أنا والغَجَر ... من ليالي باريس ( الجزء الأول )

أنا والغَجَر ... من ليالي باريس ( الجزء الأول )

أنا والغَجَر


المكان ... حانة في باريس
الزمان منذ نيِّفٍ وحلم
كنتُ على موعد مع تلك الغَجَرِيَّةُ الحكيمة
ومعها كانت لي معها جولات وصولات
بين مدٍّ أنثوي مهيب
وانسكاب رجولي على استحياء
كان .... فقط كان
1

استوقفتني الغَجَرِيَّة
فقلت لماذا؟
قالت عُد فما لمثلك هُنا مكان
قلتُ لأجلكِ كنتُ
قالت ومِن مثلكَ فررتُ
قلتُ حيثما كنتِ أعودُ
قالت في الغدِ لك ماتشاء
فمثلُكَ ... حقاًبداية

2

عدت كما أمرتني
رغم أني لست من هؤلاء
فقالت حالك الليلة مختلف
قلتُ هذا الكتاب وتلك الثرثارة
قالت أنا ...؟
قلتُ ذاكَ
قالت وما غايتك من بيوتِ السُّكارى
قلت لي عند إحداهن غاية
قالت هي لك فارحل أيها الجأبُ
فهذا ليس مكان الحالمين
قلت والحكمة ؟
قالت : تكفيك ليلة من العبهرة
قلت متى تكون
قالت : انتظرني في حلم
قلتُ ... سأكون

العبهرة _ امرأة ذات شأن
الجأب _ الرجل العظيم


3


بين الأضواء ودخان بلا لون
ولجت كمن يطلبه الوشاة على خجل
رمقتني ... لماذا تأخرت؟ ... وقد إنتظرت
قلت عذراً فكتابي شغلني لبعض الوقت
قالت .. أو عني كتبت
قلت على ناصية كل حرفٍ استنبت زهرة بصفاءِ وجهكِ
تبسمت بلا صوت
كيف تعلمت الحديث؟
قلتُ أغانيةٌ تتهكم؟
قالت بل بك تحلُم
قلت تعطري لك أرضي وحدودي
قالت ما مدايَ؟
قلتُ إذا لامستِ السماءَ فتوقفي
قالت لن أفي ...
إذهب في صمت
وذهبت .....

4

وأشارت لي أن أتقدم ... فتأخرت
وغضضت طرفي ... ولكني أبصرت
فقلت مالي وللورى وما جرى؟
قالت ردد معي ...
هلالُويا .... هلالُويا
فقلت يا بنت باريس
ألاتينية أنت ؟
قالت لا ولكني أنتسب
قلت لمن ؟
قالت للذي قال أنا الملك
قلت وماذا بعد ؟
قالت أغضب الغَجَر
قلت وماذا عن حالي ؟
قالت لاتبالي فأنت الآن من باريس
وعطري الليلة يكفيك
قلت كفاني وأنساني
ثرثري ياذات العِلمِ
فقالت ... ونحن الغَجَرْ!
قلت ما أعلم الغَجَرْ !

5

خُذي ماعندي من حبات وسنابل
خُذي النبض ولا تعودي
قالت لهذا ستبيت ليلتك
قلت والأولين
قالت مالك والأولين؟
قلت ألا يعلمون؟
قالت لو سألوني ما سألته يوماً
ولكنهم فقط يجيؤون ويرحلون
أكتب عني في كتابك
قلت ورب الكعبة كتبت
فقالت صلِّ صلاةَ الرحيلِ عند المقام
وأترك دنانيرك للسائلين
وأكتب في الرُّبعِ الأخيرِ من الوصايا
غَجَرِيَّةً ... بثوبِ الزَّاهدين
كانت ... من الهالكين

6

قلتُ لماذا كانت من الهالكين
ولم تكن من العاشقين؟
هل العشق عند الغَجَرِ هلاكٌ أم شقاءٌ؟
قالت العشق فناء
العشق داء
وهل صرت هكذا إلا بعد أن مسني الضُّر
فكنتُ من الغاوين
ثم طاف عليها طائف من نُعاس
قلت الآن أترجَّى وأتزلَّف
ولكن هدبها أردَفَ
لك ساعة
فلا تكن من المتعجلين
فقلت عجلتُ إليك لترضين
قالت صبر ساعة يكفيك
نم نوم العروس
فقد صعدت في عليين
قلت ليتك تُهدهدين
قالت كُنْ
فكان طرفي من الناعسين
قلت هل كلكن مثلك؟
قالت إن هي إلا اسماءٌ سميتموها
كفاك بليلتك
عُد متى تشاء




محمد حجر




سبق النشر






يتبع

للمزيد من مواضيعي