يا ساكنا قلبي

[SIZE="6"][COLOR="Cyan"] يا ساكنا قلبي أيها الساكن بقلبي كأني أراك تنازع الأشواق مني وأنا احترق شوقا وحنينا وبوصلتي قد خانت حدسي فلم تدل عليك . غصة الشوق بلغت مني مبالغ لا تنالها نجوم الليل ولا شمس الضحى وأنت في معارج المنافي ترفل في ارتعاشة ليلة باردة محموم بطول المكثوب فيها تحتاج شيئا لا أعلمه ربما زهرة أقحوان تجعلك تشتم رائحتها .. وربما فراشة تعلمني على جناحيها رقصة الموت . في أوردتي ازدحام المشاعر تتوالى كأرتال الجراد .. وفي رئتي ابتهالات ومدامع .. وفوق صدري يتراقص الوجع على آهات الغياب وعتمات البؤس . قل لي : أين أنت ؟ لماذا تركتني أجتر بؤسي وأرجِّع أنيني ؟ لا تزال روحك مزروعة في جسدي .. وطيفك مقيدا في روحي بسلاسل من ذهب .. وصوت ضحكاتك لا ينفك عني ولو قدر أنملة .. وحتى أنفاسكَ لا زلت أجد دفئها بين أناملي .. وكل صور الذكرى تطاردني وتخنقني حتى أقع أرضا كطير ذبيح وامرأة مهزومة . كل مواسم الحصاد مرت وأنت بعيد عني حتى جفت حقولي وغزاها الخريف .. إنني أتلظى شوقا وحنينا إليك فلا يكاد جفناي ينطبقان على بعضهما حتى أرى طيفك متأرجحا على سواد رموشي .. وصوت زفيرك يتغلغل في تفاصيل الصمت وكأنه نقطة ماء ذابت في أديم تربة جائعة . أيها الساكن بقلبي ، في صباحاتي أرسمك على حنايا قلبي وفي مساءاتي تسبقني قوافل الحنين إليك وتستنفرني كل المشاعر نحو ظلالك ؛لتحيلني إلى ناسكة تتلو كل التعاويذ على روحك الشاردة إلى اللاحدود . وعدتني بعودة آنية وهاهي كل فصول اليقين تغادرني فلا مطر صيف ، ولا اخضرار ربيع ، ولا نجم من سمائك لاح في أفقي حتى غدوت .. كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يزُمُّها تذوقُ حياضَ الموتِ والطفلُ يلعبُ فلا الطفلُ ذو عقلٍ يرقُّ لما بها ولا الطيرُ ذو ريشٍ يطيرُ فيذهبُ فهلا أتيت ؛ لتمنحني حق الاستيطان على نواصي الوجود .. وتروي حقولي بغيثك المنثال لتُنبت زهورا تسر الناظرين .. وتسكبني كنمير سلسبيل يسقي شوقك العطشان .. ويشفي قلبك الولهان .. وتصنع مني شراعا لمركب واحد نمخر فوق ظهره نحو الحياة . أقبل فمهما حصل ما زلتَ في قلبي .. وما زلتُ أحبك . …………… سارة حصري للمدائن [/COLOR][/SIZE [l]