آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ذاكرْ يا ترى (فعالية اترك مساحة للتعبير)
أمّا هذا اليوم، فتمنّيتُ لو أنّني فقدتُ الذاكرة، أو فتحتُ يديّ وأطلقتُ منّها كلّ نُدبة ظاهرة، وكلّ ما تمنّيتُهُ انْدَثر بقساوةٍ. وخُيِّل لي أنّني أُصِبتُ برجوع كلّ الذكريات هذه اللحظة، فبدَت الحياة أشدّ قسوَة. أُغمغِم مع صوتٍ قديم "اتت الظروف وفرقتنا فجأةً وبلا وداع أبعدتني عنك" فترجع الوعود والكلمات تنبسِط أمام وجهي بِلُؤمٍ كبير، ولَيس باليدّ حيلة غير أنْ أُغلق هذه النافذة وأتقوقَع في زاوية بعيدة عن كلّ حلم جاء مكسورًا، ومنبوذًا أيضًا. أمّا هذا اليوم، فتمنّيتُ لو أنّني فقدتُ الذاكرة، ورجعتُ إلى زمنٍ يُناشد السّعادة بحصّةٍ ضئيلة. وشعرتُ أنّني مُزدحمة بالذكريات، ووحيدة في آنٍ معًا، سِوى أنّني لستُ أعرف شيئًا في حياتي إلّا التّمنّي. أوّاهُ يا قلبي، فلستَ تموتُ ويظلُّ يُوْقَدُ مِنْ دَمِي الملكوتُ درويشةٌ في الروحِ تسقي غَيْمَهُ والصخرُ من دمعاتها مفتوتُ يدهُ على قلبي تماماً ربّما قلبي على يدهِ، ولا جبروتُ مَن يلوم الحياة على بقاء الذكريات عالِقة كنُدبة على يدٍ بيضاء، ومَن يُقنع الزهر بأنّه لاذنب للريح إنْ كانت الشجرة هزيلة؟ لا وقت عائدٌ، ولا زمان ولا أحد، وكلّ ماحدث يفتك بي هذه اللحظة، ويلوكني كقطعةِ لحمٍ فاسدة. ومن النافذة الصغيرة، ها هو الموت يُحدّق بي ويلوّح بكفهِ المشؤوم وكما يقول لوركا: "إذا مُتُّ.. ادفنوني في مهبِّ الرّيح" فلَيست قضيّة الموت هي التي تشغل البال هذه اللحظة، ولا حتى الفقد، لأنّ الذاكرة ابتلَعَت الأشخاص والصّور والعلاقات واللغة والمفردات، ورجعتُ مُفلِسة اليدين والذكريات، ولَم أخرجُ منها إلّا بإصبعٍ مغمَّس بالندم. منذ مدّةٍ طويلة لَم أقرأ أعمالًا كاملة، ولَم أكتب نصًّا جيّدًا أستطيع فيه أنْ ألعق الذائقة الأدبيّة فيه. أخبرني صديقي أنّ المتتبع لخطواتي يلحظ تباطئي الواضح، منذ مدّة لَم أكمل طريقًا كنتُ قد بدأته، فكلّ الطرقات وعِرة ولاشيء يُنال. ورضيتُ من الحياة بلحظةٍ سعيدة، ولكنّه شحّ الحياة، فقد أغدَقَت عليّ بحزنٍ شديد، ودموعٍ سيّالة.. وعدتُ مرّة أسألُ نفسي، لِمَ البُكاء؟ وكانت الضمّة في كلمة "بُكاء" تقرّر الجواب، وتفسِّر السبب. ألَيسَ عارًا على البشريّة بأنْ يموت إنسان بحاجة عناق! وكنتُ قد تدرّبتُ على الوحدة منذ زمن، وقايضتُ هذه الأيّام التي لا يُعوّل عليها بنصٍّ رديء، وأوراق بيضاء خالية، فحياة مثل هذه لا تستحقّ أنْ تُكتَب أو تُعاش. وكنتُ أتوقُ جدّا إلى حياةٍ أخرى، غير قابلة لليأس، وفقد الرّفاق الذين صرتُ أضعهم على أصابع اليدّ الواحدة، فعلى ماذا أبكي، ولاشيء يُكلّف نفسه عناء الركض وعناء الطّريق! ولأنّ الحياة شحيحة، قاسية وطويلة، وأعرف أنّني لَن أقرأ عملًا يحكي عن السّعادة، أو عن الفرح الموقوت، أو الهرب نحو الأحلام الورديّة. لأنّني ولأسبابٍ كثيرة فقدتُ القدرة على الحركة، وعلى الكتابة، وعلى الأملِ أيضًا. وهذا الأخير يُشعرني بالغثيان، وانكماشة