أمين صندوق ( قصة قصيرة ) - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

 ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .

.....
» يومٌ من عمري «  
     
 


آخر 10 مشاركات مونتاج غيمة سكنت روحي إهداء للأستاذة بدرية العجمي       الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )       همس النسيم       هدية شكر ل آل المدائن على الترحيب.....       أمونة مونتاجي       رحلتي إلى جزر فرسان 5 … بعدستي       أناقة..       فَضفضتِي بكَ ستكُون هُنا .!       مفترق الطرق..!!       و صايا..      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



أمين صندوق ( قصة قصيرة )

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-24-2024, 11:59 AM
المهندس غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل : May 2024
 فترة الأقامة : 188 يوم
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم : 27815
 معدل التقييم : المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute المهندس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي أمين صندوق ( قصة قصيرة )












أمين صندوق
قصة قصيرة

يجلس خلف مكتبه، يلتفت إلى اليسار، ويتساءل في نفسه عن كيفية حمل هذه الخزنة إلى الدور السابع، رغم وزنها الثقيل وحجمها الضخم ..!؟؛ فتعييه الإجابة.

يقلب في نغمات هاتفه النقّال، يفكر في اختيار رنة جديدة لزوجته ..
( حبيبي ولا على باله .. ) يتمتم " لا .. لا .. لا .."
( جباااار .. جباااار .. ) يتمتم " نعم .. هذه هي "

يخلع خاتمه من بنصره الأيسر، يدحرجه على المكتب ويخاطبه في دعابةٍ
( أتراك الخاتم رقم ثلاثة أم أربعة ..؟! )
فيقفز وجه زوجته أمامه في غضبٍ ( لن أسامحك إن أضعته هذه المرة )؛ يبتسم.

يقطع ابتسامته دخول مديره ( عبد المنتقم ) إلى مكتبه، يرتبك، يسقط الخاتم على الأرض، يتدحرج، يستقر تحت حامل الخزنة الحديدي.
يقف في احترامٍ لمديره، وينصت في اهتمامٍ لكلماته، ويومىء في طاعةٍ لأوامره.

تتسارع وتيرة العمل، والموظفون يصطفون أمامه، يثرثرون، يقهقهون في سعادةٍ؛ لا يراها سوى في اليوم الأول من كل شهر.

يحاول أن يصرف فكره عن ذلك المستقر تحت الخزنة؛ مخافة أن يدفع عجز عهدته من جيبه الخاص.
يلاحظ الموظفون ارتباكه، وانعدام مزاحه على غير عادته، بيد أن فرحتهم بالزيادة التي كانوا ينتظرونها؛ شغلتهم عن سؤاله.

يغادر آخر الموظفين، فيسرع في إقفال باب مكتبه، وباب خزنته، وينبطح على الأرض في صعوبةٍ؛ يلعن كرشه، ويتمتم " ليتني كنت أنحف ..! ".

يتلفت يمنةً ويسرة، ويجول بنظره أرجاء المكتب، يبحث عن أداةٍ نحيفة طويلة، تسعفه في التقاط خاتمه، وفي النجاة من غضب زوجته، الذي كلفه هديةً ثمينة لغفرانها في المرة الأخيرة..
فيرتد إليه بصره خاسئاً.

يطرق الساعي ( العم صالح ) باب مكتبه، ويستأذنه في الانصراف، فيأذن له من خلف الباب، ويطلب منه إطفاء أنوار الشركة.

تقترب الساعة من الثامنة مساءً، فيرن هاتفه النقّال؛ يغص بريقه حين يرى رقم زوجته، لا يجيب..
يكتب على عجلٍ رسالةً نصية " هناك جرد مفاجىء؛ أحادثكِ لاحقاً "

يسمع صوت باب الشركة يُقفلْ، يفتح باب مكتبه بهدوء، ويعجل في مشيته نحو المطبخ، يُفتش في انهماكٍ داخل خزاناته، فلا يجد إلاّ أكواباً، وبضع ملاعق، وخزينا.

