الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد ) - منتديات مدائن البوح

 ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .

.....
» ..... «  
     
 



الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2024, 12:11 AM   #11


الصورة الرمزية البراء
البراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 01-26-2025 (07:30 AM)
 المشاركات : 39,647 [ + ]
 التقييم :  46421
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



العبوس

معنى العُبوسِ لُغةً واصطِلاحًا
معنى العُبوسِ لُغةً:

العَينُ والباءُ والسِّينُ: أصلٌ صحيحٌ يدُلُّ على تَكرُّهٍ في شيءٍ، يقالُ: عَبَس يَعبِسُ عَبسًا، وعَبَس: كَلَح وقَطَّب ما بَيْنَ عينَيه، ورجُلٌ عابِسٌ من قومٍ عُبوسٍ، وهو عابِسُ الوَجهِ: غَضبانُ، وعَبَّاسٌ: إذا كَثُر ذلك منه، ويومٌ عابِسٌ وعَبوسٌ: شديدٌ. وخلافُ العُبوسِ: طلاقةُ الوَجهِ .
معنى العُبوسِ اصطِلاحًا:
قال أبو هلالٍ العَسكَريُّ: (العُبوسُ: تَكرُّهُ الوَجهِ عِندَ اللِّقاءِ والسُّؤالِ) .
وقال ابنُ عطيَّةَ: (العُبوسُ: تقَطُّبُ الوَجهِ واربِدادُه عِندَ كراهيةِ أمرٍ) .
وقال المُناويُّ: (العُبوسُ: تقبُّضُ الوَجهِ عن كراهيةٍ أو ضِيقِ صَدرٍ) .
وقال الرَّاغِبُ: (العُبوسُ: قُطوبُ الوَجهِ من ضِيقِ الصَّدرِ) .

الفرقُ بينَ العُبوسِ وبعضِ الصِّفاتِ
الفَرْقُ بَيْنَ العُبوسِ والبُسورِ:
قيل: البُسورُ: تقطيبُ الوَجهِ، وهو أشَدُّ من العُبوسِ .
وقيل: إنَّ ظُهورَ العُبوسِ في الوَجهِ بعدَ المحاوَرةِ، وظُهورَ البُسورِ في الوَجهِ قَبلَ المحاوَرةِ .
وقيل: هما بمعنًى واحِدٍ .
الفرقُ بينَ العُبوسِ والكُلوحِ
أنَّ الكُلوحَ: بُدُوُّ الأسْنانِ عندَ العُبوسِ .
وقيل: الكُلوحُ زيادةُ العُبوسِ، والإفْراطُ فيه .
وقيل: هما بمعنًى واحدٍ .

ذم العبوس والنهي عنه
أ- من القُرآنِ الكريمِ
- قال تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى [عبس: 1 - 10] .
افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا، فقال: قَطَّبَ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَجْهَه، وأعرَضَ؛ بسَبَبِ مَجيءِ الرَّجُلِ الأعمى إليه، وهو مَشغولٌ بدَعوةِ رَجُلٍ مِن أشرافِ قُرَيشٍ، وما يُدْرِيك -يا مُحمَّدُ- لعَلَّ هذا الأعمى يتطَهَّرُ مِن ذُنوبِه بما يتعَلَّمُه مِنَ القُرآنِ منك، أو يتذَكَّرُ؛ فيَتَّعِظَ ويَعتَبِرَ بما يَسمَعُ مِنَ القُرآنِ ؟!
وفي الآياتِ الكريمةِ تَلَطُّفُ اللهِ عزَّ وجَلَّ بمُخاطَبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم؛ فقال سُبحانَه ثلاثَ جُمَلٍ لَمْ يُخاطِبْ فيها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم؛ لأنَّها عِتابٌ، فلو وُجِّهَتْ إلى الرَّسولِ بالخِطابِ لكان شَديدًا عليه، لكنْ جاءتْ بالغَيبةِ عَبَسَ وإلَّا كان مقتضى الحالِ أنْ يقولَ: «عَبَسْتَ وتَوَلَّيتَ أنْ جاءك الأعمى»، ولكِنَّه قال: عَبَسَ وَتَوَلَّى فجَعَلَ الحُكْمَ للغائِبِ؛ كراهيةَ أنْ يُخَاطِبَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم بهذه الكَلِماتِ الغَليظةِ الشَّديدةِ، ومِن أجْلِ ألَّا يَقَعَ بمِثْلِ ذلك مَن يَقَعُ مِن هذه الأُمَّةِ، واللهُ سُبحانَه وتعالى وَصَفَ كتابَه العزيزَ بأنَّه بلِسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وهذا مِن بَيانِه .