المعدة، وتلبُّد الأحاسيس هو شيءٌ واحد يمكنني أنْ أعترف به، أنْ لا أُحبّ أحدًا، وأنْ أموت ولا اُتركُ لمَن أعرف غير نصوصٍ كثيرة وحزينة، وحنين إلى حياةٍ لَم أعشها، وفرحٌ أشتهيه.. لا الأرضُ تجمعنا ولا شكلٌ هنا بل ظلُّ وحيٍ دافئٍ وقنوتُ في دَمْعَةِ الرَيْحَانِ رقصةُ ضحكةٍ كَسَرَتْ سلاسلها، ففاحَ سُكوتُ قامت لترشفَ من يديهِ قصيدةً وتذوبَ، أشهى ما يذوبُ التوتُ حسناً حسناً يا مريم .. تستيقظين صباحاً بعد معركة ليلية -بينك وبين نفسك- عن ضرورة البداية بشيء جديد، كأن تشربي كوبا من القهوة وتستمتعي بسماع صوت "ذاكر با ترى"وتقرأي كتابا جديداً، بعد خيانة حبيبك لكِ أو شعورك بنقصٍ عاطفي؛ لأنّك بلا حبيب. وهذا ما تفعلينه في كل ليلة، تحلمين بتغيير روتينك قبل النّوم، مرّة تقولين سأصطاد حبيبا؛ حتّى لا أشعر بالوحدة، ومرّة تحلمين برغبة الانتقام من كل الرّجال، ومرّة يلجأ جسدك الممتلئ بجرعاتٍ من الحزن الإضافية إلى قصيدة أو أغنية، ولكن تبقين كما أنتِ بلا إنجاز يذكر، ألّا تبقين وحيدة بالنسبة لكِ أعظم إنجازا، قد تحصلين على شهادة في الفلسفة أو الطب أو الأدب وربما الهندسة، والكثير من الدورات في الطبخ والخياطة والسّباحة وركوب الخيل واستخدام الحاسوب، ومع ذلك شعورك الدّائم بالوحدة يلاحقك! ستُجربين كلّ الأشياء، وفي الحقيقة هذه الأشياء ذاتها التي تجربينها كل يوم، ربّما تضعين أحمر الشفاه، أو تطلين أظافركِ أو تخرجين في نزهة مع الأصدقاء، تعانقين والدة صديقتك المقربة وكأنها أمك، تكتبين شعراً جميلا، وتحصلين على القليل من الإعجابات، وتلتقطين صورة لكِ وأنتِ تبتسمين، محاولة أن تبرزي أنوثتكِ، هذه الأمور البسيطة هي من تشعرك أنّك ما زلتِ على قيد الحياة. تخدعين نفسك أنّ هذا الصّباح أجمل، وهكذا كل صباح، كل ذلك على سريرك، في غرفتك الصّغيرة، وما زلتِ بائسة، تحلمين بيومٍ جديد! على الهامش: اليوم كنت أتصفح الإنترنت وقرأت: "قادني إليك قدر وسرقك مني آخر وبين القدرين فقدت قلبي". مي زيادة تتحدث عن جبران بعد وفاته ... من قلب الهامش: من المؤسف أن يظل الحب على الورق داخل رسالة. إن أردت أن تعذب شخصاً اعشقه من بعيد.. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح "قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
آخر تعديل مريم يوم
11-04-2021 في 10:05 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يا فيضَ أُغنية ..( اترك مساحة للتعبير ) | بُشْرَى | سحرُ المدائن | 40 | 02-02-2023 10:45 PM |
هل أخبرتك قصتي ؟ ..(اترك مساحة للتعبير) | أوراق كادح | سحرُ المدائن | 17 | 12-04-2021 02:47 AM |
وقفات وارفة ، مشاركتي في فعالية اترك مساحة للتعبير | الغيث | سحرُ المدائن | 46 | 10-27-2021 08:04 PM |
الحلم المكسور (مشاركي في فعالية اترك مساحة للتعبير) | أحمد عدوان | سحرُ المدائن | 19 | 10-22-2021 06:26 PM |
تلاشي غيم مشاركتى في فعالية اترك مساحة للتعبير | عقل ال عياش | سحرُ المدائن | 7 | 10-21-2021 02:52 PM |