يحرث رأسه فكراً؛ تلمع عيناه، يسرع إلى مكتب المدير، يُشعل النور، يحصد مسطرةً طويلة كان يستخدمها في شرح خطة العمل لرؤساء الأقسام، يبتسم في ظفرٍ، ويقفز بها إلى مكتبه، ثم ينبطح تارةً أخرى ويعمد إلى مسطرته، يمدها في حرصٍ أسفل حامل الخزنة، فيُخطىء هدفه، ثم يعيد الكرة المرة تلو الأخرى، وخاتمه يتمنع عنه.
يكيل الشتائم له، ولزوجته التي أعادت اتصالها للمرة الثانية، ثم أتبعتها برسالةٍ نصية " بابا و ماما في الطريق إلينا؛ لا تنس العصير ..! "

يلقي بجسده الثقيل على الكرسي والعرق يتصبب من جبهته؛ يمسحه بباطن كفه في غضبٍ، وحدقتا عينيه تزداد حيرةً واتساعا.

عقارب الساعةِ تقترب من التاسعة، وما يزال قابعاً في حيرته، يقطعها صوت مفتاحٍ يدور في فلك باب الشركة؛ يوجس خيفةً، تصطدم رجله بطرف المكتب، يكتم ألمه؛ يقفل باب مكتبه، يضع أذنه على الباب؛ يسترق السمع.

يحاول أن يهتدي إلى صوت أحدهما، كأنه صوت العم " صالح " يحادث أحدهم..!
يطفىء النوربسرعةٍ، ويختبىء خلف مكتبه كفأرٍ وقع في مصيدةٍ، بغير ذي ذنب.

يفكر في صمتٍ عن سببٍ مقنع لبقائه حتى الساعة، ويستعيد بذاكرته سيرة أمين الصندق السابق، وكيف انتهى به الأمر إلى السجن بعد اختلاسه مبلغاً يكفي لشراء بيتٍ وسيارةٍ فارهة.

يسمع طرقاً على البابِ، يكتم أنفاسه، وكلمات العم " صالح " أصبحت أكثر وضوحاً في مسمعه ..
( انظر سيد " عبد المنتقم " .. مكتبك مضاءةٌ أنواره، وأقسم لك بأنه كان مرتبكاً، و .. )
( اصمت .. ! أتيت بي إلى هنا من أجل تكهناتك السخيفة، و .. )

يقطع حوارهما رنة هاتفه ( جباااار ... جبااار ... )

.
.

حين كان يهمُّ بدخول سيارة الشرطة، سمعه المتجمهرون يصيح ( من أجل الخاتم، والله من أجل الخاتم ..! )



ع . ب
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : أمين صندوق ( قصة قصيرة )     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : المهندس





 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين

رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 12:12 PM   #2


الصورة الرمزية الْياسَمِينْ
الْياسَمِينْ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 880
 تاريخ التسجيل :  Aug 2023
 أخر زيارة : يوم أمس (10:55 PM)
 المشاركات : 94,341 [ + ]
 التقييم :  1961581
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )





 
 توقيع : الْياسَمِينْ



رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 12:17 PM   #3


الصورة الرمزية الْياسَمِينْ
الْياسَمِينْ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 880
 تاريخ التسجيل :  Aug 2023
 أخر زيارة : يوم أمس (10:55 PM)
 المشاركات : 94,341 [ + ]
 التقييم :  1961581
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



فيقفز وجه زوجته أمامه في غضبٍ ( لن أسامحك إن أضعته هذه المرة )؛ يبتسم.

قراءة أولية صافحتها ابتسامة عريضه
فك نفسك منها هذه المرة ههههه
زميلي وصديقي الناقد المهندس
هذه القراءة لا تكفي
سأعود حتما فمثلك يستحق القراءات


 
 توقيع : الْياسَمِينْ


التعديل الأخير تم بواسطة الْياسَمِينْ ; 08-24-2024 الساعة 12:23 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-29-2024, 10:11 AM   #4


الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2024
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم :  27815
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ مشاهدة المشاركة
فيقفز وجه زوجته أمامه في غضبٍ ( لن أسامحك إن أضعته هذه المرة )؛ يبتسم.

