعلىَّ ما على البشر فى الدنيا من مآخِذ، لا أنشد من الحياة كمالًا، ولا أتجاهل من أمرى نقصًا، لا أكرر عتابًا، ولا أزيد لومًا، لا أقترب احتراقًا، ولا يعوزنى دفء. أُمرر ما لا يمرره غيرى اعتدادًا، وأشحذ دفاعاتى بما تعلمته من نشأتى فى بيئةٍ بدويةٍ عنيدة، وأمد يد السلام بما تربيت عليه من عائلةٍ وسطيةٍ كريمة ونسبٍ أُباهى به، نائيةً بنفسى عمّن يكرهون الخير لغيرهم ويشتبكون ليتضخم وجودهم. فأعيش سكينةً تريح قلبى قدر استطاعتى، وأبذل جهدًا يشغف عقلى لأقصى طاقتى، وأرسم أزهارًا وشمسًا لأيام قد تضحك كلما رأيتها أو رأتنى، فلم أعد أبكى من بعد وفاة والدى، رحمه الله، منذ سنوات؛ وكأنما أخذ الدموعَ كلها معه، وأيضًا لم أعد أقهقه ضحكًا؛ كأنما تفتتت القهقهات على صخر كل إيذاء تعرضت له منذ رحيله؛ كسند اشتد عودى عُنوةً بفقده. فأصبحت معتدلةً قدر إدراكى، وكتومةً قدر وفاقى، لا تشغلنى الانطباعات، ولا أتقصى عن النفوس حقائق، ويأتينى كل ما يأتينى دونما تلصص أو تدخل، فأسمع وأرى ولا أتكلم، وأشاهد الحقوق تعود بلا قوةٍ منّا ولا حول؛ وأتعلَّم. فرأيت كبارًا يسقطون، وعقلاء يتخبطون، وأغنياء لا يتعففون، وأصدقاء يعادون، وكرماء يحقدون، وتُحسن إليهم فيُسيئون، كما رأيت النقيض، فاحتفظت بمَن يربت علينا وصلهم، لا أقطعهم، وبمَن أقدّرهم لطيب نفوسهم، وما أكثرهم. مؤمنةً أن الحياة منحة الله، وأن الأثر هو النفع، وأن الكرامة هى القيمة، وأن الشرف هو الفعل، وأن الصدق هو المقام والمقعد، وأن الكراهية أول النهاية ولُب الدمار، وأن الله يمسك بأيدينا، فمَن شاء قبض بقلبه وروحه وارتقى، ومسكين مَن أفلت أو طغى. وأن ذكر الأنبياء، صلى الله عليهم وسلم؛ بركة، وأن صحبة الأولياء والصالحين أنس وصفو وجبر، وأن الوضوح يسر، والاستغناء عزم، والتخلى صميم القوة، والزهد عزة وأنفة، فأتقنت كل هذا، تاركةً كل ما يلزمنى غاليًا أو ألزمه بخسًا، قنوعةً أن الكبير لا يفعل الأفاعيل، والصغير مَن عرف عن الدنيا القليل، ليس لى بعد الله؛ أقرب من أسرتى الصغيرة والكبيرة وبعض رفاق قدامى، وليس لى أعداء؛ وإن أعلنوا العداء، فأقول كلمتى وأواصل سيرى، لا تُهضم حقوقى، ولا أنفعل احتدادًا إلا لمظلمة، راضيةً عما مضى. فلا آذيت ولا هدمت ولا انتقمت، بل كان مكر الله لنا عظيمًا، فلم توحلنى الكراهية، ولم تُفقدنى المحبة ضميرى واتزانى، ليمر عام سقطت فيه من قائمتى أسماء، ومن ذاكرتى أحداث، ومن اهتماماتى أشياء، ورسخت فيه قناعات، وتضاعفت طموحات أوقن أن الله سيُقربها فأحققها إن كتب عمرًا، وأُضيفت لروحى مساحات ولقلبى حجرات تتسع حبًا، فالحمد لله على ما فات، والأمل فى قدرته وعظمته ولطفه والرضا بكل ما هو آتٍ، فأنا أكتب بوحًا بخواطر تجول من عامٍ لعام، لقناعتى الدائمة أن للصمت عرشًا، وللحديث مقامًا. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
08-23-2022, 09:07 PM | #2 |
|
رد: قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
.
. الله الله من أجمل ما قرأته هذا المساء كاتبة رائعة .. الحديث عن الذات ما بين عزلة واكتفاء .. وإدراك وعقلانية .. وفهم أعمق للحياة .. مقالٌ نحتاجه كدستور في حياة .. لنفهم ونعي أكثر . شكرا أديبنا الكبير على روعة الجلب عطرٌ أنيق تقديري |
|
08-23-2022, 09:19 PM | #3 | |
|
رد: قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
اقتباس:
الأديبة السامقة بشرى نعم والله تستحق أن تكون دستور حياة ليتنا نستفيد من هذة الروح وهذة الرؤية الخلاقة البناءة المبدعة أعلم إنكِ ستقرأينها بعين فاحصة وذائقة أدبية رفيعة حضور بهي ندي معطاء بحرف مشرق كالنور الصافي شكرا كبيرة لشخصك الغالي بارك الله في عمرك وأسعد أيامكِ مودتي وإحترامي |
|
|
08-24-2022, 03:36 PM | #4 |
ابنةُ الأدبِ
|
رد: قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
ما أجمل وانقى تلك الكاتبة الرائعة
في كلماتِها عبرة مستقاة من وحي حياتِها عبرة لكلّ النفوس السيئة.. لكأنّي وجدْتُ نفسي بين هذه السطور تشبهُني الى حدِّ ما.. شافاها الله وعافاها واسعدها في الدارين ... اخي الاديب فتحي عيسى شكرًا جزيلا لرفدِنا بهذا المقال المعبرّ عن حكمته احترامي وتقديري # |
الصَّمتُ كان وسيلتي فيما مضى لكنَّ بئرَ الصَّمتِ قدْ جفَّت ولم تروِ الغصون يا لهجةَ التنديدِ حينَ يطالُها رعدٌ يسابقُ بالأسى مطرَ الجفون نـدى الحرف |
08-27-2022, 12:45 AM | #5 | |
|
رد: قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
اقتباس:
الأديبة السامقة ندى الحروف وهذة الإطلالة الغنية بحرفها المبدع الجميل ومداده الحاضر بكل راقي وكريم تفاعل نقي الحس جميل الروح شكرا كبيرة لشخصك الرائع وذوقك العالي بارك الله في عمرك وأسعد أيامك مودتي وإحترامي |
|
|
08-28-2022, 09:14 PM | #7 |
|
رد: قرأت لك ( مقالة تستحق الإنصات لها )
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجموعة برامج جديدة للويندوز تستحق التجربة | المهرة | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | 3 | 08-11-2022 12:40 AM |
قرأت لك مقالة تستحق المتابعة | فتحي عيسي | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 7 | 06-24-2022 12:37 PM |
قرأت لك قانون الجذب | فتحي عيسي | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 14 | 03-30-2022 07:52 PM |
ايقونة مقالة | خالد الشوق | قبس من نور | 6 | 06-02-2021 05:37 AM |
تستحق | أبوهاشم عبده الصميلي | أرواح أنارت مدائن البوح | 7 | 12-28-2020 12:06 AM |