ثورة الشوق

ثورة الشوق

صوتها ذبح قبيلة من الذكور على مرأى من عيني
وانتشر حبها بكياني مثل الوباء
لا سبيل لطرده، أو مواجهته، أو ترشيده
من أجل فكرة طارئة برأسها
أشعلت الحريق الأروع في حياتي
وقَبَّلتِنِي على عَجَل
ثم غابت عن مدى عيني، بسماء لا تلتقطُها يدي
وحرمت نفسها عن ذاتي، ثم رحلت
أدركتُ معنى غليان ملامحي، وتبخر ذاكرتي
وفتشتُ عني بين تجاعيد وجهي ونفسي
فلم أجد سوى تلك القُبلَة أقتاتُها، وأمضي لصومي
لقد أدماني سوطُ الانجراف
ونفتني كل المدائن خلف عيون عباءتها
ولم أعد احتمل صياماً آخر؛ فقد ترنحت الهموم بداخلي
حتى الأرض لم تقوى على حملي؛ فأنا عالقُ بين السماء والأرض
فما بالكِ أيتها الريم مندفعة هكذا...
تقذفين حُمَمَاً مُلتهبةٌ من الأشواق بدونِ رحمةٍ...رفقاً بقلبي؟
فأنا من أطفأ شعلة الاحمرار في وجنتيكِ
وكَتَبَكِ أُنثى مخملية، مملؤةً بالغُنج، لا تترنح إلا فوق صدري
وعَلَّمَكِ كيف تغفو القُبلَة في عيون القمر
وشَهِدَ على تساقُط التوت سهواً من فمِك
ولقَّنَكِ شدو البلابل في نوافذ المساء
وسقاكِ رياحين العشق، وعلمكِ ذبذبات التناهيد
والتحفكِ في سكون الليل، ومنحك حلوى من شفاه الغيم
وانتظركِ بين فرحةٍ، ودمعةٍ، و شوقهِ، وصمته
ألا يكفي كل هذا لتعودي؟!
فقد طال البُعد، وجَفَّ الغُصن
فلا يأتي رمضان إلا مرة في العام
ومالي أرى رمضان يتلوه آخر؟!
وساعات الانتظار تتزايد؟!
واليأس يَدُبُّ في قلبي؟!
وارتدت عيوني وشاح المطر؟!
فترفقي بي، وعودي؛ فسوف أتجاهل قسوتك
وأقتلع خنجرك من ظهري، وأمحو خطاياك
وأتلَمَّسُ لكِ الأعذار، وأكتمُ صرختي
تعالي...ستغني فيروز من أجلي وأجلِك
لقد وَعَدَتنِي بذلك؛ فكم تشبهها السماء
لولا أنها ازدانت بالنجوم، وهي معشوقةُ القمر
وأنتِ يا فتنتي عبقُ الدلالِ الأنيق
وصهيل الأنوثة المجنونة
التي ربطت شوقي بعينيها
ثم رحلت!!

للمزيد من مواضيعي