06-17-2024, 04:38 AM
|
#11
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 382
|
تاريخ التسجيل : Apr 2021
|
العمر : 44
|
أخر زيارة : يوم أمس (10:42 PM)
|
المشاركات :
17,821 [
+
] |
التقييم : 51266
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و الفرق بين الثرثرة و الكتابة, أن الثرثرة حديث عابر لغرض الحديث, حيث و حين أن الكتابة لسان حال الخاطر و الوجدان, ترجمة حرفية لما يختلج دواخلنا من مشاعر على اختلافها, و ذي الكتابة تفضح أوجاعنا, فتكون مؤلمة حين الشعور بها, و حين التعبير عنها, و حين ترجمتها إلى السطر, و حين عودة إليها من قبيل تأمل و قراءة, فالعين تريدها بكامل حزنها, جمالاً لا يملكه سوى الحزن, فليس أصدق من الحزن شعور يعبر بنا, مجبرون _ نحن الموبوئين بالكتابة_ على نثره, فالصمت بذروةٍ بسقفٍ يصعب تجاوزه, و من لطف الله بالإنسان أن منحه القدرة على التعبير, تخفيفاً من أعباء الروح, و ما الدعاء إلا نافذة روحية بين العبد و ربه, و يحدث أن تكون الكتابة مبطنة بالدعاء, و إن ارتسمت بهيئة حديث.
و كما أن الدعاء بالنوايا, لا يحتاج بلاغة و فصاحة, فالكتابة بجوهرها, و ما البلاغة إلا غلاف يضفي عليها جمالية تضاف إلى جمالية صدقها, فكم من بليغ يملك أدوات الحرف, و قد عجز عن ملامسة عين فقلب قارئ, حيث نجح آخرٌ بكلمات بسيطة باحتلال المدى الشعوري و الفكري لقارئ, و ما هذا بتبرير لضعف الأدوات اللغوية, غير أنه إنصافٌ لقيمة الشعور الإنساني.
|
|
|