قراءة أولية صافحتها ابتسامة عريضه
فك نفسك منها هذه المرة ههههه
زميلي وصديقي الناقد المهندس
هذه القراءة لا تكفي
سأعود حتما فمثلك يستحق القراءات
سعيدٌ بأنها قد رسمت الابتسامة على محياكِ
وفي انتظار أن تعودي بكامل صحتكِ وأناقتكِ الصديقة الرائعة الياسمين

كل التحية


 
 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين


رد مع اقتباس
قديم 08-29-2024, 10:09 AM   #5


الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2024
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم :  27815
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ مشاهدة المشاركة

تعودين لنا بألف خير أ. الياسمين

كل التحية


 
 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين


رد مع اقتباس
قديم 08-24-2024, 08:55 PM   #6


الصورة الرمزية النقاء
النقاء متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 302
 تاريخ التسجيل :  Jan 2021
 أخر زيارة : اليوم (12:20 AM)
 المشاركات : 3,106,484 [ + ]
 التقييم :  755303
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



الله اديبنا الكبير المهندس

مسكين من كل الطرق مقفله لديه
يحاول تصحيح الخطأ من تلقاء نفسه
ويعود الي ارتكاب أخطاء اخرى
يحاول ان يستشعر بأهمية زوجته
ولكن يفكر بخلع الخاتم
تخبط في أفكاره حتى اصبح يشعر
كأن الشرطة تحاصره
يكفى انه امين الصندوق
وعلى نفسه تأبى السرقة

قصة جميلة متسلسلة
فيها معاني الصراعات لمجال الحياة

جميل ماتكتب يالمهندس
ولك اسلوب في سرد القصة
بطريقة ممتعة وجميلة ورائعة
ابدعت وآكثر

شكراً لروحك الجميلة هنآ


 
 توقيع : النقاء



هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم 08-29-2024, 10:13 AM   #7


الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2024
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم :  27815
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء مشاهدة المشاركة
الله اديبنا الكبير المهندس

مسكين من كل الطرق مقفله لديه
يحاول تصحيح الخطأ من تلقاء نفسه
ويعود الي ارتكاب أخطاء اخرى
يحاول ان يستشعر بأهمية زوجته
ولكن يفكر بخلع الخاتم
تخبط في أفكاره حتى اصبح يشعر
كأن الشرطة تحاصره
يكفى انه امين الصندوق
وعلى نفسه تأبى السرقة

قصة جميلة متسلسلة
فيها معاني الصراعات لمجال الحياة

جميل ماتكتب يالمهندس
ولك اسلوب في سرد القصة
بطريقة ممتعة وجميلة ورائعة
ابدعت وآكثر

شكراً لروحك الجميلة هنآ

أ. النقاء

سرني إذ نالت هذه القصة استحسانكِ
وممتنٌ لتواجدكِ وكلماتكِ الطيبة

لا حرمكِ الله البهاء
كل التحية


 
 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين


رد مع اقتباس
قديم 09-01-2024, 08:10 PM   #8


الصورة الرمزية الْياسَمِينْ
الْياسَمِينْ متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 880
 تاريخ التسجيل :  Aug 2023
 أخر زيارة : يوم أمس (10:55 PM)
 المشاركات : 94,341 [ + ]
 التقييم :  1961581
 SMS ~
لوني المفضل : Indianred


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



أحيانا يقود الإصرار على أمر ما صاحبه إلى أسوء العواقب، ولعل في حكاية مصرع الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، حين رفض فتح كتاب الملك عمرو بن هندالقاضي بقتله، وأعرض عن نصيحة رفيقه وخاله المتلمس،خير شاهد على أن العناد وسوء التقدير والتمادي فيه قد يفضي إلى الموت أو السجن والفضيحة.
وإذا كان الشاعر المتنبي يرى أن الانشغال بالصغائر والمبالغة فيها من شيمة البسطاء ومحدودي الطموح في بيته الشهير:
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

فإن القاعدة الفقهية الدينية تربط الأشياء بمآلاتها، وتؤكد على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وإلا كانت النتائج سيئة مثلما ورد في قصة "أمين صندوق"،فالحرص الشديد على استعادة الخاتم رغم أهميته بالنسبة للزوجة، لا يقارن مع تهمة محاولة سرقة خزنة الشركة، والتعرض للفضيحة والسجن.

