سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
مناجاة السراب
. مناجاة السراب أتذكرين لوعتي و أنين روحي؟ أتذكرين موجات المناجاة التي كنت أبثها خلاصة أحزاني ؟ أتذكرين عندما كنت أتخبط ما بين حيرتي .. و لهفتي و حرماني؟؟ أتذكرين كيف فقدت عقلي.. و فقدت حتى جنوني؟ كانت مأساة متوقعة.... لكل المخاوف التي تشتعل في صدري.. و تؤرق منامي.. كانت نتيجة حتمية لانفلات زمام عواطفي بعد ما كانت مكبوتة بخطام التعقل و الحكمة.. و أي عقل كنت أملكه؟؟ بل أي حكمة؟؟ و بعد أن هدأت الأمواج.. اكتشفت أني لا زلت ممسكا بالسراب.... فلا النفس هدأت.. و لا العواطف المحمومة استقرت.. و لا الدنيا من حولي شهدت بردا و لا سلاما.. لا زالت أركان الحلم متهدّمة .. و لا زالت زوايا القصور تظللها بيوت العنكبوت.. لا زالت الريح تطيح بكل أسواري و تحطم أغصان الأمل.. ترمي بكل الزهور على قارعة الحرمان.. تقتلع جذور الفرح و تفتت أوراق الأماني.. لم تهدأ النفس و لم تستقر.. و السفينة لا تزال تبحر في محيط هادر.. أنواء و رعود و ضجيج... ظلام دامس.. و برد قارس.. و شتاء طويل.... اذا ماذا حدث؟؟ مجرد صفحة قلبتها أصابع الأيام... مجرد موجة من الأحزان.. تتبع موجات سبقتها.. و تنتظر موجات أخرى تليها... مجرد خطوات أخرى في رحلة التشرد بين مدن الخراب.. أثار باهتة.. لأقدام مرتعشة تدب على رمال ملتهبة.. تسير مترنحة مثل من يبحث عن عينيه .. لا فرق بين الصفحات.. كلها صفراء... كلها بالية... و استمرت الأماني معلقة بأهداب الخيال.. تنتظر انطلاق رحلة العودة الى موانيء الحقيقة.. تنتظر أزمنة و دهورا... و في انتظارها.. تظن النفس أن الزمن توقف عند محطة الذهاب .. و لا تعلم أن الزمن قد سافر منذ أن بدأ المشوار.. بل لعله قد غادر قبل بدايته..!! لعل المشوار قد تحرك دون أن يشهده الزمن المسافر منذ زمن..! ترى أين غابت حقيقة الغربة؟؟ كيف لم تلحظ غياب عقارب الساعة.. عندما بدأت تحسب المسافات؟؟ لعل السراب قد خدعها.. أو لعل سكرة الحنين أعمتها... بل لعل ألوان الأفق الخادع ألهاها.. حتى لم تعد تفرق بين الأمس و اليوم..و حتى المستقبل.. توقف الاحساس بالزمن.. و فترت القدرة على الهروب من الوهم... فأسلمت قيادها لمراكب المجهول.. تقودها الى ساحات العدم.. نسيت بسبب استعجالها أن تأخذ في مراكبها عقلا ملت من حكمته.. و لعلها لم تنسه.. و انما تناسته.. لعلها من ضجرها منه.. تركته خلفها.. لتتحرر منه... تركته لكي تتخلص من قيوده.. و في غيابه.. غابت عن الوعي.. و غابت عن الحقيقة.. و لم تجد أحدا يرشدها.. و لا شيئا يسليها... لم تجد أي شيء.. أبدا. . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل نديم الحرف يوم
10-05-2023 في 11:18 AM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|