ســلــســلــة // وصــايــا...مــاريــا ( marya )

سـلـسـلـة


اا My stone philosophy اا

.
.
.
.

فيلم / المُـهَـرّج - jocker /
أو الحرب النفسية بين الحقيقة والوهم
- نحن مجرد كتلة أوهام -




كل إنسان يحمل داخله / مُهرّج - jocker /
المُهرّج يعلّمنا كيف نكذب ونحب ونكره ونقوم بمحاولات انقلابية على أشخاص نحبهم ظاهريا وكيف ندمّر ماحولنا وكيف نتصرّف بجنون في عالم المعقول واللامعقول وكيف نهاجم الآخرين ونكره من يهاجمنا وكيف نبيع سلعة فاخرة وفاسدة في السوق البشري بثمن بخس وكيف نثير الفوضى حولنا .
.
.
.
بعد مشاهدتي للجزء الأول والثاني من فيلم /المهرج - jocker/ اكتشفت أنهليس فيلمًا بسيطًا، إنه غوص مذهل في هوية وهاوية الروح الإنسانية، عبارة عن حفلة / باليه / بين الجنون والعاطفة التي لا تترك راحة.



يحوّل المخرج /تود فيليبس/، بجرأته التخريبية تقريبًا، السينما إلى مرآة لعذاباتنا، حيث يكشف كل انعكاس عن أجزاء مزعجة من أنفسنا.
منذ الدقائق الأولى، ينغمس المشاهد في دوامة من المشاعر الخام، حيث يتشابك الحب والخرف والهوس لخلق نسيج سردي آسر ومثير للقلق في نفس الوقت.

يصل بطل الفيلم الممثل البارع /خواكين فينيكس/، مرة أخرى في دور المهرج الجوكير /آرثر فليك/، يصل بنا إلى مستويات غير متوقعة من الدهشة.


أداؤه ليس بارعًا فحسب، بل إنه عميق أيضًا. مع كل نظرة، وكل حركة، لا يجسد/آرثر فليك/الجنون فحسب، بل يجسد ألَـمَ رجُل يستهلكه البحث اليائس عن الهوية. الجمهور لا يشاهده وهو يغرق فحسب، بل يشعرون بعذابه، كما لو أن جنون /آرثر فليك/ أصبح جنوننا.

"The Joker" ليس مجرد فيلم للتسلية . إنه تحوّل، وإعادة اختراع للأسطورة التي تتجاوز الترفيه البسيط لتلامس جوهر الحالة الإنسانية.


يواجهنا هذا الفيلم بتناقضاتنا، ويأخذنا إلى زوبعة عاطفية حيث لم يعد الحب والجنون بعيدين عن بعضهما البعض. إنها مأساة حديثة، عمل سيطبع تاريخ السينما إلى الأبد، ويترك بصمة لا تمحى على من تجرأ على الغوص في أعماقها..
.
.
.
الجزء الثاني من فيلم / الجوكير/ صدر هذا الشهر ويلاقي نجاحا كبيرا .