» يومٌ من عمري « | ||||||
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
أقـدار
صلى الفجر في خشوع ، سبَّح لله مليًّا بعد تسليم الإمام ، انتظر قليلا ريثما يخلو المسجد من معظم المصلين ، رفع يديه إلى السماء وأخذ يدعو كثيرًا .
عاد إلى منزله وهو يردد في طريقه أذكار الصباح ، طلب من زوجته فنجانًا من القهوة وحبات من التمر ، تناولها على عجل وقبَّل أولاده الصغار وزوجته وهو يقول : يحرسكم الرحمن . حمل ( حُسين ) عُدة الصيد واتجه إلى الشاطئ ، وضع أشياءه في قاربه وانطلق على صفحة الماء وهو يردد : زيـلعي واحمَد يتْمَشون قِبـالي وامْجماعه في امْلَعَفْ كُلِّن يوالي لا شـوَيَّه حِبْـرَه ولا حَبَـاري إلا من امْحوت امْنظيف يستوي خُسَاري تهادى به القارب على ظهر ذلك الأزرق الممتد وهو ينظر إلى فرج الله ورزقه ، لاحظ صفاء البحر وهدوءه فأحس بالأمان ، استبشر خيرا حتى خُيِّل إليه أن البحر يبتسم له ، وصل إلى المكان المحدد الذي يلتقي فيه جماعة الصيادين ، التقى بأصحابه هناك ، كوَّنوا مجموعات متقاربة وألقى كل فرد منهم طعمه إلى كرم البحر بانتظار ما يجود به الله عليهم من رزق حلال . وفي جو مفعم بالفأل والترقب دارت بين الصيادين بعض الأحاديث ، عن الأخطار والمفاجآت التي تعرضوا لها في بعض الأحيان ممزوجة ببعض إرهاصات المهنة . ـــــ والله يا جماعه إني في مرة من المرات شِفْتُ مثلَ امْظُلْمَهْ تحت امْفلُّوكَهْ تحقَّقتُ منها ناهي ، تَدْرونْ ما طِلْعَنْ ! ـــــ مَاهُوْ ؟ ـــــ طِلْعَنْ امْنِمْرَاني ـــــ ومَا سَوِّيتَهْ ؟ ـــــ قَطًعْتُ حَبْلَ امْبُروسي شِوِّيَهْ شِوَّيَهْ .. وكَبِّيْتْ امْفلوكه تِصْبِيْ مِنْ لحَالَها حتى ابْتَعَدَتْ قِليلْ وشَغَّلْتُ امَّاطُورْ واشْتَلِّيْتْ ـــــ رَبَّكْ سَتَرْ !! ـــــ وأنا مَرَّهْ خِرِبْ عليَّ امَّاطورْ ، وقِعِدْتُ أصْبِي مع امْريحْ وهوْ يِسْحَبْني حتى حَلَّشْتُ جَهَةْ امْضايا .. وما غاروا عليَّ إلا السِّلاح . انتهت فترة الصيد الصباحية ، وجاد عليهم البحر هذه المرة برزق وفير، وكان حسين أكثرهم رزقًا ، فشكروا الله على ذلك واتجهوا نحو جزيرة بالقرب منهم للراحة وتناول طعام الفطور المكون من شواء بعض الأسماك الطازجة وبعض الخبز الذي أحضروه معهم ، ومع تناول كاسات الشاي شرع كل منهم يسرد أحلامه وأمانيه . استمعوا إلى ( حسين ) وهو يتمنى أن يدوم الحال على ما هو عليه ، وتدوم هذه الوفرة من السمك كل يوم ؛ حتى يبيع ويكسب الكثير من المال ، كي يستطيع أن يفي باحتياجات أسرته الضرورية ، ويتمكن من ترميم منزله وطلائه وفرشه قبل حلول شهر رمضان المبارك . عزم الصيادون على الاكتفاء بما حصلوا عليه والعودة للديار ، أما هو فقد أرسل معهم حصيلته ؛ لتسليمها إلى المحرِّجين في السوق على أن يعود إلى الصيد ـــــ مرة أخرى ـــــ ثم يعودُ إلى الديار بعد الظهر بقليل ، قبل الظهر كان جميع الصيادين قد عادوا إلى منازلهم إلا هو . انتصف النهار ، واقترب المساء ولم يعد (حسين ) وبدأ القلق والخوف يدبان في قلب زوجته ، سألت عنه ، أخبرت إخوته ، بحثوا عنه كثيرا في البحر ولم يجدوا شيئا يدلهم عليه ، أبلغوا الجهات المختصة ، واستمر البحث عنه يومين متتاليين ، وفي نهاية اليوم الثاني وجدوا قاربه مقلوبا في مكان آخر . *** الغيث حصري للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|