جدران الحياة

جدران الحياة

كثيرا ما نري علي جدران الحياة كتابات ...
لانستطيع محوها بسهولة من ذاكرة الأيام ...
نحسها تلمس في قاع الأوزان ...
مناطق مستحيلة ...
فالصمت القادم من أعماق الكلام ...
أشد قسوة من حروفه ...
وأعظم تأثيرا ...
واللوحات كثيرة ...
والمعارك لاتنتهي بين يوم وليلة ...
مسرحية تتعاقب فصولها ...
كل أبطالها يتمحورون في نطاقات مرسولة ...
فهذا يعاقر خمر الملامة ...
ويصب جام غضبه ... علي دنياه الغرورة ...
وذاك يحمد ربه ... علي قوت أيامه البخيلة ...
وأخر يغب من نبع المسرات ...
ويقذف باللعنات بكرة وأصيلا ...
وتلك تسامر الدمع وتنير به طرقاتها الحزينة ...
ولا ترتضي بغيره بديلا ...
وإن حضر إليها الفرح ...
أقصتة بعين قوية ويد قصيرة ...
وهذة تنادي علي الألم ...
وتستحضره من قاع المدينة ...
كي تزف إليه في ليلة ...
تتلوها ليال طويلة ...
ومن آثرت الصمت و الكتمان ...
حتي صار فيض جزيرة ... من بحور مستحيلة ...
إلي من تلون زهرها بربيعها الفتان ...
وترتدي عباءة الأتزان ...
والوجد منها يستميله ...
كتابات تصحبنا في رحلات كثيرة ...
ترينا علامات ... تبدو شائكة التصوير ...
عصية الحيلة ...
والكامن ينثره الريح ...
وتتلقفه السفينة ...
تستبق التأويل ...
وتتعمد الحيرة ...
ومن كان علي تبيان ...
أستنفر أدواتة ...
وأفترش الخميلة ...
وأقام الموائد علي شرف الحكايا ...
ينهل من مذاقات مختلفة ...
ومشهيات ...
تعكس مرايا البصيرة ...
فتحي عيسي

للمزيد من مواضيعي