وإذا كان العنوان هو العتبة الفنية الأولى للولوج إلى النص، وعلامة سيمائية فوقه تسلط الضوء عليه، أو تخلق الدهشة والتأثير الجاذب لفعل القراءة، فإنه في "أمين صندوق" يتكون من كلمتين مفردتين، ولا يتسم بالغموض والإيحاء، إذ يدل على وظيفة معلومة. إلا أن دلالته الإبداعية تتحقق من خلال المفارقة في المتن الحكائي ككل، حين يعجز البطل عن صيانة الأمانة (خاتم الزواج) ويعلق في صندوق أكبر(بناية الشركة).

تتعدد التعابير البلاغية والصور الفنية في النص (يقفز وجه زوجته أمامه- يحرث رأسه فكرًا- خاتمه تمنع عنه- كفأر في مصيدة…) ويتنوع أسلوبه بين السرد والحوار والوصف، منسجما مع الطابع النفسي الحاضر بقوة في القصة، واستخدام للأفعال في صيغة المضارع لخلق تأثير واعي، وشد انتباه القارئ، وإضفاء الحيوية على الحدث.

وإن اختيار مكان مغلق (مكتب في الشركة) يوحي بالضيق، ينمي القلق والاضطراب النفسي الذي يشعر به البطل. وهو ما يساهم فيه الزمان أيضا بتسارعه،وبوصفه فاعلا أساسيًا في الحدث، إذ أن الاتهام بمحاولة السرقة يعززه قدوم الليل وخلو الشركة من موظفيها.

أما الشخصية الرئيسية فتتميز بالتوتر وبالرهبة من شريكة الحياة ومدير الشركة، وتتصف بالتهور وسوء التقدير. في حين تحمل أسماء الشخصيات الثانوية دلالات تخدم فكرة النص، فالعم صالح، من الصلاح والاستقامة، يسارع إلى القيام بواجبه وإخبار المدير بإضاءة أنوار مكتبه في الليل… وعبد المنتقم شخص صارم يستدعي الشرطة ويردع بشدة أي محاولة للسرقة.

ويستعمل الكاتب بشكل مناسب تقنيات سردية متنوعة، منها الحوار الداخلي "المونولوج" والإضمار أو ما يُعرف بالإضمار السردي أو السرد المضمر القائم على بلاغة الحذف والإيجاز، لتسريع حركة السرد، بإسقاط فترة ممتدة أو وجيزة من زمن القصّة (يقطع حوارهما رنة هاتفه ( جباااار ... جبااار ...) حين كان يهمُّ بدخول سيارة الشرطة) وتقنية الاسترجاع من خلال الذكريات (ويستعيد بذاكرته سيرة أمين الصندق السابق …) ويعتمد على شحذ ذهن القارئ وإثارة فضوله ( النجاة من غضب زوجته…)
كما أن الحبكة متماسكة وتصاعدية في القصة، حيث ينمو الحدث ويتطور إلى ذروته.
أما نهايتها المفتوحة، فتتيح للقارئ الخروج بتأويلات مختلفة تنسجم وقراءته للنص.

فالقصة الذي تبتدئ بسؤال البطل عن كيفية نقل الخزنة الحديدية إلى الدور السابع، تنتهي بسؤال مضمر قد يطرحه المتلقي: كيف يستطيع أمين الصندوق إقناع الشرطة والآخرين بقصة الخاتم؟
وهما سؤالان يحملان نفس القدر تقريبا من صعوبة التصديق.

ويوظف النص كذلك بذكاء أغنية "حبيبي ولا على باله"لعمرو دياب وأغنية "جبار" لعبد الحليم حافظ للإشارة إلى علاقة البطل بزوجته، والتي يطبعها من وجهة نظره تسلط الأخيرة. رغم أن ارتداء الخاتم في البنصر يعد لدى شعوب مختلفة وفي كثير من الثقافات رمزا للخطوبة والزواج، إذ يُعتقد أن في البنصر عروق مرتبطة بالقلب، وبالتالي فهو تعبير عن الارتباط والحب، لذلك فحرص الزوجة على محافظة الزوج على الخاتم دليل على حبه لها.