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
جاءت السُّنَّةُ النَّبَويَّةُ بالتَّرغيبِ في طلاقةِ الوَجهِ وانبساطِه وبشاشتِه، وجَعَلت ابتسامةَ المُسلِمِ في وَجهِ أخيه صَدَقةً؛ ممَّا يُفهَمُ منه مَنعُ ما ينافي ذلك وكراهتُه، فضِدُّ طلاقةِ الوَجهِ والتَّبسُّمِ: العُبوسُ والتَّجهُّمُ.
- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تبَسُّمُك في وَجهِ أخيك لك صَدَقةٌ)) .
- وعن أبي جُرَيٍّ جابِرِ بنِ سُلَيمٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ شيئًا مِن المعروفِ، وأن تُكلِّمَ أخاك وأنت مُنبسِطٌ إليه وَجهُك؛ إنَّ ذلك مِن المعروفِ)) .
- وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ من المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ)) .
والوَجهُ الطَّلْقُ: الذي فيه بشاشةٌ وفرَحٌ، يعني: افعَلِ الخيراتِ كُلَّها، قليلَها وكثيرَها. ومن الخَيراتِ: أن يكونَ وَجهُك ذا بشاشةٍ وفَرَحٍ إذا رأيتَ مُسلِمًا؛ فإنَّه يَصِلُ إلى قلبِه سُرورٌ إذا تركْتَ العُبوسَ، وتتلَطَّفُ عليه. ولا شَكَّ أنَّ إيصالَ السُّرورِ إلى قلوبِ المُسلِمين حَسَنةٌ .

