» يومٌ من عمري « | ||||||
|
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
فتاين
والذي نفسي بيده يا فتاين أنه لم يُنقص من هواكِ في قلبي زواج أو إنجاب أو كبر وما زلتِ بنظري أميرة الفواتن وسأظل أتمناكِ وأرتجيكِ إلى ساعة تلبية النداء ! ولكِ عليَّ عهدٌ إن تُوِّجَ حبي لكِ باللقاء ، أن أُنصِّبَكِ ملكةً على عرش السعادة ، وأجعلَ كواكب مجرة السرور تُرفرفُ عليكِ ! مذْ فقهتُ الإبحار في القلم ، وأنا أكتبُ لكِ كثيرًا وكنتُ قبلها أصعدُ إلى السطح لأرقبَ النجمَ والبدر وأتحسَّسَ نسمات الأسحار ، وغيث الشتاء ، وأنفاس الربيع ، وأسرحَ مع الأماني وأنا أنظرُ إلى حيث تقطنين ! مذْ أيفعتُ وأنا أسأل الله في السجود ودبر كل صلاة وفي أوقات الإجابة أن يظلَّنا سقفٌ واحدٌ على رضًا وتوفيقٍ وسعادةٍ ! مذْ شببتُ وعيناي لا تريمان عن السماء تنتظرُ غيمة الوصل أن تظلهما وتغيثهما ! مذْ أكهلتُ زهدتُ في الكثير من الأماني إلا أمنية أن نلتقي ونكون معًا في الدنيا والآخرة ! ما سلوتكِ في كل يوم ينسلخ من عمري ، ولا خلا قلبي منكِ في الريعان ولا ازداد في شبابه وكهولته إلا شغفًا وحنينًا لا يضعفُ ولا يسكن وأسميتكِ سارة لأنكِ سرور القلب ومسرة دنياي ، وفتاين لأنكِ فتنة عمري في كل مراحله ، ووسمتُ محيَّاكِ العذب البهي على قلبي ، ولم تفارقني ذكراكِ وما زلتُ أفرُّ من هجير الدنيا إلى رياض ذكراكِ ولم أنسكِ في كل مراحل العمر وأيامه ولياليه ، وطالما سألتُ الله أن نكونَ معًا في الدنيا والآخرة ! ما انسلخ يومٌ من عمري إلا وازداد الحنين إليكِ وربا الوجد وحين أراكِ سأفيضُ على عاتقكِ دموع الوجد ! الحنين ! الومق ! إدناف السنين ! وأقبلكِ قبلة أُودعُ فيها ما فاض من الحنين إليكِ وأنهل من رضابكِ مايبعث الحياة في عروقٍ جفَّتْ بعد نواكِ ! فهل ألقاكِ ويظلنا سقفٌ واحدٌ كما وددتُ مذْ أيفعتُ ؟! وهل تغردُ عنادل الأنس والسرور ؟! وتنجابُ غيوم الجوى وتقرُّ عواصف الشطون ؟! ما قرَّ الأوار رغم أنَّ الكَهْلَ أَضْناهُ صقيعُ الفقد ، وهجيرُ الظعن ، وصيفُ النأي ! وما زال يرفع أكفَّهُ قبل ناظره إلى السماء سائلًا متضرِّعًا لم يقنطْ رغم أن بردي القنوط اكتنفاه في غير هواكِ ! فمتى ينعمُ بالربيع في رياض الوصل واللقاء والعناق واللثم ؟! فتاين : هأنذا أكتبُ بعد مضي السنين وانصرام الريعان والشباب ، وإني لم أنسكِ وما زلتِ الشمس في رابعة النهار ، والبدر في دجنة الدجى ، والربيع بين الفصول ، وسأظلُّ أعيش على الذكرى ، وأرنو إلى ذلك اليوم ، ولن يهدأَ القلبُ ، ويكفَّ الزخار ، وينزلَ الكفَّانُ ، ويضعفَ المدُّ إلى لحظة الشخوص ! هأنذا أكتبُ في آخر ليلةٍ من ليالي رمضان ، لأقول : إنكِ عيد قلبي ، وعيد صباي وريعاني وكهولتي ، وأنكِ أعظم أعياده ، وأبهجها ، وأكثرها انتظارًا ! وأنكِ حين تأتين إلي في الحلم فذلك عيد يومي أفيقُ منه والسرور يكاد ينبجس من قلبي ولا يبرحني أيامًا ، وعندما تمرُّ ذكراكِ بخيالي –التي قليلًا ما تغيبُ عنه- ينسابُ جدول السرور ، ويجري نهر الأنس ، ويهمي غيثُ البسمة ! 1445/9/29 هـــ ـ 10:16 م . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
آخر تعديل عبدالعزيز يوم
05-14-2024 في 07:14 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|