(أمسية ما قبل النوم)

(أمسية ما قبل النوم)

وحينما تستقر بي الأقدار إلى حيث اللامكان اللازمان الى الوهم المؤرق حينما تنسرق من عيناي لذة المنام ،أقفز من سرير متجهاً نحو نافذة الحياة ،أقف متكئ على خيبتي ،أنظرُ إلى السماء آر القمر قد سُلب نصفه فأصبح هلالاً مبتسم، أبتسم له ومن ثم أنبس ببنت شفه قائلاً له: لاشيء هنا يدعو للبهجة، أخرجُ علبة سجائري داعياً بأن هناك على الأقل سيجارةً واحدة تشاركني أرق الساعة الثانية فجراً،أشعل لفافة التبغ وأستمتعُ بزفراتي المتكررة ومتأملاً صعود صدري وهبوطه،أحياناً يكون للحزن عندي رونقٌ ومهابة،أقضي على لفافةِ وأطفئها على مِنفضة إنكسارتي ومن ثم أبصقُ من النافذة كأنما كنت أعني بها هذا الوجود الليلي البارد ،وأدلف بخطىً مثقلة نحو مهجعي أزرع رأسي المشوّه على وسادتي وأغطي جسدي وأتمنى بذاك أن أستر ذاتي المنحنيه،وأطوي جسدي كالجنين وأضم قدماي بشدة فكأنما أتشبثُ بروحي لكي لا تهرب مني، فاشعر بمعركة صدري وأنينه،وبراكين راسي وصداعه، فأحسُ بأنينٍ يعلو ويصدح مِن أنفاسي المتقطعة،وأكتم كل ذاك لآلَ يشعر بي إنسانٌ أخر، فاضع داخل شفتاي* حرفُ غطائي ، وتبدأ دموعي تستاقط بثقلٍ وشموخ، ومع ذاك تزداد حرارة عيني ومن ثم أنكسرُ أمام كل هذا وأبكي كالمصاب بالجنون والعطش،حتى أنهار تماماً ،
فأعود لوحدتي المعتادة،وفي صدري قصصٌ لم أحكيِها،ومشاعرٌ لم أصفها،وأقدار أخفيها،وهكذا تنتهي أمسية يومي المعتاد* فأنحسر على ذاتي وأفكاري وخيباتي ودموعي وأنكساراتي،فأستسلم للكرى بروحٍ صافية غير مطمئنه ،تنتظر دوماً الاسواء، ومابين الصحو واليقظةِ أتمتمُ مُعزياً شبابي الرمادي بأنني:
لا زلت 
" متزنٌ وذكي وخائف

للمزيد من مواضيعي