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم:
- قال ابنُ المبارَكِ: (إنَّه ليُعجِبُني من القُرَّاءِ كُلُّ طَلقٍ مِضحاكٍ، فأمَّا مَن تلقاه بالبِشرِ ويلقاك بالعُبوسِ كأنَّه يمُنُّ عليك بعَمَلِه، فلا أكثَرَ اللَّهُ في القُرَّاءِ مِثلَه) .
- وقال الأحنَفُ: (الدَّاءُ الدَّويُّ: الخُلُقُ الرَّدِيُّ، واللِّباسُ البَذِيُّ، بئسَ الملبوسُ العُبوسُ) .
- وقال خالِدُ بنُ صَفوانَ: (لا بأسَ بالمفاكهةِ تُخرِجُ الرَّجُلَ من حالِ العُبوسِ) .
- وقال عبدُ القادِرِ الجيلانيُّ: (ينبغي أن يُحسِنَ العِشرةَ مع إخوانِه، فيكونَ مُنبَسِطَ الوَجهِ غيرَ عَبوسٍ ولا مخالِفًا لهم فيما يريدون عنه، بشَرطِ ألَّا يكونَ فيه خَرقٌ للشَّرعِ ومجاوزةٌ للحَدِّ وارتكابٌ للإثمِ، بل يكونُ ممَّا أباحه الشَّرعُ وأذِنَ فيه الرَّبُّ، ولا يكونُ مماريًا ولا لجوجًا، ويكونُ أبدًا مساعِدًا للإخوانِ على الشَّرطِ الذي ذكَرْنا) .
وقال ابنُ عقيلٍ: (البِشرُ مُؤنِسٌ للعُقولِ، ومن دواعي القَبولِ، والعُبوسُ ضِدُّه. لو كان في العُبوسِ خَيرٌ ما عَتَب عليه النَّبيُّ عليه السَّلامُ) .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ لابنِه: (يا بُنَيَّ، عليك بالتَّرحيبِ والبِشرِ، وإيَّاك والتَّقطيبَ والكِبرَ؛ فإنَّ الأحرارَ أحَبُّ إليهم أن يَلقَوا بما يُحِبُّون ويُحرَموا، من أن يُلقَوا بما يَكرَهون ويُعطَوا؛ فانظُرْ إلى خَصلةٍ غَطَّت على مِثلِ اللُّؤمِ فالزَمْها، وانظُرْ إلى خَصلةٍ عَفَّت على مِثلِ الكَرَمِ فاجتَنِبْها. ألم تسمَعْ إلى قولِ حاتمٍ الطَّائيِّ:
أُضاحِكُ ضيفي قبلَ إنزالِ رَحْلِه
ويُخصِبُ عندي والمحَلُّ جَديبُ
وما الخِصبُ للأضيافِ أن يَكثُرَ القِرى
ولكِنَّما وَجهُ الكريمِ خَصيبُ) .
- وقال ابنُ عُثَيمين: (ينبغي أن يقابِلَ المرءُ غيرَه بالبِشرِ والسَّماحةِ وانطِلاقِ الوَجهِ؛ ولهذا كان من أوصافِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان دائِمَ البِشرِ، كثيرَ التَّبسُّمِ. وضِدُّه العُبوسُ والتَّقطيبُ وعدَمُ الانشراحِ؛ فإنَّ هذا يوجِبُ لغيرِك أن يَنفِرَ منك، وكذلك أيضًا يوجِبُ ألَّا يأنَسَ بك أحَدٌ) .
وقال حُسينٌ المهديُّ: (الابتهاجُ والسُّرورُ هما الصُّورةُ المُشرِقةُ المريحةُ الجميلةُ لكُلِّ وَجهٍ، وعَكسُهما العُبوسُ وتقطيبُ الحاجِبَينِ، وهما الصُّورةُ المُزعِجةُ لكُلِّ إنسانٍ) .
وقال أيضًا: (لن يحصُدَ العابسون وهم يَشمَخون بأنوفِهم على النَّاسِ غيرَ بُغضِ النَّاسِ وازدِرائِهم لهم؛ فالعُبوسُ والغِلظةُ والفَظاضةُ كُلُّها مترادفاتٌ لا تجلِبُ لصاحِبِها إلَّا الفُرْقةَ والنُّفورَ) .
وقال أحمد أمين: (ليس المبتَسِمون للحياةِ أسعَدَ حالًا لأنفُسِهم فقط، بل هم كذلك أقدَرُ على العَمَلِ، وأكثَرُ احتِمالًا للمسؤوليَّةِ، وأصلَحُ لمواجهةِ الشَّدائدِ ومعالجةِ الصِّعابِ، والإتيانِ بعظائِمِ الأمورِ التي تنفعُهم وتنفَعُ النَّاسَ.
لو خُيِّرتُ بَيْنَ مالٍ كثيرٍ أو منصِبٍ خطيرٍ، وبينَ نَفسٍ راضيةٍ باسمةٍ، لاختَرْتُ الثَّانيةَ، فما المالُ مع العُبوسِ؟! وما المنصِبُ مع انقباضِ النَّفسِ؟! وما كُلُّ ما في الحياةِ إذا كان صاحِبُه ضَيِّقًا حَرِجًا كأنَّه عائدٌ من جنازةِ حَبيبٍ؟! وما جمالُ الزَّوجةِ إذا عبَسَت وقَلَبَت بيتَها جحيمًا؟! لَخيرٌ منها ألفَ مَرَّةٍ زوجةٌ لم تبلُغْ مَبلَغَها في الجمالِ، وجعَلَت بيتَها جَنَّةً) .


( يتبع )



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 0 والزوار 64)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 15 02-11-2025 06:33 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
لنتصدق على فقراء الأخلاق. رهيبة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 6 09-16-2022 10:57 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas