قبس من نور ( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم ) ( يمنع المنقول ) |
( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم )
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
العِتاب
السلام عليكم ورحمة الله سادتي الأكارم /
كثيراً ما تجتاحنا سيول " العتاب " ، من قريبٍ وحبيب ، نُكن لهم عظيم الحب الوّثاب ، غير أن الحال يُقلق البال ، ويدق جرس الوبال ، إذا ما بات حديث الساعة ، الذي لا يفارق اللسان ، لسان ذاك المُعاتِب المُلتاع ، ففي كل مرة يُبدي لسان العتاب على أدق الأمور ! من غير سماع الأعذار ، محتجاً بذاك الفعل ذاك " الحرص " عليه ، كي لا يصيبه شرر الضُر ، والوقوع في براثن المثالب القِفار . هو يأخذ بقاعدة : " ما يشره عليك غير بو يحبك " . _ لا يعتب عليك غير الذي يُحبك _ وهو : يبرر لنفسه العذر _ المُعاتِب _ من غير أن ينظر لحال من يُعاتب ، وحجم المعاناة التي يتجرعها غصصاً ، لتدكدك مشاعره ، وتضعضع الوثوق بنفسه ، وبذاك السلوك الذي يبديه ويعتنقه . حتى : أصبح كَظِله ، وأنفاسه يُحصيها له ، ويعدها له عدا ! حتى ضج صاحبه وضاق بذاك ذرعا !! ولكن : من غير أن يُبديها له ! _ ذاك المُعاتَب _ وأسرها في نفسه ، وجعلها في قلبه سرا ! ليَسيرَ : ذاك المُعاتِب على فعله وطبعه ، لا يوقفه عند حده قول : " كَفى " ليصطلي المُعاتَب نار الضيق من غير أن يستضيق ويرفع عنه ما لا يطيق ! وهنا يبرز السؤال : في هذا الحال أما كان الأولى أن ينطق ذاك المُعاتَب ويبدي ما اختلج في قلبه من ضيق ؟ كي : يتخلص من محاكم المُساءلة ، والتفتيش . هو ذاك الأسلوب الذي يفتقر إليه الكثير منا ! وفي العتاب : تكون الضرورة للأخذ به _ الأسلوب _ بعين الاعتبار كونه يمس المشاعر المكنوزة في قلب من نُعاتِب ، فتلك مسألة عميقة ودقيقة ، فلربما يكون منها الانفصام والابتعاد ، والهجر الذي يسلخ كل الحب والوئام . من هنا : يحتاج المُعاتِب للعامل المساعد من أجل احتواء ردة الفعل من " يُعاتِب وذلك ب " انتقاء وتحري الوقت المناسب " ليكون القبول والتقبل هي نتيجة ذاك العتاب " ليكون العتاب بمثابة التذكير لإصلاح القاصر الذي يُحجم الوصال والتواصل بين هذا وذاك " . وتلكَ الجرعة في العتاب : تحتاج لماهر يتحسس ، ويزن الأمور بميزان ، لتكون كفتيه : مُعرِّفة لحال صاحبه ، وعن مدى تقبله ، والمِقدَار الذي يطيق تحمله . كي : " لا يفقد من معزته ، ويقصيه عن دربه ، ويخرجه من حياته ومودته " . عن تلكم الصراحة : هي كلمة دوماً أكررها في كل مناسبة ؛ لو أننا اتخذنا " التماس العذر " و " وحسن الظن " لنا منهج حياة ، ويضاف إليهما تلك المصارحة ، لتلاشت الحزازات ، ولأفلت الخصومات ! غير أننا في ذات الوقت : نحتاج لثقافة عالية تراعى فيها النفسيات ، وتُستدعى حيالها المهارات التي لا تحتاج لعظيم خبرات ، لأنها تندرج في مراتب السليقة والعادات ، فقط نحتاج لضبط الأمور ، وانتقاء الألفاظ والأوقات المناسبات ، من أجل ضمان النتيجة المرجوة ، لكسب الحاسم من إنجاز ، وتحقيق تلكم الأهداف . قلتم : " قناعتي تؤمن بأن العتاب من -المحبه- وما اجمله ذلك العتاب اللطيف الخفيف .. تسعد النفس به " . و جوابه : هو الأصل من ذاك العتاب ، غير أن الاقتناع يخص من نُعاتب ، حتى ولو تيقنَ جازماً بصدق ذاك ، غير أنه ضد المحاصرة وخنق الأنفاس ، وتوالي العتاب في كل الأحوال ، من هنا : كان لزاماً أن نُراعي الأنفس ، وأن لا نَختبر صبرها ، أو نَغتر بمحبة من نُعاتب ، ل أن " للصبر حدود والعاقبة لا تخطر بعقل مخلوق " . تلك : الدقة ، وذاك الحرص على مشاعر من نعاتبهم ، لهي الموصلة لأغوار قلوبهم ، حين يجدون القول مرفوق بذاك الفعل ، وكأنهما تَعانقا بِانسجام ، من هنا : نحتاج لتلك المعرفة كما اسلفنا بحال ، وأحوال الآخر ،بحيث لا نكون سبباً يُضاف إلى أسباب ابتعاد ، أو ما نراها من فعال وأقوال تخرج ممن نوادد ، قد نفسرها أنها تناغي تبدل الحال . ما : أجمل تلقيكَ لذاك العتاب ، الذي تعده عربون مودة ومحبة ، متيقناً أنه لولا ذاك لما نطق لسانه وبنانه ليبدي صفحة عتابه ليكون الانتباه على ما سقط في طريق الوصول والاتصال بالارواح والاجساد التي لا تنعم بغير احتضان حروف من نحبهم لتسكن السعادة قلوبنا ونعيش الهناء . تفسيرك لذاك العتاب : هو ذاك الذي نفتقر إليه حين نستقبله بصدر رحب ، ولكن يبقى المقدار هو الذي يجب أن يُراعى كي لا تكون عادة وسجية لذاك المُعاتِب ، لأن التذمر سيطرق القلب والفكر ، لأن الذميم سيغدو هو الوجه الذي يراه في ذلك المُعاتَب . فهنالك : أناس تتركهم لما يمليه عليهم فكرهم وقلبهم ، لأنهم لا يرتبطون بنا غير بحرف العطف المجرد القابل للصرف ! أما الآخر منهم : فهم أولى بوابل الزخات من ذلك العتاب ، لأن القلب والوجدان ينفطران فرقاً ، لبعد اللقاء ، وقلة السؤال . أما عن اختلاف صور العتاب : يبقى الأريب الخبير هو من ينتقي أحسنها ، ويجافي قاسيها . كم هي جميلة تلكم العبارة : " العتاب فيه صفاء النفوس " . لأنها : تشف عن ذاك الاعلان لذاك الذي يعتصر منه القلب ألماً ، لذاك البعد الذي يهز كيان من يحبه ، وذاك الشوق الذي يأسره ويلفه . التوقيت : هو الأمر الدقيق ، ونقطة الفصل ؛ إما : أن تكون برد المياه لمجاريها ، وإما : أن يكون الانفصال وتنشيق روافد البقاء . معرفة طبائع من نُعاتب : بتلك المعرفة نستغني عن ذاك التردد في ابداء العتاب من باب : لعله و لعله ولعله !!! لتكون الاريحية ، والسكينة تكتنف المُعاتِب ، لتسري في قنوات الوداد . مراعاة ذاك المُعاتَب : كي لا يمل ويكل من ترادف الانتقاد فيكون الابتعاد عنا هو خير وسيلة لراحة البال من ذاك الكم من العتاب . مُهاجر للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
11-23-2022, 10:33 PM | #3 |
|
رد: العِتاب
.
. نعم مع اختيار الوقت المناسب والكلام المناسب في توجيه عتابنا للشخص وبطريقة ودية سلمت يا مطر كلام جميل |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|