نبض الحياة/ شعر: صالح عبده الآنسي

نبض الحياة/ شعر: صالح عبده الآنسي

دعني مِنَ الـغَـزَلِ العَفيفِ قليلا
ومِنَ الجُفُونِ النَّاعِساتِ لـ لَيلى

ومِنَ الحِسانِ الفاتِناتِ، وكُلِّ مَنْ
جـاءَ القـريـضُ بوَصفِهِنَّ قُـبَـيـلا

معشوقَتي هَيْهَاتَ تُشبِهُها النِّسَا
وأمامَـها يَـقِـفُ الجَـمَـالُ خَجُولا

خُلِقَتْ نَسِيجًا وَحدَها بَينَ الأُلى
قَـد عَــزَّ أنْ تَـلـقى لَـهُـنَّ مَـثِـيـلا

وأتَـتْ إلى الدُّنيا كأنصَعِ آيَةٍ
للحُسنِ رَتَّلَـها السَّـنـا تَرتِـيلا

سُـبحانَ وَاهِـبِها المَحاسِنَ كُلَّها
وعَـلَـيـها مِنْ نَعماهُ أمطَرَ سَيلا

أخَذَتْ مِنَ الغِزلانِ وِسعَ عُيُونِها
ومِنَ الظِّـباءِ فُـتـورَها تَـسـبـيـلا

ومِنَ الحمامَةِ حِينَ تَخطُو سَجعَها
ومِنَ انـسـيابِ قوامِـها التَّـشـكيـلا

ومِنَ النِّشابِ سِهامَ قَوسِ لِحاظِها
ومِـنَ الصَّـوارِمِ أنـفَـها الـمـسـلـولا

ومِـنَ البُـدُورِ الـغُـرِّ نُـورَ جَـبينِها
ومِـنَ الـهِـلالِ الحاجَـبَينِ نُحُولا

ومِنَ البُرُوقِ ضِيَاءَ بَسمَةِ ثَـغرِها
ومِـنَ الرَّحِـيقِ رُضابَـها المَعسُولا

ومِنَ اتقادِ الجَمرِ حُمرَةَ مَبسَمٍ
يُشْفَى العَـنيُّ بـ كَـيَّـهِ تَـقْـبـيلا

ومِنَ انحِدارِ الـنَّـهـرِ شلالًا جرى
شَعرٌ إلى خَصرٍ يَضِيقُ جَـمِـيـلا

ومِـنَ القَوَرايـرِ الرَّقِيقَةِ جِـيـدَها
ومِنَ المَرايا النَّحـرَ شَـفَّ صَقِيلا

ومِنَ السَّفرجَلِ كاعِبَينِ بصَدرِها
شَمَخَا؛ فأذكـا في الـفُـؤادِ فَتِيلا

ومِنَ الحَـريـرِ خَميلَ كَـفٍّ نـاعِــمٍ
يكفي على البَدنِ الخَصيبِ دَليلا

ومِنَ البَهَاءِ الشَّمسَ تَحتَ أدِيمِها
شَعَتْ بكـلِّ خَـلــيَّـــةٍ قِـــنــدِيــلا

ومِنَ الرَّياحِـينِ الزَّكِـيَّـةِ عُرفَها
ومِنَ النَّدى رَشْحًا تساقَطَ لُولا

ومِنَ النَّسيمِ العَذبِ رِقَّةَ لَفظِها
يأتي كأنفاسِ الصَّـبـاحِ عَـلِيـلا

ومِنَ احتِماءِ الوَردِ في أكمامِهِ
وَجهًا بَـدَا بَينَ الحِجابِ جَليلا

رِيـمٌ تَـرُدُ الرَّوحَ مِنها نَظـرَةٌ
تَروِي بقلبِ المُستهامِ غَليلا

لَوْ أســنَــدَتْ مَـيـتًا إلـيها عَـادَهُ
نَبضُ الحياةِ، وثَمَّ عاشَ طَوِيلا

جاءتْ فريدَةَ عَصرِها بكمالِـها
بَينَ النُّـجُـومِ اللامِعاتِ سُهَيلا

شعر: صالح عبده الآنسي

للمزيد من مواضيعي