كما أن البطل الذي كلف بحفظ خزنة مال الشركة لم يفلح في الحفاظ على خاتم الزواج لعدة مرات، وفي آخرها راكم أخطاء جعلته في دائرة الشبهة والاتهام، لذلك فهو مستهتر غير جدير بحمل لقب أمين. واللبيب الحازم من يتدبر الأمر من كل وجوهه، أو كما يقول جورج برنارد شو:
الشخص الذكي حقا لا يخطو أي خطوة إلا بعد أن يحسب لها ألف حساب.
أخي وصديقي الجميل المهندس..
كنت قد انتهيت من التحليل
لكن الظروف الصحية حالت بيني وبين نشره
تقبل تحليلي _ وقت الألم_. هههه
ولاحظ الاختلاف


 
 توقيع : الْياسَمِينْ



رد مع اقتباس
قديم 09-01-2024, 11:17 PM   #9


الصورة الرمزية محمد علي هادي مدخلي
محمد علي هادي مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 11-04-2024 (11:19 AM)
 المشاركات : 26,004 [ + ]
 التقييم :  56547
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ مشاهدة المشاركة
أحيانا يقود الإصرار على أمر ما صاحبه إلى أسوء العواقب، ولعل في حكاية مصرع الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، حين رفض فتح كتاب الملك عمرو بن هندالقاضي بقتله، وأعرض عن نصيحة رفيقه وخاله المتلمس،خير شاهد على أن العناد وسوء التقدير والتمادي فيه قد يفضي إلى الموت أو السجن والفضيحة.
وإذا كان الشاعر المتنبي يرى أن الانشغال بالصغائر والمبالغة فيها من شيمة البسطاء ومحدودي الطموح في بيته الشهير:
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

فإن القاعدة الفقهية الدينية تربط الأشياء بمآلاتها، وتؤكد على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وإلا كانت النتائج سيئة مثلما ورد في قصة "أمين صندوق"،فالحرص الشديد على استعادة الخاتم رغم أهميته بالنسبة للزوجة، لا يقارن مع تهمة محاولة سرقة خزنة الشركة، والتعرض للفضيحة والسجن.

وإذا كان العنوان هو العتبة الفنية الأولى للولوج إلى النص، وعلامة سيمائية فوقه تسلط الضوء عليه، أو تخلق الدهشة والتأثير الجاذب لفعل القراءة، فإنه في "أمين صندوق" يتكون من كلمتين مفردتين، ولا يتسم بالغموض والإيحاء، إذ يدل على وظيفة معلومة. إلا أن دلالته الإبداعية تتحقق من خلال المفارقة في المتن الحكائي ككل، حين يعجز البطل عن صيانة الأمانة (خاتم الزواج) ويعلق في صندوق أكبر(بناية الشركة).

تتعدد التعابير البلاغية والصور الفنية في النص (يقفز وجه زوجته أمامه- يحرث رأسه فكرًا- خاتمه تمنع عنه- كفأر في مصيدة…) ويتنوع أسلوبه بين السرد والحوار والوصف، منسجما مع الطابع النفسي الحاضر بقوة في القصة، واستخدام للأفعال في صيغة المضارع لخلق تأثير واعي، وشد انتباه القارئ، وإضفاء الحيوية على الحدث.

وإن اختيار مكان مغلق (مكتب في الشركة) يوحي بالضيق، ينمي القلق والاضطراب النفسي الذي يشعر به البطل. وهو ما يساهم فيه الزمان أيضا بتسارعه،وبوصفه فاعلا أساسيًا في الحدث، إذ أن الاتهام بمحاولة السرقة يعززه قدوم الليل وخلو الشركة من موظفيها.

أما الشخصية الرئيسية فتتميز بالتوتر وبالرهبة من شريكة الحياة ومدير الشركة، وتتصف بالتهور وسوء التقدير. في حين تحمل أسماء الشخصيات الثانوية دلالات تخدم فكرة النص، فالعم صالح، من الصلاح والاستقامة، يسارع إلى القيام بواجبه وإخبار المدير بإضاءة أنوار مكتبه في الليل… وعبد المنتقم شخص صارم يستدعي الشرطة ويردع بشدة أي محاولة للسرقة.

