تحليل ( عصي الدمع ) لنص ( نبيل محمد ) نســــيت أن أنــــــام

تحليل ( عصي الدمع ) لنص ( نبيل محمد ) نســــيت أن أنــــــام

نســــيت أن أنــــــام

فهبني ذاكرة لا تشي بمن ناموا

خذ الضوء من عيني

ما كففت به طرق الهذيان

وهبني في الانتظار ميلادا آوي إليه

إلى درب العابـرين..

إلى مهد الطامحين..

الذاهبون لحدائق الشمس..

فلا جدوى من السكوت في حضرة النسيان

ولا جدوى من أن تتفتح العروق في الطرقات

وحيدًا أشرب دمعتي..

وأصطدم بعطرك الجذاب..

و يذوب الجسد في ارتعاش الريح الحنونة

وجهي الأن أَشهى من صيف يحترق من غير لهب

يضربُ من الغُبرة إلى الحمرة..

إلى الأبحار في الخيال...

فيا أيها النائح على تأبين الروح..

أخرجني من قسوة عنادك..

وارميني بالغيب على غصن التراخ

فمن قال لك أن للشوق سبب للتوضيح

وأَن الحب مشى في طريق السهد كي يستريح

أنت من أخذني أبعد من السماء

ورماني في جرار السراب..

كما لو أن الأرض سويت من ثمار فاكهتك

إذا ما جاع أهلوها قسّموها على الغرباء والمارة

فهموا بالسكينة وذبحوا راحة البال

لا شأن لك بأرض الأحباب..

ولا شأن للهاربين خفافا في زقاق الحرية

النهر أدرى إلى أين يكون المصب

هي البلاد حين تخلع العباد..

تعلقهم على جذوع الطين التي ما نبتت

فأفزع إلى راحلتي لتسير بي حيث طريق الأمل

يَا هَيَاهُ..

مالت بنا الطريق إلى غير ذي طريق

فشربنا مواويل البحار المالحة

ورعاة المنارات ما انتبهوا للغريق

هي لغة العيون تراقص الجفون

تفضي إلى ترف الأحباب..

فلا سبيل لفجر الضياء..

فالسهد طريق مستبد مبهم

يتساقط كالرعد المجهول

في الغيب...

في الريب...

في الدفاتر...

تتكاثر الفواصل

تفج الغلاف فجاجا للريح

فتتمرغ الظنون من مغزلها إلى منزلها

كم قريبا أيها البعيد..

وكم بعيدا أيها العنيد..

إذ تحنو أو تسود نحونا..

نمشي على هون أصابعنا..

ما أثمرت الحياة من رحم يديك

وما أتم الحب اكتمالك

بقلمي نبيل محمد

وحصري

للمزيد من مواضيعي