الكلام والحديث ...ليس هو حقيقة الانسان ....

الكلام والحديث ...ليس هو حقيقة الانسان ....

من نافذتين.... معكوستين ...
طل عني الوعي ...والجهل ....
فألصقت التهمة.... بالانسان ...
وهو الذي يتحمل.... تلك المفارقات ...
تحت شعار ...القدر ...والنصيب ...والبيئة الحاضنة ...
والمجتمع ...
لأن فوارق الوعي ...والفوارق الفكرية...
بين الانسان والانسان ...عصية على الفهم ..
مهما بلغت محاولاتنا لفهم الآخر...عن طريق كلامه..
وحديثه....
كلماتنا أحيانا ...تكون سوى ضجيج....
تغلف أعماقا... نخشى أن نبوح به....
أو.... حتى نواجهها بأنفسنا...
وتكون كذلك .... تشكل تمويه ...
واحداث مغالطات ....في فهم المستمع...
الحديث ...أحيا يكون محاولة الهروب... من ضوضاء دواخلنا...
والانسجام.... مع لحظة قائمة بذاتها ...
و الفهم... ليس هو سماع ما يقال فقط...
حيث مهما بدا الحديث ...عميقا وصادقا ...
لايمكن لمس ألألام الداخلية...وجردها ...
والحديث ...لايكشف دائما عن جوهر الانسان ...
بل أحيانا... يغطيه...
والكلمات... يمكن أن تكون وسيلة دفاع....
يحاول بها الانسان ...
الحفاظ بها على مسافة آمنة... بينه وبين الآخرين
وانسان هذا العالم ...يعج بالتفسيرات السطحية
التي تبعده ...عن فهم الحقيقة الجوهرية
نحن مخطئين ...حيث نظن أننا نعرف الآخرين
من منشوراتهم.... أو تفاعلاتهم العابرة
والحقيقة ما نعرفه... سوى ظل باهت لأعماقهم الحقيقية
ربما يكمن الفهم الحقيقي
في الانصات للصمت... أكثر من الكلمات
وفي ادراك ما لايقال أحيانا... أكثر أهمية مما يقال
وكل من يدعي أنه يفهم الآخر فهما يقينيا....فهو واهم ...
لآن ذلك الآخر.... ما يجعله انسانا ...
هو تلك الأسرار..... التي يحملها في داخله ..
والتي لن يفصح عنها أبدا ..
ليس لأنها مستعصية على الحديث..
بل لأنها ...لا تنتمي الى عالم اللغة...
عندما نحاول فهم شخص ما ...علينا أن نتخلى عن فكرة السيطرة
التي توحي بها الكلمات ...
فالفهم الحقيقي ..
لا يتحقق بالأسئلة المباشرة ...أو التفسيرات الجاهزة ...
بل بالتعايش ...مع غموض الآخر ..
واحترام ...مساحته الداخلية...
لأن الانسان.... مليئ بالتناقضات والصراعات ..
لهذا الحديث ليس...هو نحن الحقيقيون ...
هو يبدو ..وسيلة تواصل مع الآخر ...
ويكون كذلك طريقة اخفاء...ما لايراد أن يظهر..
لهذا لايمكن لأحد أن يتوهم... أنه مسيطر على الوضع ...
وأن له الادراك واليقيم ...في معرفة شاملة للنفس البشرية ...
ولولا هذا الغموض ...لما وقع الانسان في الخيانة ...وعدم الوفاء
وكل الأحزان ....التي تسبب فيها لنا ذاك الآخر ....
من قراءتنا الخاطئة... لنفسيته ...وشخصيته ..
وسيبقى الكلام ...ليس هو أنا ...
وليس هو أنت ....
وليس هو ...الآخر ....
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الغريب..
""""""""""""""

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

فلسفة راقية نعم
تدخل في طريقة فهم الشخصية وأبعادها
شكرا للجمال هنا أخي الغريب
طبت وطابت روعاتك

الرجل الغريب ,النقاء معجبون بهذا

موضوع مميز من قلم مثقف
منقول بفائدة
من تميز لآخر

الرجل الغريب معجب بهذا