ويستعمل الكاتب بشكل مناسب تقنيات سردية متنوعة، منها الحوار الداخلي "المونولوج" والإضمار أو ما يُعرف بالإضمار السردي أو السرد المضمر القائم على بلاغة الحذف والإيجاز، لتسريع حركة السرد، بإسقاط فترة ممتدة أو وجيزة من زمن القصّة (يقطع حوارهما رنة هاتفه ( جباااار ... جبااار ...) حين كان يهمُّ بدخول سيارة الشرطة) وتقنية الاسترجاع من خلال الذكريات (ويستعيد بذاكرته سيرة أمين الصندق السابق …) ويعتمد على شحذ ذهن القارئ وإثارة فضوله ( النجاة من غضب زوجته…)
كما أن الحبكة متماسكة وتصاعدية في القصة، حيث ينمو الحدث ويتطور إلى ذروته.
أما نهايتها المفتوحة، فتتيح للقارئ الخروج بتأويلات مختلفة تنسجم وقراءته للنص.

فالقصة الذي تبتدئ بسؤال البطل عن كيفية نقل الخزنة الحديدية إلى الدور السابع، تنتهي بسؤال مضمر قد يطرحه المتلقي: كيف يستطيع أمين الصندوق إقناع الشرطة والآخرين بقصة الخاتم؟
وهما سؤالان يحملان نفس القدر تقريبا من صعوبة التصديق.

ويوظف النص كذلك بذكاء أغنية "حبيبي ولا على باله"لعمرو دياب وأغنية "جبار" لعبد الحليم حافظ للإشارة إلى علاقة البطل بزوجته، والتي يطبعها من وجهة نظره تسلط الأخيرة. رغم أن ارتداء الخاتم في البنصر يعد لدى شعوب مختلفة وفي كثير من الثقافات رمزا للخطوبة والزواج، إذ يُعتقد أن في البنصر عروق مرتبطة بالقلب، وبالتالي فهو تعبير عن الارتباط والحب، لذلك فحرص الزوجة على محافظة الزوج على الخاتم دليل على حبه لها.

كما أن البطل الذي كلف بحفظ خزنة مال الشركة لم يفلح في الحفاظ على خاتم الزواج لعدة مرات، وفي آخرها راكم أخطاء جعلته في دائرة الشبهة والاتهام، لذلك فهو مستهتر غير جدير بحمل لقب أمين. واللبيب الحازم من يتدبر الأمر من كل وجوهه، أو كما يقول جورج برنارد شو:
الشخص الذكي حقا لا يخطو أي خطوة إلا بعد أن يحسب لها ألف حساب.
أخي وصديقي الجميل المهندس..
كنت قد انتهيت من التحليل
لكن الظروف الصحية حالت بيني وبين نشره
تقبل تحليلي _ وقت الألم_. هههه
ولاحظ الاختلاف
راقت لي جدا هذه القراءة الانطباعية المختلفة


 
 توقيع : محمد علي هادي مدخلي



رد مع اقتباس
قديم 09-02-2024, 08:40 PM   #10


الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2024
 أخر زيارة : 10-31-2024 (07:27 PM)
 المشاركات : 24,248 [ + ]
 التقييم :  27815
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أمين صندوق ( قصة قصيرة )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علي هادي مدخلي مشاهدة المشاركة
راقت لي جدا هذه القراءة الانطباعية المختلفة

كذلك أنا ..
وقد أفردت أختي الياسمين موضوعاً رائعاً لهذه القراءة في بقعة ضوء ..
هنا
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=15612

كل التحية



 
 توقيع : المهندس

فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صندوق الأسرار / .. ملاذ مقهى المدائن 52 10-25-2024 04:40 PM
حفظت عظامه في صندوق زجاجي فاطمة ظِلال وارفة 2 02-19-2023 08:32 PM
بالفيديو أمين عسير يتعرض لهجوم قرد بابون والأخير يرد:هاجمت الشخص الغلط الغارس ظِلال وارفة 1 02-12-2023 05:04 PM
أهلا بك يا مطر أنرت المدائن ياعمر أمين مدائن البوح أرواح أنارت مدائن البوح 8 11-05-2021 02:19 AM

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:35 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas