الشعر المجهول

الشعر المجهول

تمر بنا بين الفينة والأخرى أبيات شعرية جميلة وهادفة
ولا نعلم من الذي قالها
وربما اعود الأسباب إلى كونها قيلت في العصور الموغلة في القدم ولم توثق وقتها ونسي الناس قائلها ، الاختلافات الكثيرة التي تناولها الناس حول قائل تلك الأبيات .
هنا ينقسم الماس حولها انقساما متباينا ، فمنهم من يرددها للتذوق والفائدة دون تحري القائل الأصل للأبيات ، وهناك من ينسبها إلى غير قائلها وهذا يجانب الحقيقة والأمانة الأدبية ، وآخرىن يلجأون إلى تغيير معالمها وإدخال جمل وعبارات جديدة وقد ينسبونها إلى أنفسهم .
وكمثال على ما تقدم هذه الأبيات :

دع المقاديرَ تجري في أعَنَّتِها
ولا تبيــتنَّ إلا خـــاليَ البَــالِ

ما بين غَمضةِ عينٍ وانتِباهتِها
يغيِّـــرُ اللهُ من حـالٍ إلى حـالِ

فهذه من الأبيات التي ترددت على ألسن الناس عبر فترات الزمن دون أن نعرف قائلها الحقيقي .
فقد وردت في كتاب ألف ليلة وليلة ( الليلة 303 ) على لسان أبي محمد الكسلان بأنه سمعها من هاتف وهو بين الصحو المنام ، وأنه كان يسمعه ولا يراه ولم يعرف من قائلها .
وقيل أن هذا المعنى وصل مما قاله الطُّغْراني بعد تبدليل البيت الاول بشطريه
وشيء من الثاني إذا قال :

لا تسهرنَّ إذا ما الرزقُ ضاقَ ونَمْ
في ظلِّ عيـشٍ رقيـقٍ ناعمِ البالِ

فبيـن غفــوةِ عيـــنٍ وانتباهتِـها
يُقلَّبُ الدهـرُ من حـالٍ إلى حالِ

غير أن الثعالبي ذكر في كتاب (التمثيل والمحاضرة) أن البيت التالي هو لأبي دلف الخزرجي:

هي المقادير تجري في أعنّتها
واصبر فليس لها صبر على حال

وقالها الشاعر عبدالله الصيرفي على هذا النحو :

ودَعْ أمـورك تجـري في أعنتها
وظُنّ خيرًا ولا تسأل عن الخَبَرِ

ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغيـِّرُ اللهُ من عســرٍ إلى يُسُِرِ

أما الشاعر المصري صالح مجدي فقالها :

وهو الذي إن يشا يذهب بقدرته
ينقّل الدهـر من حـالٍ إلى حـالِ

دع المقاديـر تجـري في أعنتـها
ولا تكـن يائسـا من نيــل آمـال

ثم قالها عدد من الشعراء
على صور مختلفة
ومنهم من نسبها إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
حتى فاجأتنا مواقع التواصل قريبا بنسبتها إلى شخص يدعى مسفر بن المهلهل الينبغي .

………..
من اختيار أختكم سارة
عدة مصادر

للمزيد من مواضيعي